مع ظهور مسار قرعة الأدوار المتقدمة في دوري أبطال آسيا، كانت كل المعطيات تشير إلى أفضلية نصراوية على حساب العين الإماراتي في مواجهة دور الثمانية، لكن الأمور انقلبت رأساً على عقب قبل أيام قليلة من الصدام «الخليجي - الآسيوي»، وباتت نقاط الضعف في «العالمي» أكثر وضوحاً.
فمن أزمة في حراسة المرمى، وشباك سهلة الوصول، إلى دفاع يستقبل المزيد من الأهداف، وتوالي الإصابات، كانت تلك حال النصر التي لا يحسد عليها.
تجاوز النصر مواطنه الفيحاء دون عناء، رغم صعوبة المهمة، وتعرض لتعادل أشبه بالخسارة أمام الحزم متذيل ترتيب الدوري السعودي للمحترفين في الجولة 22 بنتيجة 4-4، وهي المواجهة التي أحبطت معنويات جماهير الفريق، في ظل اتساع الفارق النقطي بين النصر والمتصدر الهلال إلى 9 نقاط، وكشفت حجم الخلل الدفاعي الكبير.
وبعدها يتعرض النجم البرازيلي تاليسكا لإصابة في ليلة المباراة أمام العين (سيغيب على أثرها حتى نهاية الموسم)، وتتأزم خانة حراسة المرمى بعد إصابة وليد عبد الله، ليؤكد كاسترو أنه سيدفع بالكولومبي أوسبينا مضطراً رغم عدم جاهزيته الكاملة.
رغم تلك الظروف لكن النصر لم يظهر بصورة متواضعة فنياً حتى مع خسارته، فقد كانت أرقامه الأفضل في غالب تفاصيل الإحصاءات للمواجهة من الاستحواذ مروراً بعدد التسديدات على المرمى، لكن الأهداف كانت حاضرة لصالح فريق العين هدف لسفيان رحيمي تم احتسابه، وآخر تم إلغاؤه بداعي التسلل، وللسبب ذاته أيضاً تم إلغاء هدف للأوروغوياني أليخاندرو روميرو كاكو.
الخسارة بنتيجة واحد دون مقابل أمر ليس صعباً، لكن المؤشرات العامة بعد المواجهة تجعل الأمر صعباً للنصر، فقد خسر النصر خدمات تاليسكا، وهو أحد أبرز الأسماء التي تملك حلولاً تهديفيةً كبيرةً على الجانب الفردي.
إلى جوار تاليسكا، سيفتقد النصر خدمات لاعبه سلطان الغنام حين العودة إلى الرياض للالتقاء مجدداً في 11 مارس (آذار) الحالي على «ملعب الأول بارك»، حيث ودع الغنام المباراة مصاباً وإلى جواره الأسترالي عزيز بيهيتش الذي تعاقد معه النصر في الفترة الشتوية لتعزيز صفوفه بـ«الآسيوية».
علاوة على تلك الغيابات سيفتقد النصر أيضاً خدمات الإسباني لابورت الذي تعرض للطرد بالبطاقة الحمراء في الدقائق الأخيرة من الوقت بدل الضائع للمباراة، في لقطة عاد معها حكم اللقاء إلى تقنية الفيديو المساعد لمراجعة الحالة.
بالعودة إلى الوراء، تحديداً مع دخول الدوري السعودي للمحترفين فترة التوقف نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لجأت الكثير من الأندية لإقامة معسكرات لاستغلال فترة التوقف الطويلة التي امتد حتى فبراير (شباط) لمشاركة المنتخب السعودي في بطولة آسيا.
وكان النصر يخطط لجولة في الصين وسافر بالفعل إلى هناك، لكن إصابة نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو تسببت في إلغاء جدولة مبارياته هناك، بل الجولة كاملة، ليعود الفريق دون خوض أي مواجهة ودية خلال فترة التوقف.
ودشن الأصفر العاصمي مبارياته في فبراير بمواجهة إنتر ميامي الأميركي خلال بطولة «موسم الرياض»، ورغم انتصاره العريض بسداسية، إلا أنه خسر خدمات حارسه أوسبينا الذي عاد مجدداً للقائمة بعد غيابه الطويل بداعي الإصابة ليشارك بديلاً عنه وليد عبد الله.
وفي المباراة التالية خسر النصر المباراة أمام غريمه التقليدي الهلال بثنائية نظيفة في نهائي الكأس.
بعد تلك المواجهة اعترف المدرب كاسترو بانزعاجه من غياب فريقه عن أجواء المباريات خلال فترة التوقف، وبدأت أزمة النصر تظهر بإيقاف نواف العقيدي، حارس المرمى الأساسي، لمدة خمسة أشهر، بسبب قضية معسكر المنتخب السعودي في بطولة كأس آسيا، ومعها حضرت إصابة أوسبينا.
وتجاوز النصر نظيره الفيحاء وظهر بمستويات متواضعة حينها، وفي المباراة التالية تجاوز الفتح بصعوبة في الدوري وتعرض راغد النجار الحارس البديل لإصابة أجبرته على توديع المباراة ليشارك وليد عبد الله بديلاً عنه.
أنهى النصر ملف البطولة الآسيوية وتجاوزه بنجاح بعد فوزه على الفيحاء في مواجهة الإياب بثنائية.
وفي المواجهة الدورية أمام الشباب خرج بفوز صعب بنتيجة 3-2، ومعها تعرض لاعبه كريستيانو رونالدو لعقوبة انضباطية بعد شكوى مقدمة من نادي الشباب، غاب رونالدو عن مواجهة الحزم وتعادل النصر، وبعدها خسر خدمات وليد عبد الله للإصابة حتى جاءت مواجهة العين الحاسمة.
ويُلقي الكثير من جماهير النصر باللوم على الفترة الإعدادية للفريق خلال فترة التوقف، التي أسهمت بخلق مزيد من المشاكل التي ظهرت على السطح مؤخراً مثل تكرر إصابات اللاعبين وتتابعها بشكل مخيف مع تزايد المباريات.
ستكون نتيجة 1-0 أمراً سهلاً على الجانب الرقمي، خصوصاً وأن الفريق يضم في صفوفه لاعبين عمالقة مثل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، إلا أن اختلاف المنظومة ودخول المزيد من الأسماء لأول مرة بداعي الإصابات المتنوعة أسهم في ظهور النصر بصورة فنية متواضعة.
كما اتجهت أصابع الانتقاد واللوم نحو البرتغالي لويس كاسترو مدرب الفريق منذ التعادل أمام الحزم، واعترافه بأن فريقه يواجه مشكلات دفاعية، وطالبت بعض الجماهير النصراوية بسرعة إقالة المدرب والبحث عن بديل.
وابتعد النصر عن المنافسة على لقب الدوري بصورة كبيرة بعد اتساع الفارق النقطي مع الهلال لتسع نقاط، وخسر مواجهة الذهاب أمام العين واستقبلت شباكه في المباريات الأخيرة مزيداً من الأهداف، حتى أن مرمى الفريق في الدوري استقبل 30 هدفاً.