فيوري وأوسيك... دقت ساعة النزال

العالم يترقب اليوم الصدام المثير بين الملاكمين على حلبة «المملكة أرينا»

أوسيك يتطلع لاسقاط الملاكم الأقوى على الحلبة العالمية في الوقت الراهن (أ.ف.ب)
أوسيك يتطلع لاسقاط الملاكم الأقوى على الحلبة العالمية في الوقت الراهن (أ.ف.ب)
TT

فيوري وأوسيك... دقت ساعة النزال

أوسيك يتطلع لاسقاط الملاكم الأقوى على الحلبة العالمية في الوقت الراهن (أ.ف.ب)
أوسيك يتطلع لاسقاط الملاكم الأقوى على الحلبة العالمية في الوقت الراهن (أ.ف.ب)

بعد أيام من تبادل التحديات، والصراعات الإعلامية، والشجارات الجانبية بين أطراف من الفريقين، لن يكون أمام الملاكمين، البريطاني تايسون فيوري والأوكراني ألكسندر أوسيك، سوى طريق واحد لإثبات تفوق أحدهما على الآخر وعلى مشهد من العالم، وذلك عندما يصطدمان في حلبة «المملكة أرينا» في نزال أطلق عليه ترويجياً «نزال حلبة النار». وسيكون النزال الذي أطلق عليه أيضاً «معركة جيل»، أوّل نزال لتوحيد الأحزمة العالمية في الوزن الثقيل منذ 25 عاماً. ووصل البريطاني الزئبقي والأوكراني العنيد إلى العاصمة السعودية الرياض دون هزيمة، وكل منهما يتطلع إلى أن يصبح أول بطل عالم في الملاكمة بأربعة أحزمة.

ويحمل فيوري (35 عاماً)، الملقب بـ«جيبسي كينغ» (ملك الغجر)، لقب المجلس العالمي للملاكمة (دبليو بي سي) في الوزن الثقيل، في حين أحرز منافسه الأوكراني البالغ 37 عاماً ألقاب الأحزمة الثلاثة الأخرى، وهي الاتحاد الدولي للملاكمة (آي بي إف)، ورابطة الملاكمة العالمية (دبليو بي إيه) ومنظمة الملاكمة العالمية (دبليو بي أو).

وسيكون الفائز في النزال أوّل بطل عالمي موحّد للوزن الثقيل منذ البريطاني لينوكس لويس في عام 1999 عندما تغلّب على الأميركي إيفاندر هوليفيلد، وسيدخل سجلات رياضة الفن النبيل إلى جانب الأميركيين، محمد علي كلاي ومايك تايسون.

ومع ازدياد الصخب حول هذا النزال المقرّر في ملعب «المملكة أرينا»، يتوقع بعض المعلقين معركة حذرة مع فيوري الذي قد يلجأ إلى خطة دفاعية.

وتخلّص الملاكم البريطاني الفارع الطول (2.06م) الذي عانى للتغلب على نجم الفنون القتالية المختلطة الكاميروني فرنسيس نغانو في 29 أكتوبر (تشرين الأول)، من الوزن الزائد ويبدو نحيفاً وخفيفاً على قدميه.

وفي المقابل، فاز أوسيك، قصير القامة نسبياً مقارنة مع البريطاني (1.91) الذي يتمتع بسيرة ذاتية مذهلة، فحقق انتصارات على خصوم أقوى، أبرزهم البريطاني أنتوني جوشوا (مرتين).

ووصف المروّج فرانك وارن المعركة بأنها «أهم معركة في القرن الحادي والعشرين»، وقال إنها المعركة التي كنا ننتظرها، أفضل اثنين من الوزن الثقيل في العالم، وكلاهما لم يُهزَم.

وأضاف: «هذا شيء خاص. مثل هذه المعارك تأتي مرة واحدة في كل جيل».

وتنقسم الآراء حول النتيجة، حيث يرجّح البعض فيوري المولود في مانشستر، بينما يستند البعض الآخر إلى المهارات الفائقة واللياقة البدنية للأوكراني، بينما ترجّح مكاتب المراهنات كفة فيوري بفارق ضئيل.

