رئيس «غلوبانت» لـ «الشرق الأوسط»: «رؤية 2030» بوصلتنا لإعادة تشكيل الاقتصاد الرياضي السعودي

الدبيان قال لـ«الشرق الأوسط» إنهم سيحدثون نقلة نوعية في إدارة «الدوري» باستخدام «الذكاء الاصطناعي»

جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين رابطة الدوري السعودي للمحترفين شراكة و«غلوبانت» (الشرق الأوسط)
جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين رابطة الدوري السعودي للمحترفين شراكة و«غلوبانت» (الشرق الأوسط)
TT

رئيس «غلوبانت» لـ «الشرق الأوسط»: «رؤية 2030» بوصلتنا لإعادة تشكيل الاقتصاد الرياضي السعودي

جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين رابطة الدوري السعودي للمحترفين شراكة و«غلوبانت» (الشرق الأوسط)
جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين رابطة الدوري السعودي للمحترفين شراكة و«غلوبانت» (الشرق الأوسط)

قبل أيام، وقّعت «رابطة الدوري السعودي للمحترفين» شراكة مع «غلوبانت»، الشركةِ الرقمية المختصة في الحلول التكنولوجية المبتكرة للأعمال؛ لتطبيق حلول إدارة المنافسات المتطورة، التي تستهدف إدارة مواسم الدوري السعودي المستقبلية عبر منظومة رقمية متكاملة، وبمساعدة أدوات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، حيث سيعمل النظام على تسريع المهام اليدوية السابقة مع القدرة على اكتشاف وتصحيح الأخطاء البشرية، وتقديم حزمة إدارة المنافسات تسجيلاً رقمياً سلساً للاعبين، وتسجيلاً آلياً للتعاقدات الجديدة، وعمليات يوم المباراة في الوقت الفعلي، التي تشمل تقديم التشكيلات الرسمية، وتعيين الحكام، واختيار الأطقم، وعمليات الامتثال.

«الشرق الأوسط» بدورها أجرت حواراً مع ممدوح الدبيان، الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة «غلوبانت»، وطرحت تساؤلات بشأن دور الشركة المنتظر في السعودية، وأثرها على المنافسات المحلية، وما قد تُحدثه من نقله نوعية بخصوص إدارة المنافسات، وفق أدوات عدة، بينها الذكاء الاصطناعي. وفيما يلي نص الحوار:

> ما التحول الذي أحدثته «غلوبانت» في عالم الرياضة وتجارب الجماهير والمشجعين حول العالم؟

- ترتكز استراتيجية «غلوبانت» على الفهم العميق لطبيعة المُشجع الرياضي العصري، الذي لم يعد يكتفي بمشاهدة المباريات فقط، بل يبحث عن تفاعل أعمق يتجاوز تجربة مشاهدة المباريات التقليدية، إلى شعور بالانتماء إلى فريقه، والتواصل المباشر مع الرياضة التي يفضلها والتفاعل معها بطريقة مُبتكرة. ومن هذا المنطلق، تُوظف «غلوبانت» مجموعة متكاملة من التقنيات المتطورة، بدءاً من حلول الذكاء الاصطناعي التي تقدم محتوى مُخصصاً، وصولاً إلى التحليلات المُتقدمة التي تكشف عن رؤى أعمق بشأن أداء اللاعبين وديناميكيات المباريات.

ويتميز النهج الذي تتبعه «غلوبانت» عن غيره بأن التكنولوجيا ليست مجرد أداة، بل وسيلة لصناعة تجارب حافلة بالعاطفة وقادرة على بناء روابط حقيقية مع الجمهور. فعلى سبيل المثال، وعبر الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، تستطيع «غلوبانت» تخصيص تجربة المشجعين وفق تفضيلاتهم وأسلوبهم الشخصي؛ مما يجعل التفاعل أفضل خصوصية، سواء أكان المشجع في الملعب أم في المنزل أم خلال تنقله، وسيحصل على تواصل استثنائي مع الرياضة التي يحبها.

