يسير فريق القادسية بخطوات ثابتة في الدوري السعودي للمحترفين، واضعاً نصب عينيه هدف المشاركة في النسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا للنخبة، بعد أن جمع 13 نقطة من أصل خمس مباريات، إثر فوزه في أربع منها وتعادله في واحدة، ليحتل وصافة الترتيب مع نهاية الجولة الخامسة.
لم يكن طريق القادسية مفروشاً بالورود، إذ واجه اختبارات صعبة مبكراً، أبرزها التعادل أمام الهلال في ملعب «المملكة أرينا» بهدفين لمثلهما ضمن الجولة الثانية، وهي النتيجة التي أكدت أن الفريق بقيادة الإسباني ميشيل غونزاليس قادم للمنافسة الجادة بعد أن أنهى الموسم الماضي في المركز الرابع، ما حرمه من المشاركة في دوري أبطال آسيا (2) التي بلغها النصر باحتلاله المركز الثالث عقب كسبه احتجاجه ضد العروبة.
غونزاليس لم يُخفِ استياءه آنذاك قائلاً: «كنا قبل ركوب الطائرة في المركز الثالث، ونزلنا ونحن في الرابع»، في إشارة إلى توقيت قبول احتجاج النصر الذي بدّل ملامح جدول الترتيب قبيل مواجهة الهلال في ختام الموسم الماضي.
ورغم إدراكه لصعوبة المنافسة وضغط المباريات، خصوصاً على الفرق التي تضم لاعبين دوليين يفتقدونهم في أيام «فيفا»، فإن غونزاليس أكد أنه يريد رؤية القادسية في المشهد الآسيوي الموسم المقبل. وأوضح خلال المؤتمر الصحافي قبل لقاء الهلال أنه يسعى لتحقيق مركز أفضل من الموسم السابق والمنافسة على جميع البطولات المحلية.
وفي رده على سؤال «الشرق الأوسط» حول عودة القادسية لتغذية المنتخبات الوطنية بالنجوم، وآخرهم جهاد ذكري ومصعب الجوير اللذان وجدا في قائمة المنتخب المتأهل إلى مونديال 2026، عبّر غونزاليس عن فخره بذلك، قائلاً إنه يتمنى أن يضم المنتخب السعودي في المونديال المقبل ما لا يقل عن خمسة لاعبين من القادسية.
يتقاطع هذا الطموح الفني مع الدعم الكبير الذي يحظى به النادي من شركته المالكة «أرامكو السعودية»، التي ضخت استثمارات قياسية في تعاقدات الصيف الماضي، محلية وأجنبية، لتقوية الفريق وتمكينه من تحقيق الإنجازات بعد بلوغه نهائي كأس الملك للمرة الأولى في تاريخه، رغم خسارته اللقب أمام الاتحاد.
وعلى صعيد النتائج الأخيرة، قدّم القادسية عرضاً قوياً أمام فريق نيوم في المواجهة الأولى التي جمعت ناديين مملوكين لشركتين وطنيتين عملاقتين، ووصفتها الجماهير بـ«قمة المستقبل». تمكن الفريق من تسجيل ثلاثة أهداف، وكان قريباً من مضاعفتها بفضل سرعة التحول والمرتدات المنظمة، وتألق المهاجم المكسيكي كينونيس الذي أحرز ثلاثية نال بها جائزة أفضل لاعب وكرة المباراة.
ويستعد الفريق حالياً لمواجهة الأخدود السبت المقبل على ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام، قبل لقاء الحزم على الملعب ذاته ضمن دور الـ16 من بطولة كأس الملك.
وفي موازاة العمل الفني، أنهت إدارة القادسية إنشاء «مركز الأداء العالي» أو ما يُعرف بـ«بيت النجوم»، وهو معسكر داخلي جديد بُني وفق أعلى المواصفات العالمية على مساحة 6000 متر في مقر النادي بحي العقربية في الخبر. يضم المركز أحدث الأجهزة الرياضية، وصالات طعام وترفيه، وموقعاً مطلاً على الملعب العشبي، لتوفير جميع احتياجات اللاعبين في بيئة احترافية متكاملة.
وقد وثّق النادي هذا الإنجاز بتقرير مصوّر تَضمَّن آراء المدرب وعدد من نجوم الفريق الذين أشادوا بمستوى التجهيزات وجودة المرافق، معتبرين أن «بيت النجوم» يمثل خطوة نوعية في مسيرة القادسية نحو بناء منظومة تنافسية تواكب طموحات النادي ومكانته المستقبلية.


