وصف المدرب الوطني بندر الجعيثن خسارة المنتخب السعودي أمام إندونيسيا بالمفاجأة القاسية وغير المتوقعة، مشيراً إلى أن لاعبي الخصم كانوا على قدر التحدي.
وقال الجعيثن لـ«الشرق الأوسط» بعد خسارة الأخضر في تصفيات آسيا المونديالية: «سبق وتعادلت إندونيسيا معنا في الذهاب ولديها الثقة في مجاراة المنتخب السعودي رغم فارق الإمكانات».
وأشار الجعيثن إلى أنه كان من الأفضل أن يبدأ المدرب ريناد بنفس تشكيلته ضد أستراليا تماشياً مع قدر الانسجام الذي وصلت له، لكن اعتقاده بأنه أقوى جعله يبالغ في الهجوم.
وعن واقع المباراة قال الجعيثن: «مدرب إندونيسيا درس الأخضر بشكل كبير، واعتمد على الضغط العالي على حامل الكرة ولعب على الكرات الساقطة خلف المدافعين واستغلال المساحات الكبيرة في دفاع المنتخب السعودي، بالإضافة إلى التحولات السريعة واللعب بشراسة وعدم إعطاء لاعبي المنتخب المهاريين فرصة اللعب بحرية».
وأضاف: «رتم المنتخب السعودي البطيء في بناء الهجمة وكثرة التمريرات الخاطئة أعطت فرصة للمنتخب الإندونيسي لاستغلال أخطاء لاعبي الأخضر».
وبيّن الجعيثن أن المنتخب السعودي لم يكن جيداً في الكرات الهوائية التي تفوق فيها دفاع منتخب إندونيسيا بشكل كبير، ووصف هجوم الأخضر بأنه الأقل أداءً ولم يقدم شيئاً إيجابياً يخدم المنتخب، مؤكداً أن ذلك يأتي لعدم مشاركة مهاجمي المنتخب مع أنديتهم بشكل أساسي، عدا فراس البريكان، و«هذا بسبب اعتماد الأندية على لاعبين أجانب في خط الهجوم».
وتمنى الجعيثن أن يتم اكتشاف لاعبين من الفئات السنية في خط الهجوم ومنحهم الثقة والدعم لحل هذه المشكلة.
وعن مسيرة الأخضر في التصفيات، قال الجعيثن: «المنتخب تأثر بالبداية غير الجيدة مع المدرب السابق مانشيني، الذي لم يوفق بالنتائج ولا حتى المستوى، ولكن ما زال الطريق طويلاً ومبكراً، وأعتقد أن المنتخب سيتحسن، وسنرى الأخضر بشكل جيد بعد كأس الخليج المقبلة».
من جانبه، ذهب المدرب الوطني فيصل سيف إلى ما هو أبعد من واقع مباراة اليوم، وقال: «من بعد مونديال روسيا ومونديال قطر لا أعلم وأنا كمدرب ما هو العمل المقدم لأجل المنتخب، وإذا كان هناك عمل يفترض أن يكون بعد دراسة وتمعن ومخاطبة الواقع للاعب في الدوري السعودي، وهو المنتج الذي يمنحك مجموعة لاعبين مميزين يستفيد منهم مدرب المنتخب وينافس بهم لتحقيق هدف التأهل لكأس العالم».
وتابع سيف حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «غير مستغرب من نتيجة اليوم ولا ألوم اللاعبين ولا المدرب، وهذا الحال طبيعي بناءً على العمل، وعدم وجود أهداف قصيرة وبعيدة المدى».
وأكمل فيصل سيف: «كيف تم تشخيص حال المنتخب سابقاً، وما هي أهدافك الموضوعة التي جعلتك تختار مدرباً إيطالياً بأفكار لا تتوافق مع اللاعب السعودي فنياً وخططياً، ومن ثم قمت بتغييره وإعادة الفرنسي ريناد».
وعن مباراة المنتخب السعودي ضد إندونيسيا، قال سيف: «اليوم شاهدنا حماساً وحضوراً ذهنياً يختلف عن السابق، لكن هذا وحده لا يكفي في كرة القدم إذا لم يكن هناك عمل فني وخططي وتكتيكي».
وتابع: «من يفهم في كرة القدم سيعلم من أين هي خطورة منتخب إندونيسيا، هي في التحولات والكرات المرتدة، ولكن في بناء اللعب والسيطرة ليست لديهم خطورة، وهنا نتساءل كيف قرأ ريناد منتخب إندونيسيا، وكيف استعد له، وبناء عليه كيف اختار العناصر، وأنا أرى أن أضعف خطوط المنتخب اليوم وفي مباراة أستراليا هو وسط الملعب، ورغم وجود عناصر جيدة فإن ريناد لم يقم بتوظيفهم بشكل جيد، وعلى سبيل المثال فيصل الغامدي الذي شاهدناه يمتاز بالطابع الهجومي، لكن ليس هو اللاعب القوي والذي يمتاز بالسرعة حتى يختاره ريناد في مركز المحور بوجود لاعبين أفضل منه في هذا المركز».
وواصل سيف: «أيضاً اللاعب الشاب مروان الصحفي لديه المهارة والسرعة لكن لا يملك الخبرة، فلماذا لا يضعه ريناد كورقة رابحة بعد استنزاف منتخب إندونيسيا... كذلك عندما أراد التغيير أدخل الحمدان في الجناح الأيسر، وهو لا يجيد اللعب فيه، لذلك ريناد لم يوفق اليوم وكذلك مع أستراليا».
وتساءل سيف عن دور مساعد المدرب محمد أمين، وقال: «لقد شاهدته كثيراً في الدورات الآسيوية، وهي تساعد في صناعة المدربين، هل دوره كمساعد فعلي في الجانب الفني والخططي أم يتولى مهاماً أخرى؟».