قالت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة المملكة العربية السعودية في واشنطن إن إرث نهائيات رابطة محترفات التنس التي أقيمت في العاصمة الرياض على مدى 8 أيام متتالية، سيتردد صداه لسنوات طويلة، مشددة على الأثر المستدام للبطولة، ودورها في إلهام النساء والفتيات لاتباع نمط حياة صحي.
وشددت خلال فعالية أقامتها مؤسسة رابطة محترفات التنس، الذراع الخيرية للرابطة: «إن إرث نهائيات رابطة محترفات التنس في الرياض، سيتردد صداه لسنوات عدة، ويمتد تأثيره إلى ما بعد الأداء الرياضي المذهل الذي قدمته أفضل لاعبات التنس في العالم خلال الأسبوع الماضي».
وتابعت: «من خلال استضافة هذه البطولة المرموقة، نتطلع إلى إلهام النساء والفتيات في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية وخارجها لممارسة التنس، ليس فقط كرياضة ولكن كوسيلة لتمكين وبناء المجتمعات. من خلال مبادرات مثل (معاً نحو مستقبل صحي للمرأة)، والعمل بشكل وثيق مع رابطة محترفات التنس والاتحاد السعودي للتنس، لإدخال التنس في المناهج المدرسية والمجتمعات»، وشددت على أنهم وضعوا حجر الأساس للتعاون في بناء مستقبل قائم على الصحة والنشاط في الملاعب والحياة اليومية.
واختتمت مؤسسة رابطة محترفات التنس، الذراع الخيرية للرابطة، أسبوعاً حافلاً بالفعاليات المرافقة لبطولة التنس التي تقام بإشراف وزارة الرياضة، وبرعاية صندوق الاستثمارات العامة في الرياض، وذلك بحضور الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، والشيهانة العزاز رئيسة مجلس إدارة شركة «صلة»، وأضواء العريفي مساعدة وزير الرياضة لشؤون الرياضة، وتركزت بشكل كبير على دعم صحة المرأة. وحضر الحدث الرئيسي الذي حمل عنوان: «معاً نحو مستقبل صحي للمرأة»، كوكبة من نجمات التنس العالميات منهن: ماريون بارتولي ودانييلا هانتوشوفا ومارتينا هينغيز.
وتعد مبادرة «معاً نحو مستقبل صحي للمرأة»، ضمن الركائز الإنمائية الخمس لمبادرة «النساء يغيّرن اللعبة» التي أطلقتها رابطة محترفات التنس بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وجمعت الفعالية كلاً من وزارتي الرياضة بالسعودية والاتحاد المحلي للتنس، إضافة إلى نخبة من الخبراء والمنظمات العالمية، من بينها مؤسسة «بيل ومليندا غيتس»، و«هولوجيك»، شريك رابطة محترفات التنس، لتسليط الضوء على أهمية صحة المرأة وتمكينها، وصياغة رؤية جديدة لتعزيز صحة السيدات والفتيات في المملكة، وابتكار الحلول لمواجهة التحديات الصحية العالمية مثل سوء التغذية، وذلك عبر توفير منصة حوارية جمعت قادة الرأي وصناع القرار لمناقشة التحديات التي تواجه صحة المرأة واقتراح الحلول المبتكرة لمعالجتها، إضافة إلى الاحتفاء بالإرث الكبير الناتج عن نمو رياضة التنس النسائية في المملكة.
وناقشت لجان من الخبراء مجموعة متنوعة من القضايا، بما فيها دور صحة المرأة الوقائية، وفوائد الرياضة المستدامة للسيدات والفتيات، فضلاً عن حالة صحة المرأة والتغذية الأمومية عبر العالم، إلى جانب أهداف صندوق صحة المرأة العالمي التابع لرابطة محترفات التنس، والذي تم إطلاقه بعد تبرع «هولوجيك» بمبلغ 1.5 مليون دولار أميركي، ويهدف إلى توفير الفيتامينات الحيوية التي تدعم صحة الحوامل لأكثر من مليون امرأة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. وتساهم هذه المبادرة في معالجة الحاجة الملحة لتوفير تلك الفيتامينات؛ مما يحد من خطورة وفيات الجنين قبل الولادة، ووفيات الأطفال حديثي الولادة، والمعاناة من حالات ولادة الأطفال بأجسام هزيلة.
من ناحيتها، قامت ماريون بارتولي، حاملة لقب «ويمبلدون» السابقة وإحدى أبرز نجمات مبادرة «النساء يغيّرن اللعبة»، بتسليط الضوء على التقدم العالمي في مجال الرعاية الصحية للنساء، وأبرز التحديات الدائمة في هذا الخصوص. وقالت: «ترتبط صحة المرأة ارتباطاً وثيقاً بصحة المجتمعات، فهي حجر الأساس لبناء أسر صحية ومجتمعات مزدهرة في كل مكان، من المملكة العربية السعودية وصولاً إلى جميع أنحاء العالم».
في المقابل، قال الدكتور خالد العبدالكريم، وكيل الوزارة المساعد للرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة السعودية، إن الرياضة ترتبط بالصحة بشكل وثيق، ودليل ذلك أن المجتمع النشط هو في النهاية مجتمع صحي.
بدورها، أكدت آن أوستن، المديرة التنفيذية في رابطة محترفات التنس، تفاني المؤسسة في تنمية المجتمع، قائلة: «تركز رابطة محترفات التنس جهودها مع شركائها في جميع أنحاء العالم لتغيير حياة الناس من خلال ممارسة رياضة التنس. وعندما يشاهد الجميع ما يمكن أن نحققه في تمكين صحتنا، فمن المؤكد أننا سنُلهم جيلاً كاملاً من البطلات الشابات».
وأخيراً، قالت الدكتورة آلاء مرابط، مديرة برنامج الدعم والاتصال والسياسات في مؤسسة «بيل ومليندا غيتس»، إن النساء غيّرن قواعد اللعبة في جميع أنحاء العالم، في المنازل وأماكن العمل والمجتمعات، ولذلك لا بد من التركيز على صحتهن ورفاهيتهن، وجعلها أولوية.
وتابعت: «الاستثمار في النساء بصفتهن صانعات التغيير يتطلب ضمان حصولهن على رعاية صحية وغذائية متكاملة، وهو الأمر الذي تقوم عليه مبادرة (النساء يغيّرن اللعبة)».