هل اقترب الاتحاد من تحقيق لقب الدوري السعودي؟

جولة الديربيات لم تبتسم للمتصدر ووصيفه... والنصر المستفيد الأكبر

فرحة بنزيمة باللحاق بالأهلي في الديربي (عدنان مهدلي)
فرحة بنزيمة باللحاق بالأهلي في الديربي (عدنان مهدلي)
TT

هل اقترب الاتحاد من تحقيق لقب الدوري السعودي؟

فرحة بنزيمة باللحاق بالأهلي في الديربي (عدنان مهدلي)
فرحة بنزيمة باللحاق بالأهلي في الديربي (عدنان مهدلي)

في كل مرة يتعثر فيها الاتحاد يُقدم له مُطارده المباشر والأبرز فريق الهلال رسالة أمان واطمئنان، بأن لقب الدوري السعودي للمحترفين يقترب من خزائن العميد في النسخة الحالية، رغم أن الكلمة الأخيرة لم تُكتب بعد مع تبقي ثماني جولات تحمل في طياتها الكثير والكثير.

لم تبتسم جولة الديربيات للمتصدر ووصيفه، فالهلال صاحب المركز الثاني خسر أمام الغريم التقليدي النصر بنتيجة 3 - 1 ليتجمد رصيده عند 57 نقطة، في وقت تعادل فيه الاتحاد في اللحظات الأخيرة مع الغريم الأهلي بنتيجة 2 - 2 ليرفع رصيده إلى 62 نقطة. لم يختلف المشهد كثيراً، لكن الاتحاد وسع الفارق النقطي إلى خمس نقاط. هذا التفوق لا يعني أن المهمة انتهت، بل إن الأصعب مقبل، خصوصاً بالنظر إلى جدول مباريات الفريقين المتبقية، التي تبدو على الورق متقاربة من حيث الصعوبة، لكنها مليئة بالتفاصيل التي قد تصنع الفارق في خط النهاية.

النصر صاحب المركز الثالث برصيد 54 نقطة، الذي يبتعد بفارق ثماني نقاط عن المتصدر «الاتحاد»، يبني آماله على أن الوضع قد يختلف في حال كسب الأصفر العاصمي قضيته بشأن قانونية مشاركة رافع الرويلي حارس مرمى فريق العروبة، الذي رُفض من لجنتي الانضباط والاستئناف باتحاد كرة القدم السعودي، لكن النصر حسب الأنباء سيواصل المسار القانوني في مركز التحكيم الرياضي السعودي، وفي حال كسبه للقضية سيعادل الهلال بالرصيد النقطي ذاته ويلاحق الاتحاد.

يظل السؤال الأبرز حالياً، متى يمكن للاتحاد حسم اللقب، وهل سينجح فريق المدرب لوران بلان في تجاوز الظروف الكثيرة والعقبات المتتابعة التي تواجه الفريق جولة بعد أخرى؟

أمام الاتحاد طريق محفوف بالتحديات، إذ سيواجه في مبارياته الثماني المتبقية تحديات قوية، تتمثل في لقاء كل من النصر والشباب والاتفاق، وكذلك الفيحاء الذي اعتاد على أن يحقق نتائج إيجابية أمام الاتحاد.

علي الحسن كان فأل خير على النصر بهدفه الأول (سعد العنزي)

حسابياً الاتحاد بحاجة إلى تحقيق ستة انتصارات وتعادل ليحقق لقب الدوري، مما يعني أن الطريق لا يزال طويلاً، لكن تعثر الهلال في أي من مبارياته المقبلة، واستمرار انتصارات الاتحاد قد تعجل بتحقيقه اللقب.