وقال لويس لقناة «بي بي سي»: «يجب أن يفوز تايسون فيوري بالنقاط»، مضيفاً: «الرجل الأكبر لديه أذرع أطول، وحركة رائعة». ومع ذلك، حذَّر الملاكم البريطاني الآخر توني بيلو، الضحية الأخيرة لأوسيك في الوزن الثقيل الخفيف قائلاً: «إنه أنقى وأفضل ملاكم سيواجهه فيوري في حياته على الإطلاق».

فيوري يراهن على خبرته في النزالات الكرى (أ.ف.ب)

وأضاف: «الرجل في مستوى آخر. هناك ملاكمون ثم هناك أوسيك».

وارتفع التوتر بين ممثلي الملاكمين، الاثنين، في فندق الرياض، حيث تم تنظيم لقاءات مع وسائل الإعلام.

وبعد حادثة مع أحد ممثلي أوسيك، ظهر والد فيوري وهو ينطحه في رأسه، وفقاً لمقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن يبتعد بجبهة دامية.

وعلّق جون فيوري لاحقاً على قناة «سكاي سبورتس» قائلاً: «لم يحترموا ابني، أفضل ملاكم في الوزن الثقيل ارتدى قفازات ملاكمة على الإطلاق».

وكان الملاكمان هادئين ومحترمين إلى حد كبير. رفض فيوري، الخميس، الانخراط في المواجهة التقليدية بينهما، بينما كتب أوسيك رسالة ووضعها في جيبه.

وفي تصريح إعلامي على هامش النزال، قال أوسيك: «أشكر المستشار تركي آل الشيخ، وأنا متحمس جداً لصناعة التاريخ يوم السبت». ورد عليه فيوري: «ليس لدي ما أقوله سوى أنني مستعد لنزال جيد وسواءً كان صعباً أم سهلاً فسأكون جاهزاً».

وأضاف: «أشكر الله على النصر الذي تلقيته، وأريد أن أشكر كل من شارك في تنظيم هذا الحدث وأشكر أوسيك على حضوره وخوضه هذا التحدي ضدي، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة الحالية».

وفي ختام تصريحاتهما التي حملت تحدياً واضحاً، وقف الجميع في صورة جماعية، حاول فيها فيوري استفزاز خصمه بعدم النظر إلى وجهه، فيما كان أوسيك يمعن النظر إليه.


مقالات ذات صلة

«أولمبياد باريس – ملاكمة»: الهندية بريتي تستعين بالرسم لفهم انتصارها الأول

رياضة عالمية الملاكمة الهندية بريتي باوار تحاصر الفيتنامية تي كيم آن فو خلال المواجهة (أ.ب)

«أولمبياد باريس – ملاكمة»: الهندية بريتي تستعين بالرسم لفهم انتصارها الأول

ستُخرج الملاكمة الهندية بريتي باوار دفتر الرسم الخاص بها، وترسم نفسها خلال فوزها في الدور الأول على تي كيم آن فو من فيتنام، في دورة الألعاب الأولمبية بباريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية بعثة ساموا عند مرورها بحفل افتتاح الأولمبياد الجمعة (أ.ب)

أولمبياد باريس: وفاة مدرب فريق ساموا للملاكمة في القرية الأولمبية

توفي مدرب منتخب جزر ساموا الأولمبي للملاكمة ليونيل إليكا فاتوبيتو الجمعة في القرية الأولمبية الخاصة برياضيي أولمبياد باريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية الملاكمة الأسترالية تينا رحيمي (أ.ف.ب)

الملاكمة تينا رحيمي تأمل في تغيير قوانين الحجاب بفرنسا

عبّرت الملاكمة الأسترالية تينا رحيمي عن رأيها في القواعد الفرنسية المتعلقة بالعلمانية والرياضيات اللاتي يرتدين الحجاب.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية جالولوف خلال مشاركته بأولمبياد طوكيو 2020 (أ.ب)

«أولمبياد باريس – ملاكمة»: مواجهة مبكرة بين جالولوف حامل اللقب والأسترالي تيريموانا

أوقعت قرعة منافسات الملاكمة في ألعاب باريس التي أجريت، الخميس، الملاكم باخدير جالولوف حامل لقب الوزن الثقيل في نفس المسار مع الأسترالي تيريموانا جونيور.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية تأهب لمنافسات الملاكمة في دورة الألعاب الأولمبية بباريس (أ.ف.ب)

الأسترالي تيريموانا يتطلع إلى حصد ميدالية أولمبية

سيكون تيريموانا جونيور المنافس في فئة وزن فوق الثقيل من بين المرشحين للفوز بميدالية عندما تنطلق الملاكمة في دورة الألعاب الأولمبية في باريس يوم السبت المقبل.

