مانشيني عقب الخروج الآسيوي: لاعبو الأخضر «شجعان»

رغم أصداء الوداع المر فإن المدرب الإيطالي أخفق «حديثاً»... وأحسن «عملاً»

مانشيني وصف نجوم الأخضر بالشجعان (تصوير: بشير صالح)
مانشيني وصف نجوم الأخضر بالشجعان (تصوير: بشير صالح)
TT

مانشيني عقب الخروج الآسيوي: لاعبو الأخضر «شجعان»

مانشيني وصف نجوم الأخضر بالشجعان (تصوير: بشير صالح)
مانشيني وصف نجوم الأخضر بالشجعان (تصوير: بشير صالح)

عاد المدرب الإيطالي روبيرتو مانشيني، مدرب المنتخب السعودي، للاعتذار مجدداً عن خروجه الصادم في مباراة «الأخضر» الأخيرة أمام كوريا الجنوبية وتحديداً قبل تنفيذ ضربة الترجيح الأخيرة التي تأهل بموجبها رجال الألماني كلينسمان إلى ربع نهائي بطولة كأس آسيا في قطر، وقال عبر حسابه الشخصي في منصة «إكس»: «أنا ممتن حقاً للاعبينا الشجعان الذين أظهروا المرونة والشخصية في لعبة صعبة للغاية، لقد قدموا كل شيء، شكراً جزيلاً لمعجبينا الذين صنعوا جواً رائعاً بالأمس، لقد عملنا بجد للذهاب بعيداً جداً في هذه البطولة لكننا فشلنا. مرة أخرى، أكرر اعتذاري للجميع عن خروجي المبكر إلى غرفة الملابس قبل نهاية ركلات الترجيح».

وختم بالقول: «بدعمكم وثقتكم، نواصل البناء لمستقبل كرة القدم السعودية».

مانشيني قسم الشارع الرياضي بين غاضب من أحاديثه ومشيد بعمله (تصوير: بشير صالح)

وعموماً وعطفاً على سيناريو المباراة، يعد خروج المنتخب السعودي من بطولة كأس آسيا 2023 أمراً مُزعجاً للغاية، فأن تكون منتصراً حتى الدقيقة الأخيرة من عمر المواجهة ثم تستقبل هدفاً في الوقت بدل الضائع، إنما يدل ذلك على خطأ تكتيكي وربما معنوي أطاح بأحلام «الأخضر» قبل ثوانٍ من إطلاق صافرة النهاية.

«أنتم لا تدركون مستوى منتخب كوريا الجنوبية... لديهم لاعبون لا يمكن مجاراتهم»... تلك هي الكلمات التي نطق بها الإيطالي روبرتو مانشيني مدرب المنتخب السعودي، ولكنها مضت دون الوقوف عندها، فالإيطالي يواجه عاصفة من الانتقادات وسيلاً من الغضب في الشارع الرياضي السعودي بعد تصريحاته المتعاقبة والمثيرة للتساؤلات.

وبالحديث عن منتخب كوريا الجنوبية، فهو مُصنف في المركز الـ23 وفقاً لتصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مقارنة بالمنتخب السعودي الذي يحضر في المركز الـ56 في لائحة ترتيب المنتخبات العالمية.

وتبلغ القيمة السوقية لمنتخب كوريا الجنوبية 193 مليون يورو، وفقاً لـ«ترانسفير ماركت»، مقارنة بـ«الأخضر» السعودي الذي لا تتجاوز قيمته حالياً 23.15 مليون يورو، وفقاً للموقع ذاته المتخصص بالأرقام والانتقالات للأندية الرياضية في العالم.

وعلى كلّ، فإن المقارنة ليست خياراً صائباً على الدوام في كرة القدم التي لا تعترف إلا بما يحدث في أرضية الملعب طيلة التسعين دقيقة دون النظر لأي أمور أخرى تتعلق بالفوارق والإمكانات، وقد تعني الانهزامية أو الاستسلام، وفوز «الأخضر» السعودي على الأرجنتين في مونديال قطر 2022 كان خير مثال لذلك إذ صُنف الانتصار بأنه أحد كبرى المفاجآت في تاريخ بطولات كأس العالم.