سلسلة مباريات الاتحاد المتبقية ستنطلق بمواجهة العروبة في الجولة المقبلة، وهي مباراة نظرياً تبدو أقرب للاتحاد، لكن العروبة فريق يصارع من أجل البقاء، وقد تكون المواجهة حذرة من الطرفين، بعدها سيتجه لملاقاة الفتح الفريق الذي يقدم ظهوراً متبايناً جولة بعد أخرى، ثم سيواجه الاتفاق وهو خصم عنيد يمتلك لاعبين قادرين على مشاكسة دفاعات الاتحاد، رغم أن الاتفاق تحت قيادة المدرب الوطني سعد الشهري يظهر إمكانات أفضل ومستويات مميزة منذ تسلمه زمام القيادة الفنية.

بعدها سيكون الاتحاد أمام النصر في العاصمة الرياض، وهي إحدى القمم المنتظرة التي قد تُحدث تفاصيل مختلفة بعد نهايتها، الأصفر العاصمي الذي عطل غريمه التقليدي الهلال وأبعده خطوة من مسار اللقب قد يُعيد الآمال له مجدداً في حال تحقيقه نتيجة إيجابية أمام الاتحاد.

بعد لقاء النصر سيكون الاتحاد على موعد مع الفيحاء، وهو فريق يجيد مناكفة الاتحاد فنياً ويحقق أمامه نتائج إيجابية طيلة تاريخ مواجهتها، ثم سيكون على موعد مع الرائد وبعدها مع الشباب الذي خسر مرتين هذا الموسم أمام الاتحاد، لكنه سيكون خصماً عنيداً في الجولة قبل الأخيرة، ورحلة الاتحاد ستختتم أمام ضمك في الجولة الأخيرة بمدينة جدة.

الهلال لا يرحم، ليس ذلك وصفاً ولا كلاماً مجازياً بل حقيقة، ولكن وفقاً للأداء الحالي للأزرق العاصمي تبدو ليست منطقية، فالهلال الذي حقق لقب النسخة الماضية دون أن يتعرض لأي خسارة بات فريقاً سهل المراس، والفوز عليه أسهل من أي وقت مضى.

رغم ذلك، يظل الهلال يمتلك خبرة عريضة، وعودته قد تكون محتملة في أي وقت، لكن الهلال لا تكفيه الانتصارات فقط، بل يحتاج إلى تعثر اتحادي في مباراتين بخسارة وتعادل أو خسارتين.

تنتظر الهلال مواجهات قد تبدو أقل صعوبة نظرياً، لكنها تتطلب تركيزاً عالياً أبرزها أمام الاتفاق، والرائد، والشباب، والعروبة، والفتح، والخليج، والوحدة والقادسية، والملاحظ أن الهلال لا يواجه النصر أو الاتحاد مباشرة، وهو ما قد يجعله يستفيد من أي تعثر للمتصدر دون الدخول في صدامات قوية.

أبرز ما يهدد الاتحاد حالياً هو ازدياد عدد اللاعبين المصابين، وتراجع أداء الفريق في الجولات الأخيرة، إذ تعادل أربع مرات في آخر خمس مواجهات خاضها، في المقابل يعيش الاتحاد فترة بعيدة عن ضغط المباريات كما سيحدث للهلال أو حتى النصر في دوري أبطال آسيا للنخبة، رغم أن الاتحاد تنتظره مباراة مهمة وقوية أمام القادسية في نهائي كأس الملك.

واحد من أبرز التحديات التي ستواجه الاتحاد، هو خسارته للحارس الصربي رايكوفيتش الذي تعرض لإصابة في مباراة الشباب الماضية وغاب عن ديربي جدة، ولم تحدد مدة غيابه بعد، لكنه يظل اسماً كبيراً وعنصراً أسهم في صناعة الفارق.

التركيز الذهني الكبير أحد أبرز الأشياء التي يراهن عليها الاتحاد، وهو أمر يتمثل في قدرة الفريق على تسجيله 11 هدفاً بعد الدقيقة 90 وهو أكثر فرق الدوري السعودي بالنسخة الحالية تحقيقاً لذلك؛ وفقاً لإحصاءات «أوبتا».

