غوارديولا: من دون حصد دوري الأبطال كل إنجازاتي تخضع للتقييم

سوق الانتقالات الصيفية سيحدد من يمكنه إيقاف هيمنة سيتي الموسم المقبل

غوارديولا صنع لمانشستر سيتي فريقا يصعب هزيمته (ا ف ب)
غوارديولا صنع لمانشستر سيتي فريقا يصعب هزيمته (ا ف ب)
TT

غوارديولا: من دون حصد دوري الأبطال كل إنجازاتي تخضع للتقييم

غوارديولا صنع لمانشستر سيتي فريقا يصعب هزيمته (ا ف ب)
غوارديولا صنع لمانشستر سيتي فريقا يصعب هزيمته (ا ف ب)

يدرك الإسباني الاستثنائي جوسيب غوارديولا الذي حقق 11 لقبا للدوري في 15 موسما، حيث درب برشلونة الإسباني ثم بايرن ميونيخ الألماني والآن مانشستر سيتي الإنجليزي أن كل إنجازاته السابقة ربما تخضع للتقييم حال فشله في التتويج بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم.

وهو على مشارف تحقيق إنجاز غير مسبوق، حيث سيصبح أول مدرب يحقق الثلاثية (الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا) في موسم واحد مرّتين، بعد أن توّج فريقه بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وبعد أن توّج مع فريقه بالدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الخامسة في ستة مواسم، زين مانشستر سيتي مدخل استاد «الاتحاد» بصورة للمدرب الإسباني وطبعت عليها عبارة «جوسيب غوارديولا غيّر كرة القدم».

ورغم أن سجل غوارديولا في بطولات إسبانيا وألمانيا وإنجلترا يتحدث عن نفسه، يدرك غوارديولا أن مسيرته مع سيتي ربما ستخضع للتقييم في النهاية بناء على نتائجه في دوري الأبطال.

وخلال الأسابيع الثلاثة المقبلة يمكنه أن ينقل سيتي إلى آفاق أبعد إذا فاز بلقبي كأس الاتحاد الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا ليكمل ثلاثية تاريخية. ويخوض سيتي نهائي كأس إنجلترا ضد جاره مانشستر يونايتد في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل على ملعب ويمبلي في لندن، وفي العاشر منه يواجه إنترميلان الايطالي في نهائي دوري الأبطال على ملعب أتاتورك في إسطنبول.

غوارديولا يتوسط مسؤولي سيتي وجهازه المعاون خلال مراسم التتويج بالدوري (رويترز)

وقال غوارديولا: «خمسة ألقاب للدوري الإنجليزي في ست سنوات، لم أقدر على تخيل ذلك، لدي شعور بأننا حققنا شيئا مميزا، لكن لكي يعتبر أحد أعظم الإنجازات يجب أن نفوز بدوري الأبطال، وإلا لن يكتمل النجاح». وأضاف «فزنا بالكثير لكن لا يمكن إنكار أنه قد يكون من الظلم وجوب الفوز بدوري الأبطال لإعطاء قيمة لما تفعله».

وكان سيتي متأخرا بفارق ثماني نقاط خلف آرسنال قبل أسابيع قليلة في سباق الدوري، وأقر غوارديولا بأنه اعتقد استحالة اللحاق بفريق مواطنه المدرب ميكل أرتيتا حين جمع الأخير 50 نقطة في منتصف الموسم، لكن سيتي شحن طاقته الكاملة وحقق 12 فوزا متتاليا بينما أخفق آرسنال في السير على الوتيرة نفسها، حيث أهدر الفريق اللندني 15 نقطة في ثماني مباريات.

وقال المدرب الإسباني الذي تولى قيادة سيتي في 2016: «في النصف الأول جمع آرسنال 50 نقطة، وكنت أشعر بأنه سينجز شيئاً استثنائياً، كنت أشعر أنه من الصعب اللحاق بهم، لكن بفضل شراستنا، ورفضنا الاستسلام، والإصرار على الفوز في كل مباراة حققنا ما كان يبدو مستحيلاً».

وهذه المرة الثالثة التي يحقق فيها غوارديولا لقب الدوري ثلاث مرات متتالية، حيث هيمن على الدوري الإسباني مع برشلونة بين 2009 و2011 وكرر ذلك في ألمانيا مع البايرن من 2014 إلى 2016. وبات غوارديولا على مشارف تحقيق إنجاز غير مسبوق من خلاله سيصبح أول مدرب يحقق الثلاثية (الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا) في موسم واحد مرّتين، بعد أن سبق وحقق ذلك مع برشلونة في 2009.

