يعيش الهلال موسماً تاريخياً على صعيد تحطيم الأرقام القياسية، إلا أنه على مستوى البطولات والإنجازات لم يحقق شيئاً حتى الآن، فبعد أن كسرت الكتيبة الزرقاء الرقم القياسي «العالمي» المسجل باسم فريق ذا نيو سينتس الويلزي، بتحقيق 27 فوزاً متتالياً في مختلف البطولات، حيث تمكن الزعيم من كسره في مواجهة الاتحاد الماضية في إياب دور الثمانية الآسيوي، بعد وصوله لـ28 انتصاراً متتالياً، فإنه لم يحقق الهدف المنشود بالظفر بالألقاب والبطولات حتى الآن، رغم الرقم التاريخي الذي سجله الهلال باسمه.
هدف تحطيم عدد من الأرقام القياسية لم يكن حاضراً في أجندة الهلاليين، وعلى رأسهم البرتغالي خورخي خيسوس مدرب الفريق في بداية الموسم، بل الهدف الرئيسي كان ينصب نحو تحقيق البطولات والألقاب، لكن شيئاً فشيئاً وبعد موجة الانتصارات المتتالية أصبح هناك هدف ثان يلوح في الأفق، وهو وضع بصمة تاريخية محلياً وعالمياً، وهو الأمر الذي نجح فيه الفريق بعد أن كسر أطول سلسلة انتصارات متتالية في الدوري السعودي للمحترفين، التي كانت مسجلة باسم فريق النصر بـ13 انتصاراً متتالياً، وذلك بعد أن وصل الهلال لتحقيق 16 فوزاً متتالياً في مسابقة الدوري حتى الآن، والشيء نفسه ينطبق على الرقم العالمي التاريخي المسجل باسم فريق ذا نيو سينتس الويلزي، بتحقيق 27 فوزاً متتالياً في مختلف البطولات، الذي تمكن «الزعيم» من كسره ودخل من خلاله موسوعة غينيس للأرقام القياسية بوصفه أكثر فريق في تاريخ كرة القدم تحقيقاً للانتصارات المتتالية، بواقع 28 فوزاً حتى الآن في سلسلة مستمرة وقابلة للزيادة.
وبعد هذه الأرقام المميزة والتاريخية التي تمكن الهلال من كسرها، وسطر بها اسمه في صفحات التاريخ المحلي والدولي، يُطرح الآن تساؤل مهم «ماذا بعد الأرقام القياسية؟»، إذ إن أزرق العاصمة حتى الآن لم يحقق أي لقب في هذا الموسم، وقد ينهار كل شيء في لحظات فيما تبقى من منافسات، وتكون حينها هذه الأرقام القياسية التي حققها لا فائدة منها، لأنه لم يحقق من خلالها البطولات والإنجازات، وهو الأمر الذي سبق أن تطرق له البرتغالي خورخي خيسوس مدرب الهلال في المؤتمر الصحافي عقب مواجهة فريقه الماضية أمام الرياض، حينما قال: «الهلال أظهر دائماً أنه الفريق الأفضل والأجهز، سلسلة الانتصارات هي هدف ثانٍ لنا، إن تحققت فستبقى بالتاريخ لنا وللاعبين ولكنها ليست بطولة، البطولات هي الدوري والكأس ودوري أبطال آسيا، ولكن كلما طالت سلسلة الانتصارات جعلتنا نقترب أكثر من الهدف الرئيسي وهو البطولات».
لذلك يجب على الهلال أن يسير بالضغط النفسي والذهني نفسه الذي كان يحمله من أجل تحطيم الأرقام القياسية في سلسلة الانتصارات، إذا ما أراد أولاً رفع رصيده الرقمي قياسياً، أو حتى المضي بخطوات ثابتة نحو تحقيق الألقاب، لكون الضغط يولد القوة، لأن منافسات الموسم الرياضي تدخل الآن في منعطفات خطيرة للهلال، حتى وإن بدا مرتاحاً في صدارة ترتيب فرق الدوري السعودي للمحترفين برصيد 65 نقطة، وبفارق 12 نقطة عن أقرب ملاحقيه النصر صاحب المركز الثاني، لكنه يجب أن يتحلى بتركيز عال من أجل ضمان الفوز بلقب الدوري في النهاية، والحال نفسه ينطبق على صراعه للفوز بلقب دوري أبطال آسيا، الذي تمكن من الوصول فيه للدور نصف النهائي؛ حيث إن الانتصارات المتتالية التي حققها ضمن منافسات البطولة الآسيوية، التي ساهمت بشكل مباشر في تحطيم الرقم القياسي العالمي بوصفه أكثر فريق يحقق الانتصارات المتتالية، لا معنى ولا قيمة لها إذا لم يتوج بها الزعيم نفسه بطلاً لأندية القارة الصفراء من جديد، بعد أن خسر المحافظة على لقبه في الموسم الماضي، ولأن عدم تحقيق البطولة يعد فشلاً بالنسبة للهلاليين، وكذلك الحال بالنسبة لمنافسته القائمة على بطولات الدوري، وكأس الملك، وكأس السوبر السعودية، ولكي تكون الإجابة شافية عن تساؤل «ماذا بعد الأرقام القياسية».