السيناريو الأقرب منطقياً، هو أن الاتحاد يحتاج إلى الفوز في 6 من أصل 8 مباريات مع تعادل آخر لضمان التتويج دون انتظار نتائج الهلال، أو تعثر الأخير من أجل الاكتفاء بالانتصارات وحسم اللقب قبل الجولات الأخيرة، لكن التعثر في مباراة أو اثنتين، خصوصاً أمام النصر أو الاتفاق أو الشباب، قد يُشعل المنافسة حتى الجولة الأخيرة.

أما الهلال فيراهن على خبرة نجومه، ويملك فرصة مطاردة حقيقية إن فشل الاتحاد في ترجمة أفضليته إلى نتائج على أرض الملعب، لكن التراجع الفني من جانب المدرب البرتغالي خورخي خيسوس، والكلام عن رحيله لتدريب منتخب البرازيل قد يجعل ذلك الهلال غير مستعد لهذا التحدي.

الاتحاد يملك الأفضلية، لكن اللقب لم يُحسم بعد، فالمباريات المتبقية أشبه باختبارات ضغط، والانضباط الذهني سيكون كلمة السر لكتيبة المدرب بلان، إذا واصل العميد بالرتم نفسه، فالتتويج في يده، أما إذا تهاون، فالهلال ينتظر الفرصة للحفاظ على لقبه.


مقالات ذات صلة

الشباب يغربل إدارة كرة القدم بعطيف وشراحيلي 

رياضة سعودية أحمد عطيف (برنامج دورينا غير)

الشباب يغربل إدارة كرة القدم بعطيف وشراحيلي 

أجرت إدارة نادي الشباب (الأحد) غربلة ادارية شاملة على صعيد الفريق الكروي في طريقها نحو تصحيح أوضاع فريق كرة القدم.

عبد العزيز الصميلة (الرياض)
رياضة سعودية جانب من تدريبات الأخضر (المنتخب السعودي)

قمة «لوسيل» العربية: السعودية لحسم الصدارة... والمغرب للتأهل

يتطلع المنتخب السعودي لتحقيق الفوز الثالث توالياً وحسم صدارة المجموعة الثانية، عندما يلتقي نظيره المغربي الساعي إلى التأهل، الاثنين، على «ملعب لوسيل» بالعاصمة.

فهد العيسى (الدوحة) علي العمري (الدوحة)
رياضة سعودية مباراة السعودية والمغرب في مونديال 1994 لاتزال عالقة في أذهان العرب (فيفا)

لماذا تبقى مباراة 1994 الأبرز في سجل لقاءات الأخضر وأسود الأطلس؟

تتشابك حكاية المواجهات بين المنتخبين السعودي والمغربي عبر أكثر من 6 عقود، ورغم أن عدد المباريات بينهما ليس كبيراً، فإنها كانت كافية لصناعة ندّية خاصة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية متى سينضم محمد صلاح لدوري «روشن»؟ (أ.ف.ب)

مسؤول بالدوري السعودي: لا توجد شكوك في أن محمد صلاح سيلعب في «روشن»

أكد مسؤول بارز في الدوري السعودي للمحترفين لصحيفة «التليغراف» البريطانية أنه «لا توجد أي شكوك» في أن محمد صلاح سيلعب في دوري «روشن» السعودي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة سعودية بن هاربورغ رئيس نادي الخلود (النادي)

بن هاربورغ للأندية السعودية: لا تبالغوا في دفع رواتب عالية لنجوم العالم

فجّر بن هاربورغ، رئيس نادي الخلود، مفاجأة بتصريحات جريئة وغير متوقعة بشأن استراتيجية التعاقدات في الدوري السعودي للمحترفين.

خالد العوني (الرس (السعودية))

الشباب يغربل إدارة كرة القدم بعطيف وشراحيلي 

أحمد عطيف (برنامج دورينا غير)
أحمد عطيف (برنامج دورينا غير)
TT

الشباب يغربل إدارة كرة القدم بعطيف وشراحيلي 

أحمد عطيف (برنامج دورينا غير)
أحمد عطيف (برنامج دورينا غير)

أجرت إدارة نادي الشباب، الأحد، غربلة ادارية شاملة على صعيد الفريق الكروي في طريقها نحو تصحيح أوضاع فريق كرة القدم الذي يعيش وضعاً صعباً طوال العامين الماضيين حيث كلفت سند شراحيلي بتولي مهام مدير الفريق الأول لكرة القدم بصورة مؤقتة، خلفاً لماجد المرزوقي، وذلك في إطار إعادة تنظيم العمل الإداري داخل الفريق خلال المرحلة المقبلة.