وسبق لستة مدربين أن أحرزوا الثلاثية مرة واحدة منذ اعتماد النظام الجديد في دوري الأبطال موسم 1992 - 1993، وغوارديولا أحدهم، لكنّ أحدا لم يحققها مرّتين. وحده السير أليكس فيرغسون أحرز لقب الدوري الإنجليزي (برميرليغ) ثلاث مرات توالياً، علما بأن غوارديولا قد أحرز الثلاثية للمرة الثالثة خلال مسيرته بعد أن حقق الإنجاز ذاته مع برشلونة (2009 الى 2011) وبايرن ميونيخ (2014 إلى 2016).

وبفضل تكتيكاته التي تفوق بها على كل أقرانه، عمل غوارديولا على استخراج أفضل ما في تشكيلته حتى إن كانوا من طراز عالمي.

وأكد جاك غريليش، الذي احتاج إلى وقت لتثبيت أقدامه في سيتي ولم يحظ بثقة تامة من غوارديولا في موسمه الأول، على تأثير مدربه في الظهور بمستويات مبهرة هذا الموسم وقال: «لا يمكنني مدح المدرب بما يكفي. إنه غريب بعض الشيء لأنه يعرف كل شيء تقريبا، في بعض المباريات أسأل كيف سيتصرف اليوم؟ ويأتي لنا بخطط مختلفة كل مرة. من السرور أن أعمل معه، أحبه».

وأشاد جون ستونز متعدد المراكز، الذي تأقلم في التحول من مدافع إلى لاعب وسط بمرونة، برؤية غوارديولا، وقال لاعب إنجلترا الدولي: «هذا اللقب ممتع للغاية، لعبت في مراكز وأدوار مختلفة، قادني إلى آفاق جديدة».

وأشاد به قائد مانشستر يونايتد السابق الآيرلندي روي كين المعلق على شبكة «سكاي سبورتس» البريطانية بقوله: «الفوز بالألقاب ليس سهلا، لكن هذا الفريق متعطش دائما للانتصارات. يبدو الأمر سهلا بالنسبة إليهم، لكنهم يملكون الرغبة من أجل مواصلة حصد الألقاب».

وأوضح: «لقد رأيتم رد فعل اللاعبين خلال التتويج، بدا كأنهم يفوزون باللقب للمرة الأولى. لطالما امتلك غوارديولا أفضل اللاعبين لكنه يزرع فيهم دائما روح العطش. إنه صانع الفرق، إنه الشخص الذي تريده لإدارة الدفة».

وعلق لاعب وسط ليفربول السابق جيمي ريدناب: «يقوم غوارديولا بأشياء لم نرها في السابق واعتبرناها مستحيلة. إذا كنت تحب مشاهدة كرة القدم، فإنك بلا شك تحب مشاهدة مانشستر سيتي».

وأضاف «سيكون مخيبا جداً إذا لم يفز الفريق بالثلاثية. كل شيء وارد، لكن لا أرى أي منافس آخر يقدر على إيقافهم».

ورغم الهيمنة على الدوري الممتاز في السنوات الأخيرة يصر غوارديولا على أن المسابقة تزداد صعوبة كل عام. ولكن في ظل تشكيلة تضم صفوة من أفضل نجوم العالم سيكون التحدي كبيراً من المنافسين الموسم المقبل لإزاحة سيتي من القمة. آرسنال بشبابه المتحمس تعثر أمام سيتي الذي لا يرحم في الأمتار الأخيرة من الموسم الحالي، بعدما ظن كثيرون أنه قادر على حصد لقبه الأول في الدوري منذ 2004. ربما استفاد أرتيتا، الذي عمل مساعدا لغوارديولا في سيتي من قبل من أساليب مواطنه، لإعادة هوية آرسنال هذا الموسم، لكن السؤال هل يمكن للمدفعجية تحسين ما أخفقوا به وتعزيز صفوفهم للموسم المقبل. أما ليفربول الذي خاض بقيادة المدرب الألماني يورغن كلوب معارك شرسة مع سيتي في السنوات الأخيرة، وتوج باللقب في 2020 فقد ظهر باهتا هذا الموسم بعد الإخفاق في تعويض مهاجمه السنغالي ساديو ماني وتراجع للمركز الخامس. وسيغادر النادي أسماء مثل جيمس ميلنر وروبرتو فيرمينو وأليكس - أوكسليد تشامبرلين لذا سيركز ليفربول على تجديد تشكيلته، على أمل العودة للعب دور رئيسي في المنافسة مع سيتي.

