ريما بنت بندر: «رؤية 2030» زادت شغف السعوديات بالرياضة

قالت إنها تشكل جوهر تحول وتقدم المملكة في الوقت الراهن

الأميرة ريما بنت بندر (الشرق الأوسط)
الأميرة ريما بنت بندر (الشرق الأوسط)
TT

ريما بنت بندر: «رؤية 2030» زادت شغف السعوديات بالرياضة

الأميرة ريما بنت بندر (الشرق الأوسط)
الأميرة ريما بنت بندر (الشرق الأوسط)

قالت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان (سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة)، إن الرياضة تعد جوهراً للتحول والتقدم اللذين يحدثان في المملكة، بعدّها أحد محركاته الأساسية.

ووصفت الأميرة ريما في مقال نشره موقع «رؤية السعودية 2023» الرياضة بـ«قوة قدرة على توحيد المجتمعات والناس تحت مظلة واحدة، في خضم الاختلافات والانقسامات التي تعصف بالعالم».

وقالت الأميرة ريما: «الرياضة تخلق احتفاءً مشتركًا بالمواهب الرياضية وروح العمل الجماعي والتضامن، بدءًا من الملاعب المحلية، وصولًا إلى الساحات الدولية، في تجسيدٍ باهر لقيم الوحدة، والتنوع، والشمولية».

وأشارت في مقالها: «لقد بدأ ذلك مع انطلاق رؤية السعودية 2030؛ خطة التحول الشاملة اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، وخريطة الطريق نحو مستقبل زاهر، والتي سارعت إلى انفتاح المملكة وترابطها مع العالم بشكل غير مسبوق، وجعلت الرياضة من أبرز عوامل هذا الترابط، فمن خلال استثماراتها الضخمة في مختلف الرياضات التي تتمتع بمستوى عالٍ من الاحترافية والشعبية، هي لا توسع من مشاركتها العالمية فحسب، بل تساهم أيضًا في تنويع الاقتصاد الوطني، وتعزز من حيوية المجتمع وتحسّن من أنماط حياة المواطنين لتكون أكثر صحة».

وأضافت: «ينطبق ذلك خاصةً على نساء المملكة؛ لأن نجاح المرأة وتقدمها في المجالات المختلفة يقع في صميم تحولنا الاقتصادي والاجتماعي والرياضي، فمنذ بدء رؤية السعودية 2030، زادت مشاركة المرأة في الرياضة بنسبة تزيد على 150 في المائة، ومع وجود أكثر من 330 ألف رياضية مسجلة وآلاف المُدربات والمرشدات والحكّام وطبيبات الرياضة، تنافس النساء السعوديات اليوم في الساحات المحلية والإقليمية والدولية، ويحصدن الجوائز».

الأميرة ريما بنت بندر قالت إن منصات التتويج لم تعد حلماً بالنسبة للسعوديات (الألعاب السعودية)

وقالت السفيرة السعودية: «بالنظر إلى وتيرة النمو والتقدم المتسارعة التي تشهدها المملكة منذ سنوات قليلة وحتى اليوم، فإننا نشهد حدثًا تاريخيًا بكل المقاييس، حيث تتولّد فرصٌ رياضية غير محدودة للنساء السعوديات، فكل رياضة وكل منصة تتويج وكل ميدالية أصبحت في متناول اليد، ولم تعد حلمًا بعيدًا».

وبينت الأميرة ريما في مقالها أن «المملكة التزمت منذ بدأ ولي العهد رؤيته التحولية بتوفير بيئة ممكنة ومحفزة للمرأة في المجالات الرياضية، فأُدخلت الرياضة في المناهج الدراسية للفتيات، وأُعيدت صياغة اللوائح لتمكين النساء من الحصول على تراخيص لتشغيل وامتلاك الأندية والصالات الرياضية، ووُجّهت جميع الاتحادات الرياضية بوجود تمثيل من السيدات في مجالس الإدارة لديها، ومُمثلات في وفودها الدولية، كما تم إنشاء فرق وطنية نسائية ووُضعت بها ضوابط تضمن تكافؤ الأجور بين الرجال والنساء، ووجود مرافق رياضية بالجودة نفسها للجنسين. وخلال العام الماضي، حصل المنتخب السعودي لكرة القدم للسيدات على تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للمرة الأولى، ما يدل على الاهتمام المتزايد بكرة القدم النسائية في المملكة».

