أكد مسؤول بارز في الدوري السعودي للمحترفين لصحيفة «التليغراف» البريطانية أنه «لا توجد أي شكوك» في أن محمد صلاح سيلعب في دوري «روشن» السعودي، في وقت تُعد أندية الهلال والاتحاد الأقرب للتوقيع مع النجم المصري في حال قرر الرحيل عن ليفربول.
وحسب ما كشفت عنه المصادر، فإن إمكانية إتمام الصفقة في سوق يناير (كانون الثاني) الشتوي لا تزال غير مؤكدة، إذ كانت التقديرات السابقة تشير إلى أن الانتقال سيكون أقرب إلى الصيف المقبل. غير أن المشهد تغيّر بعد الانفجار الإعلامي الذي أحدثه صلاح مساء السبت، عقب تعادل ليفربول 3-3 أمام ليدز يونايتد، حين جلس مجدداً على دكة البدلاء ووجّه اتهامات للنادي بأنه «رماه تحت الحافلة»، وتحدّث عن انهيار علاقته بالمدرب آرني سلوت.
وبعد هذه التصريحات، بدأ الدوري السعودي في دراسة ما إذا كان من الممكن الاتفاق على صفقة خلال الشهر المقبل، وما إذا كان صلاح جاداً بشأن مغادرة «أنفيلد» أم أن الأمر مجرد رد فعل غاضب.
مصادر داخل الدوري السعودي قالت إنها فوجئت بأن صلاح أفصح بهذا الشكل العلني عن استيائه، وشبّه أحدهم ما حدث بالمقابلة التلفزيونية الشهيرة التي أجراها كريستيانو رونالدو مع بيرس مورغان عام 2022، حين قال إنه «لا يحترم» إريك تين هاغ. وبعد شهر فقط، أعلن مانشستر يونايتد رحيل رونالدو ووقّع لاحقاً مع نادي النصر السعودي.
ورغم أن صلاح وقّع عقداً جديداً مع ليفربول الصيف الماضي، بعدما تفاوض مع الدوري السعودي بشأن انتقال مجاني مع نهاية عقده السابق، فإن السماح له بالمغادرة مجاناً الآن أمر غير وارد إطلاقاً. ويُذكر أن الاتحاد قدّم عرضاً ضخماً بقيمة 150 مليون جنيه إسترليني في سبتمبر (أيلول) 2023، رُفض من قِبل ليفربول، دون أن يؤثر ذلك في العلاقات الإيجابية بين اللاعب والدوري السعودي، خصوصاً مع النادي الجداوي.
الاتحاد، حامل اللقب ويقوده حالياً المدرب سيرغيو كونسيساو ويضم النجم كريم بنزيمة، يُعد أحد أبرز المرشحين لضم صلاح، إلى جانب الهلال بقيادة المدرب سيموني إنزاغي، والذي يضم في صفوفه زميل صلاح السابق في ليفربول داروين نونيز.
وقال مسؤول سعودي رفيع المستوى: «نحن مقتنعون تماماً بأن محمد صلاح سيأتي إلى السعودية. لا توجد أي شكوك حول ذلك. لا نعلم إن كان الانتقال سيتم في يناير، أو في السوق المقبلة، أو في الصيف».
وكشفت «التليغراف» الأسبوع الماضي، عن أن الدوري السعودي جاهز لتمويل الصفقة إذا قرر صلاح الرحيل، وأن ليفربول سيكون مستعداً لبيع اللاعب في حال تلقى عرضاً مناسباً.
ومن المقرر أن يغادر صلاح إلى كأس الأمم الأفريقية في المغرب بعد مباراة ليفربول أمام برايتون يوم السبت، ما يضيف مزيداً من التعقيدات المحتملة على عملية التفاوض.
وتوضح المصادر أن صلاح أنهى المفاوضات مع الجانب السعودي العام الماضي بشكل ودّي للغاية، رغم وجود دهشة من تغيّره المفاجئ وقتها وقراره الاستمرار مع ليفربول. إلا أنه كشف لاحقاً عن أنه كانت تربطه علاقة ممتازة مع مسؤولي الدوري السعودي، وأنه كان سيوافق على العرض لو لم يقرر البقاء.
ويؤكد المطلعون على الملف أن التعاقد مع «أشهر لاعب عربي في التاريخ» سيكون خطوة رمزية هائلة للدوري السعودي، لكنهم يشددون في الوقت نفسه على أنهم لن يدخلوا مفاوضات جديدة إلا إذا وُجدت ضمانات لنجاح الصفقة هذه المرة، تجنباً لتكرار سيناريو الفشل السابق.