مدربو الأندية السعودية الكبار... مَنْ ينجو مِن مقصلة التقييم؟

بلان «لم يقنعهم»... وبيولي في «مهب الريح»... ويايسله مهدد رغم «ذهب النخبة الآسيوي»

 يايسله قاد الأهلي لكأس «النخبة» الآسيوي لكن ذلك لم يوقف فكرة التغيير في ذهن المسؤول (النادي الأهلي)
يايسله قاد الأهلي لكأس «النخبة» الآسيوي لكن ذلك لم يوقف فكرة التغيير في ذهن المسؤول (النادي الأهلي)
TT

مدربو الأندية السعودية الكبار... مَنْ ينجو مِن مقصلة التقييم؟

 يايسله قاد الأهلي لكأس «النخبة» الآسيوي لكن ذلك لم يوقف فكرة التغيير في ذهن المسؤول (النادي الأهلي)
يايسله قاد الأهلي لكأس «النخبة» الآسيوي لكن ذلك لم يوقف فكرة التغيير في ذهن المسؤول (النادي الأهلي)

تتضح ملامح غياب الاستقرار الفني والتغييرات المقبلة لفرق القمة في الدوري السعودي للمحترفين، ففي وقت أعلن فيه الهلال رحيل البرتغالي خورخي خيسوس صاحب المُنجز التاريخي الموسم الماضي، تتراكم علامات الاستفهام حول مستقبل مدربي فرق الاتحاد، والأهلي، والنصر، والشباب.

القادسية الذي بلغ نهائي كأس الملك وقدّم نفسه بصورة مثالية للغاية هذا الموسم، يبدو أنه يرسم معالم مشروعه الفني عبر استمرار المدرب الإسباني ميشيل غونزاليس.

اللافت أنه رغم المُنجزات المحققة للاتحاد والأهلي، فإن الضبابية ما زالت تحوم حول استقرار الفرنسي لوران بلان في الأول، والألماني ماتياس يايسله في الثاني، وتبدو ملامح علاقة النصر بالإيطالي ستيفانو بيولي واضحة بعدم استمراره بعد تدني أداء الفريق ونتائجه، أمّا الشباب تحت قيادة التركي فاتح تيريم فلم تتضح الصورة والمشهد بعد.

تعيش الفرق حالة من التقلب الفني بين قرارات محسومة وأخرى مُعلّقة تنتظر ما ستفرزه الأيام المقبلة، وترصد «الشرق الأوسط» قراءة عن مستقبل الفرق وأجهزتها الفنية في الأيام الأخيرة للموسم الحالي وما ستبدو عليه الأحوال للفترة الإعدادية للموسم المقبل.

لوران بلان على أبواب تتويج الاتحاد بلقب الدوري لكنه ليس واثقاً من البقاء (نادي الاتحاد)

الهلال... حقبة جديدة بعد الخيبة الآسيوية

في الهلال، ورغم الهيمنة المحلية الموسم الماضي، فإن المشهد انتهى برحيل المدرب خورخي خيسوس بعد الخروج من نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، ولم تشفع نجاحات الموسم الماضي الخارقة في استمراره بعد أن ودّع المنافسات المحلية بابتعاد الفريق عن المنافسة على لقب الدوري السعودي للمحترفين وافتقد الصدارة التي اعتلاها لعدة أسابيع، وخرج من بطولة كأس الملك، واكتفى بُمنجز كأس السوبر فقط.

لم يُكتب لخيسوس الاستمرار، بعد أن تم الإعلان عن رحيله رسمياً تمهيداً للتعاقد مع اسم فني جديد يقود مشروع الأزرق العاصمي الجديد في استحقاقه الكبير، بطولة كأس العالم للأندية.

خيسوس، الذي حضر للموسم الثاني على التوالي في قيادة الفريق، واجه موجة من الجدل الفني مع تقدّم الموسم، بين تحفظات جماهيرية على أداء الفريق، وضغط المنافسة المزدوجة بين المحلي والقاري، وجاء الخروج القاري ليُعلن النادي رحيله.

الاتحاد... بلان لا يُقنع

رغم أن لوران بلان قاد الاتحاد للاقتراب من حصد لقب الدوري السعودي للمحترفين، فإن المدرب الفرنسي لم يكسب القبول الكامل من أنصار النادي، إذ إن الأداء الباهت في بعض المواجهات، والانقسام الواضح حول منهجيته، جعلا مستقبله محل تساؤل؛ خصوصاً مع نهاية الموسم واقتراب الاستحقاقات القارية الجديدة.