كما قررت الإدارة تكليف عبدالله الفارس مشرفاً عاماً ومديراً لإدارة الإعلام والاتصال، خلفاً لتركي الغامدي، ضمن خطوات تهدف إلى تعزيز المنظومة الاتصالية والإعلامية داخل وخارج البيت الشبابي.وفي السياق ذاته، أنهت إدارة النادي إجراءات تعيين الدولي السابق أحمد عطيف مديراً تنفيذياً، وتترقب حالياً استكمال المتطلبات الرسمية من وزارة الرياضة لاعتماد القرار وإعلانه بصورة نهائية.

وتأتي هذه القرارات ضمن حزمة من الترتيبات التي أعقبت قرار وزارة الرياضة بتشكيل مجلس إدارة مؤقت برئاسة عبد العزيز المالك، حيث تسعى الإدارة الجديدة إلى إعادة ترتيب وبناء الهيكل الإداري للنادي ودعم استقراره قبل استئناف المنافسات.

ويقف الفريق حالياً في المركز الثالث عشر برصيد ثماني نقاط، ما يجعل الجولات المقبلة ذات أهمية خاصة للفريق الساعي إلى تحسين وضعه العام في جدول المسابقة واستثمار القرارات الإدارية الجديدة في تعزيز مساره.


نوريس بطلاً للعالم لسباقات «فورمولا 1» رغم حلوله ثالثاً في أبوظبي

نوريس حسم اللقب العالمي بحلوله ثالثا في سباق أبوظبي (اب)
نوريس حسم اللقب العالمي بحلوله ثالثا في سباق أبوظبي (اب)
TT

نوريس بطلاً للعالم لسباقات «فورمولا 1» رغم حلوله ثالثاً في أبوظبي

نوريس حسم اللقب العالمي بحلوله ثالثا في سباق أبوظبي (اب)
نوريس حسم اللقب العالمي بحلوله ثالثا في سباق أبوظبي (اب)

حسم البريطاني لاندو نوريس، سائق مكلارين، لقب بطولة العالم لـ«الفورمولا 1» لموسم 2025، بعد حلوله ثالثاً في جائزة أبوظبي الكبرى أمس، على حلبة مرسى ياس، رغم فوز الهولندي ماكس فيرستابن، الذي هيمن على القمة خلال الأعوام الأربعة الماضية بجائزة السباق الختامي.

نجح نوريس في حسم لقب السائقين بحلوله خلف زميله الأسترالي أوسكار بياستري وفيرستابن الأول.

ودخل نوريس السباق، وهو يحتاج إلى الحلول بين الثلاثة الأوائل لحسم اللقب، بغضّ النظر عن باقي النتائج، في حين كان يحتاج فيرستابن إلى الفوز من دون أن يحقق نوريس أفضل من المركز الرابع، وبغضّ النظر عن نتيجة الأسترالي أوسكار بياستري سائق مكلارين (حلّ ثانياً) ليحسم اللقب.

وكان فيرستابن، الذي تأخر بأكثر من 100 نقطة نهاية الصيف، نجح في تحقيق عودة رائعة خلال الثلث الأخير من الموسم، لكنه فشل في النهاية بالحفاظ على لقبه، في حين تصدر بياستري لأكثر من نصف موسم، لكنه أنهاه متأخراً بـ13 نقطة عن زميله البريطاني.

وأظهر نوريس (26 عاماً) ثباتاً كبيراً طوال الموسم، إذ صعد إلى منصة التتويج 18 مرة في 24 سباقاً. فاز بـ7 سباقات كبرى، مثل زميله بياستري. أما فيرستابن، ففاز بـ8 سباقات، لكنه كان قد تراكم عليه كثير من التأخر في النصف الأول من الموسم.

