كيف غيّر سيتي موازين القوى في مدينة مانشستر؟

يايا توريه يصف كيف ساعد فريقه على تخطي «الخصم اللدود» في نصف النهائي قبل 12 عاماً

مانشستر سيتي ينهي 35 عاما من دون حصد ألقاب ويفوز بكأس إنجلترا عام 2011 بعد تخطي ستوك سيتي في النهائي (غيتي)
مانشستر سيتي ينهي 35 عاما من دون حصد ألقاب ويفوز بكأس إنجلترا عام 2011 بعد تخطي ستوك سيتي في النهائي (غيتي)
TT

كيف غيّر سيتي موازين القوى في مدينة مانشستر؟

مانشستر سيتي ينهي 35 عاما من دون حصد ألقاب ويفوز بكأس إنجلترا عام 2011 بعد تخطي ستوك سيتي في النهائي (غيتي)
مانشستر سيتي ينهي 35 عاما من دون حصد ألقاب ويفوز بكأس إنجلترا عام 2011 بعد تخطي ستوك سيتي في النهائي (غيتي)

كان يايا توريه هو أهم عنصر في مانشستر سيتي عندما تمكن الفريق بقيادة المدير الفني الإيطالي روبرتو مانشيني، من إنهاء السنوات العجاف التي امتدت لـ35 عاماً بدون الحصول على أي بطولة، بالفوز على ستوك سيتي بهدف دون رد في المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي عام 2011، والحصول على أول بطولة في ظل ملكية الشيخ منصور للنادي. كان النجم الإيفواري هو الذي سجل هدف الفوز بالمباراة التي أقيمت على «ملعب ويمبلي»، كما فعل الشيء نفسه في مباراة الدور نصف النهائي أمام مانشستر يونايتد، التي كانت بمثابة اللحظة التي بدأ فيها سيتي يزيح فيها جاره وغريمه التقليدي يونايتد من على عرش كرة القدم الإنجليزية.

توريه يحتفل بهدفه في فوز سيتي في نهائي 2011 (رويترز)

وكان توريه أيضاً ضمن التشكيلة الأساسية التي سحقت مانشستر يونايتد بستة أهداف مقابل هدف وحيد بعد ستة أشهر على ملعب «أولد ترافورد». والآن، وبعد مرور 12 عاماً، يسعى مانشستر سيتي للفوز على مانشستر يونايتد مرة أخرى على «ملعب ويمبلي»، لكن هذه المرة في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، وهي الخطوة الثانية ضمن محاولة مانشستر سيتي بقيادة جوسيب غوارديولا لتحقيق الثلاثية التاريخية وتكرار الإنجاز الذي حققه مانشستر يونايتد بقيادة السير أليكس فيرغسون عام 1999. انضم توريه إلى مانشستر سيتي قادماً من برشلونة، الذي كان يتولى تدريبه آنذاك غوارديولا، مقابل 24 مليون جنيه إسترليني في صيف 2010، بعدما حصل على لقب الدوري الإسباني الممتاز مرتين وفاز بالثلاثية التاريخية مع العملاق الكتالوني. يقول اللاعب الإيفواري السابق: «بمجرد توقيعي على العقد الجديد وانتقالي إلى مانشستر سيتي، بدأت أفكر في كيفية تغيير بعض الأمور - حاولت مساعدة الفريق بهذه العقلية الإيجابية، وعقلية الفوز على أرض الملعب، فضلاً عن احترافيتي ورغبتي في الفوز بالبطولات والألقاب».

ويضيف: «في تلك الفترة كان مانشستر يونايتد يمر بأوقات جيدة للغاية، وكان يحقق الفوز في المباريات كل أسبوع، وكان يفوز بلقب الدوري بسهولة، كما كانت تتفوق علينا العديد من الأندية الأخرى مثل تشيلسي وآرسنال. لذلك، عندما تأتي إلى بيئة جديدة وتلعب في دوري تنافسي بهذا الشكل، فيتعين عليك العمل بكل جدية من أجل التحسن والتطور، كما يتعين عليك أن تحاول القيام بعمل أفضل من المنافسين». ويتابع: «كان الفوز بهذه البطولة الأولى أمراً مهماً جداً. لقد فهم اللاعبون سبب مجيئي ورأوا العمل الشاق الذي كنت أقوم به. لقد كنت أعمل بلا كلل، لكي أكون صادقاً معك، وكنت ألعب بكل قوة في المباريات واحدة تلو الأخرى. كنت أرغب في رفع المعايير والتوقعات، وكنت أرغب أن يرى زملائي في الفريق مدى التزامي ورغبتي في التحسن».