يقول بلان، في المؤتمر الصحافي الذي أعقب مواجهة النصر، رداً على سؤال «الشرق الأوسط» حول الانتقادات التي يتلقاها رغم قيادة الاتحاد للصدارة: «لا أهتم ولا أتابع الإعلام، ولو كانت هناك انتقادات لي وأنا في المركز الأول، فكيف تكون الحال لو كنت في المركز الرابع أو الخامس؟! ولكن الأفضل لي كمدرب أن يُوجّه النقد لي بدلاً من اللاعبين».

بلان يقف أمام مُنجز تحقيق لقب الدوري السعودي للمحترفين، وكذلك فرصة تحقيق بطولة كأس الملك التي بلغ فيها المباراة النهائية إلى جوار القادسية؛ حيث ستقام بينهما يوم 30 مايو (أيار) الحالي.

تحوم الضبابية حول مستقبل المدرب الفرنسي الذي أعاد الفريق لمنصات التتويج، ورسم فريقاً فنياً مثالياً على عكس الموسم الماضي الذي ابتعد فيه الفريق عن الألقاب.

ستيفانو بيولي (مدرب النصر)

النصر... بيولي تحت المجهر

أمّا في النصر، فإن المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي لم يسلم من سهام النقد، وذلك بعد الخروج الآسيوي أمام كاواساكي وتراجع الفريق إلى المركز الرابع مؤقتاً. لا يزال الغموض يلف مستقبل بيولي وسط تقارير متزايدة عن احتمالية رحيله، في ظل عدم الرضا الكامل داخل إدارة النادي أو مدرجاته، ليكون بذلك ثاني مدرب هذا الموسم بعد رحيل لويس كاسترو في وقت مبكر من الدوري.

بيولي تسلم زمام القيادة الفنية خلفاً للبرتغالي لويس كاسترو الذي قاد النصر في الموسم الماضي، إلا أن الفريق تحت قيادة بيولي بات مهدداً بافتقاد الكثير من المكتسبات أهمها التأهل لدوري أبطال آسيا للنخبة وبطولة السوبر السعودي.

جميع الأنباء تشير إلى أن رحيل بيولي من قيادة النصر مجرد مسألة وقت، خصوصاً في ظل الحديث عن علاقة ليست جيدة بالنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي سيكون استمراره لموسم جديد مع النصر، مرهوناً بحضور اسم فني تدريبي آخر.

الأهلي... منجز آسيوي لا يكفي

في الأهلي، حقّق المدرب الألماني ماتياس يايسله منجزاً كبيراً بتتويج فريقه بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة، لكن الأنباء المتواترة داخل النادي تشير إلى تقييم شامل لمستقبل الجهاز الفني، في ظل تذبذب الأداء المحلي والجدل الدائم حول أسلوب يايسله.

كان يايسله قريباً من الخروج هذا الموسم بعد تراجع النتائج محلياً على عكس البطولة الآسيوية التي لم يتعرض فيها لأي خسارة، إلا أن الجماهير طالبت ببقائه وهتفت باسمه في إحدى المباريات ليقرر صناع القرار بالنادي استمراره.

الآن بعد تحقيقه اللقب الآسيوي، لم يعد ذلك كافياً لبقاء المدرب يايسله في منصبه، رغم أن عقده مع الأهلي يمتد حتى 2026.

وعند سؤاله بعد مواجهة الشباب الأخيرة عن مستقبله، قال: «أحب أن أعمل على المدى البعيد، لا يوجد لدي تعليق على ذلك، لكنني أحب السعودية وأود البقاء فيها».

يايسله حضر للأهلي منذ الموسم الماضي، ولم يقنع الجماهير في الموسم الأول، لكنه نجح في صناعة فريق قوي عانق المجد من أوسع أبوابه باللقب القاري.

القادسية... حالة استثنائية

الاستثناء الوحيد يبدو في نادي القادسية، الصاعد حديثاً والذي صنع بصمة قوية بقيادة الإسباني ميشيل غونزاليس، بعد وصوله إلى نهائي كأس الملك وتقديمه موسماً لافتاً.

