أشادت العداءة الجنوب أفريقية كاستر سيمينيا، حاملة الذهبية الأولمبية مرتين في سباق 800م، الأربعاء بقرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي قضت بأنها كانت ضحية للتمييز، مؤكدة أن الحكم «ليس سوى البداية».
واستأنفت العداءة البالغة من العمر 32 عاماً أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ومقرها ستراسبورغ، بعد أن رفضت المحكمة العليا السويسرية استئنافها ضد قواعد الاتحاد الدولي لألعاب القوى التي تقضي بضرورة تناولها دواء لخفض مستويات هرمون التستوستيرون لديها إذا كانت ترغب في مواصلة المنافسات.
وقالت في بيان أصدره محاموها بعد يوم من صدور الحكم «العدالة قالت كلمتها ولكن هذه ليست سوى البداية».
ورفضت سيمينيا، المصنفة على أنها تملك «اختلافات في النمو الجنسي»، تناول الأدوية المخفضة لنسبة هرمون التستوستيرون منذ أن أدخل الاتحاد الدولي لألعاب القوى هذه القواعد في 2018.
نتيجة لذلك، حُرمت من المنافسة في مسافة 800م المفضلة لديها وتم توسيع القواعد في مارس (آذار) من هذا العام، ما يعني أنها لا تستطيع المنافسة في أي مسافة ما لم تأخذ دواء خفض هرمون التستوستيرون.
وقالت سيمينيا إن قرار الثلاثاء سيكون «مهماً لجميع الرياضيين والرياضيات في إثارة الشكوك حول قواعد مماثلة في المستقبل».
وأعربت عن أملها في أن يدفع الحكم جميع الهيئات الرياضية إلى «احترام كرامة وحقوق الإنسان للرياضيين الذين يتعاملون معهم».
وقالت من دون أن تلمح إلى خطواتها التالية «حقوقي انتهكت. مسيرتي تأثرت. كل ذلك ضار جداً، عقلياً وعاطفياً وجسدياً ومالياً»، علما بأن هذا الحكم لا يسمح لها بالعودة إلى المنافسات.
وأثارت سيمينيا، الفائزة بذهبيتين أولمبيتين وثلاثة ألقاب عالمية في سباق 800م، جميع أنواع التساؤلات حول الأندروجين المفرط الذي يؤدي إلى ارتفاع مستوى هرمون التستوستيرون.
بعد فوز مثير للجدل في بطولة العالم لعام 2009 عندما كانت تبلغ 18 عاماً فقط، قدّم الاتحاد الدولي لألعاب القوى بعدها بعامين، ولأوّل مرة، قواعد تسمح للرياضيات اللاتي يعانين من فرط الأندروجين بالمنافسة بشرط أن تكون مستويات الأندروجين أقل من تلك المسجلة للرجال.
لكن في عام 2018، ألزم الاتحاد الدولي لألعاب القوى الرياضيات، من خلال العلاجات الدوائية، بخفض مستويات هرمون التستوستيرون لديهن إلى أقل من 5 نانومول لكل ليتر من الدم لمدة ستة أشهر من أجل التنافس في الأحداث الدولية من 400م إلى ميل.
قوبل هذا القرار بامتعاض كبير في جنوب أفريقيا حيث تم تفسيره على أنه وسيلة «لإبطاء» سيمينيا التي لم تنجح في طعنها المقدّم في المحكمة ضد هذا القرار ولم تتمكن بالتالي من الدفاع عن لقب سباق 800م في مونديال الدوحة عام 2019، وعجزت عن تجاوز تصفيات سباق 200م المؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020، وفشلت في الوصول إلى نهائي 5 آلاف متر في مونديال يوغين 2022.