تعاقدات «نوعية» تسير بالقادسية على خطى «الغواصات الصفراء»

يجهز لموسم جديد استثنائي بتوليفة من الشباب وعناصر الخبرة

لاعبو القادسية يحتفلون بأحد أهدافهم في الدوري السعودي (تصوير: عيسى الدبيسي)
لاعبو القادسية يحتفلون بأحد أهدافهم في الدوري السعودي (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT
20

تعاقدات «نوعية» تسير بالقادسية على خطى «الغواصات الصفراء»

لاعبو القادسية يحتفلون بأحد أهدافهم في الدوري السعودي (تصوير: عيسى الدبيسي)
لاعبو القادسية يحتفلون بأحد أهدافهم في الدوري السعودي (تصوير: عيسى الدبيسي)

شهد نادي القادسية نشاطاً ملحوظاً على صعيد التعاقدات استعداداً للموسم المقبل، حيث أبرم عدة صفقات جديدة، أبرزها ضم غابريل كارفاليو ومحمد ثاني وعبد الله السالم وياسر الشهراني، من أندية إنترناسيونال البرازيلي والشباب والخليج والهلال على الترتيب.

وربطت أيضاً تقارير إسبانية نادي القادسية السعودي بالتعاقد مع الجناح الإسباني لوكاس فاسكيز لاعب ريال مدريد، في صفقة انتقال حر خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.

ووفقاً لما نشره موقع «أوك دراريو» الإسباني، فإن القادسية قدم عرضاً مغرياً للاعب البالغ من العمر 33 عاماً وبعقد يمتد لعامين.

استراتيجية القادسية في التعاقدات معدلة نوعاً ما، إذ اتسمت باستهداف صفقات تحمل مزيجاً بين الخبرة والشباب لتضفي بعداً آخر في عملية تدعيم صفوف الفريق.

وأعلنت إدارة القادسية في أكثر من مناسبة أن مشروعها في المقام الأول بعيد المدى، ولكن لا شك أن ما قدمه الفريق هذا الموسم تحت قيادة الإسباني ميشيل غونزاليس دفع إدارة النادي للتسريع من وتيرة عملية بناء مشروعها الذي كانت تعده طويل الأمد.

ويحتل القادسية المركز الرابع في سلم ترتيب الدوري السعودي للمحترفين برصيد 51 نقطة بفارق الأهداف عن النصر الثالث وعلى بعد 10 نقاط من الاتحاد صاحب الصدارة.

كما تأهل القادسية إلى نصف نهائي كأس الملك، إذ يواجه نظيره الرائد في 2 أبريل المقبل.

جماهير النادي سجلت حضورا رائعا هذا الموسم (تصوير: عيسى الدبيسي)
جماهير النادي سجلت حضورا رائعا هذا الموسم (تصوير: عيسى الدبيسي)

ويبدو أن استراتيجية النادي مدروسة بوضوح إلا أنها لا تمانع استغلال الفرص المتاحة في السوق، مثل التعاقد مع عبد الله السالم وياسر الشهراني من أصحاب الخبرات.

وسبق للمدير الرياضي للقادسية، كارلوس أنتون، التأكيد على أن النادي يعمل وفق مشروع طويل الأمد يهدف إلى التحول إلى نادٍ كبير في آسيا وليس مجرد تحقيق نتائج قصيرة المدى.

كما شدد أنتون على أن فلسفة التعاقدات تعتمد على استقطاب لاعبين يتمتعون بشغف المنافسة والرغبة في التطور، وهو ما يفسر التعاقد مع مواهب شابة وإعارتهم لاكتساب الخبرة في دوريات أوروبية.

ورغم ذلك، فإن التفاوت في أعمار اللاعبين الجدد، بين أسماء شابة وأخرى ذات خبرة مثل ياسر الشهراني، يؤكد أن النادي يتطلع لضم أصحاب الخبرات بهدف الدخول في المنافسة على الألقاب في المستقبل القريب. ويضم القادسية 24 لاعباً في قائمته، منهم 9 أجانب، ومع عودة بعض المعارين والتعاقدات الجديدة، يرتفع العدد لنحو 14 لاعباً إضافياً.

في المقابل، يغادر مبدئياً كل من عبد العزيز العويرضي بعد انتهاء إعارته من الرياض، وعبد الله حسون بعد نهاية عقده مع القادسية الصيف المقبل، مما يشير إلى زيادة كبيرة في عدد اللاعبين المنضمين مقارنة بالراحلين، إذ سيكون عدد اللاعبين «36 لاعباً».

أما فيما يتعلق بالتعاقدات الأجنبية، فقد شهد النادي تحركات كبيرة شملت ضم مواهب أجنبية وإعارتها بعد فترة قصيرة، حيث رحل كل من المهاجم الغاني جيري أفريي والإسباني ميغيل كارفاليو إلى صفوف ناديي لوغو وميريدا، اللذين ينشطان في دوري الدرجة الثالثة بإسبانيا.