أنباء كثيرة تشير إلى توجه واضح للإبقاء على المدرب، وبناء مشروع طويل الأمد حوله، ليكون الفريق الوحيد بين المنافسين الذي يدخل الموسم الجديد باستقرار فني فعلي.

فاتح تيريم... مستقبل غامض

نجح التركي فاتح تيريم في قيادة الشباب بصورة مثالية رغم حضوره في الجزء الأخير من الموسم، وحقق معه الشباب سلسلة من الانتصارات قادته ليصبح أفضل الفرق نتائج في الدور الثاني.

مستقبل فاتح تيريم لا يبدو واضحاً، كون الفريق بصورة كبيرة قد يعمل على المزيد من الغربلة الفنية ورحيل كثير من اللاعبين في الموسم الجديد.

لا يبدو المدرب التركي حديث عهد بالإدارة الفنية بالأندية، بل يمتلك خبرة عريضة ومتراكمة جعل نفسه أحد أبرز الأسماء في الكرة التركية، لكن أمر استمراره مع الفريق لم يتحدد بعد.

مَن يبقى؟ ومَن يرحل؟

يبدو أن صيف المدربين في الدوري السعودي سيكون أكثر سخونة من الصفقات، مع استمرار الضغط الجماهيري والإعلامي، وارتفاع سقف التوقعات في كل نادٍ.

وفي الوقت الذي يضع فيه القادسية حجر الأساس لموسم مستقر، تتجه الأندية الكبرى إلى مراجعة شاملة قد تطيح بأسماء، وتأتي بأخرى جديدة، قبل بداية موسم يبدو واعداً بحدية وتنافسية أكثر.


مقالات ذات صلة

نيفيز الهلال في «مفترق طرق»... وأنظار أموريم تلاحقه

رياضة سعودية نيفيز تحت أنظار النادي الإنجليزي العريق (أ.ف.ب)

نيفيز الهلال في «مفترق طرق»... وأنظار أموريم تلاحقه

يراقب نادي مانشستر يونايتد كلاً من البرتغالي روبن نيفيز لاعب الهلال السعودي، والإنجليزي كونور غالاغر لاعب أتلتيكو مدريد، بوصفهما خيارَين محتملَين للتعاقد خلال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية نجوم الأخضر الأولمبي أبطال الخليج خيار متاح امام الفرنسي رينارد قبل المونديال (المنتخب السعودي)

هل يمنح الأخضر الفرصة لـ«النجوم الصاعدة» في المشاركة المونديالية؟

ما هي احتمالية صناعة منتخب سعودي جديد بدماء وهوية مختلفة؟ سؤال تم تداوله كثيراً في الشارع الرياضي السعودي خلال الأيام التي أعقبت إخفاق الأخضر في بطولة كأس.

علي القطان (الدمام)
رياضة سعودية الحمدان خلال مشاركته الأخيرة مع الأخضر في كأس العرب (تصوير: سعد العنزي)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: الهلال سحب عرضه للحمدان

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن الهلال سحب عرضه الاحترافي الجديد للاعب عبد الله الحمدان، وسط رغبة شديدة من المدرب البرتغالي خيسوس في ضمه.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية «رابطة الدوري السعودي» منحت الأندية موعداً جديداً لتسوية مستحقاتها المالية (الشرق الأوسط)

«الرابطة» تمهل الأندية حتى 25 يناير لتسوية مستحقاتها المالية

قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن رابطة الدوري السعودي للمحترفين أمهلت الأندية حتى يناير المقبل لتسوية مستحقاتها المالية.

أحمد الجدي (الرياض )
رياضة سعودية تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)

الوابل لـ «الشرق الأوسط» : الإجهاد وراء تزايد الإصابات في الدوري السعودي

يشكل كابوس الإصابات هاجساً مقلقاً للاعبين والمدربين وحتى الجماهير، ذلك أن بعضها يعد بمثابة ضربة موجعة لأحلام الفرق الطموحة للمنافسة على البطولات، مع الأخذ

هيثم الزاحم (الرياض)

الأحد... جدة تتوج بطل «الجيل القادم للتنس»

ألكسندر بلوكس محتفلاً ببلوغه النهائي (الشرق الأوسط)
ألكسندر بلوكس محتفلاً ببلوغه النهائي (الشرق الأوسط)
TT

الأحد... جدة تتوج بطل «الجيل القادم للتنس»

ألكسندر بلوكس محتفلاً ببلوغه النهائي (الشرق الأوسط)
ألكسندر بلوكس محتفلاً ببلوغه النهائي (الشرق الأوسط)

بلغ البلجيكي ألكسندر بلوكس والأميركي ليرنر تيين، نهائي بطولة الجيل القادم لرابطة محترفي التنس في جدة.

