بن زكري... هل يحط رحاله في الأخدود؟

يسابق نادي الأخدود الزمن لإكمال اتفاقه الرسمي وتوقيعه النهائي مع المدرب الجزائري نور الدين بن زكري، لتولي قيادة الفريق حتى نهاية الموسم الحالي في مهمة إنقاذ عاجلة للفريق الذي يشارك للمرة الأولى في تاريخه في الدوري السعودي للمحترفين.

يأتي هذا الاتفاق بين الأخدود والمدرب بن زكري بعد تراجع نتائج الفريق واقترابه من الهبوط عن الدوري السعودي للمحترفين، إذ يحتل الفريق حالياً المركز السادس عشر برصيد 24 نقطة ودخوله ضمن دائرة الفرق الثلاثة المهددة بالهبوط المباشر إلى دوري الدرجة الأولى.

في حال الاتفاق الرسمي سيعد بن زكري المدرب الثالث للأخدود خلال الموسم الحالي بعد خورخي مندوسا ومارتن سيفيلا، إذ لعب الفريق حتى الآن 27 مباراة فاز في 7 مباريات فقط، في حين تعادل في 3 مباريات وخسر في 17 مباراة، وهو الرقم الأعلى بين من فرق الدوري لهذا الموسم، وسجل الفريق 22 هدفاً في حين استقبلت شباكه 45 هدفاً.

خاض بن زكري كثيراً من التجارب في الملاعب السعودية، لعل أبرز محطاته كانت مع فريق ضمك في الدوري السعودي للمحترفين، إذ تولى قيادة الفريق في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) 2019، واستمرت قيادته للفريق لمدة 15 شهراً انتهت في يناير (كانون الثاني) 2021.

لم تكن تجربة ضمك هي الوحيدة للمدرب بن زكري في الملاعب السعودية، بل دشن رحلته مع فريق الرائد في 2013، ثم الفيحاء 2019، وبعدها ضمك الذي كان آخر محطات بن زكري التدريبية، إذ لم يعد في المشهد التدريبي منذ ذلك الوقت بل ارتبط كمستشار فني للفريق.

يملك بن زكري شخصية فريدة من نوعها ومثيرة للجدل في غالب اللحظات، يرتدى قبعة تميزه في مظهره الخارجي، يطلق تصريحات حادة في أوقات تبدو مقصودة لهدف إبعاد الأنظار عن الفريق أو جذب المنافسة إلى ساحة أخرى.

بدأ المدرب الجزائري مسيرته لاعباً لكرة القدم في خط وسط الميدان، قبل أن ينطلق في عالم التدريب ويحصل على رخصة البرو من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وتحديداً من مركز تدريب كرة القدم بإيطاليا.

دشن بن زكري البالغ من العمر 60 عاماً مسيرته التدريبية في مطلع الألفية الجديدة وذلك عبر محطة نادي بريرا كالتشيو الإيطالي، المُنشأ حينها حديثاً، ويشارك في الدرجة الرابعة لكنّ علاقته انتهت سريعاً بإقالة المدرب الذي عاد بعدها بسنوات قليلة وقاد الفريق الإيطالي للصعود إلى الدرجة الثالثة ثم استقال.

تولى نور الدين بن زكري قيادة فريق وفاق سطيف الجزائري كإحدى أبرز محطاته التدريبية في موسم 2009، ونجح في الموسم الأول بقيادته نحو لقب كأس الجزائر وكأس شمال أفريقيا للأبطال، لكن بعد عدة أشهر تمت إقالة المدرب لسوء نتائج الفريق في مرحلة المجموعات لبطولة دوري أبطال أفريقيا.

ومن ضمن الفرق التي تولى بن زكري قيادتها كان فريق مولودية الجزائري الذي أمضى فيه عدة أشهر قبل أن يستقبل من منصبه في يوليو (تموز) 2011.

كانت تجربة نادي الفيحاء مع الجزائري بن زكري ملهمة لكثير من الأندية التي يرتبط اسمها بالمدرب حين تسوء النتائج ويتراجع الفريق ويقترب من شبح الهبوط، إذ تمكن بن زكري بامتياز في 2019 من قيادة الفيحاء لتفادي خطر الهبوط ونجح في إبقاء الفريق حينها.

سيكون بن زكري في حال أمضى عقده مع نادي الأخدود تحت المجهر نظراً لشخصيته المميزة ومعرفته المُسبقة بالدوري ناهيك بتصريحاته الصاخبة وروحه الحماسية، ومن المهم بالنسبة له تحقيق النتائج الإيجابية لإثبات جدارته مدرباً خصوصاً أنه ظل دون أي نادٍ منذ إقالته من ضمك في يناير 2021.