تلقى منتخب إندونيسيا لكرة القدم ضربة قوية قبل مواجهة نظيره السعودي في الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026، بعدما تأكد غياب حارسه الأساسي إيميل أوديرو، الذي تعرض لإصابة مفاجئة ستبعده عن المباراتين المقبلتين أمام السعودية والعراق.
ويفتتح المنتخبان مشوارهما في المجموعة الثانية من الملحق يوم الأربعاء المقبل على ملعب «الإنماء»، على أن يلتقي كل منهما لاحقاً بالمنتخب العراقي. وتُقام مباراة إندونيسيا والعراق يوم 11 أكتوبر (تشرين الأول)، بينما تُختتم المجموعة بمواجهة السعودية والعراق في 14 من الشهر نفسه.
ويشارك في الملحق الآسيوي ستة منتخبات موزعة على مجموعتين، يتأهل المتصدر من كل مجموعة مباشرة إلى المونديال، بينما يلتقي صاحبا المركز الثاني في مباراة فاصلة لتحديد المنتخب الذي سيخوض الملحق العالمي.
واضطر المدير الفني الهولندي باتريك كلويفرت لاستبعاد أوديرو من قائمته، بعدما تعرض للإصابة أثناء عمليات الإحماء قبل مباراة فريقه كريمونيزي ضد كومو في الدوري الإيطالي، ما يجبره على خوض الملحق دون حارسه الأول.
أوديرو، البالغ 28 عاماً، يلعب حالياً لنادي كريمونيزي على سبيل الإعارة من كومو. بدأ مسيرته في أكاديمية يوفنتوس وتم تصعيده للفريق الأول عام 2015، ثم لعب مع فينيسيا وسامبدوريا قبل الانتقال إلى إنتر ميلان في 2023. وفي الموسم التالي، انتقل إلى كومو، ليُعار بعد ذلك إلى باليرمو ثم كريمونيزي.
على الصعيد الدولي، مثّل أوديرو منتخبات إيطاليا للفئات العمرية، قبل أن يختار تمثيل إندونيسيا في يونيو (حزيران) الماضي، وخاض معها 4 مباريات، حافظ فيها على نظافة شباكه 3 مرات، بينما تلقى 6 أهداف في لقاء واحد أمام اليابان.
لن يكون أوديرو الغائب الوحيد عن صفوف «غارودا»، إذ تأكد أيضاً غياب صانع الألعاب الشاب مارسيلينو فردينان (21 عاماً) بسبب إصابة في أوتار الركبة. وأوضح مدير المنتخب، سوماردي سيلاكو، أن اللاعب تعرض للإصابة خلال مباراة ودية أمام لبنان الشهر الماضي.
وكان فردينان قد قاد إندونيسيا لتحقيق فوز تاريخي على السعودية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بتسجيله هدفي المباراة التي انتهت (2-0)، وهو أول انتصار في تاريخ إندونيسيا على «الأخضر» بعد 15 مواجهة انتهت بـ12 فوزاً سعودياً و3 تعادلات.
يمتلك المنتخب السعودي أفضلية واضحة في المواجهات أمام إندونيسيا، إذ التقيا 9 مرات منذ مطلع الألفية، فاز «الأخضر» في 7 منها مقابل تعادل وهزيمة واحدة فقط. لكن اللافت أن التعثرين الوحيدين جاءا خلال التصفيات الحالية، حين تعادل المنتخبان (1-1) ذهاباً، قبل أن تفوز إندونيسيا (2-0) إياباً، لتفقد السعودية 5 نقاط كانت كفيلة بتأهلها المباشر.
وتطمح إندونيسيا إلى بلوغ كأس العالم للمرة الثانية في تاريخها، بعد غياب دام 88 عاماً، إذ كانت مشاركتها الوحيدة عام 1938 تحت اسم «جزر الهند الشرقية الهولندية»، حين خسرت أمام تشيكوسلوفاكيا (0-3) في الدور الأول.
أما المنتخب السعودي فيسعى للوصول إلى المونديال للمرة السابعة، والثالثة على التوالي، بعد مشاركته في نسخ 1994 و1998 و2002 و2006 و2018 و2022، وكان أبرز إنجازاته بلوغ دور الـ16 في مونديال 1994 بالولايات المتحدة.
وتعود بدايات كرة القدم في إندونيسيا إلى الحقبة الاستعمارية الهولندية مطلع القرن العشرين، حيث انتشرت اللعبة بفضل المدارس الأوروبية والبعثات التعليمية. وفي عام 1930 تأسس الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم، ليصبح من أوائل الاتحادات الآسيوية.
بعد الاستقلال عام 1945، واصل الاتحاد تنظيم المسابقات المحلية حتى تأسيس الدوري الممتاز عام 1994، الذي جذب جماهير غفيرة ورفع مستوى اللعبة. ورغم الأزمات الإدارية المتكررة التي أدت إلى إيقاف النشاط أكثر من مرة من قبل «فيفا»، فإن الكرة الإندونيسية استعادت توازنها مؤخراً عبر التجنيس والاستعانة بمدربين أوروبيين، في محاولة لتحقيق الحلم العالمي.
وبينما يستعد منتخب إندونيسيا لمواجهة السعودية من جديد، يبدو أن غياب النجمين أوديرو وفردينان سيشكل اختباراً حقيقياً لطموحات الوصول إلى مونديال 2026.