وحسم البلجيكي بطاقة التأهل الأولى، بعد فوزه على النرويجي نيكولاي بودكوف كيير بواقع ثلاثة أشواط دون رد، فيما تمكن الأميركي ليرنر تيين من خطف بطاقة التأهل الثانية، بعدما حقق الانتصار على حساب مواطنه نيشيش باسافاريدي بثلاثة أشواط نظيفة.

وتُختتم الأحد، منافسات بطولة الجيل القادم لرابطة محترفي التنس، بمواجهةٍ النهائي عند الساعة الثامنة مساءً.

يذكر أن بلوكس لم يتعرّض لأي خسارةٍ في هذه البطولة، وتصدر مجموعته بثلاثة انتصارات، أما ليرنر تيين، فقد خسر أول لقاءٍ له في المنافسة ضد الإسباني رافاييل جودار، في مباراةٍ اتسمت بالندية، وانتهت بثلاثة أشواط مقابل شوطين لجودار.

وأبدى بلوكس سعادته بالتأهل إلى النهائي موضحاً أن مواجهة ليرنر تيين ستكون قوية، «ولا شك أنني أستمتع باللعب ضده، خاصةً بعد لقائنا في أستراليا قبل عامين، كما أن القيمةَ المضافة في هذه البطولة بالنسبة لي، تتمثل في التعرّف على اللاعبين بصورةٍ أكبر، لا سيما أن تكوين العلاقات خارج إطار الميدان يعدُّ أمراً مهماً، ويخلقُ إثارةً أكبر، وأتمنى أن يكون اللقب من نصيبي».

فيما قال ليرنر تيين إن مواجهة البلجيكي بلوكس في النهائي ستكون صعبةً جداً، خاصةً بعد لقائهما السابق وانسحابهِ فورَ انتهاء المجموعةِ الأولى، مشيراً إلى أن هذه المباراة ستُظهر الحقيقة كاملةً، وتأتي متزامنةً مع تقديمه عطاءاتٍ مميزة في السعودية، ما يجعلني أتطلع لتقديم كل ما لدي للحصول على اللقب.

وأوضح تيين خلال لقائه الصحافي: «سعيدٌ بتطور أدائي يوماً بعد يوم، وانعكاس ذلك في النتائج، إذ إن الفوز باللقب سيكون طريقاً لإكمال التميّز»، بعد الفوز بلقب بطولة موزل المفتوحة، اللاعبون هنا لم يشاركوا في أي بطولة خلال الشهرين الماضيين تقريباً، لذا كان العامل اللياقي متواضعاً، خاصةً مع الشكل المختلف للبطولة، كما أن الخبرة لعبت دوراً بسيطاً في حسم بعض المباريات».


نيفيز الهلال في «مفترق طرق»... وأنظار أموريم تلاحقه

نيفيز تحت أنظار النادي الإنجليزي العريق (أ.ف.ب)
نيفيز تحت أنظار النادي الإنجليزي العريق (أ.ف.ب)
TT

نيفيز الهلال في «مفترق طرق»... وأنظار أموريم تلاحقه

نيفيز تحت أنظار النادي الإنجليزي العريق (أ.ف.ب)
نيفيز تحت أنظار النادي الإنجليزي العريق (أ.ف.ب)

يراقب نادي مانشستر يونايتد كلاً من البرتغالي روبن نيفيز لاعب الهلال السعودي، والإنجليزي كونور غالاغر لاعب أتلتيكو مدريد، بوصفهما خيارَين محتملَين للتعاقد خلال سوق الانتقالات الشتوية المقبلة في يناير (كانون الثاني)، في إطار سعي المدرب روبن أموريم إلى تعزيز تشكيلته. كما يُعدّ لاعب بورنموث، الأميركي تايلر آدامز ضمن دائرة الاهتمام، إلا أن أي صفقة محتملة لضمه لا يُتوقع أن تتم قبل فترة الانتقالات الصيفية.

