ليستر وليدز وإيفرتون وفورست... صراع رباعي لتفادي المصير المظلم

ساوثهامبتون دفع ثمن عدم الاستقرار الفني فكان أول المودّعين للدوري الممتاز

لاعبو ليستر المحبطون يدركون أن آمال البقاء بين الكبار باتت شبه مستحيلة (رويترز)
لاعبو ليستر المحبطون يدركون أن آمال البقاء بين الكبار باتت شبه مستحيلة (رويترز)
TT

ليستر وليدز وإيفرتون وفورست... صراع رباعي لتفادي المصير المظلم

لاعبو ليستر المحبطون يدركون أن آمال البقاء بين الكبار باتت شبه مستحيلة (رويترز)
لاعبو ليستر المحبطون يدركون أن آمال البقاء بين الكبار باتت شبه مستحيلة (رويترز)

هبط ساوثهامبتون إلى دوري الدرجة الأولى بعد 11 عاماً على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليمحو صورته كنادٍ نموذجي، ويبدو أن ليستر سيتي بطل 2016 أيضاً في طريقه لتوديع مسابقة الكبار، بينما يحارب كل من إيفرتون العريق وليدز ونوتنغهام فورست لتفادي المصير المظلم مع بقاء جولتين فقط على نهاية البطولة.

لقد دفع ساوثهامبتون ثمن سلسلة من القرارات التي اتخذتها مجموعة «سبورت ريبابلك» المالكة النادي، وكان لها نتائج عكسية، بدءاً من تغيير قوام الفريق بشكل جذري والاعتماد على عدد كبير من اللاعبين الشباب، مروراً بالإطاحة بالمدير الفني النمساوي رالف هاسينهوتل منتصف الموسم وتعيين ناثان جونز الذي لا يمتلك أي خبرات على مستوى النخبة، ثم تغيير الأخير وإسناد المهمة إلى روبين سيليس حتى نهاية الموسم بعد الفوز المفاجئ على تشيلسي.

مشهد إحباط لاعبي ليستر تكرر كثيراً هذا الموسم وباتت آمال البقاء بين الكبار صعبة (رويترز)

ومع تأكد هبوط ساوثهامبتون يبدو أن ليستر صاحب المركز الـ19 قبل الأخير برصيد 30 نقطة وليدز الثامن عشر (31 نقطة) في طريقهما لهذا المصير الصعب، رغم أن أمامهما مباراتين من الممكن أن تغيّرا مستقبلهما حال الفوز بهما وتعثر إيفرتون صاحب المركز الـ17 (آخر مناطق الناجين).

وحصل ليستر على نقطتين فقط من آخر أربع مباريات، وكانت الهزيمة الأخيرة بثلاثية على ملعبه أمام ليفربول بمثابة الضربة القاسية أمام جماهيره. ومع تبقي رحلة إلى نيوكاسل يونايتد ومباراة على ملعبه أمام وستهام يونايتد، يبدو أن الوقت ينفد أمام ليستر للاحتفاظ بمكانته في الدوري الإنجليزي الممتاز.

وعبر جيمي فاردي - قائد ليستر وأحد رموز الفريق المتوج بموسم 2015-2016 حين سجل 24 هدفاً في واحدة من كبرى مفاجآت كرة القدم - عن حزنه لرؤية ناديه في هذا الوضع الصعب، وقال «أعتقد أن الألم ليست كلمة كافية للتعبير عن شعوري الشخصي، عشت لحظات صعود وهبوط خلال فترتي هنا، لكن لم أرغب أبداً في رؤية الفريق في هذا الوضع؛ لذا من الصعب التعليق على موقفنا الحالي».

ويرى مهاجم منتخب إنجلترا السابق أنه من الصعب تحديد الأخطاء التي حدثت هذا الموسم في ليستر الذي أقال المدرب بريندان رودجرز الشهر الماضي.

وتابع «إذا سألت الناس (قبل الموسم) لن يتوقع 99 في المائة منهم ما يحدث الآن، من الصعب تحديد الأسباب التي جعلتنا في هذا الموقف».