وينظر إلى كل من مانشستر يونايتد ونيوكاسل على أنهما القادران على لعب دور ريادي الموسم المقبل بعد أن ضمنا الوجود بالمربع الذهبي، لكن صفقات الصيف المقبل ستحدد هوية الفريقين. يبدو الموسم الأول ليونايتد تحت قيادة المدرب الهولندي إريك تن هاغ مشجعاً مع اقترابه من إنهاء الدوري داخل المربع الذهبي، كما توج بالفعل بكأس الرابطة، وتتطلع الجماهير إلى ملاك جدد للنادي من أجل إبرام صفقات ضخمة.

من جهته قدم نيوكاسل موسما مذهلا تحت قيادة المدرب إيدي هاو وبات الفريق مستعداً للعودة لدوري الأبطال لأول مرة خلال 20 عاما، وعلى الأرجح سينفق النادي المملوك لشركة الاستثمار السعودية الكثير في انتقالات الصيف.


مقالات ذات صلة

تألق صلاح يزيد الضغط على إدارة ليفربول قبل موقعة «الديربي» أمام إيفرتون

رياضة عالمية صلاح المتألق يحتفل بعدما سجل هدفين وصنع الثالث في مباراة التعادل مع نيوكاسل (اب )

تألق صلاح يزيد الضغط على إدارة ليفربول قبل موقعة «الديربي» أمام إيفرتون

تقلص الفارق بين ليفربول المتصدر وأقرب مطارديه تشيلسي وآرسنال من تسع نقاط إلى سبع بعد مرور 14 مرحلة من الدوري الإنجليزي الممتاز

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية فابيان هورتسلر مدرب برايتون (د.ب.أ)

مدرب برايتون: سأتعلم من عقوبة الإيقاف... وفولهام متطور

تعهد فابيان هورتسلر مدرب برايتون بأن يتعلم من عقوبة إيقافه بحرمانه من الوقوف في المنطقة الفنية خلال مواجهة فولهام في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، غداً الخميس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية آرسنال يستعد لاستضافة مانشستر يونايتد في كأس إنجلترا (رويترز)

قرعة كأس إنجلترا: آرسنال يصطدم بمانشستر يونايتد في قمة الدور الثالث

ستكون مواجهة آرسنال ومانشستر يونايتد على «استاد الإمارات» أبرز مباريات الدور الثالث من مسابقة كأس إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنغي بوستيكوغلو (رويترز)

مدرب توتنهام يريد استعادة بعض المصابين قبل مواجهة بورنموث

يأمل أنغي بوستيكوغلو، المدير الفني لفريق توتنهام الإنجليزي لكرة القدم، الذي يعاني من كثير من الغيابات، أن يستعيد جهود بعض المصابين قبل مواجهة بورنموث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كول بالمر (أ.ف.ب)

بالمر لاعب تشيلسي يقول إن تفاهمه مع جاكسون يزداد

قال كول بالمر لاعب وسط تشيلسي، إن تفاهمه مع المهاجم نيكولا جاكسون يزداد، بعدما سجل الثنائي هدفين في الفوز 3-صفر على أستون فيلا، في الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (تشيلسي (المملكة المتحدة))

ألمانيا تستضيف إيطاليا في دورتموند بدوري الأمم

فولر في حديث مع مدرب المنتخب الألماني ناغلسمان (الشرق الأوسط)
فولر في حديث مع مدرب المنتخب الألماني ناغلسمان (الشرق الأوسط)
TT

ألمانيا تستضيف إيطاليا في دورتموند بدوري الأمم

فولر في حديث مع مدرب المنتخب الألماني ناغلسمان (الشرق الأوسط)
فولر في حديث مع مدرب المنتخب الألماني ناغلسمان (الشرق الأوسط)

أعلن الاتحاد الألماني لكرة القدم، في بيان، الخميس، أن مدينة دورتموند سوف تستضيف مباراة منتخب ألمانيا ضد ضيفه الإيطالي، في إياب دور الثمانية لبطولة دوري أمم أوروبا لكرة القدم.

ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، من المقرر أن تقام المباراة في 23 مارس (آذار) المقبل، بعد ثلاثة أيام من مباراة الذهاب التي تقام بين المنتخبين في مدينة ميلانو الإيطالية.

من جانبه، قال رودي فولر، المدير الرياضي للاتحاد الألماني لكرة القدم: «تضم دورتموند أحد أكبر الملاعب وأكثرها أجواء في ألمانيا، مما يجعلها المكان المثالي لهذه المباراة الكلاسيكية في كرة القدم».

وأضاف فولر: «نحن مصممون على الوصول للدور نصف النهائي لدوري الأمم الأوروبية لأول مرة، ولهذا نحتاج إلى دعم الجماهير، وهو أمر رائع تقليدياً في دورتموند».