وفي الوقت ذاته، يدخل مانشستر يونايتد، بحسب صحيفة «الغارديان»، في منافسة مع ليفربول ومانشستر سيتي من أجل التعاقد مع الغاني أنطوان سيمينيو، لاعب بورنموث، في بداية يناير، غير أن المؤشرات تفيد بأن اللاعب يفضِّل الانتقال إلى ليفربول، مع اعتبار مانشستر سيتي خياره الثاني، ما يجعل مهمة أموريم في إقناعه بالانضمام إلى «أولد ترافورد» مُعقَّدة.

ويميل أموريم إلى استقطاب لاعبين يملكون خبرةً سابقةً في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما ينطبق على نيفيز وغالاغر، إضافة إلى ثنائي بورنموث. كما لا يزال المدرب البرتغالي يحتفظ باهتمامه بلاعب وسط برايتون، كارلوس باليبا، بوصفه هدفاً محتملاً في الصيف المقبل. وكان يونايتد قد أبرم صفقتين الصيف الماضي بضم براين مبويمو من برينتفورد، وماتيوس كونيا من وولفرهامبتون.

ويبلغ نيفيز 28 عاماً، وينتهي عقده مع الهلال بنهاية الموسم الحالي، وتُقدَّر قيمته بنحو 20 مليون جنيه إسترليني، بعدما لعب 5 مواسم في الدوري الإنجليزي الممتاز مع وولفرهامبتون حتى عام 2023. ويُعدّ لاعباً دولياً متمرساً، إذ خاض 63 مباراة مع منتخب البرتغال. غير أن راتبه الأسبوعي البالغ 350 ألف جنيه إسترليني قد يُشكِّل عقبةً رئيسيةً أمام إتمام الصفقة، في ظل إمكانية توقيعه عقداً جديداً مع النادي السعودي.

أما غالاغر، الخيار الآخر المحتمل لشغل مركز لاعب الارتكاز (رقم 6)، فقد انضم إلى أتلتيكو مدريد قادماً من تشيلسي بعقد يمتد 5 أعوام في 2024. وتُقدَّر قيمته السوقية من جانب النادي الإسباني بما بين 40 و50 مليون يورو (ما يعادل 35 إلى 44 مليون جنيه إسترليني)، ويفضِّل أتلتيكو بيعه بشكل نهائي، في حين يفضِّل مانشستر يونايتد استعارته. ويبلغ غالاغر 25 عاماً، وشارك في الغالب بديلاً هذا الموسم، وكان قد تحدَّث مؤخراً عن رغبته في شق طريقه مجدداً إلى تشكيلة منتخب إنجلترا تحت قيادة توماس توخيل.

ويُعد تايلر آدامز أيضاً ضمن اهتمامات يونايتد، إلا أن اللاعب البالغ 26 عاماً، الذي انضم إلى بورنموث في 2023 وخاض 52 مباراة دولية مع منتخب الولايات المتحدة، سيغيب لمدة لا تقل عن شهرين؛ بسبب إصابة في الركبة تعرَّض لها خلال التعادل المثير 4 - 4 أمام مانشستر يونايتد على ملعب «أولد ترافورد» يوم الاثنين. ولذلك، لا يُتوقع أن يتحرك النادي لضمه قبل الصيف المقبل.

أما سيمينيو، الذي سجَّل هدفاً في مباراة الاثنين، فيملك شرطاً جزائياً يُعتقد أنه يقل قليلاً عن 65 مليون جنيه إسترليني، تشمل قيمته مكافآت ولاء وعمولات وكلاء، ويتعين تفعيله في وقت مبكر من الشهر المقبل. ويهتم توتنهام أيضاً باللاعب، لكن حظوظه في التعاقد مع جناح بريستول سيتي السابق تبدو محدودة.

ويحرص مدرب ليفربول، آرني سلوت، على ضم سيمينيو بوصفه الخليفة المحتمل لمحمد صلاح، في حين أجرى مانشستر سيتي بدوره اتصالات مع اللاعب وممثليه. ورغم أن عقد بيب غوارديولا يمتد حتى يونيو (حزيران) 2027، فإن الغموض لا يزال يكتنف مستقبله، وقد يفكر في الرحيل الصيف المقبل، غير أن ذلك لا يُفترض أن يؤثر على قرار سيمينيو.

