«كأس الملك»... أندية الأولى بصوت مسموع: «نحن هنا»

الجندل فجّر أم المفاجآت... والعفر ينتصر للمدرب الوطني

لاعبو الجندل وفرحة عارمة عقب الإطاحة بالأهلي (تصوير: علي خمج)
لاعبو الجندل وفرحة عارمة عقب الإطاحة بالأهلي (تصوير: علي خمج)
TT

«كأس الملك»... أندية الأولى بصوت مسموع: «نحن هنا»

لاعبو الجندل وفرحة عارمة عقب الإطاحة بالأهلي (تصوير: علي خمج)
لاعبو الجندل وفرحة عارمة عقب الإطاحة بالأهلي (تصوير: علي خمج)

لطالما حملت مباريات الكؤوس في طياتها عديداً من المفاجآت المذهلة للبعض والصادمة للبعض الآخر؛ كونها تقود في كل الأحوال إلى مسارين لا ثالث لهما، إما مواصلة الطريق إلى الأدوار المتقدمة وإما الخروج من دائرة المنافسة.

ومؤخرا، أُسدل الستار على المرحلة الأولى من البطولة الأغلى محلياً، وأمضت 11 نادياً من الدوري السعودي للمحترفين رحلتها دون عناء، في الوقت الذي سجلت فيه خمسة أندية من دوري الدرجة الأولى حضورها في الدور القادم من البطولة.

وشهدت البطولة حتى الآن تسجيل 52 هدفاً، إذ كانت أهداف الشوط الثاني الأكثر بعدد 26 هدفاً، مقابل 20 هدفاً سُجّلت في الشوط الأول، ومن بين المباريات انتهت 13 مواجهة بالوقت الأصلي، مقابل مواجهتين في الأشواط الإضافية، ومواجهة وحيدة احتكمت إلى ركلات الترجيح.

وترصد «الشرق الأوسط» أبرز نقاط وأحداث المرحلة الأولى في بطولة «كأس الملك»، البطولة الأغلى محلياً التي تمكّن المتوج بلقبها من المشاركة في كأس السوبر السعودي، ومشاركة آسيوية، بالإضافة إلى جائزة مالية قدرها عشرة ملايين ريال.

زياد العفر أعاد الأنظار مجددا للمدرب الوطني في الملاعب السعودية (تصوير: علي خمج)

«الجندل يفجّر المفاجأة الكبرى»

كان نادي الجندل الواقع في مدينة دومة الجندل بمنطقة الجوف حديث الشارع الرياضي ومنصات التواصل الاجتماعي، بعد أن تمكّن من الإطاحة بفريق الأهلي والعبور نحو دور الـ16 في مفاجأة كبيرة، ليس كون الجندل قادماً إلى دوري الدرجة الأولى فحسب، وإنما لكونه أيضاً يتذيّل مركزاً متأخراً في لائحة الترتيب، ولم يحقق سوى انتصار وحيد مقابل ثلاثة إخفاقات من أربع مباريات.

الجندل الذي يتولى قيادته الوطني زياد العفر تمكّن من تجاوز الأهلي بهدفين، وسجل مُنجزاً فريداً من نوعه سيُدوّن في تاريخ النادي الذي ينشد البقاء موسماً إضافياً في دوري الدرجة الأولى بعد صعوده من دوري الدرجة الثانية قبل عام من الآن.

«أندية الأولى... نحن هنا»

قد يكون الجندل نجح في خطف الأنظار ممن حوله، إلا أن هناك أربعة أندية أخرى في دوري الدرجة الأولى كسبت الرهان بعد الإطاحة بفرق قادمة من الدوري السعودي للمحترفين، لتسجل حضوراً كبيراً في دور الستة عشر.

خمسة أندية مقارنة بناديين في الموسم الماضي هو رقم كبير ومضاعف جداً، وذلك بعد عودة البطولة إلى دائرة موسعة؛ للمشاركة في البداية من دور الـ32، بعد أن كانت مقتصرة على أندية الدوري السعودي للمحترفين منذ جائحة كورونا.

وأمطر الطائي شباك الخليج بخماسية مثيرة في مباراة امتدت إلى الأشواط الإضافية بعد تعادلهما بهدفين في الوقت الأصلي، وفي المدينة ذاتها نجح القطب الثاني في حائل بالوجود ضمن الدور القادم؛ إذ كسب الجبلين نظيره الفتح بثنائية نظيفة، وأقصى النجمة ضيفه فريق ضمك بالنتيجة ذاتها 2 - 0، ليحجز مقعده للعام الثاني على التوالي بين الكبار، أما العربي فقد تجاوز الأخدود بنتيجة 2 - 1، وسجل حضوره في الدور القادم.

