شهدت جماهير الأهلي ملحمة كروية ستخلدها الذاكرة الخضراء كثيراً، وذلك على أرض ملعب «الجوهرة المشعة» بجدة، عندما أدرك فريقها المتأخر بالثلاثة التعادل أمام الهلال 3-3 في كلاسيكو للتاريخ.
وبينما كانت الجماهير الزرقاء تهتف بثقة لانتصار بدا محسوماً، خيّم الصمت على مدرجات الأهلي، التي لم تتوقع ما سيحدث لاحقاً حيث غادر بعضهم وظل الآخر مصدوماً مما حدث.
وفي لحظة بدت أنها نقطة الانفجار، اجتمع لاعبو الأهلي سريعاً في منتصف الملعب بعد الهدف الثالث للهلال، وفي دائرة صغيرة من القمصان الخضراء، وكلمات وإشارات بدت للمشاهدين بأنها تحفيزية لعدم ارتكاب مزيد من الأخطاء. أشار المدرب الألماني ماتياس يايسله من الخطوط الجانبية بيديه، مطالباً لاعبيه بالضغط والهجوم بلا تراجع. وكان المشهد بداية انتفاضة وأشبه برسالة عودة.
مع انطلاق الشوط الثاني دخل لاعبو الأهلي أولاً إلى أرضية الملعب، في مشهد حمل رسالة واضحة: العودة ممكنة.
ومع مرور الوقت بدأ يايسله في إجراء التبديلات وكانت الدقيقة 64 بداية التحولات بعد إضافة فراس البريكان وصالح أبو الشامات بدلاً من ماثيوس وزياد الجهني، تبديلات أعطت القوة والحدة والحيوية في خط المقدمة، ما هي إلا دقائق حتى بدأت الانتفاضة الخضراء في أرضية الملعب، ضغط عالٍ، وسرعة في الانتشار، وجرأة هجومية أربكت دفاع الهلال، سجل توني الهدف الأول، فاشتعلت المدرجات، وبعد الهدف الثاني تحولت المباراة إلى جنون جماهيري.
ثم جاء بعدها بدقائق الهدف الثالث ليكتب «المعجزة» ويحوّل صدمة الشوط الأول إلى عاصفة من الفرح كان بطلها المدرب الألماني ماتياس يايسله بفضل شجاعته، يايسله الذي حملت الجماهير «تيفو» خاص قبل المواجهة بصورته استطاع رفقة لاعبيه تقديم ليلة ستظل خالدة في ذاكرة المشجعين وكرة القدم السعودية حيث عاد من أمام إنزاغي الذي يخسر تقدمه بثلاثية لأول مرة في تاريخه التدريبي.
وسألت «الشرق الأوسط» يايسله بعد المباراة عن سر هذا التحول، وما إذا كان تصرفه «جنونياً»، فأجاب: لا، لم يكن جنوناً وكنا نؤمن بالعودة، ونعرف أن الضغط العالي هو الحل الوحيد أمام الهلال هذه هي فلسفتنا في الأهلي.
عودة الأهلي في المواجهة لم تكن مجرد عودة للمنافسة على لقب الدوري ولكنها تحضير نفسي احتاج إليه الفريق قبل الدخول في معترك بطولة الإنتركونتيننتال، الثلاثاء، عندما يواجه بيراميدز المصري على كأس «آسيا وأفريقيا والمحيط الهادئ» في البطولة ذاتها.