> كيف تنظرون إلى الشراكة مع «الدوري السعودي للمحترفين»؟

- تمثل الشراكة بين «سبورتيان»، الذراع الرياضية لشركة «غلوبانت»، و«رابطة الدوري السعودي للمحترفين» نقطة تحول محورية بارزة لكرة القدم في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً ضمن إطار «رؤية السعودية 2030» الطموح. فـ«الرؤية» لا تركز فقط على التنويع الاقتصادي والابتكار، بل تولي اهتماماً خاصاً للاستثمار في تطوير قطاع الرياضة والارتقاء به، مع وضع لعبة كرة القدم في قلب هذا التحول. وتهدف هذه الشراكة الاستراتيجية إلى إحداث نقلة نوعية في آليات تشغيل «الدوري السعودي للمحترفين»، عبر إدخال حلول رقمية متطورة تُعزز الكفاءة التشغيلية. ومن أبرز معالم هذا التعاون إطلاق «مجموعة إدارة المنافسات»، وهي منتَج مُتقدم طورته «سبورتيان»، خصيصاً لهذا الغرض. وتوفر هذه المنظومة الحديثة نقلة نوعية في إدارة دوري المحترفين لكرة القدم في السعودية؛ إذ تتيح أدوات رقمية لإدارة العمليات التشغيلية الجوهرية وتشمل: تسجيل اللاعبين، وتقديم قوائم الفرق المُشاركة، واختيار الأطقم، وتعيين الحكام، وتسهيل إجراءات الامتثال. وعبر أتمتة هذه المهام الإدارية المحورية تتعزز الكفاءة التشغيلية وتُؤسَّس معايير جديدة في إدارة دوريات كرة القدم، على مستوى عالمي قائم على تسخير التكنولوجيا الرقمية في خدمة الرياضة. ومع اقتراب المملكة العربية السعودية من استضافة فعاليات رياضية عالمية كبرى، مثل «دورة الألعاب الآسيوية»، و«كأس العالم لكرة القدم 2034»، فإن الشراكة مع «سبورتيان» و«غلوبانت» تُعدّ دليلاً واضحاً على مدى جاهزية المملكة لتلبية أعلى المعايير الدولية في إدارة الأحداث الرياضية والتفاعل الجماهيري.

> من وجهة نظركم، هل غيّرت التكنولوجيا من طريقة تفاعلنا مع الرياضة؟ وهل هذا مُفيد لمشجعيها وعُشاقها؟

- منحت الابتكارات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات، الجماهير وصولاً غير مسبوق إلى معلومات مُخصصة وثرية. تخيل أن تشاهد مباراة كرة قدم في الوقت نفسه الذي تحصل فيه فوراً على إحصائيات دقيقة عن لاعبك المفضل، أو تفهم الاستراتيجيات المُعقدة خلال سير المباراة. كل هذا أصبح مُمكناً بفضل هذه التقنيات. ولا تجعل هذه الإضافات التجربة أعلى تفاعلية وجاذبية فقط؛ بل تُثريها معرفياً أيضاً. ولا تقتصر فوائد التكنولوجيا على وقت المباراة فقط، بل تمتد لتسهيل كل تفاصيل التجربة الرياضية، من شراء التذاكر، إلى إيجاد موقف للسيارة، وحتى التفاعل مع الفرق على منصات التواصل الاجتماعي الرقمية. وعلى سبيل المثال، فإن التطبيقات الحديثة مثلاً تُوفّر للمشجعين إمكانية شراء التذاكر بسهولة، وتمكنهم من الوصول إلى مقاعدهم، والحصول على محتوى حصري طوال المباراة، وبالتالي فإن تعزيز هذه الجوانب البسيطة يحسّن تجربة المُشجعين بشكل عام، ويجعل الأحداث الرياضية أكبر متعة.

> ما التقنيات التي تتوقعون أن تُعيد تشكيل المشهد الرياضي في المستقبل؟

- من بين التقنيات الواعدة، يتصدر الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، المشهدَ، لما لهما من قدرة مذهلة على تحليل كميات ضخمة من البيانات في الزمن الفعلي. وتوفر هذه الأدوات قيمة هائلة للمدربين والفرق، بدءاً من تحسين أداء اللاعبين عبر مؤشرات تحليلية متقدمة، وصولاً إلى تصميم تفاعلات مُخصصة وجذابة تُثري تجربة الجماهير، وتُقدم بُعداً جديداً في تحليلات الرياضة.