وكان زميله في الفريق باتريك فييرا، الذي قاد آرسنال للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2003 - 2004 بدون أي خسارة. وسمح مانشيني لفييرا بأن يوجه كلمة للاعبي مانشستر سيتي في غرفة خلع الملابس قبل مواجهة يونايتد على «ملعب ويمبلي» في 16 أبريل (نيسان) 2011. يقول توريه عن فييرا: «لقد كان أحد أهم اللاعبين لدينا من حيث الخبرة وعقلية الفوز، وقد ألقى خطاباً عظيماً على اللاعبين في غرفة خلع الملابس قبل هذه المباراة. لا أستطيع أن أخبرك بما قاله بالضبط، لكننا جميعاً نتذكر الرسالة التي وجهها للاعبين، والتي كانت كالتالي: نعم، سنلعب أمام أحد الفرق الكبرى لكنها مباراة واحدة، ولا يتعين علينا أن نشعر بالخوف - إذا فزنا سنصعد للدور التالي، لكن يتعين علينا جميعاً أن نتذكر العمل الشاق الذي قمنا به للوصول إلى هذه المرحلة، ويتعين علينا أن نُظهر أن الفارق بين سيتي ويونايتد سيتغير».

يقول توريه عن هدف الفوز الذي أحرزه في مرمى إدوين فان دير سار بعدما استغل الخطأ الذي ارتكبه مايكل كاريك: «عندما ضغطت عليه، كنت أعلم أنه لم يرني وأنا ذاهب إليه. لقد توقعت ذلك الخطأ وحصلت على الكرة، وكان يتعين علي أن أتجاوز نيمانيا فيديتش. خرج فان دير سار من مرماه، وكان قوياً وضخماً، لكنني كنت أعلم أنه يتعين علي وضع الكرة من بين قدميه». ويضيف: «لقد احتفلنا بتلك المباراة أكثر مما احتفلنا بالفوز بالمباراة النهائية. لقد واصلنا الاحتفالات حتى ونحن نستقل القطار في طريق العودة. لقد كان الفوز في تلك المباراة بمثابة علامة على التغيير الذي كان يحدث. كان المسؤولون التنفيذيون معنا في القطار، وجاءوا إلى غرفة خلع الملابس لمشاركتنا سعادتنا. لقد كانوا يشعرون بأن التغيير قد بدأ يحدث بالفعل في سيتي. كما أدركت الجماهير هذا الأمر أيضاً. وبدأ الجميع في جميع أنحاء المدينة يدركون ذلك أيضاً. أتذكر أنه عندما كنت أذهب إلى المتاجر أو محلات البقالة فإن المشجعين، وحتى مشجعي مانشستر يونايتد، كانوا يتحدثون عن التطور الذي طرأ على مستوى مانشستر سيتي».

توريه (42) يحرز هدف فوز مانشستر سيتي في مرمى إدوين فان دير سار في قبل نهائي كأس إنجلترا عام 2011 (ب.أ)

أحرز توريه هدف الفوز على مانشستر يونايتد بقدمه اليمنى، ثم أحرز هدف الفوز في المباراة النهائية في الشهر التالي بقدمه اليسرى. وفور إطلاق حكم اللقاء صافرة نهاية المباراة النهائية، بدأت الحقبة الجديدة في تاريخ مانشستر سيتي. وجاءت العلامة التالية الأكثر أهمية على التحول في ميزان القوى في مباريات الديربي في الجولة الثامنة من موسم 2011 - 2012، حينما سافر مانشستر سيتي لمواجهة مانشستر يونايتد الذي كان يحتل المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. يقول توريه، الذي يعمل الآن مديراً فنياً لفريق الشباب بنادي توتنهام: «الشيء الذي جعل مانشستر يونايتد - النادي والمشجعين - يشعر بالمرارة هو أن المباراة انتهت بفوزنا بستة أهداف مقابل هدف وحيد. كان هذا مهماً جداً بالنسبة لنا. وبعد الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي، بدأنا نؤمن بأنه يمكننا الفوز على مانشستر يونايتد حتى على ملعب (أولد ترافورد) تحت قيادة فيرغسون، الذي يعد أحد أعظم المديرين الفنيين في تاريخ اللعبة. ملعب (أولد ترافورد) هو الملعب الأكثر شهرة حول العالم».