ويرغب أموريم في ضم سيمينيو لتعزيز خياراته في مركزَي الظهير الجناح والهجوم. وقبل مواجهة يونايتد أمام بورنموث، وصف المدرب البرتغالي، اللاعب الدولي الغاني بأنه «استثنائي»، ويريد توظيفه أساساً في مركز الظهير الجناح الأيسر أو صانع ألعاب (رقم 10). وفي مركز الظهير الجناح الأيسر، لم ينجح باتريك دورغو، أولى صفقات أموريم في يناير الماضي، في إقناع الجهاز الفني، في حين يُعدّ الخيار الآخر ديوغو دالوت ظهيراً أيمن في الأساس.

ويفتقد أموريم في الفترة الحالية كلاً من أماد ديالو وبراين مبويمو، لانضمامهما إلى منتخبَي كوت ديفوار والكاميرون؛ للمشارَكة في كأس الأمم الأفريقية.

وبما أن منتخب غانا لم يتأهل للبطولة، فإن سيمينيو سيكون متاحاً للانتقال خلال الشهر المقبل دون عائق دولي.


هل يمنح الأخضر الفرصة لـ«النجوم الصاعدة» في المشاركة المونديالية؟

نجوم الأخضر الأولمبي أبطال الخليج خيار متاح امام الفرنسي رينارد قبل المونديال (المنتخب السعودي)
نجوم الأخضر الأولمبي أبطال الخليج خيار متاح امام الفرنسي رينارد قبل المونديال (المنتخب السعودي)
TT

هل يمنح الأخضر الفرصة لـ«النجوم الصاعدة» في المشاركة المونديالية؟

نجوم الأخضر الأولمبي أبطال الخليج خيار متاح امام الفرنسي رينارد قبل المونديال (المنتخب السعودي)
نجوم الأخضر الأولمبي أبطال الخليج خيار متاح امام الفرنسي رينارد قبل المونديال (المنتخب السعودي)

ما هي احتمالية صناعة منتخب سعودي جديد بدماء وهوية مختلفة؟ سؤال تم تداوله كثيراً في الشارع الرياضي السعودي خلال الأيام التي أعقبت إخفاق الأخضر في بطولة كأس العرب 2025 في قطر.

ويطرح كثير من المختصين فكرة صناعة منتخب سعودي بروح جديدة يطوي من خلالها مسلسل الإخفاقات التي مر بها الأخضر الكبير على مدى 22 عاماً؛ حيث كانت آخر المنجزات في عام 2003 ممثلة ببطولة كأس الخليج لذلك المنتخب الذي جاء بعناصر غلب عليها الأسماء الشابة وكان من بينها ياسر القحطاني وسعود كريري ومحمد نور وغيرهم.

وعلى الرغم من أن تحقيق بطولة كأس الخليج أو حتى العرب للمنتخبات التي أقيمت في الكويت في تلك الفترة لم تكن ضمن المنجزات الكبرى، لكنها أعطت انطباعاً بولادة جيل جديد من النجوم بعد انتكاسة مونديال 2002 التي تعرض فيها المنتخب السعودي لخسارة ثقيلة لا يمكن طي أحداثها؛ مما استدعى التجديد الشامل بعدها وخلق جيل جيد قادر على الدفاع بشكل إيجابي وقوي عن كرة القدم السعودية وهيبتها.

ومع مرور السنوات أخفق هذا الجيل في الوصول إلى مونديالي 2010 و2014 وهذا ما مثل انتكاسة أخرى لتكون العودة بالتأهل إلى مونديال 2018 لها مذاق خاص بجيل من النجوم المستمرين حتى الآن، وفي مقدمتهم سالم الدوسري الذي أبدع في مونديال 2022. ويكفي الإشارة إلى هدفه الخرافي في مرمى الأرجنتين كما أنه قاد المنتخب السعودي للوصول للمرة الثالثة على التوالي للمونديال من خلال الملحق المؤهل إلى مونديال 2026؛ مما جعل هذا اللاعب تحديداً النجم الأول في آسيا للمرة الثانية على التوالي وينال جائزتها في حدث فريد من نوعه للاعب سعودي.