وقال قلب الدفاع جوني إيفانز الذي شارك أمام ليفربول بعد غياب منذ أكتوبر (تشرين الأول) بسبب الإصابة والحزن يعتصره «ندفع ثمن مباريات خسرناها وكانت في متناولنا، بينما نجحت فرق أخرى في حصد نقاط... الأمر بهذه البساطة. تنتظرنا مباراتان وعلينا أن نبذل كل ما في وسعنا من جهد في انتظار أن تحدث معجزة».

ليدز منح ألارديس أربع مباريات فقط من أجل إنقاذ الفريق من الهبوط! (د.ب.أ)

أما ليدز الذي أسند مهمة المدير الفني للمنقذ سام ألارديس قبل أربع مباريات من نهاية المسابقة، ومحاولة المدرب المخضرم بث روح جديدة بعدما حصد الفريق نقطة واحدة فقط من آخر ست مباريات في حقبة المدرب السابق خافي غارسيا سجل فيها أربعة أهداف وتلقيه 17 هدفاً، فربما كان اللجوء للمدرب المخضرم جاء في وقت متأخر جداً. وعمل ألارديس سريعاً على تحسين دفاع الفريق الهش، وصمد في أول مباراة له أمام سيتي المتصدر رغم الخسارة 1-2، ثم انتزع تعادلاً ثميناً أمام نيوكاسل 2-2 في لقاء أهدر فيه مهاجمه باتريك بامفورد ركلة جزاء كانت كفيلة بخروج ليدز فائزاً بالنقاط الثلاث. وبات على ليدز انتظار مواجهة كل من وستهام وتوتنهام في الجولتين الأخيرتين على أمل إنقاذ موسمه، لكن إذا كان الهبوط مصيره فسيكون ذلك ثمناً للتبديلات الكثيرة للمدربين وعدم الاستقرار الفني منذ رحيل الأرجنتيني مارسيلو بيلسا في فبراير 2022 بعد أن كان سبباً في إعادة الفريق إلى الدوري الممتاز بعد غياب 16 عاماً.

ويملك إيفرتون الذي قضى سنوات في الدوري الإنجليزي الممتاز أكثر من أي نادٍ آخر، مصيره بيده لأنه في حال الفوز على ولفرهامبتون ثم بورنموث في آخر جولتين سيضمن البقاء دون الحاجة إلى أي هدايا من المنافسين.

شون دايك يقاتل لإنقاذ إيفرتون والفريق يملك مصيره بيديه (رويترز)

ولم يغب إيفرتون عن الأضواء خلال 69 عاماً، لكن هذا الامتياز بات مهدداً هذا الموسم، حيث لا تفرقه سوى نقطة واحدة عن ليدز. ويدفع إيفرتون أيضاً ثمن عدم الاستقرار الفني خاصة بعد رحيل المدرب الإيطالي كارل انشيلوتي قبل ثلاثة أعوام وإسناد المهمة للإسباني رافائيل بينيتيز المغضوب عليه من الجماهير والذي لم يتسمر سوى 6 أشهر ثم تولي فرانك لامبارد المسؤولية منتصف الموسم الماضي، حيث أفلت الفريق من الهبوط بأعجوبة ثم تواصل مسلسل التراجع هذا الموسم لتتم إقالة لامبارد وإسناد المهمة لشون دايك. وطريقة انهيار إيفرتون خلال الموسمين الماضي والحالي تبدو لغزاً بعد إنفاق النادي نحو 700 مليون جنيه استرليني في عهد المالك ذي الأصول الإيرانية فرهاد موشيري.

وكانت أهداف المهاجم البرازيلي ريتشارليسون محورية في إبقاء إيفرتون بالدوري الممتاز الموسم الماضي، لكن النادي أجبر على بيعه للالتزام بقواعد اللعب المالي النظيف للدوري، وعجز عن إيجاد بديل مناسب.

وسيكون بقاء إيفرتون في الممتاز بمثابة قبلة حياة لنادٍ يستعد لانتقال لملعب حديث تصل سعته لنحو 60 ألف متفرج، أما الهبوط فسيكون ضربة لقاسية من شأنها أن تفكك هذا الصرح العريق.

على جانب آخر، يملك نوتنغهام فورست 34 نقطة محتلاً المركز السادس عشر، واستفاق الفريق الذي يدرّبه ستيف كوبر في الجولات الأخيرة، آخرها العودة بتعادل ثمين من ستانفور بريدج معقل تشيلسي 2-2. لكن على فورست الحذر في آخر مباراتين، حيث سيستضيف آرسنال صاحب المركز الثاني والذي كان متصدراً معظم أسابيع هذا الموسم، ثم يواجه كريستال بالاس في الجولة الأخيرة.

