بينما تستعد القارة الآسيوية للاحتفاء بنجومها الجدد في حفل تاريخي منتظر بالعاصمة السعودية الرياض الخميس المقبل، تعود الذاكرة الكروية إلى منتصف الثمانينيات الميلادية، حين لم يكن الاتحاد القاري يملك بعد نظامًا رسميًا لتكريم اللاعبين المتميزين، وكانت كرة القدم الآسيوية تبحث عن هويتها وهيكلها التنظيمي.
في تلك الفترة تحديدًا، برزت مجلة "آسيا وأوقيانوسيا لكرة القدم " لتلعب دورًا رياديًا في سد هذا الفراغ، إذ تولّت باعتبارها المنبر الإعلامي الأبرز في القارة آنذاك تنظيم واستطلاع جائزة «أفضل لاعب في آسيا» بين عامي 1984 و1986، بمشاركة صحافيين ومراسلين من مختلف الدول الآسيوية.
وخلال تلك الحقبة القصيرة، لمع اسم النجم السعودي ماجد عبدالله، مهاجم نادي النصر والمنتخب السعودي، الذي خطف الأضواء بأدائه الفذّ وقدرته الفريدة على التسجيل في المواعيد الكبرى. فكان أن أصبح أول لاعب سعودي وعربي يتوَّج بلقب أفضل لاعب في آسيا، متصدراً المشهد القاري ثلاث سنوات متتالية "1984 و1985 و1986" في إنجازٌ غير مسبوق بتاريخ الكرة العربية آنذاك.
Happy birthday Majed Abdullah! The three-time Asian Footballer of the Year and two-time @afcasiancup winner turns 59 today! pic.twitter.com/q6n7UbJch1
— AFC (@theafcdotcom) November 1, 2018
كانت الجائزة التي تمنحها المجلة تُعدّ في ذلك الوقت مرجعًا قاريًا موثوقًا، إذ كانت تنشر تحليلات وتقارير معتمدة من الاتحادات المحلية، وتعتمدها العديد من الاتحادات الآسيوية كمؤشر رسمي لتقييم مستوى اللاعبين والمدربين. ومع نهاية الثمانينات، توقفت المجلة عن منح الجائزة بعدما انتقل إشرافها إلى الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم بين عامي 1988 و1993، قبل أن يتولى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تنظيم الجائزة رسميًا ابتداءً من عام 1994.
ورغم أن النسخ الأولى من الجائزة كانت في بداياتها إعلامية أكثر من كونها مؤسسية، فإنها اكتسبت بمرور الزمن شرعية تاريخية، لما تمتعت به من مصداقية وتأثير كبير في أوساط اللعبة آنذاك، بدليل أن الاتحاد الآسيوي نفسه هنّأ ماجد عبدالله رسميًا في نوفمبر من عام 2018 بمناسبة عيد ميلاده التاسع والخمسين عبر حسابه الموثق في منصة «إكس» (تويتر سابقًا)، واصفًا إياه بأنه «أفضل لاعب في آسيا ثلاث مرات وبطل كأس آسيا مرتين» وهو اعتراف صريح من المؤسسة القارية بقيمة إنجازه الذي سبق مرحلة الجائزة الرسمية الحديثة. كما أنه رد على من يقول بعدم اعتراف الاتحاد القاري بهذه الجائزة وشرعيتها على نطاق آسيا.
ومنذ ذلك الحين، واصلت الكرة السعودية إرث ماجد عبدالله، فظهر النجوم "سعيد العويران الذي فاز بالجائزة عام 1994 بعد تألقه اللافت في كأس العالم بأميركا 94" و"نواف التمياط المتوَّج في 2000" و"حمد المنتشري في 2005 " و"ياسر القحطاني في 2007 " و"ناصر الشمراني في 2014" و"سالم الدوسري في 2022".

وتتجه الأنظار إلى مركز الملك فهد الثقافي في الرياض، حيث يقام حفل توزيع جوائز الاتحاد الآسيوي لكرة القدم 2025 في أمسية ينتظرها عشاق الكرة الآسيوية من الخليج حتى أقصى الشرق.
ويُعد النجم السعودي الكبير سالم الدوسري أبرز المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في آسيا، في سباقٍ مثير يجمعه مع القطري أكرم عفيف والماليزي عارف أيمن، وفقًا لمعايير الاتحاد الآسيوي التي تعتمد على الأداء القاري والتأثير في البطولات الكبرى خلال الموسم المنصرم.
وسيُتوّج الحفل أيضًا فائزين آخرين في فئات متعددة تشمل أفضل لاعب صاعد، وأفضل لاعبة، وأفضل اتحاد وطني، وأفضل منتخب، وأفضل مدرب، بحضور الشيخ سلمان آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وسط أجواء احتفالية تليق بالمكانة المتنامية للكرة الآسيوية التي باتت أكثر تنافسية ونضجًا من أي وقت مضى.