ويضيف: «كانت هذه النتيجة بمثابة صفعة على وجه جماهير مانشستر يونايتد، وحتى على وجه اللاعبين أمام فيرغسون. أتذكر أنني كنت أشاهد أبرز أحداث المباراة وكان من السهل رؤية وجه فيرغسون وهو شديد الاحمرار عندما ركزت عليه الكاميرا. لم يقل أي شيء، وكان يمكن رؤية تداعيات ما حدث في عينيه، وكأنه يريد أن يقول: يا إلهي، هذا شيء لا يُصدق!»، ويتابع: «لعبنا بشكل أفضل بكثير مما قدمنا في كأس الاتحاد الإنجليزي - فزنا في تلك المباراة بهدف دون رد لكنهم استحوذوا على اللقاء بنسبة كبيرة في الشوط الأول، ونجحنا في التسجيل من الفرصة الوحيدة التي سنحت لنا، ثم حصل لاعب مانشستر يونايتد بول سكولز على بطاقة حمراء، ونجحنا في استغلال ذلك. لكننا في المباراة التي أقيمت على ملعب (أولد ترافورد) حققنا الفوز بستة أهداف مقابل هدف وحيد. لقد فزنا عليهم في ملعبهم، وأمام أفضل مدير فني في العالم الذي جعل فريقهم رائعاً، وفزنا بنتيجة ستة أهداف مقابل هدف وحيد. هل هناك ما هو أفضل من ذلك؟»، والآن، يسعى مانشستر سيتي للفوز بالثلاثية التاريخية وتكرار إنجاز مانشستر يونايتد والفوز عليه في المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي، فهل يستطيع القيام بذلك، أم أن المدير الفني الهولندي إريك تن هاغ ولاعبيه سيكون لهم رأي آخر؟

*خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

ما قصة بيع الأمير عبد الله بن مساعد لنادي شيفيلد يونايتد؟

رياضة عالمية عبد الله بن مساعد المالك السابق لشيفيلد يونايتد (شيفيلد يونايتد)

ما قصة بيع الأمير عبد الله بن مساعد لنادي شيفيلد يونايتد؟

استُكمل، الاثنين الماضي، كونسورتيوم أميركي، بقيادة رجلي الأعمال ستيف روزن، وحلمي الطوخي، عملية الاستحواذ على نادي شيفيلد يونايتد.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو (رويترز)

بوستيكوغلو: توتنهام «بحاجة لتعزيز صفوفه» عند فتح سوق الانتقالات

أكد أنجي بوستيكوغلو، المدير الفني لفريق توتنهام هوتسبير، أن ناديه يخطط للدخول بقوة في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية شون ديتش (رويترز)

مدرب إيفرتون يحذر لاعبيه من انتفاضة مانشستر سيتي

يرفض شون ديتش، مدرب فريق إيفرتون، التقليل من شأن فريق مانشستر سيتي، الذي يعاني من تراجع نتائجه بشكل حاد في الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إيفان يوريتش (أ.ف.ب)

يوريتش: ساوثامبتون سيلعب على طريقة «الموسيقى الصاخبة»

قال إيفان يوريتش، المدرب الجديد لفريق ساوثامبتون، إنه سيحاول تطبيق أسلوب لعب مرتفع الكثافة والقوة؛ لقيادة الفريق المتعثر في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (ساوثامبتون)
رياضة عالمية نونو إسبيريتو سانتو (رويترز)

نونو سانتو يحذّر لاعبيه من «شهية» توتنهام التهديفية

حذّر مدرب نوتنغهام فوريست، البرتغالي نونو إسبيريتو سانتو، لاعبيه وطلب منهم الاستعداد لأي شيء عند استقبال توتنهام على ملعب سيتي غراوند، الخميس.

