قدّمت الأميركية كوكو غوف، المصنفة الثالثة عالمياً، واحدة من أكثر مبارياتها توازناً هذا الموسم، لتفوز على الإيطالية جاسمين باوليني بمجموعتين دون رد (6 - 3) (6 - 2) الثلاثاء ضمن منافسات البطولة الختامية لنهائيات رابطة محترفات التنس المقامة في العاصمة السعودية الرياض، محافظة بذلك على آمالها في التأهل إلى الدور نصف النهائي، بينما ودّعت باوليني رسمياً المنافسة في فئة الفردي بعد خسارتها الثانية في المجموعة.
غوف التي دخلت اللقاء تحت ضغط الخسارة السابقة أمام مواطنتها جيسيكا بيغولا، ظهرت بصورة مغايرة تماماً، واستعادت توازنها الذهني والفني لتقدّم أداءً منضبطاً هجوميّاً ومدروساً على الإرسال والردّ، مكتفية بثلاثة إرسالات مزدوجة فقط مقارنة بـ17 في مباراتها الأولى، ما عدّه المتابعون مؤشراً على تطورها الكبير في التعامل مع المواقف الصعبة.
وقالت غوف بعد اللقاء في تصريحاتها الإعلامية: «أنا سعيدة جداً بالطريقة التي لعبت بها اليوم، لقد كان تحولاً حقيقياً عن مباراتي الماضية. هذه هي روعة البطولة الختامية، يمكن خسارة مباراة ثم العودة للفوز في اليوم التالي». وأضافت: «حاولت أن ألعب بهدوء دون ضغط، كنت أعلم أن هذه المباراة حاسمة للبقاء في المنافسة. أكثر ما أسعدني اليوم هو إرسالي، فقد كان ذكياً ومتوازناً، وكنت راضية تماماً عن عودتي، وشعرت أن كل شيء يعمل كما خططت».

وأشارت اللاعبة الأميركية إلى تقديرها لمنافستها الإيطالية، قائلة: «لا أعتقد أن جاسمين كانت في كامل جاهزيتها اليوم، فهي تخوض أيضاً منافسات الزوجي، وهذا ليس سهلاً. أرسل لها أطيب تمنياتي، وأحترم كثيراً الطريقة التي تنافس بها».
المباراة نفسها شهدت أداءً متفوقاً من غوف على جميع المستويات، إذ كسرت إرسال باوليني في الشوطين الرابع والسادس من المجموعة الأولى لتفوز 6 - 3، ثم فرضت سيطرتها التامة في الثانية عبر تبادلات طويلة حسمتها من الخط الخلفي، لتكسبها 6 - 2 بفضل إرسالها القوي وضرباتها الخلفية الدقيقة. في المقابل، بدت باوليني منهكة وتفتقر للطاقة اللازمة، فارتكبت كثيراً من الأخطاء غير المبررة، وأخفقـت في استثمار تقدمها في بعض الأشواط رغم بداياتها الجيدة.
وحظي فوز غوف بإشادة واسعة من النقاد الذين وصفوا أداءها بأنه «رسالة عودة» إلى المنافسة بعد تعثر البداية، مشيرين إلى أن صلابتها الذهنية وسرعة تصحيح الأخطاء بين مباراة وأخرى بمثابة دليل على نضجها المتسارع بوصفها لاعبة ناضجة رغم عمرها الصغير (21 عاماً).
وبهذا الانتصار، رفعت غوف رصيدها إلى فوز واحد وخسارة واحدة في مجموعة «شتيفي غراف»، لتدخل مباراتها المقبلة بمعنويات مرتفعة وهي تدرك أن الفوز فيها سيمنحها بطاقة التأهل إلى نصف النهائي. في المقابل، ودّعت باوليني المنافسة في فئة الفردي، لكنها ما زالت تواصل مشوارها في فئة الزوجي رفقة مواطنتها سارة إيراني.
وتواصل البطولة الختامية في نسختها الثانية في الرياض تقديم مباريات عالية المستوى، حيث تزداد المنافسة إثارة مع اقتراب الأدوار الحاسمة، وسط حضور جماهيري متنامٍ يعكس المكانة التي باتت تحتلها البطولة بوصفها أحد أبرز الأحداث العالمية في روزنامة التنس النسائي.

وتبلغ القيمة الإجمالية للجوائز المالية في بطولة نهائيات رابطة محترفات التنس نحو 15.5 مليون دولار أميركي، يتم توزيعها بناءً على نتائج كل مباراة، بحيث تحصل البطلة التي تفوز بجميع مبارياتها (ثلاث في دور المجموعات، ونصف النهائي، والنهائي) على 5,235,000 دولار، وهي جائزة تفوق قيمة الجوائز المقدّمة في أي من البطولات الأربع الكبرى، إذ يبلغ أعلى سقف لها في بطولة أميركا المفتوحة نحو 5 ملايين دولار.
وتحصل الفائزة بالنهائي على 2.5 مليون دولار، بينما تنال الفائزة في نصف النهائي 1.29 مليون دولار، ويبلغ نصيب كل انتصار في دور المجموعات 355 ألف دولار، كما تُمنح كل لاعبة 340 ألف دولار مقابل المشاركة فقط في البطولة.


