شاركت نبيلة أبو الجدايل، الفنانة التشكيلية وسفيرة العمل الإنساني في مركز الملك سلمان للإغاثة، في البطولة الدولية السعودية للغولف وسط نخبة من أبرز لاعبي العالم في حضور لافت يعكس جانباً جديداً من شخصيتها التي تجمع بين الفن، والرياضة، وقد وصفت أبو الجدايل هذه المشاركة بأنها لحظة فخر استثنائية، إذ باتت البطولات العالمية تُقام على أرض الرياض، وهي فرصة ترى أنها تمثل جزءاً من التحول الرياضي المتسارع الذي تعيشه المملكة.
ورغم انشغالها في إنجاز أعمالها الفنية تتحدث نبيلة لـ«الشرق الأوسط» أنها واجهت تحدياً كبيراً في التوافق بين متطلبات الفن، والتدريب المكثف للغولف، وتوضح أن اللعبة تحتاج إلى قدرة عالية على التركيز، واتخاذ القرار، إضافة إلى التكيف مع المفاجآت داخل الملعب من تغيّر الرياح إلى سقوط الكرة في مواقع صعبة.
وتروي أبو الجدايل عن تجربتها مع اللاعبين المحترفين بأنها كانت نقطة تحول مفصلية، ونقلة نوعية، حيث قدم لها البطل العالمي أبراهام آنسر نصائح حسنت أداءها بشكل مباشر، أبرزها عدم التعجل في النظر إلى مسار الكرة بعد الضربة، وهي نصيحة تقول إنها اختصرت عليها شهوراً من التدريب، أما أسطورة الغولف غاري بلاير، فقد ترك أثره بنصيحة أخرى شدد فيها على أهمية اللياقة باعتبار أنها شرط للاستمرارية مهما تقدم العمر.

وتعود أبو الجدايل بالذاكرة إلى أول بطولة شاركت فيها عام 2023 لتقارنها بالنسخة الحالية، مؤكدة أنها لمست تطوراً ملحوظاً، سواء في مشاركة اللاعبين السعوديين، أو حجم الحضور الجماهيري، وعدد المتطوعين، وهو ما اعتبرته مؤشراً على الازدهار الكبير الذي تشهده رياضة الغولف في المملكة.
ولا تخفي نبيلة دور عائلتها في دعم مسيرتها حيث تعد والدتها ثريا الشهري الداعم الأول لها، ولأخواتها، وتشير إلى أن الجو الرياضي داخل المنزل كان دافعاً مهماً لتطورها، خصوصاً مع وجود شقيقات حققن إنجازات بارزة؛ فكاريمان أبو الجدايل أول عدّاءة سعودية تشارك في سباق 100 متر في الأولمبياد، وسلوى لاعبة مبارزة وفارسة حققت ذهبية في لندن، هذا التنوع الرياضي كما تقول خلق بيئة تنافسية إيجابية دفعتها إلى التفوق في الغولف.
وعن مستقبل الغولف النسائي في السعودية تؤكد أبو الجدايل أنه يعيش مرحلة ازدهار حقيقية، وأن اللاعبات السعوديات يتقدمن بثبات نحو المنافسة الدولية بدعم من البرامج، والمبادرات المتخصصة.
أمّا عن طريقتها لاستعداداتها قبل البطولات فتجمع فيها بين تمارين القوة، والتحمل، والتدريب الذهني الذي يمنحها هدوءاً، وتركيزاً داخل الملعب، حيث تعتبر كل ضربة «لمسة دقيقة» تحتاج إلى صبر، ورؤية مسبقة.
وتكشف أبو الجدايل أن اختيارها للغولف لم يكن مصادفة، بل نتيجة حب قديم للطبيعة، والهدوء، وجمال المساحات الخضراء التي تلهمها كفنانة تشكيلية، مؤكدة أن كل ملعب بالنسبة لها يشبه لوحة تتغير مع الضوء، والفصول. وتضيف مبتسمة أنها تمارس رياضة أخرى إلى جانب الغولف، لكنها تفضّل الاحتفاظ بسرّها حتى تتمكن منها تماماً، وتنافس فيها بثقة.

وكشفت عن سبب اختيارها لرياضة الغولف: «هي ليست مجرد لعبة بالنسبة لي، بل تجربة جمالية متكاملة تجمع بين الطبيعة، والهدوء، والتركيز، فأنا أميل إلى الرياضات التي تمارس في مساحات مفتوحة، حيث يمتد العشب الأخضر، وتنعكس الشمس على البحيرات، وترافقك نسمات الرياح الخفيفة، وفي نادي الرياض للغولف تحديداً، يضيف مشهد الطيور، والبط المنتشر بين زوايا الملعب لمسة شاعرية تمنح كل جولة طابعاً خاصاً يجعلها ذكرى تُحفظ، وليست مجرد تمرين».
وبحكم عملها فنانة تشكيلية قالت نبيلة: «أرى في ملاعب الغولف مصدر إلهام بصرياً لا يتكرر، فكل ملعب يبدو لوحة فنية تتغير مع الضوء، والمواسم، وتفاصيل الطبيعة، أما علاقتي بالغولف فبدأت منذ الصغر بفضل والدتي ثريا الشهري التي كانت حريصة على أن أمارس الرياضة حتى خلال السفر، وكانت انطلاقتي الجادة في لندن، في ملعب سانت جورغز هيل، أحد أجمل وأعرق ملاعب الغولف هناك، حيث أسهم مستوى التدريب العالي في صقل مهاراتي، ووضع الأساس لتطوري في اللعبة».