«الشرق الأوسط» (لندن)

شبكة «إس آي.كوم» تختار تركي آل الشيخ أبرز الشخصيات العالمية في «الملاكمة»

تركي آل الشيخ أحد أبرز الشخصيات في عالم الملاكمة بفضل تأثيره الكبير في تنظيم فعاليات رياضية ضخمة (حساب إكس لتركي آل الشيخ)
تركي آل الشيخ أحد أبرز الشخصيات في عالم الملاكمة بفضل تأثيره الكبير في تنظيم فعاليات رياضية ضخمة (حساب إكس لتركي آل الشيخ)
TT

شبكة «إس آي.كوم» تختار تركي آل الشيخ أبرز الشخصيات العالمية في «الملاكمة»

تركي آل الشيخ أحد أبرز الشخصيات في عالم الملاكمة بفضل تأثيره الكبير في تنظيم فعاليات رياضية ضخمة (حساب إكس لتركي آل الشيخ)
تركي آل الشيخ أحد أبرز الشخصيات في عالم الملاكمة بفضل تأثيره الكبير في تنظيم فعاليات رياضية ضخمة (حساب إكس لتركي آل الشيخ)

اختارت شبكة «إس آي. كوم» تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية، بصفته أحد أبرز الشخصيات في عالم الملاكمة خلال عام 2024 بفضل تأثيره الكبير في تنظيم فعاليات رياضية ضخمة ضمن «موسم الرياض»، حيث استطاع أن يُحدِث نقلة نوعية في مجال الرياضة العالمية.

وقد شهد «موسم الرياض» فعاليات غير مسبوقة جمعت بين الترفيه والمنافسات الرياضية، أدت إلى استضافة مباريات ضخمة جعلت من المملكة وجهة رئيسة لعشاق الملاكمة حول العالم.

أما في عالم الملاكمة بشكل عام، فقد كان عام 2024 عاماً مذهلاً، حيث شهد الكثير من اللحظات التاريخية والمباريات التي ألهبت حماس الجماهير، مثل أول نزال على لقب الوزن الثقيل الموحد منذ 24 عاماً، والاحتفال بالذكرى الخمسين لمعركة «رومبل في الأدغال».

من الأضواء الساطعة في الرياض إلى الجماهير الصاخبة في لاس فيغاس، سيُذكر عام 2024 بصفته عاماً مليئاً بالإنجازات غير المسبوقة. قدم «موسم الرياض» فعاليات استثنائية وصنع التاريخ بمواجهات ضخمة ألهبت حماس الجماهير. وفي الوقت نفسه، أثبت أبطال العالم المستقبليون قوتهم في أولمبياد باريس الصيفية.

وقد وصلت جهوده في عام 2024 إلى مستويات جديدة؛ مما أكسبه اعترافاً بكونه واحداً من أكثر الشخصيات تأثيراً في هذه الرياضة. وكحال أعظم الملاكمين، فإن آل الشيخ مدفوع بحب الوطن، حيث تأتي أهدافه الرياضية جزءاً من «رؤية السعودية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز السياحة.

ولكن التغلب على المنافسات الطويلة الأمد بين عمالقة التسويق والترويج مثل إيدي هيرن وفرانك وارين يتطلب الكثير من الجهد والإبداع.

لقد أظهر آل الشيخ مهارات التفاوض والقيادة خلف الكواليس لتقديم نزالات مميزة للجماهير، نزالات لم يكن الكثير يعتقدون أنها ممكنة. وبالإضافة إلى تنسيق النزالات، أبهرت استراتيجياته الترويجية المبتكرة الجماهير على مستوى العالم، حيث نجح هذا العام في جعل علامة «موسم الرياض» عالمية، من خلال تنظيم بطولات في لوس أنجليس ولندن وهما مدينتان تشتهران بإنتاج أكبر نجوم الملاكمة عالمياً.

هذا العام كان مدفوعاً بأشخاص شكَّلوا رياضة الملاكمة أولئك الذين قدموا لنا مواجهات لا تُنسى، ألهموا التغيير، ودفعوا حدود الملاكمة إلى آفاق جديدة من الإمكانات.

من المقاتلين إلى المروجين، والمدربين إلى رواد الإعلام، هؤلاء هم الأفراد الذين جعلوا عام 2024 عاماً مميزاً لرياضة الملاكمة. قائمتنا تحتفي بتأثيرهم ورؤيتهم وبصمتهم التي لا يمكن إنكارها على «الفن النبيل» الذي نحبه جميعاً.

راكان الحارثي: وإذا كنت متابعاً لعالم الملاكمة، ستعرف أهمية الدكتور راكان الحارثي لهذه الرياضة. بصفته مؤسساً ومديراً عاماً لشركة «صلة»، يعتبر الحارثي شخصية محورية في مشهد الملاكمة عام 2024. تحت قيادته، قادت «صلة» تنظيم «موسم الرياض» الطموح.