لقد كان الطريق وعراً ومليئاً بالمنعطفات والتقلبات، لكن البريطاني نجح في النهاية في الوصول إلى قمة «الفورمولا 1» لأول مرة بعد 6 سنوات على دخوله عالم سباقات السيارات، واحتلاله المركز الثاني خلف مواطنه جورج راسل في بطولة «الفورمولا 2» عام 2018. كاد نوريس يشق طريقه بين أصحاب المراكز العشرة الأولى في موسمه الأول المثير، قبل أن يخطف الأضواء الموسم الماضي، عندما نازع فيرستابن على اللقب بقوة، مساهماً في الوقت ذاته بفوز مكلارين بلقب الصانعين للمرة الأولى منذ عام 1998.

ولم يكن تتويج نوريس باللقب مجرد نتاج لموهبته وروحه القتالية، بل كان أيضاً قصة تتعلق بمنافسته الضارية التي جمعته مع زميله أوسكار بياستري، بعدما ترنحت كفة القوة بينهما طوال الموسم، وقبل العودة المذهلة لفرستابن في النصف الأخير، لتشهد البطولة أحد أعظم المواجهات في التاريخ.

ولم يكن صعود نوريس إلى عرش «الفورمولا 1» مفاجئاً لروب دودز، الرجل الذي لاحظ موهبته للمرة الأولى، وهو طفل يتسابق على عربات الكارتينغ في مضمار «كلاي بيجون» في دورشيستر، جنوب غربي إنجلترا. وقال روب دودز لصحيفة «الغارديان»، الشهر الماضي: «الأمر جنوني، أليس كذلك... كان واضحاً أن الفتى يملك شيئاً مميزاً منذ طفولته، عادةً ما ينتظر الأهل حتى يبلغ أطفالهم 10 أو 11 عاماً للمشاركة في البطولات الوطنية، أما لاندو فكان يشارك فيها منذ سن الثامنة». وُلد نوريس في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 1999 من أب إنجليزي وأم بلجيكية، بعد أيام من دفاع الفنلندي ميكا هايكينن بنجاح عن لقبه على متن سيارة مكلارين في حلبة سوزوكا.


قمة «لوسيل» العربية: السعودية لحسم الصدارة... والمغرب للتأهل

جانب من تدريبات الأخضر (المنتخب السعودي)
جانب من تدريبات الأخضر (المنتخب السعودي)
TT

قمة «لوسيل» العربية: السعودية لحسم الصدارة... والمغرب للتأهل

جانب من تدريبات الأخضر (المنتخب السعودي)
جانب من تدريبات الأخضر (المنتخب السعودي)

يتطلع المنتخب السعودي لتحقيق الفوز الثالث توالياً وحسم صدارة المجموعة الثانية، عندما يلتقي نظيره المغربي الساعي إلى التأهل، الاثنين، على «ملعب لوسيل» بالعاصمة القطرية الدوحة، في الجولة الثالثة من دور المجموعات، فيما يتمسك المنتخب العماني بالأمل أمام جزر القمر.

بعد فوزه على عُمان 2 - 1 وجزر القمر 3 - 1، حسم المنتخب السعودي تأهله إلى ربع النهائي، لكنه يأمل البقاء بالصدارة في عاشر لقاء مع منتخب المغرب وتحقيق فوزه الرابع عليه.

وسبق للمنتخبين أن التقيا 9 مرات، كانت الغلبة فيها للمغرب الذي فاز في 4 مباريات، مقابل 3 خسارات وتعادلين.

وكان المنتخب السعودي لعب مباراته الماضية بقيادة الفرنسي فرنسوا رودريغيز، مساعد مواطنه هيرفي رينارد الذي تزامنت المباراة مع حضوره قرعة «كأس العالم 2026» في الولايات المتحدة.