وتابعت الأميرة ريما: «إنجازاتنا تتوالى، ومع كل إنجاز نتيقن أننا حققنا تقدماً في تمكين المرأة السعودية في الرياضة، والأرقام تتحدث عن نفسها».

وقالت: «لدينا اليوم أكثر من 500 مركز رياضي نسائي، و104 عضوات في مجالس الإدارات، وسبع رئيسات اتحاد، و37 فريقاً وطنياً للسيدات، و97 مدربة، و15.000 فتاة يستمتعن بلعبة التنس في المدارس لأول مرة، وأكثر من 70.000 فتاة يشاركن في منافسات كرة القدم في مدارسنا، لتصبح اليوم مشاركة الإناث في الرياضة - إجمالاً - أقل بنسبة 2 في المائة فقط من مشاركة الرجال. ففي عام 2020، احتفلنا بأول رياضية بارالمبية في طوكيو، وهذا العام 2024، نافست أول سبّاحة أولمبية سعودية على المسرح العالمي في باريس».

مشاعل العايد خلال مشاركتها في الأولمبياد الأخير (الشرق لأوسط)

وأشارت: «لقد قطعنا شوطاً طويلاً في فترة وجيزة من الزمن، حققنا فيها تحولات واضحة وملموسة، وندرك أن هناك دائماً تحديات وعقبات ستواجهنا في هذه المسيرة، إلا أننا ملتزمون بشدة بتحقيق رؤيتنا الطموح؛ لتصبح المملكة دولة رائدة في الرياضة على مستوى العالم، لأننا نتبنى ثقافة الصحة والشمولية والتميّز، وهي في صميم أهدافنا وخططنا التنموية. وإلى جانب هذه الأرقام، يبقى التأثير الإنساني هو بوصلة الحدث، فمع بروز أسماء وطنية من الرياضيين والأبطال، ازداد شغفنا بالرياضة بمختلف ميادينها، وعززت رؤية 2030 ذلك الشغف من خلال اهتمامها بتوفير فرص جديدة للمشاركة والاستمتاع بالبطولات العالمية، مثل: بطولة الفورمولا إي، والبطولة العالمية للمصارعين المحترفين، وجائزة الفورمولا 1 الكبرى، وكأس السوبر الإسباني. ونشاهد اليوم انطلاق القدوات النسائية الملهمة في مختلف الساحات والمهن، ولدينا غاية واحدة نمضي نحوها... أن نمنح الجميع فرصة اكتشاف شغفهم الرياضي وممارسته، لذا سنواصل مسيرة الاستثمار والتمكين الرياضي».

وقالت السفيرة السعودية: «تحظى المملكة بمستقبل رياضي حافل، بترشحها لاستضافة الكثير من البطولات والفعاليات الرياضية في السنوات المقبلة، التي ستشكل محطات مهمة في مسيرة التطور الرياضي للمملكة، وإحدى هذه المحطات، بطولة كأس العالم للمنتخبات في كرة القدم لعام 2034، ونتطلع فيها لإبراز التراث الرياضي الغني للمملكة، والبنية التحتية ذات المستوى العالمي، وحسن الضيافة. بالإضافة إلى ذلك، تتماشى الاستضافة مع جهودنا في رفع مستوى كرة القدم السعودية عالمياً، ويتجسد ذلك في رعاية المواهب الواعدة، وزيادة شعبية الرياضة ورفع قيمتها التجارية، ومن خلال التأسيس الرصين للاعبين الشباب، وبناء بيئة داعمة تحفز على المشاركة الواسعة في كرة القدم، وتركز جهودنا على بناء منتخب وطني قادر على تحقيق نتائج رائعة في البطولات الكبرى».

وختمت بالقول: «اليوم... أصبحت المملكة وجهة رياضية رائدة وحاضنة لمختلف الرياضات، وينعكس ذلك على الارتقاء بصحة أفرادها، وتحقيق الشمولية وتعزيز الترابط مع المجتمع الدولي، وإبراز ثقافة المملكة وتراثها الغني في الميادين الرياضية».


