عدّ المدرب عبد العزيز الخالد أن المشكلات التي يعاني منها المنتخب السعودي في التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى «كأس العالم 2026»، تعود إلى أسباب فنية وتنظيمية، وأخرى متعلقة بالتعصب وبقاء من يرون أن الألوان في الأندية أكثر أهمية من المنتخب.
وأضاف: «في الجانب الفني، هناك مشكلة كبيرة تتمثل في الغياب الذهني للاعبين عن خوض المباريات الصعبة مع أنديتهم نتيجة العدد الكبير من اللاعبين الأجانب الذي يصل إلى (10)؛ بينهم (8) يمكنهم المشاركة أساسيين، في مقابل ضعف مشاركة اللاعبين السعوديين».
وزاد: «لا نطالب بتقليص عدد الأجانب إلى حد السماح فقط بلاعبَين أو 3، لكن نخفض العدد الحالي إلى 5 لاعبين أجانب بقيمة النجوم البارزين في الأندية، مثل نيفيز وسافيتس ورونالدو ومتروفيتش ومالكوم وأوتافيو... وغيرهم من الأسماء المؤثرة في الأندية، لكن أن يكون عدد الأجانب بالرقم الموجود حالياً، فهذا مؤثر سلباً ولا يمكن تجاهله».
وبين أن لاعبين، مثل محمد كنو وحسان تمبكتي... وغيرهما، «لا يلعبون دقائق كثيرة، بينما يطلب منهم التركيز كحال لاعب قد يكون أكثر مشاركة أساسياً مثل علي البليهي. لا يمكن أن يتحقق انسجام وحضور ذهني؛ لأن كرة القدم لعبة جماعية، وليست لعبة تنس فردي».
وتطرق الخالد إلى قرارات الاتحاد السعودي لكرة القدم بشأن بعض الأمور الدقيقة، و«هل استُشير فيها أهل الاختصاص، مثل رفع عدد اللاعبين الأجانب أو تقليص عدد اللاعبين السعوديين في الأندية... وغيرها من الأمور التي ظهر أثرها السلبي لاحقاً؟».
كما عدّ أن إعادة التعاقد مع المدرب الفرنسي هيرفي رينارد «خطأ جديد؛ لأن المدرب الذي قرر الرحيل في وقت كنا نحتاجه فيه، لا يمكن أن يقبل به الشارع الرياضي ليعود مدرب إنقاذ؛ لأنه فقد الثقة المطلوبة وترك موقفاً سلبياً؛ لطريقة تصرفه السابقة، ولا يمكن الوثوق به لإعادة المنتخب في وقت صعب، حيث كان من الأجدى التعاقد مع مدرب أكبر رغبة وأقوى طموحاً ولم يكن له موقف سلبي مع الأخضر».
وشدد على أن التأهل إلى المونديال سيحدث «سواء بشكل مباشر، وبالملحق، لكن يجب أن نكون واضحين في معالجة مشكلات كرة القدم السعودية؛ لأن هناك منتخبات تتطور ولم نكن ننظر إليهم على أنهم منافسون، لكنهم باتوا يتفوقون على المنتخب السعودي».
وعن اللجوء إلى تجنيس اللاعبين كما حدث في دول عدة؛ منها إندونيسيا والإمارات، ضمن المنتخبات المشاركة في تصفيات المونديال، قال الخالد: «لا نحتاج إلى التجنيس. لدينا آلاف المواهب، ولكن نحتاج إلى منحهم فرصاً في الأندية، وتعزيز إمكاناتهم وتطويرهم».
كما طالب الجهات ذات الاختصاص بـ«التشدد في فرض رقابة على الآراء المتشددة وذات الميول الواضحة والمسيئة إلى بعض اللاعبين بسبب انتمائهم لهذا النادي الذي لا يحبه من يتصدرون المنصات الإعلامية؛ لأن أثرهم السلبي واضح وينتشر كالنار في الهشيم، حتى في مواقع التواصل الاجتماعي»، مبيناً أن «النقد مطلوب في الجانب الفني».
من جانبه، قال علاء رواس، المحلل الفني السعودي، إن المباراة الأولى التي لعبها الأخضر أمام أستراليا «كانت تكتيكية بامتياز، حتى العناصر الذين شاركوا في المباراة كان اختيارهم مميزاً، لكن في مباراة إندونيسيا للأسف غيّر المدرب في التشكيلة، رغم أن المجموعة في مباراة أستراليا كانت متجانسة بشكل كبير، وكان مفروضاً أن يلعب بالتشكيلة نفسها».
وتابع: «بداية مباراة إندونيسيا كانت سيئة جداً؛ مما أعطى فرصة كبيرة للفريق المستضيف للهجوم، وهذا ما كانوا يريدونه؛ حيث لم يكن الدفاع منظماً، والضغط أحدث تباعداً بين الخطوط، ليسجل المنتخب الإندونيسي هدفين، ولم يعط الفرصة للمنتخب السعودي لخلق فرص تسجيل، كما أن الحلول كانت غائبة».
وأضاف: «يحتاج الأخضر إلى العمل مع المدرب رينارد بالثبات على تشكيل واحد، والاستمرار بأسلوب اللعب نفسه الذي كان أمام أستراليا. وأعتقد أن المنتخب السعودي قادر على التأهل عبر معالجة جميع أخطاء مباراة إندونيسيا».
من جانبه، قال عبد العزيز الدوسري، لاعب الاتفاق السابق، إن «الحديث عن أن عودة رينارد يمكن أن تعيد الأخضر نفسه الذي تأهل إلى (مونديال 2022) وحقق فوزاً تاريخياً على الأرجنتين، ثبت عدم صحته خلال المباراتين اللتين خاضهما المنتخب بعد عودته».
وبين أن «اللاعبين الذين كانوا في الفترة الأولى للمدرب رينارد وصلوا إلى سقف عالٍ وانتهى طموح كثير منهم؛ لذا كان من المهم أن يعمل المدرب مع أسماء جديدة، مع التحفظ على عودة المدرب في الأصل؛ لأنه بات يريد العمل على الجانب النفسي أكثر من الفني، وهذا دور إدارة المنتخب أو الاتحاد أن يعملا على الجانب النفسي، كما حدث من قبل رئيس الاتحاد الإندونيسي تجاه لاعبيه».
وأشار إلى أن بطولة كأس الخليج المقبلة في الكويت تمثل فرصة للاستفادة بإعداد خطط متنوعة وتجهيز اللاعبين للجولات الأربع الأخيرة من تصفيات المونديال، مبيناً أنه لا يرى أن مسألة وجود 8 لاعبين أجانب مؤثرة بتلك الدرجة التي تجعل المنتخب يظهر ضعيفاً في التصفيات؛ «فالحمل الأول يقع على عاتق اللاعبين».