بعدما كان محل شك وقلق بالنسبة للقدساويين، بشأن ما سيقدمه مع الفريق العائد من «الأولى»، في منافسات الدوري السعودي للمحترفين، نجح المدرب الإسباني ميشال غونزاليس في استعادة شيء من الثقة، إثر الفوز الأخير على ضمك 2 - 1 ضمن الجولة الثامنة من البطولة.
وأوقف القادسية مسلسل الخسائر التي كانت تهدد مستقبل مدربه الإسباني، حيث كان الفوز على ضمك بمثابة طوق نجاة مؤقت من الإقالة.
وصفق القدساويون كثيراً بعد الفوز الذي حقق لهم عدة مكاسب؛ أولها تلافي الخسارة الثالثة على التوالي، وإعادة الثقة للمدرب الإسباني بعد أن حامت الشكوك حول قدرته على توظيف العناصر المميزة في فريقه، سواء من اللاعبين الأجانب الذين خاضت غالبيتهم تجارب ناجحة مع فرق أوروبية كبيرة، عدا الأسماء المحلية التي تم استقطابها، إضافة إلى أسماء صاعدة تمثل إحدى الركائز الأساسية لمستقبل الفريق الكروي.
أما ثالث المكاسب فتمثل في مواصلة الهداف الغابوني الشهير أوباميانغ، تسجيله الأهداف للمباراة الثانية توالياً، حيث كانت المباراة قبل الماضية (أمام الاتحاد) أولى المباريات التي يسجل فيها هدفاً من كرة متحركة بالدوري، بعد أن كان هدفه الأول من ركلة جزاء في شباك الأهلي، ليرفع اللاعب رصيده التهديفي إلى 3 أهداف مع انقضاء 8 جولات.
وسجل أوبا الهدف الثاني في شباك ضمك الذي عقد مهمة الضيف الذي اكتفى بتسجيل هدف في الوقت بدل الضائع من المباراة التي جرت أحداثها على ملعب مدينة الأمير محمد بن فهد الرياضية بالدمام.
واحتفل الهداف الغابوني الذي مثّل أندية كبيرة في أوروبا مع جمهور القادسية بعد المباراة بطريقته الخاصة، وسط حماس المشجعين، مما يعزز الثقة باللاعب الذي تعقد عليه آمال كبيرة، ليكون قيمة فنية عالية أيضاً في الدوري بشكل عام.
وكان المدرب الإسباني عبر عن سعادته بتسجيل أوبا للأهداف، مبيناً أن ذلك يمثل أهمية بالغة لتجاوز النحس الذي لازمه في بعض المباريات، ولم يوفق فيها بالتسجيل، مبيناً أنه يثق في أن هذا اللاعب لا يزال لديه الكثير والكثير ليقدمه للقادسية.
وكان القادسية خسر أمام الرياض ثم الاتحاد قبل الفوز على ضمك، وهذا ما جعل المدرب يؤكد الأهمية البالغة للفوز الأخير الذي تحقق.
وقال غونزاليس بعد المباراة: «بكل تأكيد، نحن سعداء اليوم بعد تحقيق الانتصار خصوصاً بعد خسارتين متتاليتين، الفوز جاء بعد جهد كبير وعناء في أرضية الملعب، وكل اللاعبين استطاعوا تحقيق النقاط الثلاث».
وأضاف: «أود أن أشكر جميع اللاعبين على التزامهم بتطبيق الأفكار التي عملنا عليها في الفترة الماضية، وحرصهم على اللعب بروح جماعية وتركيز عالٍ في المباراة».
وزاد بالقول: «هدف جوليان كان نتيجة عمل متواصل طوال الأسبوع وترجمة للأفكار التي تدربنا عليها، كما أظهر اللاعبون إصرارهم على الفوز وسجلوا الهدف الثاني».
وعدّ أن الانتصار على ضمك يمنحهم دفعة قوية للمباراة المقبلة أمام الوحدة في بطولة كأس الملك التي ستجري الاثنين في مكة المكرمة، مبيناً أن الوقت الفاصل بين الانتهاء من المباراة الدورية والاستعداد لمباراة بطولة الكأس 48 ساعة فقط، وهو زمن ضيق، مشدداً على التركيز على الإيجابيات بدلاً من السلبيات التي حصلت. وبيّن المدرب أن المباراة المقبلة أمام الوحدة لها أهمية بالغة من أجل المواصلة في بطولة الكأس.
وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، حول القيمة التي يمكن أن يمثلها الفوز على ضمك واستعادة مسار الانتصارات في الدوري قبل مواجهة الاتفاق في ديربي الشرقية، قال غونزاليس: «لنركز على مباراة الوحدة كونها أقرب مباراة، وبعدها يمكن أن نفتح صفحة مباراة الاتفاق، لكن الأكيد أننا سنسعى لتقديم مباراة تليق بالديربي، وسنحاول أن نستعد بأفضل صورة لتلك المباراة».
من جانبه، اتفق سيف رجب، أحد أهم الأسماء الشابة الصاعدة مع فريق القادسية لهذا الموسم مع مدربه، بشأن التركيز على المباراة المقبلة أمام الوحدة في بطولة الكأس قبل التفكير في مباراة الاتفاق.
وقال في حديث لوسائل الإعلام بعد المباراة: «مباراتنا المقبلة أمام الوحدة ثم الاتفاق، وعلينا العمل لكل مباراة على حدة، لا يمكن أن نفكر في مباراة تسبقها أخرى».
وأشاد سيف الذي تعقد عليه آمال كبيرة من القدساويين ليكون نجماً مستقبلياً في كرة القدم السعودية، بما قدمه فريقه أمام ضمك والعودة لمسار الانتصارات، مشيراً إلى أنهم كانوا عازمين على الفوز، وهذا ما تحقق.
أما اللاعب تركي العمار فقد أكد أن القادسية لديه الإمكانات والقدرة على أن يحقق ما يصبو إليه أنصاره في هذا الموسم، مبيناً أنهم يبذلون كل الجهود اللازمة من أجل إسعاد الجماهير، مبيناً أن عدم التوفيق لازمهم في عدد من المباريات التي خسروا فيها النقاط الثلاث.
وجمع القادسية 13 نقطة من 4 انتصارات وتعادل واحد و3 خسائر، ووصل إلى المركز الخامس مشاركة مع أكثر من فريق.