مقالات ذات صلة

مهاجمو «الأخضر» يضيعون بوصلة الشباك... أين الخلل؟

رياضة سعودية فراس البريكان في إحدى الهجمات ضد المنتخب البحريني (أف.ب)

مهاجمو «الأخضر» يضيعون بوصلة الشباك... أين الخلل؟

للمرة الخامسة على التوالي يغيب مهاجمو المنتخب السعودي عن هز الشباك منذ شهر يونيو (حزيران) الماضي «في تصفيات الدور الثاني» مروراً بالدور الثالث وهو الدور الحاسم

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية مسؤولو وزارة الاستثمار السعودية ونظراؤهم في النادي الإيطالي عقب توقيع العقد (تصوير: بشير صالح)

إنتر ميلان... أيقونة إيطاليا يعود إلى السعودية «مستثمراً»

سيعود نادي انتر ميلان الإيطالي إلى المملكة ولكن هذه المرة مستثمرا، وذلك بعد إعلانه التحصل على ترخيص استثماري في السعودية صادر من وزارة الاستثمار.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية أقيمت تحت مظلة رابطة الهواة 620 بطولة (الشرق الأوسط)

رابطة الهواة السعودية لكرة القدم: 88 ألف لاعب ولاعبة في الموسم الماضي

أعلنت رابطة الهواة لكرة القدم في السعودية عن إحصاءات البطولات والأنشطة الرياضية، التي أقيمت خلال الموسم الرياضي 2023 - 2024، حيث تم تنظيم 620 بطولة.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية محمد نور وجّه دعمه لقائد «الأخضر» سالم الدوسري (تصوير: عدنان مهدلي)

محمد نور: سالم لاعب شجاع… وتوقفوا عن تصفية حسابات الأندية في المنتخب

يرى محمد نور، نجم فريق الاتحاد والكرة السعودية السابق، أن ما يحدث للمنتخب طبيعي ويجب ألا نتعامل معه بحالة من التصعيد غير المبرر على الجانبين الجماهيري والإعلامي

«الشرق الأوسط» (جدة )
رياضة سعودية حالة من الإحباط لجماهير المنتخب السعودي بعد التعادل (تصوير: علي خمج)

المسحل: ما حدث للأخضر غير مقبول ... سنجتمع الاربعاء ونقرر!

أبدى ياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عدم الرضا على ما يقدمه المنتخب السعودي من مستويات في تصفيات آسيا المؤهلة لمونديال 2026 مشيراً إلى اجتماع سيعقده

سعد السبيعي (جدة )

مهاجمو «الأخضر» يضيعون بوصلة الشباك... أين الخلل؟

فراس البريكان في إحدى الهجمات ضد المنتخب البحريني (أف.ب)
فراس البريكان في إحدى الهجمات ضد المنتخب البحريني (أف.ب)
TT

مهاجمو «الأخضر» يضيعون بوصلة الشباك... أين الخلل؟

فراس البريكان في إحدى الهجمات ضد المنتخب البحريني (أف.ب)
فراس البريكان في إحدى الهجمات ضد المنتخب البحريني (أف.ب)

للمرة الخامسة على التوالي يغيب مهاجمو المنتخب السعودي عن هز الشباك منذ شهر يونيو (حزيران) الماضي «في تصفيات الدور الثاني» مروراً بالدور الثالث وهو الدور الحاسم للتأهل المباشر لمونديال 2026، الأمر الذي يضع الكثير من التساؤلات حول الخلل الفني أو العناصري الذي نشأت على أثره هذه المشكلة.

ولعب المنتخب السعودي 4 مباريات بدءاً من مواجهة إندونيسيا ثم الصين وبعدها اليابان قبل لقاء البحرين يوم الثلاثاء، وهي المباريات التي سجل فيها المنتخب السعودي 3 أهداف فقط جاءت عن طريق مصعب الجوير (هدف في إندونيسيا) وحسن كادش (هدفان في الصين)، في الوقت الذي غاب فيه الحضور التهديفي في مواجهتي اليابان والبحرين.

غياب مهاجمي «الأخضر» عن التسجيل مؤشر مقلق يحمل عدة أوجه سلبية قد تجعل من المهمة في التصفيات غاية في الصعوبة، خاصة مع التقارب النقطي الذي تعيشه فرق المجموعة الثالثة التي يتصدرها منتخب اليابان بـ10 نقاط، ويليه كل من منتخبات أستراليا والسعودية والبحرين بـ5 نقاط، في حين يملك منتخب إندونيسيا والصين 3 نقاط.

