قال مصدر مسؤول لـ«الشرق الأوسط»، إن إدارة نادي الفتح لا تزال متمسكة ببقاء المدير الفني السويدي ينس غوستافسون مع الفريق الذي ينافس في دوري المحترفين السعودي، وذلك على الرغم من الانتقادات الواسعة التي تعرّض لها المدرب، حيث ترى أن المشاكل التي يعاني منها الفريق ليست مرتبطة بـ«ينس» بالدرجة الأولى.
وحسب المصدر، فإن بعض اللوم يقع على مدرب الفتح السابق، الكرواتي سلافين بيليتش، الذي طالب بتعاقدات فوق قدرات النادي المالية، ولم يتمكن من إعداد الفريق بالشكل المناسب.
ومرّ نادي الفتح بموسم صعب للغاية في الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم، حيث يعاني من تراجع كبير في نتائجه وأدائه مقارنةً بالمواسم السابقة.
وبعد مرور 5 جولات من الدوري، يحتلّ الفريق المركز الأخير برصيد 3 نقاط فقط، محققاً فوزاً وحيداً مقابل 4 خسائر، مما أثار قلقاً كبيراً بين جماهير النادي.
ويأتي هذا التراجع في ظل رحيل عدد من اللاعبين الأساسيين الذين كانوا يشكّلون جزءاً كبيراً من قوة الفريق.
ولم تتوقف خيبات الفتح عند الدوري فقط، بل ودّع أيضاً منافسات كأس الملك مبكراً من دور الـ32 على يد نادي الجبلين الذي ينشط في دوري الدرجة الأولى «يلو»، مما زاد من حدة الانتقادات الموجّهة للنادي.
وعند مقارنة نتائج هذا الموسم بنتائج الموسم الماضي يظهر التراجع بوضوح في الموسم الماضي، وتمكّن الفتح من حصد 8 نقاط بعد مرور 5 جولات، حيث حقّق فوزين وتعادُلين، وخسر مباراة واحدة.
كما وصل إلى دور الـ16 من كأس الملك قبل أن يودّع البطولة على يد فريق الشباب.
هذا الأداء الجيد نسبياً في الموسم الماضي كان يمنح الجماهير آمالاً كبيرة بتحقيق نتائج مماثلة هذا العام، لكن الفريق عانى من أزمات متعدّدة أثرت على استقراره.
وعانى الفتح هذا الموسم من أزمة مالية حادة أثرت بشكل كبير على تحضيراته وتعاقداته الصيفية، هذه الأزمة تفاقمت مع رحيل 7 لاعبين أساسيين كانوا يمثّلون الركائز الأساسية للفريق، مثل كريستيان تيو، والحارس جاكوب ريين، بالإضافة إلى قاسم لاجامي وفهد الحربي وتوفيق بوحيمد وسالم النجدي وعباس الحسن.
وترك رحيل هؤلاء اللاعبين فراغاً كبيراً لم تتمكن إدارة النادي من تعويضه بشكل كامل، كما أن الفتح عاش فترة إعدادية صعبة للغاية بسبب هذه الظروف، حيث تأثّر إعداد الفريق بشكل كبير على المستوى البدني.
وخلال المعسكر الصيفي، خاض الفريق 25 حصة تدريبية، ولكن منها 4 فقط صباحية، وكانت هذه الحصص مجرد تدريبات في الصالة الرياضية وليست بأرض الملعب، ونتيجةً لذلك يعاني لاعبو الفتح من انهيار بدني بعد مرور أول ساعة من المباريات، وهو ما أثر على أدائهم بشكل واضح.
ويرى المسؤولون في النادي أن بيليتش تسبب في إرباك الفريق برحيله قبل انطلاقة الدوري بأيام قليلة، مما ترك الفريق في حالة من الفوضى، ورغم الأزمة المالية التي عصفت بالنادي تمكّنت إدارة الفتح من إبرام 6 صفقات خلال فترة الانتقالات الصيفية.
ومن بين هذه الصفقات كانت 3 تعاقدات مجانية، وواحدة على سبيل الإعارة، بالإضافة إلى تعاقدين مدفوعين، وضم «النادي» حارس المرمى حبيب الوطيان من الهلال، إلى جانب التعاقد مع محمد الكنيدري من أبها، ونايف مسعود من القادسية.
كما تم تعزيز صفوف الفريق باللاعب أمين السباعي من جرينوبل الفرنسي، وبيتر سابانوس من نادي باكسي المجري، بينما استعار الفريق صهيب الزيد من الهلال، وأعلن الفتح الشهر الماضي عن ميزانيته للعام المالي الجديد، التي أظهرت تسجيل عجز مالي بقيمة 5.9 مليون ريال سعودي.
وبلغت تقديرات الإيرادات للموسم الجديد حوالي 235.5 مليون ريال، بينما وصلت المصروفات إلى 241.5 مليون ريال، مما يعكس صعوبة الوضع المالي الذي يمر به النادي.
وبرغم الوضع الحالي الصعب، هناك بعض الأمل داخل إدارة الفتح في تحسّن نتائج الفريق خلال الفترة المقبلة، فعودة اللاعب المغربي مراد باتنا - الذي يُعدّ أحد أبرز نجوم الفريق - من الإصابة قد تمنح الفريق دفعة معنوية وفنية قوية، وتأمل الإدارة أن يكون لعودة باتنا تأثير إيجابي على أداء الفريق، ويساهم في تحسين نتائجه في الجولات المقبلة من الدوري.