لم يكن إيدي هاو مدرب نيوكاسل يونايتد يخطط حتى للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا في بداية الموسم الحالي، لكن أمس (الاثنين)، أكمل الفريق مرحلة تطور مذهلة تحت قيادته وضمن التنافس مع كبار القارة.
وبالتعادل دون أهداف مع ليستر سيتي، ضمن نيوكاسل إنهاء الموسم في المربع الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز، وسيظهر مع الفرق العملاقة في المسابقة الأوروبية لأول مرة في عقدين.
وبعد الاحتفال في ملعب سانت جيمس بارك مع اللاعبين، تعرض هاو لسؤال حول أهداف نيوكاسل في أغسطس (آب) الماضي.
وقال مدرب بورنموث السابق لشبكة «سكاي سبورتس»: «بكل تأكيد لم تكن (المربع الذهبي). أنت دائماً تفكر وتأمل باستمرار ويجب أن تحلم، لكن لم نشعر بالاستعداد لذلك».
وأضاف: «بعد صراع الموسم الماضي للهروب من الهبوط، كان الأمر يرتبط بمدى قدرتنا على التماسك والتطور كفريق، دون المعاناة من الهبوط كما حدث الموسم الماضي».
وتابع: «لا يمكنني أن أشكر (اللاعبين) بالشكل الكافي على عقليتهم وانضباطهم وعلى ما قدموه للنادي».
وعند استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على 80 في المائة من أسهم نيوكاسل في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وإنهاء ملكية مايك آشلي للنادي على مدار 14 عاماً، كان الهدف الأساسي البقاء.
وكان نيوكاسل يحتل المركز 19 دون أي فوز، وأقيل بعدها بفترة قصيرة المدرب ستيف بروس وتولى هاو المسؤولية.
واحتاج نيوكاسل حينها الوصول إلى الجولة 15 قبل أن يحقق فوزه الأول، لكن بعد إبرام عدة صفقات من نوعية الظهير الإنجليزي كيران تريبيير ولاعب الوسط البرازيلي برونو جيمارايش والمدافع دان بيرن، تحسن الأداء بوضوح.
وأنهى نيوكاسل الموسم في المركز 11 وحافظ على هذا الزخم في الموسم الجديد وأنفق الملاك رقماً قياسياً للنادي بضم المهاجم السويدي ألكسندر إيساك.
ورغم أن نيوكاسل نظرياً يملك ثروات تفوق أي نادٍ في العالم، فإن الإدارة لم تبرم تعاقدات ضخمة من نوعية النجوم الكبار في العالم.
لكن صفقات مثل إيساك ونيك بوب حارس بيرنلي السابق وسفين بوتمان حسنت أداء ونتائج نيوكاسل بشكل ملحوظ.
وبعد سلسلة من التعادلات، بدأ نيوكاسل يحقق الانتصارات المتتالية، وباستثناء فترة في منتصف الموسم قلت فيها الأهداف المسجلة، فإن الفريق كان مثالاً للثبات في المستوى.
والنجاح في إنهاء الموسم بشكل أفضل من فرق مثل ليفربول وتشيلسي وتوتنهام هوتسبير يؤكد بصمة هاو، ويمكنه الآن بدء التفكير في الخطوة المقبلة.
وقال هاو: «يجب أن نبرم صفقات بشكل حكيم كما فعلنا في كل فترة انتقالات سابقة حتى الآن، لكن الانتقالات المقبلة ستكون الأصعب. نحن ندرك أن التحدي في الموسم المقبل سيكون أكبر».
ورغم أن ضمان نيوكاسل الوجود في المربع الذهبي بالدوري لأول مرة منذ 2003 أشعل الاحتفالات أمس (الاثنين)، فإن هاو قال إن الخطوة المقبلة تتعلق بحصد أول لقب كبير منذ 1955 بعد الخسارة في نهائي كأس الرابطة هذا العام.
وقال هاو: «أتطلع إلى نجاح كبير في هذا النادي على مستوى كرة القدم، لذا سنحاول أن نفعل ذلك. أشعر بأننا حققنا شيئاً كبيراً، لكن لم نحرز أي لقب. سنستمتع الليلة لكن نريد أن نفوز بلقب في المستقبل».