> كيف تنسجم شراكاتكم الأخيرة مع «القدية» و«فورمولا1» وغيرهما... مع «رؤية المملكة 2030»؟

- تُشكل شراكاتنا الأخيرة مع كيانات مرموقة مثل «مشروع القدية»، و«مشروع البحر الأحمر»، وسباقات «فورمولا1»، دليلاً واضحاً على مدى التزام «غلوبانت» بالمساهمة الفاعلة في تحقيق أهداف «رؤية المملكة 2030»، التي تمثل خريطة طريق طموحاً لإعادة تشكيل الاقتصاد وتعزيز التحول الرقمي.

ولكل من هذه التحالفات دور فريد داخل إطار «الرؤية الوطنية التحولية» بالمملكة. ففي «مشروع القدية»، نركز على توظيف التكنولوجيا لتقديم تجارب ترفيهية غامرة ومُبهجة تعيد تعريف مستقبل الترفيه. أما مع «فورمولا1»، فإننا نعمل على الارتقاء بمستوى التفاعل الجماهيري عبر حلول تقنية مُتقدمة تنقل إثارة السباق إلى جمهور عالمي بطرق لم تكن ممكنة في السابق.

> تُعد الأنشطة الرياضية وكرة القدم منصة رئيسية للعلامات التجارية، فهل هناك شراكات مستقبلية جديدة تدرسها «غلوبانت»؟

- مع استمرار الرياضة في لعب دور محوري بوصفها منصة فعالة للتفاعل بين العلامات التجارية والجمهور، تواصل «غلوبانت» استكشاف فرص جديدة لابتكار تجارب جماهيرية ثرية، وإعادة تشكيل المنظومة الرياضية عبر التكنولوجيا. ورغم أن كرة القدم تظل اللعبة الأوسع جماهيرياً على مستوى العالم، فإننا نؤمن بأن رياضات أخرى تحمل إمكانات تحوّلية لا تقل أهمية. من بين هذه المجالات، تبرز كرة السلة، والألعاب الإلكترونية، وسباقات السيارات، بوصفها منصات مثالية لتطبيق التقنيات المتقدمة. توفر كرة السلة، بفضل جمهورها العالمي الواسع وطبيعتها الديناميكية، فرصاً كبيرة للاستفادة من التحليلات البيانية، والتقنيات الغامرة، واستراتيجيات المحتوى المُخصص؛ لخلق تفاعل جماهيري أعمق وأكبر تأثيراً. تخيل أن مُشجع كرة سلة لا يكتفي بالمشاهدة، بل يحصل على رؤى مخصصة لحظة بلحظة، ويشاهد لقطات مُميزة بتقنية الواقع الافتراضي، أو يتابع ملخصات ذكية أُنشئت عبر الذكاء الاصطناعي. هذه هي التجربة التي نسعى إلى تقديمها. أما عالم الألعاب الإلكترونية، الذي يشهد نمواً مُذهلاً، فهو بيئة ديناميكية خصبة للابتكار والازدهار بفضل التطور التكنولوجي. ومع وجود ملايين المشاهدين حول العالم، أغلبهم من الجيل الرقمي، تزداد فرص خلق تجارب تفاعلية ومربحة. وعبر منصات تتيح مشاركة المحتوى المباشر، والتحليلات اللحظية لأداء اللاعبين المحترفين، والتجارب الجماهيرية التفاعلية في الأحداث، فإن «غلوبانت» تهدف إلى تقديم حلول تقنية متطورة تلبي تطلعات هذا القطاع سريع التطور.

> هل لديكم خطط لتوسيع الشراكات مع دوريات أو رياضات أخرى في السعودية أو المنطقة؟

- رغم أننا لا نستطيع في الوقت الحالي الكشف عن تفاصيل الشراكات المرتقبة، فإنه يمكن التأكيد على أن وجودنا بالمنطقة يشمل تعاوناً متنامياً مع عدد من الأندية في المملكة العربية السعودية. تركز هذه التحالفات على توظيف قدرات «سبورتيان»، وهي حزمة أدوات تقنية مختصة مُصممة لإعادة تعريف الأداء الرياضي وتجارب الجماهير. وفي الوقت الذي نمضي فيه بمسيرة الابتكار التقني في مجال الرياضة، فإن هدفنا لا يقتصر على تحسين الأداء داخل الملعب فقط، بل نعمل أيضاً على تعزيز التفاعل الجماهيري ودفع عجلة التحول الرقمي في الأندية والدوريات بالمملكة والمنطقة بأكملها.