عبد الرزاق حمد الله لن يشارك أمام السعودية بسبب البطاقة الحمراء (كأس العرب)

وكشف رودريغيز في المؤتمر الصحافي قبل المباراة عن أن فريقه يترقب عودة رينارد، وأنه «هو من سيقرر من سيشرك ومن سيرتاح الاثنين».

ومن المتوقع ألا تبدأ السعودية بجميع لاعبيها الأساسيين بعد ضمان التأهل، وإراحتهم للدور المقبل.

وهذا التأهل السادس للسعودي من دور المجموعات في كأس العرب في سابع مشاركة؛ إذ كان غادر البطولة من الدور الأول مرة واحدة في النسخة الماضية التي استضافتها قطر أيضاً.

وقال رودريغيز عن المباراة المقبلة: «استعددنا جيداً لمواجهة المغرب، وهو من المنتخبات المميزة، وثقتي كبيرة باللاعبين لمواصلة الانتصارات والصدارة».

وأضاف: «لدينا كثير من الأهداف من مواجهة يوم الاثنين. الفريق الذي سيلعب يريد إثبات نفسه ولن يعدّ (اللاعبون) هذه المواجهة تحضيرية. لدينا لاعبون يريدون لعب كأس العالم، ويريدون إثبات أنفسهم في التدريبات، وحتى المباريات الصغرى يلعبون كأنها في كأس العالم. سنكون تنافسيين إلى أبعد حد».

وبشأن إمكانية تغيير أسلوب اللعب، أوضح: «نحترم منتخب المغرب، ونعرف العلاقات التي تربط المدرب بالمغرب، ولكن علينا احترام الجدول الزمني للبطولة، وما زلنا نفكر في طريقة اللعب. نحن وصلنا للدور التالي، ومنتخب المغرب يريد التأهل، نحن تنافسيون لأبعد حد، ونريد تحقيق نتيجة إيجابية».

وعن الحالة الدفاعية للأخضر، قال رودريغيز إن المنتخب ما زال في طور البناء... «نحن فريق قيد التطور، ولا يزال لدينا الكثير لفعله، والأهم هو التأهل. نرتكب بعض الأخطاء أحياناً، ولكن يجب أن نعمل للحد من ذلك. هذه المسابقة بمثابة التحضير لكأس العالم، ومن الطبيعي أن نستقبل الأهداف، ونريد أن نكون أقوياء هجومياً».

وأضاف أن الجهاز الفني ما زال يدرس الاستراتيجية المناسبة للمواجهة المقبلة: «ما زلنا نفكر في الاستراتيجية. سنواجه فريقاً قوياً هجومياً. من الممكن أن نحدث تغييرات، ومن الممكن أن نلعب بأقوى تشكيلة، لدينا خيارات مختلفة. المدرب سيصل ظهراً وسنقرر بعد ذلك».

وفي سؤال عن إمكانية إجراء المداورة، أجاب: «الأهم أن يلعب الجميع. الفريق لدينا تنافسي. ولم نقرر ذلك بعد، ولدينا متسع من الوقت لاتخاذ القرارات. لا نريد ارتكاب حماقات. سنلعب أمام فريق المغرب وهو فريق قوي هجومياً. سننتظر وصول المدرب، وسنقدم له الملاحظات وفق ما رأيناه. نحن هادئون جداً تجاه ذلك».

وتطرق عبد الله الحمدان لاعب «الأخضر» إلى قرعة «مونديال 2026» في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، التي أوقعت منتخب بلاده مع إسبانيا وأوروغواي والرأس الأخضر في المجموعة الثامنة.

وقال: «العالم شاهد القرعة... مجموعة السعودية من أصعب المجموعات، ومقابلة المنتخبات القوية أمر رائع في كرة القدم، ولكن حالياً هدفنا واضح ونركز عليه بشدة، وبعدها أمامنا 7 أشهر للتحضير».

أما المغرب الذي خرج بتعادل في مباراته الأخيرة أمام عُمان من دون أهداف، فيدخل المباراة بغياب مهاجمه عبد الرزاق حمد الله الذي تلقى بطاقة حمراء مباشرة أمام عُمان.