ودون النظر لنتائج منتخب كوريا الجنوبية في دور المجموعات، فقد كان أحد أبرز المنتخبات المرشحة لإحراز اللقب، وإن استقبلت شباكه 3 أهداف من منتخب ماليزيا لكنها كانت لأهداف مبطنة، لاختيار مسار أسهل نحو إكمال المشوار في البطولة وتجنب الخروج المُبكر عندما يلاقي اليابان في دور الـ16.

تضم قائمة منتخب كوريا أسماء لامعة، وخط هجوم هو الأقوى في البطولة قبل لقاء المنتخب السعودي بـ8 أهداف، كان من بينهم القائد سون لاعب فريق توتنهام الإنجليزي وأحد أبرز الوجوه في القارة الصفراء، وإلى جانبه تحضر أسماء عديدة تحترف في ملاعب كرة القدم الأوروبية، مقارنة بـ«الأخضر» السعودي الذي يشارك بقائمة تنشط في الدوري المحلي.

وكان الألماني كلينسمان مدرب منتخب كوريا الجنوبية تحدث عن مانشيني في المؤتمر الصحافي الذي أعقب المواجهة، وقال إنه قدم عملاً مميزاً في أشهر قليلة، مشيراً إلى تطور المستوى بين المواجهتين اللتين جمعتهما؛ حيث التقى المنتخبان ودياً في سبتمبر (أيلول) الماضي.

والحديث هُنا عن روبرتو مانشيني تحديداً هو: هل قام بالتغيير أم أنه قدم منتخباً متواضعاً وبالتالي تسبب في الخروج الصادم؟

منذ نهاية مواجهة الأرجنتين والفوز التاريخي الذي منح نشوة كبيرة بين الجماهير، دخل «الأخضر» في حالة فنية غير مستقرة، فقد خسر من بولندا ثم المكسيك وودع المونديال في دور المجموعات، ثم خاض مواجهتين وديتين تحت قيادة رينارد أمام فنزويلا وبوليفيا، ولكنه لم ينتصر وكانت تلك نهاية حقبة المدرب مع «الأخضر» السعودي رغم امتداد عقده لسنوات لكنه قرر إنهاء العلاقة واتجه لقيادة منتخب بلاده (فرنسا) للسيدات في كأس العالم للسيدات.

وظل المنتخب السعودي دون جهاز فني حتى قدوم الإيطالي مانشيني الذي انتهت علاقته مع منتخب إيطاليا ثم أمضى سريعاً عقده مع «الأخضر» السعودي، وتحدث بكثير من الوعود وكان من بينها تحقيق البطولة الآسيوية.

وجرب مانشيني كثيراً من اللاعبين في معسكراته الأولية في نيوكاسل سبتمبر الماضي ثم البرتغال، قبل أن يصل لقائمة نهاية قبل خوضه تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 وكانت قائمته تضم كثيراً من الأسماء الشابة في معسكر الأحساء وخروج كثير من اللاعبين المخضرمين وهو كان أشبه بإعلان نهاية حقبة وبدء صناعة منتخب جديد، وهو أمر يُفضل مانشيني القيام به والزج بالكثير من الشبان كما فعل في إيطاليا.

العناصر الشابة أحدثت نقلة هائلة في أداء الأخضر (تصوير: بشير صالح)

حتماً عند النظر للأمور الإيجابية، كان أبرزها التنظيم الدفاعي الكبير الذي بدا عليه المنتخب السعودي في البطولة، إذ كان الأفضل في دور المجموعات، حيث تمت صناعة فرصة وحيدة أمامه في مباراة عمان، واستقبلت شباكه هدفاً وحيداً من ركلة جزاء أيضاً، أما في مواجهة كوريا الجنوبية فقد استقبلت شباكه هدفاً آخر أيضاً.

وهناك الكثير من الأسماء الشابة التي زج بها المدرب الإيطالي ومنحها الثقة في البطولة الآسيوية، كان الأبرز منها عبد الله رديف صاحب الهدف في الشباك الكورية، وعيد المولد وطلال حاجي، وبعيداً عن البطولة فقد سبق له إشراك أسماء أخرى مثل عباس الحسن وريان حامد وحامد يوسف، إذ يعد هذا الخماسي من أصغر اللاعبين ولم تتجاوز أعمارهم العشرين عاماً، عطفاً على منحه الكثير من الأسماء أيضاً فرصة الحضور مثل عون السلولي وعلي لاجامي ومعاذ فقيهي.