مقالات ذات صلة

رغم الغيابات والإرهاق... مكاسب واعدة تنتظر الأخضر في «الكأس الذهبية»

رياضة سعودية نجوم الأخضر بأول فوز في الكأس الذهبية (المنتخب السعودي)

رغم الغيابات والإرهاق... مكاسب واعدة تنتظر الأخضر في «الكأس الذهبية»

رغم ضغوط التوقيت وتحديات التشكيلة الناقصة، نجح المنتخب السعودي في افتتاح مشاركته بالكأس الذهبية بفوز ثمين على هايتي بهدف دون رد، ليضع بصمته الأولى في البطولة.

علي القطان (الدمام)
رياضة سعودية كارفخال في التدريبات الأخيرة لمواجهة الهلال (نادي ريال مدريد )

الهلال وريال مدريد... من الرباط إلى ميامي ذاكرة تتجدد وطموحات تتزايد

في مشهد يعيد الذاكرة إلى نهائي مثير قبل أكثر من عامين، يتجدد اللقاء بين الهلال السعودي وريال مدريد الإسباني، وهذه المرة ضمن منافسات دور المجموعات لبطولة كأس.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية نواف العقيدي (عيسى الدبيسي)

الفتح يستهدف التعاقد مع نواف العقيدي ورديف

كشفت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن إدارة نادي الفتح تستهدف التعاقد مع حارس مرمى النصر نواف العقيدي ومهاجم الهلال عبدالله رديف.

أحمد الجدي (الرياض)
رياضة سعودية الجمعان قال إنه دفع ثمن صراحته مع الجماهير (نادي النصر)

الجمعان: ثمن صراحتي مكلف … رحلة التقاضي مع النصر بدأت

عبّر ماجد الجمعان، الرئيس التنفيذي السابق لشركة نادي النصر، عن استيائه من الطريقة التي تم بها إنهاء خدماته، واصفًا القرار بأنه جاء «بأسلوب غير مهني وغير مقبول»،

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية مبارك الراجح (نادي الرائد)

الشباب يتفق مع الرائد لضم «الراجح»

توصل نادي الشباب السعودي إلى اتفاق للتعاقد مع مدافع نادي الرائد مبارك الراجح، وفقاً لمصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط».

نواف العقيّل

رغم الغيابات والإرهاق... مكاسب واعدة تنتظر الأخضر في «الكأس الذهبية»

نجوم الأخضر بأول فوز في الكأس الذهبية (المنتخب السعودي)
نجوم الأخضر بأول فوز في الكأس الذهبية (المنتخب السعودي)
TT

رغم الغيابات والإرهاق... مكاسب واعدة تنتظر الأخضر في «الكأس الذهبية»

نجوم الأخضر بأول فوز في الكأس الذهبية (المنتخب السعودي)
نجوم الأخضر بأول فوز في الكأس الذهبية (المنتخب السعودي)

رغم ضغوط التوقيت وتحديات التشكيلة الناقصة، نجح المنتخب السعودي في افتتاح مشاركته بالكأس الذهبية بفوز ثمين على هايتي بهدف دون رد، ليضع بصمته الأولى في البطولة التي يشارك فيها «ضيفاً» للمرة الأولى. الفوز الذي تحقق عبر ركلة جزاء نفذها صالح الشهري في الشوط الأول، لم يكن فقط نتيجة على الورق، بل فتح باباً لتحليل أوسع حول أهمية المشاركة والآفاق التي تحملها للأخضر في هذه المرحلة الدقيقة من مسيرته.

يصف محللون فنيون هذه المشاركة بالإيجابية، رغم إقرارهم بعدد من السلبيات التي تحيط بها، على رأسها توقيت البطولة الذي يأتي مباشرة بعد نهاية موسم شاق في الدوري السعودي، إلى جانب غياب عدد من العناصر الأساسية بسبب وجودهم مع الهلال في كأس العالم للأندية، التي تقام تزامناً في الولايات المتحدة ذاتها.