فيما انتقل لاعب الوسط آرون مارتن إلى نادي تينيريفي الذي ينشط في دوري الدرجة الثانية الإسبانية، بينما انضم اللاعب كارلوس خيمينيز إلى فريق فياريال C، الذي ينشط في دوري الدرجة الرابعة بإسبانيا. ويبدو أن القادسية يتبع نموذجاً مشابهاً لنادي فياريال الإسباني في استراتيجيته، حيث يعتمد على المواهب الشابة بشكل أساسي مع تعزيز الفريق بلاعبين ذوي خبرة لموازنة التشكيلة.

فكما يستثمر فياريال في تطوير لاعبين صغار وتسويقهم لاحقاً، يسير القادسية على نهج مماثل من خلال التعاقد مع مواهب شابة وإعارتهم إلى أندية أوروبية، إلى جانب ضم أسماء مخضرمة مثل ناتشو وأوباميانغ.

هذا النهج يعكس توجهاً نحو مشروع طويل الأمد يعتمد على الاستدامة المالية بدلاً من الإنفاق المفرط، وهو ما نجح به فياريال رغم قلة موارده مقارنة بالكبار في إسبانيا. ويسعى القادسية لمنافسة الفرق الكبرى في السعودية بطريقة ذكية عبر التخطيط والاستراتيجية بدلاً من القوة المالية فقط، لكن نجاحه في ذلك سيعتمد على قدرته على تحقيق التوازن بين التعاقدات الأجنبية والمحلية وضبط دورة الانتقالات دون فقدان الاستقرار الفني.

ويبقى التحدي أيضاً أمام إدارة القادسية في تطوير قائمته بالإحلال والتجديد تحت مظلة الـ25 لاعباً، خاصة أن النادي مطالب بإعارة أو بيع عدد من لاعبيه في النهاية.


مقالات ذات صلة

الأخضر ينطلق في «سايتاما»... ورينارد يركز على المباريات المصغرة

رياضة سعودية ركز رينارد على المباريات المصغرة (المنتخب السعودي)

الأخضر ينطلق في «سايتاما»... ورينارد يركز على المباريات المصغرة

دشَّن المنتخب السعودي اليوم السبت تدريباته في محافظة سايتاما اليابانية، استعداداً لمواجهة منتخب اليابان مساء يوم الثلاثاء المقبل على «استاد سايتاما 2002».

«الشرق الأوسط» (طوكيو )
رياضة سعودية سعود عبد الحميد لن يتمكن من المشاركة أمام اليابان بداعي الإصابة (المنتخب السعودي)

العضلة الخلفية تُبعد «عبد الحميد» عن الأخضر قبل اليابان

أعلن الفرنسي إيرفي رينارد، مدرب المنتخب السعودي، عن استبعاد اللاعب سعود عبد الحميد المحترف في صفوف روما الإيطالي من معسكر الأخضر في اليابان، وذلك بداعي الإصابة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
رياضة عالمية «راقصو السامبا» وفرحة عارمة بالعودة إلى سكة الانتصارات على حساب كولومبيا (إ.ب.أ)

فينيسيوس يقود البرازيل لفوز صعب على كولومبيا بتصفيات كأس العالم

الأرجنتيني نيستور لورنتسو مدرب كولومبيا يعرب عن أسفه على خسارة فريقه ويؤكد أنه كان يستحق المزيد

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
رياضة سعودية إيرفي رينارد قال إنه كان يتطلع لتسجيل هدف ثانٍ في اللقاء (المنتخب السعودي)

رينارد: كنا مضغوطين بسبب حاجتنا للانتصار... وكادش في المستشفى

عبر الفرنسي إيرفي رينارد، مدرب المنتخب السعودي، عن سعادته بالفوز أمام المنتخب الصيني، والإبقاء على الآمال بالتأهل المباشر نحو مونديال 2026.

فارس الفزي (الرياض )
رياضة سعودية برانكو إيفانكوفيتش مدرب منتخب الصين (تصوير: سعد العنزي)

مدرب الصين: تناغم الأخضر صعّب المباراة أمامنا

أشار الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش، مدرب منتخب الصين، أن نظيره المنتخب السعودي فريق جعل المواجهة صعبة عليهم، لأفضليته الفنية مقارنة بنظيره الصيني.