ومع احتدام المعركة بين الرباعي ليستر وليدز وإيفرتون وفورست على آخر مركزين بمنطقة الأمان، سيكون على ساوثهامبتون مراجعة أسباب الانهيار الذي أدى به إلى توديع الدوري الممتاز بعد 11 عاماً كان فيها يقدم عروضاً تخيف منافسيه الكبار.

واعترف راسموس أنكرسن، الرئيس التنفيذي لشركة «سبورت ريبابلك» مالكة ساوثهامبتون، بأن النادي ارتكب أخطاء في سياسته التي ظن أنها ستكون مفيدة للمستقبل، وقال «ليس لدينا مشكلة في الاعتراف بالأخطاء، قد يكون من الصعب للغاية التغطية على الأخطاء في نهاية موسم شهد هبوطنا من الدوري الإنجليزي الممتاز!».

واعترف قائد ساوثهامبتون، جيمس وارد براوز، مؤخراً بأن التغييرات الكثيرة التي شهدها الفريق قد ساهمت في هذا التراجع، قائلاً «نعلم جميعاً أن التغييرات التي حدثت في بداية الموسم كان لها تأثير».

وعلى الرغم من أن أرميل بيلا كوتشاب، الذي شارك مع المنتخب الألماني في كأس العالم الأخيرة بقطر، وروميو لافيا قد ظهرا بشكل جيد، فإن الكثير من التعاقدات الجديدة لم تقدم المستويات المتوقعة منها. وربما كان ثيو والكوت، البالغ من العمر 34 عاماً، أحد أفضل لاعبي ساوثهامبتون في الأسابيع الأخيرة.

وكان جمهور ساوثهامبتون يعلم جيداً أن الهبوط سيكون مصير الفريق بعد الحالة المتراجعة منذ منتصف الموسم وربما منذ تحقيق الفريق لفوز وحيد في آخر 13 مباراة في الموسم الماضي الذي أنهاه الفريق في المركز الخامس عشر.

لكن الشيء المثير حقاً بالنسبة لجماهير ساوثهامبتون أنه في المرة الأولى التي ينفق فيها النادي بشكل كبير على تدعيم صفوفه في السنوات الأخيرة، انتهى به الأمر بالهبوط.


مقالات ذات صلة

إيمري: راشفورد ما زال يتمتع بإمكانات كبيرة

رياضة عالمية ماركوس راشفورد انتقل لأستون فيلا بحثاً عن فرصة اللعب (د.ب.أ)

إيمري: راشفورد ما زال يتمتع بإمكانات كبيرة

قال أوناي إيمري مدرب أستون فيلا المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز، الجمعة، إنه ليس مهتماً بمعرفة سبب استبعاد ماركوس راشفورد من تشكيلة مانشستر يونايتد.

«الشرق الأوسط» (برمنغهام)
رياضة عالمية البرازيلي ريتشارليسون خرج مصابا من مواجهة توتنهام وليفربول (إ.ب.أ)

معاناة توتنهام تتزايد بإصابة ريتشارليسون

أعلن أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، أن مهاجمه ريتشارليسون أحدث المنضمين لقائمة طويلة من المصابين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الإسباني مارك غويو لدى إصابته في مواجهة تشيلسي ووست هام (أ.ف.ب)

الإصابة قد تبعد مارك غويو عن تشيلسي فترة طويلة

كشف إنزو ماريسكا، المدير الفني لفريق تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم، أن المهاجم الإسباني الشاب مارك غويو تعرض لإصابة، ربما تبعده لفترة طويلة الأمد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

أموريم: لم أتمكن من إقناع راشفورد بأساليبي التدريبية

كشف روبن أموريم، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، عن سبب موافقته على رحيل ماركوس راشفورد عن صفوف الفريق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية فيرجيل فان دايك قائد ليفربول (رويترز)

فان دايك: لن ننجرف للحديث عن التتويج بالرباعية

قال فيرجيل فان دايك، قائد ليفربول، إن فريقه لن ينجرف للحديث عن التوقعات الهائلة بتحقيق 4 ألقاب هذا الموسم.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)