ويرى الدكتور خليفة الملحم، اللاعب السابق والمحلل الفني، أن قرار المشاركة بحد ذاته يُعد خطوة جيدة، مشيراً إلى أن مستوى المنتخبات المشاركة - باستثناء المكسيك - لا يبتعد كثيراً عن الأخضر فنياً، وهو ما يمنح السعودية فرصة للمنافسة وكسب الاحتكاك. ويضيف: «المواجهة المقبلة أمام أميركا، وربما لاحقاً كندا، تتيح فرصاً تعليمية مهمة، فهذه منتخبات متطورة وتفوقنا في بعض الجوانب، لكن مواجهتها تخلق مكاسب لا تُقدّر بالنتائج فقط».

ويؤكد الملحم أن توقيت البطولة في نهاية الموسم يؤثر على جاهزية اللاعبين من حيث الحافز البدني والذهني، لكنه يرى الجانب الإيجابي في كونها فرصة لإشراك عناصر جديدة في بيئة تنافسية حقيقية. وقال: «نحتاج لتجهيز مجموعة بديلة وجاهزة، فالاستحقاقات المقبلة لا تنتظر، وأبرزها الملحق الآسيوي المؤهل لمونديال 2026، بعد أن خسرنا فرصة التأهل المباشر. وهذه المشاركات تساعد في بناء الفريق للمراحل القادمة».

وفي تحليله لأداء المنتخب أمام هايتي، أشار الملحم إلى أن الأخضر لم يظهر بالشكل المطلوب في الشوط الأول، رغم تقدمه بالهدف، لكنه تحسّن في الثاني بعد تدخلات فنية من المدرب إيرفي رينارد. كما قلل من تأثير غياب لاعبي الهلال، موضحاً أن حضورهم في التشكيلة الأساسية لم يكن قوياً في الفترة الأخيرة، وبالتالي فإن غيابهم لم يترك أثراً ملحوظاً في المباراة الافتتاحية.

أما المدرب الوطني زياد العفر، فقد قدّم زاوية مختلفة في تقييمه، مميزاً بين نظرة الجمهور ونظرة المدرب، «من الناحية الجماهيرية، بدا المنتخب أقل من المتوقع أمام منافس محدود لا يتجاوز سعره السوقي 16 مليون يورو وله مشاركة وحيدة في كأس العالم منذ 50 عاماً، بل إن منتخب هايتي كان نِدّاً في فترات من المباراة»، قال العفر. لكنه يضيف أن النظرة الفنية تذهب لما هو أبعد من النتيجة، فهي تتعلق بتجريب عناصر ابتعدت عن المباريات مثل سعود عبد الحميد وعبد الله مادو وزياد الجهني، إلى جانب اختبار أنظمة لعب وتحفيز الفريق للاستحقاقات المستقبلية.

وأشار العفر إلى أن التأهل للملحق لا يمثل طموح الجماهير، لكنه واقع يجب التعامل معه بجدية، والبطولة الحالية تُعد فرصة مثالية للإعداد، خاصة في ظل وجود منتخبات مثل أميركا وكندا تملك أساليب لعب مختلفة ومتقدمة نسبياً.

من جانبه، قال محمد الضلعان، قائد القادسية السابق والمحلل الفني، إن المنتخب السعودي قدّم أداءً منظماً وانضباطياً رغم غياب عدد من نجومه، وأشاد بالروح القتالية للاعبين. وأضاف: «أبرز الإيجابيات كانت الانضباط التكتيكي والروح العالية، حتى وإن كانت التشكيلة حديثة نسبياً. الدفاع أظهر تماسكاً في أغلب فترات اللقاء، والمباراة منحت بعض اللاعبين الشبان فرصة اللعب تحت الضغط».

ورغم الإيجابيات، رصد الضلعان جملة من السلبيات الفنية، أبرزها غياب الفاعلية الهجومية، وضعف صناعة اللعب في الثلث الأخير، إلى جانب البطء في نقل الكرة والحاجة إلى مزيد من الهدوء والثقة في التعامل مع الكرات الحاسمة. لكنه عاد ليؤكد أن المشاركة ليست مجرد مباراة أو بطولة، بل هي خطوة استراتيجية نحو بناء منتخب قادر على المنافسة في كأس آسيا والتصفيات النهائية لكأس العالم.

وبينما يستعد الأخضر لمواجهة أميركا في الجولة المقبلة، تبقى هذه المشاركة تحت المجهر، ليست فقط لنتائجها، بل لكونها محطة مفصلية لاكتشاف عناصر جديدة، وتهيئة فريق قادر على العودة لمونديال 2026، ولو من بوابة الملحق.