لعب الدكتور راكان وشركة «صلة» دوراً أساسياً في جلب أبرز أحداث الملاكمة إلى المملكة العربية السعودية، إلى جانب فعاليات في لوس أنجليس والمملكة المتحدة. أبرز هذه الأحداث كان النزال التاريخي بين أولكسندر أوسيك وتايسون فيوري، بالإضافة إلى مواجهة الوزن الثقيل الخفيف بين أرتور بيتيربييف ودميتري بيفول. كما تميز «موسم الرياض» بتنظيم «ليلة لاتينية» تاريخية لتكريم إرث الملاكمين اللاتينيين؛ مما يمثل إنجازاً غير مسبوق في آسيا.

هذه الفعاليات تعكس رؤية الدكتور راكان في دمج الرياضة بالترفيه، حيث لا تقتصر التجربة على الحلبة فقط، بل تشمل عروضاً ضوئية مبهرة، وحفلات موسيقية ومناطق تفاعلية للجماهير.

بيتر بييف

ومن بين المؤثرين العالميين الملاكم بيتر بييف الذي توَّج نفسه أول بطل وزن ثقيل بلا منازع في حقبة الأحزمة الأربعة، بعد أن أطاح تايسون فيوري في مواجهة ستظل خالدة في ذاكرة عشاق الملاكمة لعقود. وفي الوقت نفسه، شهدنا مواجهة من الطراز الرفيع بين أرتور بيتربييف ودميتري بيفول، حيث تفوقت قوة بيتربييف على مهارة بيفول في مباراة متقاربة تُوّجت بأول بطل لأحزمة الوزن الثقيل الأربعة. وكما هي العادة في عالم الملاكمة، لا يمر عام دون قرار مثير للجدل، وقد شهدنا ذلك أيضاً هذا العام.

ولا يزال تايسون فيوري واحداً من أكثر الشخصيات تأثيراً في عالم الملاكمة، سواء داخل الحلبة أو خارجها. في عام 2024، حافظ «الملك الغجري» على مكانته بصفته أبرز اسم في فئة الوزن الثقيل، بفضل قدرته التي لا مثيل لها على جذب انتباه جماهيري هائل لنزالاته. وجوده وحده يجعل أي حدث ملاكمة ظاهرة عالمية، كما رأينا في مواجهاته البارزة مع فرنسيس نغانو وأولكسندر أوسيك في عام 2023.

تايسون فيوري (رويترز)

فيوري يمثل علامة تجارية، كاتباً، ونجم تلفزيون الواقع. قلة في الرياضة يمكن أن تضاهي تأثيره، سواء خسر أو فاز.

فيوري واجه أوسيك في واحدة من أكثر نزالات الوزن الثقيل ترقباً في السنوات الأخيرة عام 2024. يُحسب لفيوري قبوله هذا التحدي الكبير، ويجب أن نتذكر أنه هيمن على أجزاء كبيرة من النزال، وكاد أن يُسقط أوسيك في لحظة ما، كما أنه تعافى بشكل رائع بعد أن كان قريباً من السقوط في الجولة التاسعة. رغم خطأ فريقه الذي أبلغه بأن النزال محسوم لصالحه قبل الجولة الـ12، تجاهل فيوري النصيحة وخرج ليحسم الجولة بنفسه.

خارج الحلبة، تستمر شخصية فيوري الصريحة والكاريزمية في جذب الجماهير. سواء من خلال حديثه الصادق عن صراعاته مع الصحة النفسية، أو تصرفاته الغريبة قبل النزالات، أو تأثيره الثقافي الواسع، يضمن فيوري أن تظل الملاكمة رياضة تحظى باهتمام كل من الجماهير العادية وعشاقها المتعمقين على حد سواء.

إيدي هيرن (د.ب.أ)

في عام 2024، عزَّز إيدي هيرن مكانته بصفته واحداً من أقوى المروجين في عالم الملاكمة. يُعدّ هيرن شخصية رئيسة في فئة الوزن الثقيل على وجه الخصوص، بفضل علاقته الوثيقة مع أنطوني جوشوا. كان أحد أبرز نجاحاته تنظيم نزالات عالية المستوى، بما في ذلك مواجهات جوشوا مع فرنسيس نجانو، أوتو فالين، ودانيال دوبوا.