ويعود آخر هدف سجله مهاجم سعودي إلى شهر يونيو الماضي عن طريق فراس البريكان في مواجهة باكستان بالجولة قبل الأخيرة في الدور الثاني من التصفيات الآسيوية، إذ انتهت المباراة بثلاثية نظيفة. وبعدها غاب مهاجمو «الأخضر» عن التهديف في مواجهة الأردن بالجولة الأخيرة من الدور الثاني التي خسرها «الأخضر» بهدفين لهدف، وفيها شارك فراس البريكان مهاجماً أساسياً وحل عبد الله رديف بديلاً عنه في الشوط الثاني.

في التصفيات الحالية (الدور الثالث) شهدت المباراة الأولى أمام إندونيسيا مشاركة عبد الله رديف مهاجماً أساسياً وحل بديلاً عنه فراس البريكان مطلع الشوط الثاني، لكن الثنائي أنهى المباراة دون حضور تهديفي لهما، في المباراة التالية أمام الصين شارك فراس البريكان أساسياً وغادر المباراة قبل نهايتها بـ10 دقائق وحل بديلاً عنه محمد مران لكن اللقاء شهد حضوراً تهديفياً من المدافع حسن كادش الذي سجل ثنائية منحت «الأخضر» النقاط الثلاث للمباراة.

أمام اليابان في مدينة جدة، واصل فراس البريكان حضوره مهاجماً أساسياً في اللقاء، وشارك بجواره صالح الشهري للمرة الأولى بوصفه لاعباً بديلاً مطلع الشوط الثاني، قبل أن يشارك كذلك عبد الله رديف بوصفه لاعباً بديلاً لكن الأهداف غابت واستمر العقم الهجومي لـ«الأخضر».

المهاجم عبدالله رديف يتحسر على إحدى الفرص المهدرة في المواجهة الأخيرة (أ.ف.ب)

في مواجهة البحرين الأخيرة كانت التوقعات تشير إلى انتصار سعودي بنتيجة قد تتجاوز هدفين لفارق المستويات الفنية بين الطرفين ولكون المواجهة تقام على أرض «الأخضر» وبين جماهيره، وشهدت المواجهة حضور فراس البريكان مهاجماً أساسياً حتى مطلع الشوط الثاني الذي حل فيه عبد الله رديف لاعباً بديلاً، لكن الغياب عن الأهداف استمر ولم ينجح لاعبو «الأخضر» السعودي في هز الشباك.

وتنتظر المنتخب السعودي مواجهات حاسمة ومفصلية في الفترة المقبلة، وغياب فاعلية مهاجميه قد تبدو أمراً يؤرق مسيرة «الأخضر»، والمعضلة الكبيرة في غياب المهاجم الهداف وهو أمر تحدث عنه المدرب مانشيني مؤخراً.

ويحظى فراس البريكان بالفرصة الكبرى، مؤخراً، من بين زملائه اللاعبين، في الوقت الذي تراجعت فيه حظوظ صالح الشهري رغم أنه الهداف الحالي في فترة مانشيني بـ4 أهداف سجلها خلال مشاركته في 11 مباراة بمعدل 522 دقيقة وهو أقل اسم يحصل على فرصة اللعب بين بقية المهاجمين لكنه الأكثر حضوراً تهديفياً.

ولعب فراس البريكان تحت قيادة مانشيني 13 مباراة بعدد 771 دقيقة، في حين لعب عبد الله رديف 12 مباراة بعدد 537 دقيقة.

وتضم قائمة الهدافين تحت قيادة مانشيني 12 لاعباً يتصدرهم صالح الشهري بالأهداف الأربعة فيما يحضر ثانياً فراس البريكان بثلاثة أهداف، يليه كل من حسن كادش وسالم الدوسري وعبد الرحمن غريب وعبد الله رديف وعلي البليهي ومحمد كنو ومصعب الجوير بواقع هدفين لكل منهما، ثم يحضر الثلاثي سلمان الفرج وعلي لا جامي وفيصل الغامدي بواقع هدف لكل منهما.

ويظل تراجع حضور المهاجمين عن تسجيل الأهداف مؤشراً محبطاً للمنتخب السعودي الذي يبحث عن بطاقة تأهل مباشرة عن المجموعة الثالثة نحو مونديال 2026.

ويحل «الأخضر» السعودي ضيفاً على نظيره منتخب أستراليا الشهر المقبل وتحديداً يوم 14 نوفمبر (تشرين الثاني)، على أن يخوض بعدها بأيام قليلة مواجهة أمام منتخب إندونيسيا في الجولة الختامية للدور الأول من تصفيات المرحلة الثالثة.