ومع أن هذا الجيل الذي يقوده سالم نجح في الوصول إلى المونديال ثلاث مرات، لكنه لم ينجح في حصد بطولة «أسهل» مثل كأس الخليج، وكذلك متوسطة الصعوبة مثل كأس العرب الأخيرة التي أقيمت في دولة قطر، هذا عدا الخروج من بطولة كأس آسيا الماضية في الدوحة أيضاً رغم كل الآمال التي عُقدت لاستعادة قمة القارة الآسيوية.

لاعبو الأخضر الحاليين يفتقدون البصمة البطولية في مسيرتهم (تصوير: سعد العنزي)

كل هذا يحصل في وقت يتقدم فيه الدوري السعودي الصفوف ليكون واحداً من أهم الدوريات حول العالم بعد أن ضم نجوماً كباراً على سبيل المثال لا الحصر: كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة ورياض محرز وغيرهم من النجوم الكبار، ولا يمكن استثناء الحارس المغربي الكبير ياسين بونو منهم، أحد أفضل الحراس على مستوى العالم وأفضل حارس أفريقي.

ومع قوة المنافسة في هذا الدوري، الذي نتج عنه هيمنة الأندية السعودية على المنافسة في البطولة القارية، حيث توج الأهلي بالبطولة الماضية ولا تزال الفرق السعودية تتصدر الترشيحات للفوز بالنسخة الحالية، لكن اللاعبين السعوديين ظل بعضهم بأداء فني لا يتواكب فعلاً مع هذا التطور حتى من يلعبون أساسيين في أنديتهم المنافسة، وقد يكون هناك استثناء لأسماء معينة مثل الحارس نواف العقيدي وحسان تمبكتي ومحمد كنو وفراس البريكان وسالم الدوسري، وإن كان من بين هذه الأسماء من لا يلعب في القائمة الأساسية بفريقه بشكل دائم.

وفي ذروة غضب في الشارع الرياضي السعودي نتيجة خروج المنتخب الأول من بطولة كأس العرب أمام منتخب الأردن، جاء المنتخب الأولمبي ليحصد بطولة كأس الخليج بعد أن فاز في جميع مباريات للبطولة التي أقيمت في الدولة أيضاً؛ حيث جاء التتويج السعودي للمنتخب الأولمبي بعد أقل من 24 ساعة من خروج المنتخب الأول.

ويرى المدرب الإيطالي لويجي دي بياغو الذي قاد الأخضر للتويج الخليجي أن المنتخب الأولمبي الحالي لديه عدة أسماء قادرة على التواجد مع المنتخب الأول في مونديال 2026 وأن هناك طموحاً بهذا الشأن.

وبين في حديثه الخاص لـ«الشرق الأوسط» أن التحدي الأكبر لدى اللاعبين الصاعدين قلة الدقائق التي يلعبونها مع فرقهم، وهذا أمر من المهم علاجه.

ويدعم رأي لويجي المدرب السعودي الدكتور عبد العزيز الخالد الذي يطالب بتقليص عدد اللاعبين الأجانب ومنح فرص لعب لدقائق أكبر للاعبين السعوديين في الدوري.

ويرى طلال حاجي الذي أبدع في البطولة الخليجية أن المنجز الذي تحقق في قطر يمكن البناء عليه على مستوى المنافسة في بطولة كآس آسيا المقبلة في المملكة، كما عبر عن تطلعه بأن يكون ضمن العناصر المختارة من قبل المدرب رينارد للتواجد في المونديال القادم.

وصنع الحارس الشاب حامد الشنقيطي لنفسه مجداً مهماً حينما توج بجائزة أفضل لاعب خليجي شاب، ليؤكد أن الكرة السعودية ولادة للنجوم وليؤكد أنه عازم على تطوير نفسه ليكون أفضل لاعب قاري ويكون له بصمه في المنتخبات السعودية بما فيها المنتخب الأول.

ومع تواصل صعود الأسماء السعودية الشابة وتحقيق المنجزات، من بينها الوصول لمنتخب الشباب لنهائي القارة وكذلك تواجد منتخب الناشئين في كأس العالم في النسخة الأخيرة يبقى السؤال الأهم: «هل هناك جيل يمكنه إعادة توهج الكرة السعودية بعد رحيل جيل سالم الدوسري المرجح بعد المونديال المقبل؟».