«الشرق الأوسط» (باريس)

افتتاح «باريس 2024»: البعثة السعودية تلفت الأنظار بالشماغ والبشت والدراعة

البعثة السعودية تلوح بالأعلام الخضراء خلال مسيرة الدول المشاركة (الأولمبية السعودية)
البعثة السعودية تلوح بالأعلام الخضراء خلال مسيرة الدول المشاركة (الأولمبية السعودية)
TT

افتتاح «باريس 2024»: البعثة السعودية تلفت الأنظار بالشماغ والبشت والدراعة

البعثة السعودية تلوح بالأعلام الخضراء خلال مسيرة الدول المشاركة (الأولمبية السعودية)
البعثة السعودية تلوح بالأعلام الخضراء خلال مسيرة الدول المشاركة (الأولمبية السعودية)

حضر الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، ونائبه الأمير فهد بن جلوي بن عبد العزيز، حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الـ33 في باريس.

وشهد حفل الافتتاح المميز، والذي أقيم خارج ميادين الملاعب للمرة الأولى على مستوى التاريخ، إقامة طابور عرض الدول المشاركة التي بلغ عددها 206 دولة، على متن 100 قارب، قطعت نحو 6 كيلومترات على ماء نهر السين، بالإضافة لكثير من الفقرات الموسيقية وعروض الألعاب النارية، والفقرات المحاكية لتاريخ وثقافة فرنسا.

الأمير عبد العزيز الفيصل ونائبه الأمير فهد بن جلوي خلال حضورهما حفل الافتتاح (الأولمبية السعودية)

ورفع العلم السعودي في افتتاح أكبر حدث رياضي بالعالم، لاعب المنتخب السعودي لقفز الحواجز الفارس التاريخي رمزي الدهامي، وزميلته لاعبة المنتخب السعودي للتايكوندو دنيا أبو طالب.

وعبر الدهامي عن اعتزازه برفع علم المملكة في المحفل الأولمبي بجانب زميلته دنيا أبو طالب، مشيراً إلى أن ذلك يدعو للفخر وهو حلم يتمناه أي مواطن سعودي، متمنياً أن يوفق وزملاؤه المشاركين بتقديم المستوى الذي يليق بسمعة الرياضة السعودية.

مسؤولو وزارة الرياضة السعودية وبعض رؤساء الاتحادات خلال حضورهم الافتتاح (الأولمبية السعودية)

بينما أبدت دنيا أبو طالب فخرها برفعها علم المملكة في المحفل الأولمبي، مؤكدة أن المشاركة في الأولمبياد حلم كل رياضي، وقالت: «أطمح لتقديم مستوى مشرّف يعكس الدعم والاهتمام الذي تقدمه القيادة الرشيدة للرياضة بالمملكة، والمتابعة المستمرة من رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل».

وحظي الزي السعودي الذي ارتداه ممثلو المملكة في طابور عرض الدول المشاركة، بإعجاب وسائل الإعلام العالمية، والجمهور الحاضر لفعاليات الحفل، حيث قام معظم الحاضرين بالتصفيق للاعبين واللاعبات السعوديين لحظة دخولهم مياه نهر السين.

الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان عضو اللجنة الأولمبية الدولية قبل انطلاق الحفل (الأولمبية السعودية)

وتميز الزي السعودي المكون من البشت والشماغ للاعبين، والدراعة للاعبات، خلال العرض الافتتاحي، برسومات ونقوش تعكس التراث الغني والهوية الثقافية للمملكة، حيث تم تصميمها من قبل المصممة السعودية علياء السالمي، التي فازت بتنفيذ أزياء البعثة الأولمبية السعودية من بين 128 مصمماً ومصممة.

من جهتها، تواصل لاعبة المنتخب السعودي للسباحة، مشاعل العايد، تدريباتها، استعداداً لمشاركتها في منافسات الدورة الأولمبية، الأحد ضمن سباق 200م حرة.

وانضمت العايد لمعسكر فريق السعودية في نورماندي، منذ إعلان مشاركتها الأولمبية بواسطة «بطاقات الدعوة»، في 9 يوليو (تموز) الحالي، قبل أن تدخل قرية الرياضيين الخميس.