نواف العقيدي خلال التحضيرات (المنتخب السعودي)

ويتعيّن على المغربيين تحقيق التعادل على الأقل لحسم التأهل على حساب عُمان التي تتمسك بالأمل أمام جزر القمر على «ملعب 974».

وقال مدرب المغرب طارق السكتيوي: «الأجواء جيدة، وتركيزنا على الظفر بالنقاط الثلاث. الجميع يعرف أهمية هذه المباراة للتأهل، وبإذن الله نحقق الفوز».

وتابع: «بالطبع المنتخب السعودي يمتلك أريحية بعد ضمانه التأهل، ومسألة اللعب بالصف الثاني أمر يعود لمدربهم، لكن أكبر خطأ أن نلعب على موضوع التعادل. ليس علينا أي ضغوطات».

وأشار السكتيوي إلى أن المنتخب السعودي يتفوق من ناحية الانسجام والتجانس بين لاعبيه، بينما يفتقد المنتخب المغربي خوض عدد كبير من المباريات المشتركة بين عناصره، لا سيما أن بعض اللاعبين التحقوا بالمعسكر في وقت متأخر: «المنتخب السعودي يمتاز بالتجانس والانسجام، وهو متفوق في هذا الجانب. بعض لاعبي المنتخب المغربي يشاركون مع زملاء آخرين لهم في مباريات محدودة. أيضاً وصولهم للمعسكر كان متأخراً».

وأكد المدير الفني أن المنتخب سيعوّض ما ينقصه بالعزيمة والروح العالية داخل المجموعة: «سنحاول أن نستغل الروح وقوة الشخصية التي تمتلكها المجموعة لتعويض ما ينقصنا من بعض الأشياء والنقاط الفنية». وأضاف: «المباراة ليست سهلة على الطرفين. سنحترم أي منافس، وهذا طريقنا للفوز. جميع المنتخبات تلعب من أجل الفوز، ولكن هناك فوارق فنية سنتغلب عليها بالروح كما ذكرت لكم».

وشدد السكتيوي على صعوبة المواجهة وعلى استعداد منتخب بلاده للقتال حتى آخر لحظة من أجل التأهل: «المباراة قوية وليست سهلة. المنتخب السعودي مرشح قوي للظفر باللقب، ونحن كذلك جاهزون للخروج من المباراة لبر الأمان والتأهل».

وبشأن قراره التدوير بين حُراس المرمى، أوضح السكتيوي: «الحارس الأول هو بن عبيد، والحارس الثاني صلاح الدين شهاب، ولكن في المباراة الأولى قررت عدم اللعب بالقائمة الأساسية كاملة؛ لأن اللاعبين وصلوا متأخرين وكانوا مرهقين. أنا أمتلك الشجاعة» لفعل ذلك. ويحتاج العماني إلى الفوز بفارق أكثر من هدفين وخسارة المغربي ليضمن مرافقة «الأخضر» إلى دور الـ8.

وشدد المدرب البرتغالي كارلوس كيروش على التمسك بحظوظ المنتخب العماني في العبور إلى الدور المقبل، قائلاً: «الجهاز الفني سيعمل على معالجة الأخطاء وتجهيز الفريق نفسياً وبدنياً لخوض المباراة ضد جزر القمر القوي بدنياً». وأضاف: «سندخل باستراتيجية فنية جديدة وروح عالية».

في المقابل، تُعدّ هذه المباراة هامشية لمنتخب جزر القمر الذي ودّع باكراً، لكنه يأمل بفوز معنوي.

قال مدربه حمادة جامباي: «سنبذل قصارى جهدنا للظهور بشكل جيد خلال المواجهة، وسنحاول اللعب بجرأة هجومية أكبر». وتابع: «سنواصل العمل لتحسين بعض النواحي ومعالجة الأخطاء التي ارتكبناها، وسنستعد للقاء المقبل من أجل تعديل الأوضاع».