لكن تأثير هيرن يتجاوز الحاضر؛ إذ يعمل بالفعل على تمهيد الطريق لنزالات ضخمة مستقبلية، بما في ذلك مواجهة مرتقبة بين جوشوا والفائز من نزال تايسون فيوري وأولكسندر أوسيك. في عام 2024، قدم هيرن نزالات مثيرة في أماكن متعددة، من لندن إلى موناكو إلى الرياض، وامتدت إلى ما هو أبعد من الفئات الأكثر شهرة في الملاكمة.

كما أطلق هيرن مبادرة «ماتش روم في المجتمع»، وهي رؤية مبتكرة تهدف إلى سد الفجوة بين الملاكمة للهواة والمحترفين. تشمل هذه المبادرة التعاون مع عدد من الأطراف الرئيسة، بما في ذلك الهيئات الوطنية، الشراكات النشطة، الجمعيات الخيرية المحلية والوطنية.

مايك تايسون (رويترز)

مايك تايسون

لا يزال أحد أكثر الشخصيات تأثيراً في عالم الملاكمة، بإرث يتجاوز سنوات هيمنته في الحلبة.

بصفته أصغر بطل وزن ثقيل في التاريخ، حيث حصل على اللقب في سن العشرين فقط في عام 1986، أضاء صعود تايسون السريع عالم الملاكمة. قوتُه التدميرية وشراسته غير المسبوقة جعلتاه ظاهرة ثقافية، واحتفاظه باللقب في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات يظل واحداً من أكثر الفترات التي لا تُنسى في الملاكمة.

حتى بعد عقود من نهايته في ذروة عطائه، يظل تأثير تايسون غير قابل للمقارنة، كما تبين من خلال عودته إلى الحلبة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 ضد جيك بول. على الرغم من خسارته بالقرار الإجماعي بعد ثماني جولات (وأداء غير مثير للإعجاب)، فإن حضور تايسون ساعد في دفع النزال إلى سجل الكتب: حيث أصبح الحدث الرياضي الأكثر مشاهدة عالمياً على الإطلاق، مع 108 ملايين مشاهدة حول العالم، وذروة 65 مليون مشاهدة متزامنة على «نتفليكس». بالطبع، هناك الكثير من الأشخاص الذين قاموا بمشاهدته بشكل غير قانوني؛ مما جعل الصعب تقدير العدد الإجمالي للمشاهدين. كما جذب الحدث جمهوراً مباشراً بلغ 72 ألف شخص في ملعب محطماً الرقم القياسي لحدث ملاكمة خارج لاس فيغاس، وحقق أكثر من 18 مليون دولار من إيرادات التذاكر. يُقدّر أن آخر مرة شاهد فيها هذا العدد الكبير من الأمريكيين حدثاً رياضياً كانت عندما كان محمد علي يواجه ليون سبينكس في مباراتهما في 1978.

بينما يعكس تورط تايسون في هذا الحدث تأثيره المستمر وقدرته على جذب اهتمام هائل، إلا أنه يعدّ أيضاً تذكيراً بأثره الدائم على الرياضة. على الرغم من إعجاب الجماهير بصلابته، يأمل الكثير من معجبيه أن يبتعد أخيراً عن الحلبة ليتمتع بتقاعده المستحق؛ حفاظاً على إرثه الاستثنائي بدلاً من المخاطرة بصحته.

فرانك وارن (رويترز)

فرانك وارن

لقد كان تأثير فرانك وارن على عالم الملاكمة أكثر وضوحاً من أي وقت مضى في عام 2024، حيث يواصل دفع حدود الرياضة بينما يعزز سمعته بصفته أحد أبرز الشخصيات المؤثرة في هذه الرياضة. بكونه رئيساً لشركة «كوينزبري بروموشنز»، يظهر نطاق تأثير وارن الواسع في عالم الملاكمة بوضوح، من تأمين النزال الكبير في «موسم الرياض» إلى الإشراف على مسيرة تايسون فيوري، الذي يعدّ أكثر بطل ثقيل التسويق في العالم. فيوري، الذي يعدّ «بقرة حلوب» بالنسبة له، أخذ مركز الصدارة في الكثير من الأحداث البارزة، بما في ذلك المعركة الضخمة في السعودية ضد أوليكساندر أوسيك من أجل بطل العالم الموحد في الوزن الثقيل.