يقف مانشيني بين «كاريزما» تعامله الذي يجد فيها امتعاضاً بين كثير من الأوساط الجماهيرية كما حدث في البطولة الآسيوية، إلا أن المدرب يحمل ملف مشروع طويل مع المنتخب السعودي، فهل يكون قادراً على التوازن وإكمال مشروعه بصناعة جيل جديد للمنتخب السعودي رغم تبعات الخروج الآسيوي المر؟


مقالات ذات صلة

هاني ظهير أيمن الأهلي المصاب يسابق الزمن للعودة للملاعب

رياضة عربية محمد هاني ظهير النادي الأهلي ومنتخب مصر (وسائل إعلام مصرية)

هاني ظهير أيمن الأهلي المصاب يسابق الزمن للعودة للملاعب

قال النادي الأهلي، الثلاثاء، إن ظهيره الأيمن محمد هاني يسابق الزمن للعودة للملاعب بعد إصابته في مباراة كأس السوبر الأفريقية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية قائد موناكو السابق وسام بن يدر يواجه اتهامات بالعنف (أ.ف.ب)

ملاحقة بن يدر بتهمة العنف ضد زوجته

أحيل قائد موناكو السابق وسام بن يدر إلى محكمة الجنايات في نيس بتهمة «العنف النفسي» ضد زوجته.

«الشرق الأوسط» (نيس)
رياضة عالمية المهاجم البلجيكي لياندرو تروسار (أ.ف.ب)

تروسار يسعى لتعويض غياب دي بروين في منتخب بلجيكا

يأمل المهاجم البلجيكي لياندرو تروسار في نقل مستواه الرائع مع ناديه آرسنال إلى المنتخب الوطني.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
رياضة عالمية نيكو وليامز خارج تشكيلة إسبانيا في دوري الأمم الأوروبية (رويترز)

إسبانيا تخسر جهود نيكو وليامز

خسرت إسبانيا، المتوجة هذا الصيف بلقب كأس أوروبا، جهود مهاجمها نيكو وليامز لمباراتيها في دوري الأمم الأوروبية ضد الدنمارك وصربيا.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عربية منتخب قطر سيواجه إيران على ملعب لم يحدَّد بعد (رويترز)

«تصفيات المونديال»: إيران تقترح 3 حلول لمباراتها مع قطر

اقترح الاتحاد الإيراني لكرة القدم 3 حلول لمكان إقامة مباراة منتخب بلاده مع نظيره القطري.

«الشرق الأوسط» (طهران)

ما الذي يعده مانشيني لأول لقاءاته التاريخية مع اليابان؟

لقاءات السعودية واليابان دائما ما تحفل بالإثارة الندية (الشرق الأوسط)
لقاءات السعودية واليابان دائما ما تحفل بالإثارة الندية (الشرق الأوسط)
TT

ما الذي يعده مانشيني لأول لقاءاته التاريخية مع اليابان؟

لقاءات السعودية واليابان دائما ما تحفل بالإثارة الندية (الشرق الأوسط)
لقاءات السعودية واليابان دائما ما تحفل بالإثارة الندية (الشرق الأوسط)

منذ توليه تدريب المنتخب السعودي في أغسطس (آب) 2023، لم يواجه المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني منتخب اليابان من قبل، سواء كان لاعباً أم مدرباً.

ويستعد المنتخب السعودي لمواجهة اليابان، الخميس، ضمن منافسات الجولة الثالثة من الدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهِّلة لكأس العالم 2026.

ويُعد اللقاء المقبل فرصة لمانشيني لكتابة فصل جديد في مسيرته مع المنتخب السعودي أمام خصم قوي مثل اليابان.

وخلال مسيرته لاعباً، شارك مانشيني في 36 مباراة دولية مع المنتخب الإيطالي، سجل خلالها 4 أهداف، وصنع مثلها، دون أن تجمعه أي مواجهة رسمية بالمنتخب الياباني.

ومدرباً للمنتخب الإيطالي، قاد مانشيني الفريق في 61 مباراة، فاز في 39 منها، وتعادل في 13، وخسر 9، وسجل فريقه 130 هدفاً، واستقبل 49، لكن لم تكن هناك مواجهات مع اليابان خلال تلك الفترة.