بعيداً عن الفرق المتأهلة من دوري الدرجة الأولى، فقد برزت أندية مثل البكيرية الذي خسر أمام الهلال بهدف وحيد، وكذلك الحزم الذي خسر في اللحظات الأخيرة أمام النصر بهدف ثانٍ بعد خطأ مشترك بين المدافع وحارس المرمى.

«بلان يحرر محليي الاتحاد من دكة البدلاء»

منح مدرب فريق الاتحاد الفرنسي لوران بلان الفرصة لعدد من الأسماء المحلية في لقاء فريقه أمام العين الذي كسبه بثلاثية نظيفة؛ إذ عبّر المدرب عن سعادته في المؤتمر الصحافي بعد المواجهة بمنح اللاعبين السعوديين فرصة المشاركة في المواجهة والحصول على دقائق لعب أكبر.

ونال اللاعبون المحليون في الاتحاد إشادة كبيرة على الأداء الذي قدموه؛ إذ لفت حامد الغامدي الأنظار في ظهوره الأساسي الأول منذ قدومه إلى الفريق في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، بعد عدة أزمات مر بها اللاعب على مستوى الإصابات العضلية.

واستعاد الثنائي عبد العزيز البيشي وعبد الرحمن العبود مستوياتهما في مطلع الموسم الحالي، بعد حصولهما على ثقة بلان ومساعديه. البيشي الذي لم يوجد في معسكر الفريق التحضيري فرض نفسه على المدرب الفرنسي واستطاع أن يحصل على دقائق لعب أكبر من أقرانه في الفريق، وبات الخيار الأول من مقاعد البدلاء، في حين حافظ العبود على وجوده ضمن قائمة الفريق بعد إعارته في الموسم الماضي إلى الاتفاق. وكان صالح الشهري عريس المباراة في جدة بتسجيله هدفين، وكان على أعتاب تسجيل «الهاتريك» لولا احتساب الهدف الثاني هدفاً عكسياً في مرمى العين، ورفع الشهري القادم من الهلال أهدافه مع الاتحاد إلى 3 أهداف مع كثير من الإسهامات الإيجابية عند مشاركته.

أحمد الغامدي الموهوب القادم من الاتفاق يبدو أنه لا يحظى بقناعة كبيرة من الجهاز الفني، فقد بات الغامدي صاحب الـ23 عاماً الخيار الخامس في مركز الجناح بعد نصف موسم كان فيه أساسياً الموسم الماضي.

لوران بلان عندما سُئِل عن اللاعب في المؤتمر الصحافي عقب مواجهة الوحدة الدورية، قال إن عليه الصبر والتدرب حتى يحصل على الفرصة، وكانت التوقعات بمشاركة الغامدي في مواجهة العين خصوصاً أن الفريق الأساسي تمت إراحته بالكامل في الجزء الأمامي، إلا أن الغامدي لم يحصل سوى على دقائق محدودة في المشاركة، الأمر الذي يُظهر أن اللاعب لا يحظى بالقناعة الكاملة من المسؤول الفني بالفريق.

«العفر ينتصر للمدرب الوطني»

كما هو الحال لفريقه الجندل، كان زياد العفر مدرب الفريق، الذي يعمل معلماً للغة العربية في إحدى مدارس منطقة الجوف محط الأنظار، بعدما أعاد إلى الواجهة المدرب الوطني ونجح في قيادة فريقه لعبور خصم قوي ومنافس يملك فوارق في الإمكانات المالية والفنية.

العفر الذي وضع نسبة 20 في المائة لفوز فريقه، كما تحدث لـ«الشرق الأوسط»، تمكّن من إرسال رسالة أن المدرب الوطني يحتاج إلى الفرصة فقط، ليس عطفاً على نتيجة المباراة وإنما لمسيرته مدرباً مع فريقه الذي قاده للصعود من الدرجة الثانية إلى الأولى.


مقالات ذات صلة

بلان يشيد بأداء الثنائي «الصحفي والغامدي» في الدوري البلجيكي

رياضة سعودية الصحفي قدم اداء مذهلا مع فريقه البلجيكي (بيرشكوت)

بلان يشيد بأداء الثنائي «الصحفي والغامدي» في الدوري البلجيكي

أشاد الفرنسي لوران بلان مدرب الاتحاد، بما يقدمه اللاعبان السعوديان مروان الصحفي وفيصل الغامدي مع فريقهما بيرشكوت البلجيكي، وذلك بالنظر إلى صعوبة التجربة قياساً

«الشرق الأوسط» ( جدة)
رياضة سعودية ديابي خلال تدريبات الاتحاد الأخيرة (الاتحاد)

الاتحاد لتضييق الخناق على الهلال من شباك الفتح الجريح

يسعى الاتحاد لمواصلة حصد النقاط، وتضييق الخناق على الهلال المتصدر، حينما يستقبل ضيفه الفتح في اليوم الأخير من منافسات الجولة الـ11 من الدوري السعودي للمحترفين.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية فابيو صاحب هدف الفوز على الهلال يحتفل بعد نهاية المباراة (تصوير: عيسى الدبيسي)

هدف فابيو ينهي الهيمنة الزرقاء على مباريات الهلال والخليج

تمكن الخليج من تحقيق فوزه الأول على الهلال في تاريخ الدوري السعودي للمحترفين، بعد مباراة مثيرة تمكن فيها أبناء «الدانة» من قلب النتيجة بعد تخلفهم بهدفين.