ريال مدريد وفينيسيوس جونيور في محادثات بشأن عقد جديد

فينيسيوس جونيور نجم ريال مدريد (أ.ف.ب)
فينيسيوس جونيور نجم ريال مدريد (أ.ف.ب)
TT

ريال مدريد وفينيسيوس جونيور في محادثات بشأن عقد جديد

فينيسيوس جونيور نجم ريال مدريد (أ.ف.ب)
فينيسيوس جونيور نجم ريال مدريد (أ.ف.ب)

فتح ريال مدريد مفاوضات مع فينيسيوس جونيور بشأن عقد جديد بعد أن رفض اللاعب العرض الأول للتجديد.

وبحسب شبكة «The Athletic»، تم توقيع الشروط الحالية للاعب البرازيلي الدولي في عام 2022، وتم الإعلان عنها في عام 2023 وتستمر حتى عام 2027، وتتضمن شرطاً جزائياً بقيمة مليار يورو.

ارتبط اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً بالانتقال إلى الخارج خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وأفاد في أغسطس (آب) 2024 بأن ممثليه أجروا مناقشات حول انتقال محتمل إلى الدوري السعودي للمحترفين.

أظهر مدريد استعداده للتجديد، لكن اللاعب فضل الانتظار حتى انتهاء الموسم قبل التفاوض. أجرى ممثلو أندية سعودية اتصالاً جديداً مع وكيل اللاعب في ديسمبر (كانون الأول) وأعربوا عن أن فينيسيوس جونيور لا يزال هدفاً لانتقالات الصيف.

ويسعى فينيسيوس جونيور وممثلوه إلى زيادة التعويضات لتعكس بشكل أكثر دقة مكانته بصفته أحد أفضل لاعبي العالم. ويبلغ راتبه السنوي الحالي نحو 15 مليون يورو صافياً بعد الضرائب، بعد تحقيق مكافآت مختلفة بما في ذلك الفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم.

يكسب زميله في الفريق كيليان مبابي نحو 15 مليون يورو صافياً كل عام، لكنه انضم بمكافأة توقيع بعد وصوله من باريس سان جيرمان في صفقة انتقال مجانية الصيف الماضي.

بناءً على طلب من النادي، عُقد اجتماع في فالديبيباس في منتصف يناير (كانون الثاني) بين أعضاء مجلس إدارة مدريد وممثلي فينيسيوس جونيور بالإضافة إلى أحد أفراد عائلة اللاعب. تم رفض الاقتراح الأولي المقدم من النادي، الذي تضمن زيادة في الراتب، ومن المتوقع استمرار المحادثات.

وقع فينيسيوس جونيور مع مدريد مقابل رسوم قدرها 45 مليون يورو من نادي فلامنغو البرازيلي في عام 2018.

ومنذ ذلك الحين، تحدث عن رغبته في الفوز بجائزة الكرة الذهبية أثناء وجوده في النادي. في أكتوبر (تشرين الأول)، تم تجاهله في الفوز بالجائزة لصالح لاعب وسط مانشستر سيتي رودري قبل أن يقلب الطاولة على الدولي الإسباني ليفوز بجائزة أفضل لاعب في «فيفا» ديسمبر.

في وقت سابق من أكتوبر، أشار إلى أنه يريد البقاء في مدريد «إلى الأبد».

قال فينيسيوس جونيور بعد الفوز بدوري أبطال أوروبا على حساب بوروسيا دورتموند: «ما زلت في الرابعة والعشرين من عمري فقط. أريد البقاء هنا إلى الأبد والمساهمة قدر الإمكان في هذا الفريق الذي أعطاني كل شيء منذ وصولي إلى هنا».

خاض فينيسيوس جونيور 293 مباراة مع مدريد، وسجل 101 هدف، وقدّم 83 تمريرة حاسمة.

خلال ذلك الوقت، فاز بثلاثة ألقاب في الدوري الإسباني، ودوري أبطال أوروبا مرتين، وكأس العالم للأندية مرتين.

هذا الموسم، سجل 16 هدفاً في 28 مباراة في جميع المسابقات، وقدّم 10 تمريرات حاسمة.