وحتى الآن، خاض المنتخب السعودي تحت قيادة مانشيني 16 مباراة، فاز في 7، وتعادل في 4، وخسر 5، وسجَّل 26 هدفاً، بينما استقبل 20، مع استخدامه تشكيلات متعددة مثل 3 - 4 - 2 -1، و4 - 3 - 3، و3 - 5 - 2.

تاريخ مواجهات المنتخب السعودي مع نظيره الياباني يمتد سنوات كثيرة، حيث تعد مواجهاتهما من أبرز المباريات في كرة القدم الآسيوية.

وتَوَاجَهَ المنتخبان في 16 مباراة رسمية، وحقق الأخضر الفوز في 5 مناسبات، مقابل 10 انتصارات لليابان، بينما تعادلا في مناسبة وحيدة.

ودائماً ما تحفل المواجهات بين الطرفين بالندية والإثارة، وتشهد تنافساً كبيراً في البطولات الآسيوية، بما في ذلك تصفيات كأس العالم وكأس آسيا.

آخر مباراتين جمعت بين المنتخب السعودي ونظيره الياباني في المملكة جرت على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية، وكلتا المباراتين انتهت بفوز الأخضر.

وأقيمت المباراة في 6 سبتمبر (أيلول) 2017 خلال تصفيات كأس العالم 2018، حيث تمكن المنتخب السعودي من تحقيق انتصار هام بتسجيل هدف واحد.

وأقيمت المباراة الثانية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وكرر فيها المنتخب السعودي الأداء المميز بفوزه بالنتيجة نفسها (1 - 0) ضمن تصفيات كأس العالم 2022.

ويحتل الأخضر المركز الثاني بترتيب المجموعة الثالثة، برصيد 4 نقاط، بفارق نقطتين عن منتخب اليابان صاحب الصدارة.

وعموماً، خسر المنتخب الياباني 3 مرات من آخر 3 مباريات واجه فيها المنتخب السعودي في مدينة جدة.

وتَحَدَّثَ لاعب موناكو ونجم المنتخب الياباني تاكومي مينامينو الذي لعب أساسياً في آخر خسارة لليابان في جدة أمام المنتخب السعودي: «لقد خسرنا هنا في الجولة التأهيلية الأخيرة في المرة الماضية؛ لذلك نحن متحمسون للانتقام».

وقال لموقع «سبونيتشي» الياباني: «الخصم جيد في الاستحواذ، ولديَّ انطباع بأنهم يلعبون مثل اللاعبين الأوروبيين، نحتاج فقط إلى الاستفادة من ذلك.

وتَعَهَّدَ مينامينو ببذل قصارى جهده للاستعداد قائلاً: «شعرت بأنني بحالة جيدة تماماً خلال التدريب الأول، وأريد التحقق من ذلك مرة أخرى في الملعب الذي تدربت فيه في اليوم السابق».

وقال يوتو ناجاتومو صاحب الـ38 عاماً وأكبر المدافعين سناً والذي يطمح إلى التأهل لكأس العالم للمرة الخامسة على التوالي، إنه يتطلع إلى المواجهة مع معلمه مانشيني مدرب المنتخب السعودي والذي تَدَرَّبَ تحت إشرافه لمدة عام و9 أشهر تقريباً خلال فترة وجوده في إنتر في الدوري الإيطالي. وقال ضاحكاً لموقع «سبونيتشي» الياباني: «لا أستطيع أن أصدق أننا التقينا في مكان مثل هذا، أنا سعيد للغاية لأنني قادر على مقابلته في بطولة آسيوية، ناهيك عن المنافسة على تصفيات كأس العالم. أنا أتطلع إلى لقائه».

وأكمل: «سأبذل قصارى جهدي للمساهمة في الفريق حتى أتمكن من إظهار مدى تطوري».

وعن مباراته الأخيرة في أكتوبر 2021 أمام المنتخب السعودي قال: «لقد كانت صعبة، لقد كان الجو حاراً جداً، وعندما عدت إلى غرفة تبديل الملابس بين الشوطين كان لديّ انطباع بأن الجميع كان يعاني بشدة».

واستكمل: «إن المناخ والبيئة أمران لا يمكننا السيطرة عليهما. الشيء الوحيد المتبقي الذي يتعين عليك فعله هو كيفية التحكم في حالتك الذهنية، فأنت بحاجة إلى التحكم للتغلب على نقاط ضعفك».