نواف العقيّل (الرياض )

البحرين تخسر الشمسان قبل الصدام المرتقب مع إندونيسيا

من مواجهة البحرين الأخيرة أمام اليابان (أ.ف.ب)
من مواجهة البحرين الأخيرة أمام اليابان (أ.ف.ب)
TT
20

البحرين تخسر الشمسان قبل الصدام المرتقب مع إندونيسيا

من مواجهة البحرين الأخيرة أمام اليابان (أ.ف.ب)
من مواجهة البحرين الأخيرة أمام اليابان (أ.ف.ب)

استبعد الكرواتي دراغان تالاييش، اللاعب حمد الشمسان، من قائمة المنتخب البحريني التي ستخوض مواجهة إندونيسيا الثلاثاء المقبل، ضمن مباريات الجولة الثامنة من التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى مونديال 2026.

وجاء استبعاد الشمسان نتيجة إصابته بتمزق من الدرجة الثانية في العضلة الخلفية، والتي تمنعه بشكل مؤكد من المشاركة في المباراة، حيث تم رفع تقرير من قبل الجهاز الطبي للجهاز الفني، بشأن أهمية عودته إلى المنامة، وإكمال مراحل علاجه هناك.

ويعد الشمسان من أفضل صناع اللعب في المنتخب البحريني، ومن المرجح أن يقتصر غيابه على جولة واحدة فقط، حيث إنه سيعود في الجولتين الأخيرتين والحاسمتين من التصفيات، لكون البرنامج العلاجي لعودته لن يتجاوز الشهرين.

وتأتي مغادرة الشمسان بعد ساعات من مغادرة اللاعب أحمد الشروقي، نتيجة ظروف عائلية استوجبت مغادرته، إلا أن الشروقي لا يعد من العناصر الأساسية، أو الأوراق الرابحة للمدرب.

وبدأ المنتخب البحريني تدريباته في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، التي غادر إليها بعد ساعات من نهاية المواجهة أمام المنتخب الياباني، التي خسرها الأحمر بهدفين دون مقابل.

وجاء وصول المنتخب البحريني إلى إندونيسيا ليؤكد التطمينات الرسمية التي تحصل عليها من الاتحاد الآسيوي والسلطات الإندونيسية بشأن الجانب الأمني، بعد أن تلقى أفراد في المنتخب البحريني تهديدات على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، من جماهير إندونيسية بعد الأحداث التي صادفت مباراة المنتخبين في المنامة، والتي انتهت بالتعادل، حيث اعتبر الضيوف أنهم تعرضوا لأخطاء تحكيمية أفقدتهم نقطتين من تلك المباراة التي لحق بها المنتخب المستضيف، واقتنص التعادل في الوقت بدل الضائع.

المدرب دراغان مطالب باقتناص نقاط مواجهة اندونيسيا المقبلة (أ.ف.ب)
المدرب دراغان مطالب باقتناص نقاط مواجهة اندونيسيا المقبلة (أ.ف.ب)

وعلى أثر تلك التهديدات، أصدر الاتحاد البحريني بياناً طالب فيه الاتحاد الآسيوي وحتى الدولي (الفيفا)، بنقل المباراة إلى دولة محايدة، كون هذه التصفيات تقام تحت مظلة الاتحاد الدولي، إلا أن الأمور سارت بشكل طبيعي بعد التطمينات اللازمة، ووجود المراقبين في وقت مبكر بجاكرتا للوقوف على الالتزام الإندونيسي.

وتمثل مباراة إندونيسيا أهمية بالغة من أجل المواصلة في المنافسة على المقعد المباشر الثاني للمونديال، من خلال المجموعة التي عبر من خلالها المنتخب الياباني كأول المتأهلين رسمياً، فيما تبقى مقعد ثانٍ مباشر، إضافة إلى الملحق الذي سيتأهل من خلاله أصحاب المركزين الثالث والرابع من كل مجموعة إلى الدور الرابع الذي سيضم 6 منتخبات على مجموعتين، يتأهل متصدر كل مجموعة إلى المونديال، فيما يتم تحديد سابع المنتخبات المتأهلة عن قارة آسيا، من خلال خوض أصحاب المركز الثاني من كل مجموعة لمباراتين، لتحديد ممثل آسيا في الملحق الأخير.

ويسعى المنتخب البحريني إلى تحقيق المنجز الأول في تاريخه بالعبور للمونديال، إلا أنه سيواجه مصاعب كثيرة في بقية دور المجموعات لوجود منتخبات متمرسة مثل السعودية وأستراليا، إلا أن هدفه في هذه التصفيات ألا يكون بعيداً عن رابع الترتيب، للوصول إلى الملحق في الدور الرابع.

وعبر مدرب المنتخب البحريني عن تفاؤله بأن يلحق الأحمر بالمنتخب الياباني إلى المونديال في المباريات المتبقية له أمام إندونيسيا والسعودية والصين.

بقيت الإشارة إلى أن المنتخب البحريني يملك 6 نقاط، وهي نفس عدد نقاط المنتخب الإندونيسي، مما يعني القيمة الكبيرة للمباراة من أجل التقدم خطوة جديدة في المنافسة.