لم يقتصر وارن على الحفاظ على مكانته، بل طوَّر نموذج أعماله بنشاط. تشمل قائمة مقاتليه النجوم مثل دانيال دوبوا، بطل الوزن الثقيل حسب تصنيف الـIBF؛ مما يعزز مكانته في قمة النخبة الرياضية. لقد أثبت إيمانه طويل الأمد بدوبوا صحته عندما فاز دوبوا على أنطوني جوشوا؛ مما وضعه في دائرة اهتمام الكثير من المشجعين الجدد. لدى وارن أيضاً خطط كبيرة لعام 2025، حيث تعدّ بطاقات «المغنيفيكنت7» الخاصة به من أبرز المشاريع لتطوير المواهب في مشهد الملاكمة البريطاني والأوروبي.

أوسكار دي لا هويا (أ.ب)

أوسكار دي لا هويا

أوسكار دي لا هويا يصنع نجوم الملاكمة. فقد صنع أوسكار دي لا هويا كانيلو ألفاريز، وقاد أيضاً مسيرة رايان غارسيا.

لا يزال دي لا هويا قوة مؤثرة في الملاكمة في عام 2024، مع تأثيره الذي يمتد إلى ما هو أبعد من مسيرته المشهورة في الحلبة. بصفته مؤسس «غولدن بوي بروموشنز»، لا يزال يلعب دوراً كبيراً في تشكيل ملامح الرياضة. يعتبر فخر تكساس - فيرجيل أورتيز الابن، نجماً صاعداً في الوزن المتوسط ومن الممكن أن يصبح نجماً كبيراً. كان دي لا هويا أيضاً الناشر لمجلة «ذا رينغ» حتى وقت قريب، حيث باعها لمصالح سعودية هذا العام في خطوة تجارية ذكية.

آرتور بتربييف

عزز آرتور بتربييف مكانته أحد الشخصيات الأكثر تأثيراً في الملاكمة في عام 2024 من خلال فوزه بلقب بطل العالم الموحد في الوزن الخفيف الثقيل في نزال مثير ضد دميتري بيفول. كان هذا النزال، الذي كان من بين أكثر المواجهات المنتظرة لهذا العام، حيث أظهر بتربييف قوة كبيرة لتجاوز التحدي الشرس والموهوب تقنياً من بيفول.

آرتور بتربييف (رويترز)

عرضت المعركة القوة المتواصلة والمرونة التي يتمتع بها بتربييف، الذي على الرغم من أنه تم دفعه إلى أقصى حد في الجولات الأولى، فإنه أنهى النزال بأداء قوي في الجولات الأخيرة ليحقق الفوز بقرار الأغلبية.

لين بلافاتنيك

بصفته مؤسس «دازن» وأحد الشخصيات الأكثر تأثيراً في مجال أعمال الملاكمة، لا يمكن المبالغة في تأثير لين بلافاتنيك على الرياضة في عام 2024. فقد نجحت «دازن»، التي أُطلقت في الأصل منافساً في مجال بث الرياضات، في تعزيز سيطرتها في عالم الملاكمة تحت إشراف بلافاتنيك. وقد تمكنت المنصة من توقيع شراكات مع بعضٍ من أكبر الأسماء في ترويج الملاكمة، بما في ذلك شركة «ماتش روم» لإيدي هيرن، و«كوينزبيري بروموشنز» لفرانك وارن، و«غولدن بوي بروموشنز» لأوسكار دي لا هويا وغيرهم. وقد أتاحت هذه التعاونات غير المسبوقة جمع منظمي الفعاليات الذين كانوا في السابق منافسين تاريخيين على منصة واحدة؛ مما أتاح للجماهير مشاهدة أحداث ضخمة كانت تُعدّ في وقت ما غير ممكنة.

في عام 2024، لعبت «دازن» دوراً محورياً في تطور الرياضة من خلال استضافة معارك كبيرة وأحداث مبتكرة. على سبيل المثال، أظهرت معارك «5 ضد 5» الترويجية بين «ماتش روم» و«كوينزبيري» نهجاً إبداعياً في تنظيم فعاليات الملاكمة؛ مما جعل الرياضة أكثر وصولاً وإثارة للجماهير. يحب عشاق الملاكمة في كل مكان أن يروا المزيد من هذه الفعاليات. ماذا عن منافسات «ساليطا بروموشنز» لديمتري ساليطا ضد «بوكسّر» لبن شالوم؟

لم تُحدث رؤية بلافاتنيك تغييراً فقط في طريقة استهلاك الملاكمة، بل شجعت أيضاً على بداية عصر جديد من التعاون بين منظمي الفعاليات. من خلال تعزيز هذه التحالفات ودعم الابتكار، رسخت «دازن» مكانتها منصةً رئيسةً لعشاق الملاكمة وأدخلت الرياضة التي تأسست في القرن التاسع عشر بشكل قوي إلى العصر الرقمي.

