أكدت أضواء العريفي، مساعد الوزير لشؤون الرياضة بوزارة الرياضة، أن المملكة لا تفرّق في دعمها بين الرياضيين والرياضيات، مشيرة إلى أن التمكين الكامل للمرأة في القطاع الرياضي جزء رئيس من استراتيجية الرياضة السعودية.
وقالت العريفي خلال مشاركتها في الجلسة الحوارية بعنوان: «الرياضة النسائية من الرؤية إلى التمكين» ضمن فعاليات منتدى الاستثمار الرياضي: «لا يوجد لدينا اختلاف بين الرجال والسيدات في الرياضة، فجميعهم يحظون بالدعم الكبير والمثالي من قبل قيادتنا، ونركّز على استراتيجيات داعمة تعزز هذا التوجه».
وأشادت العريفي بالمشاركة التاريخية للرياضية السعودية دنيا أبو طالب في أولمبياد باريس قائلة: «نبارك للبطلة دنيا أبو طالب تصدّرها التصنيف العالمي في التايكوندو، وتأهلها للأولمبياد، وهذا إنجاز نفخر به، ويدل على ما وصلت له الرياضة النسائية في المملكة».
وتابعت: «القطاع الخاص له دور حيوي في دعم الرياضة النسائية، وقد رأينا ذلك في رياضة التنس التي تشهد مشاركة متزايدة من اللاعبات السعوديات، وهناك فجوة واضحة بين اللاعبات المحترفات والطالبات، ويمكن للقطاع الخاص أن يتبنى هذا الجانب، ويسهم في تطوير مهارات الشابات».
وأوضحت: «نسبة توظيف الرجال تعتبر أضعاف نسبة وظائف السيدات في الجانب الرياضي، وهذا تحدٍّ كبير أمام السيدات، ويجب أن نتجاوزه بكل ما نستطيع، وأيضاً هذه فرصة للقطاع الخاص بالتوجه للوظائف النسائية، ودمج القطاعات، ونتعاون بشكل وثيق لتحقيق أهدافنا كسعوديين».
وختمت قائلة: «نفتخر بوجود عدد من السيدات في مناصب قيادية داخل الاتحادات الرياضية، وهذه واحدة من صور تحقيق رؤية المملكة 2030. كذلك نجد في القطاع الخاص قيادات نسائية مؤثرة، ونحن ملتزمون بتقديم الأفضل دائماً».
من جانبها، أكدت مزنة المرزوقي، المدير العام لمعهد إعداد القادة، أن التمكين الحقيقي للمرأة الرياضية يبدأ من الاستثمار في قدراتها، مشيرة إلى أن المعهد يعمل على بناء منظومة تدريبية مستدامة تواكب متطلبات الرؤية الوطنية.
وقالت المرزوقي: «نؤمن بأن تمكين القدرات النسائية واستثمارها سيحققان لنا نظاماً رياضياً متكاملاً داخل معهد إعداد القادة، وقد حددنا 4 أهداف رئيسة تشمل: وضع المعايير الاحترافية، وتمكين الابتكار، وتطوير المهارات، وتعزيز القيادات النسائية».
وأضافت: «منذ عام 2019، أطلقت (إن دي آي) برامج تطوير مهني متخصصة استفاد منها أكثر من 100 ألف مشارك من الجنسين، وشاركت النساء بنسبة 40 في المائة في مجالات متعددة منها التدريب، التحكيم، والإدارة، كما خرّجت المبادرة أكثر من 12 ألف شخص، وخصصت برامج نوعية لدعم المرأة في المستويات القيادية والمهنية».
وأردفت: «نعمل على تنظيم السياسات الرياضية لضمان مشاركة شاملة، وتمكين المرأة في مجالات الإدارة، والقيادة الرياضية، والهدف هو توفير وظائف مستدامة، وفرص حقيقية للنمو داخل بيئة شاملة وداعمة».
وواصلت: «نعمل على تجاوز التحديات التي تواجه مشاركة المرأة في الرياضة، مثل الدوافع الذاتية، المعايير الاجتماعية، والبيئة المحيطة، كقلة المرافق، أو المناخ».
وأتمت: «اليوم نشهد مبادرات تحوّلية مصممة خصيصاً بناءً على احتياجات النساء لتحقيق التقدم المستدام، نؤمن بأهمية التعاون بين الجهات الحكومية، والقطاع الخاص، والإعلام، والتعليم، لبناء منظومة متكاملة تدعم تمكين المرأة رياضياً في المملكة».
فيما أشارت كلوي تارغت، الرئيسة التنفيذية لشؤون التسويق التجاري في «سرج للاستثمار الرياضي»، إلى أن الاستثمار في الرياضة النسائية لا يزال في بداياته، لكنه يحمل فرصاً كبيرة للنمو، وتحقيق عوائد اقتصادية واجتماعية.
وأفادت تارغت: «رياضة النساء، وخصوصاً كرة القدم، لم تُستغل بعد بالشكل الأمثل، ولكن المملكة تشهد تطوراً سريعاً، وغير مسبوق، وهذا يفتح المجال أمام فرص كبيرة للنمو، والاستثمار».
وأكملت: «نرى فرصة حقيقية في التركيز على جمهور الرياضة النسائية، وفهم احتياجاته عبر استراتيجيات تشمل النقل، والبث، والشراكات، لتعزيز التفاعل، والانخراط الجماهيري».
وأشادت بالمواهب السعودية قائلة: «نحن محظوظون بالمواهب الشابة في المملكة، وما نراه من إبداع لدى الرياضيات السعوديات يلهم المزيد من النساء في المنطقة والعالم، ويعزز من حضورهن في المشهد الرياضي».
وأكدت: «نحن لا نسعى فقط لتحقيق عائد مالي من الرياضة النسائية، بل الأهم بالنسبة لنا هو العائد الاجتماعي، من خلال تطوير المواهب الشابة، وتعزيز صورة الرياضة النسائية السعودية، وهذا يتطلب خططاً طويلة الأمد نأخذها على محمل الجد».
وختمت حديثها قائلة: «تواجه الرياضة النسائية العديد من التحديات، لكن من الضروري تقديم الفرص للنساء، ونرى أن المملكة تسير بخطى جدية نحو التقدم في هذا المجال، حيث تتحول التحديات إلى فرص واعدة».