هيثم الزاحم (الرياض )
رياضة سعودية لاعبو الخليج يحتفلون مع جماهيرهم بعد الفوز بالمباراة (تصوير: عيسى الدبيسي)

ثلاثية الخليج... الحسرة في الهلال والفرحة في الأهلي

منح فوز الخليج على الهلال، النادي الأهلي فرصة ثمينة ستمكنه من المحافظة على رقمه التاريخي الذي حققه عام 2016

هيثم الزاحم (الرياض )
رياضة سعودية دونيس مدرب فريق الخليج في المؤتمر الصحافي (تصوير: عيسى الدبيسي)

دونيس: الثقة قادتنا للانتصار على الهلال

قال اليوناني دونيس، مدرب فريق الخليج، إنه عمل على استغلال فرصة إرهاق لاعبي الهلال بين مشاركاتهم الدولية والعودة للمشاركة في هذه المباراة.

علي القطان (الدمام )

خيسوس: لا أعرف ماذا حدث للهلال

خيسوس مدرب فريق الهلال في المؤتمر الصحافي (تصوير: عيسى الدبيسي)
خيسوس مدرب فريق الهلال في المؤتمر الصحافي (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

خيسوس: لا أعرف ماذا حدث للهلال

خيسوس مدرب فريق الهلال في المؤتمر الصحافي (تصوير: عيسى الدبيسي)
خيسوس مدرب فريق الهلال في المؤتمر الصحافي (تصوير: عيسى الدبيسي)

عبَّر البرتغالي خورخي خيسوس، مدرب فريق الهلال، عن خيبة أمله بعد الخسارة الأولى التي مُني بها فريقه أمام الخليج في النسخة الحالية من الدوري السعودي للمحترفين، ومعها توقفت سلسلة عدم خسارة الهلال في 57 مباراة في مختلف المنافسات المحلية.

وتعرض الهلال لخسارة مفاجئة أمام مستضيفه فريق الخليج بنتيجة 3-2، في الجولة الحادية عشرة من الدوري السعودي للمحترفين.

وقال خيسوس، مدرب فريق الهلال، في المؤتمر الصحافي: «كنا نعلم أنه سيأتي يوم لن نكون في يومنا ونخسر، كنا متقدمين، لا أعرف ماذا حصل، لكن قد يكون بسبب إرهاق بعض اللاعبين بعد العودة من المنتخبات».

وأضاف في حديثه: «لا نقلل من فريق الخليج، لقد قاتل بعد تقدمنا بهدفين، وآمن بحظوظه، هناك مفاجآت تحصل، ونبارك للخليج».

ورداً على سؤال «الشرق الأوسط» حول تراجع خط الدفاع واستقبال المزيد من الأهداف، وتراجع مستوى علي البليهي، واستمرار مشاركته بصورة أساسية، قال: «الأمر لا يتعلق بلاعب بل بمنظومة، هي مجموعة دفاعية لم تكن في يومها، نعتقد أن علينا أن نصحح الأخطاء وإغلاق هذه الصفحة بكل ما فيها من دروس، حينما لا يكون اللاعبون في يومهم يمكن أن يحصل ما حصل اليوم».

وزاد خيسوس في الحديث: «واصلنا سلسلة انتصارات طويلة في كل البطولات، وحينما يأتي يوم هكذا يكون مزعجاً، ولكن لنؤمن أن هذه كرة القدم، وحتى في الشوط الأول مع تقدمنا لم أكن راضياً على جوانب عدة».

وأشار مدرب الهلال: «لن ننسى كل ما قدمه اللاعبون في المباريات التي لم نخسر فيها، ونضع اللوم على لاعبين مثل علي البليهي وكانسيلو، والبقية»، مضيفاً: «لا يجب علينا أن نبحث عن سلبيات اللاعبين بل يجب أن نعزز الإيجابيات ونصحح الأخطاء».

وحول الإرهاق الذي تعرض له بعض اللاعبين والتحديات المقبلة، قال: «لا وقت لدينا سوى الاسترجاع قبل المواجهة الآسيوية أمام السد، يجب أن نقوم بما يلزم في هذا الجانب، ما ظهر به الفريق في الشوط الثاني أكد وجود حاجة لجانب الاسترجاع الإيجابي».