من أبرز نقاط قوة آرم في عام 2024 هي مرونته. حتى مع تحول الرياضة نحو خدمات البث الرقمي والمنصات الرقمية، أظهر آرم اهتماماً كبيراً بتبني هذا الاتجاه الجديد. لقد دفع شركة «توب رانك» لاستكشاف خيارات البث عبر منصات متعددة؛ مما يضمن أن تظل الشركة ذات صلة في عصر الإعلام الحديث. ومع اقتراب انتهاء عقد توب رانك مع «إس بي إن» في عام 2025، كان آرم مشاركاً في المحادثات حول تأمين منصة بث جديدة، مع النظر في شراكات مع عمالقة البث مثل «دازن» و«نتفلكس».

تُظهر قدرة آرم على دمج التقليد مع الابتكار من خلال استعداده للتفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي ومشروعات الأفلام الوثائقية. لقد حققت توب رانك تحت قيادته تقدماً في استخدام منصات مثل «يوتيوب» و«إنستغرام» لزيادة رؤية الملاكمين والتواصل مع الجماهير. علاوة على ذلك، يقدم الفيلم الوثائقي الذي يشبه أسلوب BTS عن الشركة نظرة نادرة وراء الكواليس عن الأعمال التجارية ودور آرم المستمر في قيادتها.

كانيلو ألفاريز

علاوة على ذلك، فإن قابليته للتسويق وجاذبيته للجماهير المتنوعة تجعله شخصية رئيسة في تشكيل اتجاه الملاكمة، مع التركيز على التوسع العالمي المستمر لهذه الرياضة. ومع اقتراب نهاية مسيرته، تستمر اختياراته على الساحة الكبيرة في التأثير على المستقبل الرياضي، حيث أصبح اسمه مرادفاً لأكبر النزالات في الملاكمة.

كانيلو ألفاريز (رويترز)

بن شالوم

تحول بن شالوم بسرعة من شخص خارجي إلى أحد الأسماء المثيرة في الملاكمة البريطانية. كونه مؤسس «بوكسر» التي أسسها في عام 2018؛ بنى شالوم ترويجاً قوياً جذب انتباه كل من الجماهير ولاعبي الملاكمة الرئيسين في العالم. على الرغم من التحديات المبكرة في الصناعة، بما في ذلك الشكوك من منافسين مثل هيرن ووارين، فإنه نجح في بناء مساحة كبيرة لنفسه مع قائمة قوية من الملاكمين.

بن شالوم (رويترز)

سواء أحببته أو كرهته، فقد شهد جاك بول عاماً محورياً في عالم الملاكمة؛ مما عزز مكانته في الرياضة رغم دخوله غير التقليدي. فقد جذب صراعه المنتظر مع مايك تايسون أيقونتين من عصور مختلفة تماماً اهتماماً هائلاً، على الرغم من الجدل الواسع حول أخلاقيات النزال.

الحدث، الذي تم بثه مباشرة على «نتفليكس»، حطم الأرقام القياسية، حيث جذب 60 مليون أسرة حول العالم وأصبح واحداً من أكبر الأحداث في تاريخ الملاكمة. على الرغم من أن تايسون، الذي يبلغ من العمر 58 عاماً، تفوَّق عليه بول بشكل واضح، الذي فاز بقرار بالإجماع، فإن العرض ذاته تجاوز الفنون التقليدية للملاكمة، وجذب جماهير واسعة من الجمهور العام والمشاهير.

تتجاوز تأثيرات بول المتزايدة حدود نزالاته الخاصة. فهو لا يزال من المدافعين البارزين عن الملاكمة النسائية، ويُعدّ عمله مع أماندا سيرانو من أبرز المحطات في مسيرته. من خلال شركته الترويجية، «موست فاليوابل بروموشنز»، ساعد بول في رفع مسيرتهم، وضمان حصولهن على مزيد من الاهتمام والمباريات البارزة. استثماره في الرياضة، سواء مالياً أو عاطفياً، جعله شخصية محورية في جسر الفجوة بين الترفيه العام وعالم الملاكمة.