أثارت تصريحات المدير الفني الإيطالي للمنتخب السعودي، روبرتو مانشيني، حول أن «الأخضر» ليس مرشحاً للفوز بلقب كأس آسيا المقامة حالياً بقطر، العديد من التساؤلات حول سبب ومرجعية هذه التصريحات، وهل يقصدها فعلاً المدير الفني الإيطالي المخضرم أو هي مجرد وسيلة لرفع الضغوط عن كاهل لاعبيه.
ولمحاولة فهم هذه التصريحات وما وراءها، تعود «الشرق الأوسط» بالذاكرة مع مانشيني لعدة تصريحات سبق أن قالها المدير الفني الإيطالي أكثر من مرة خلال مشواره التدريبي الحافل، فمثلاً في موسم 2012/2011 الذي كان مانشيني خلاله مديراً فنياً لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي، تأخر فريقه عن المتصدر وقتها مانشستر يونايتد بفارق ثماني نقاط، ليخرج مانشيني بتصريح تاريخي أكد فيه أن المنافسة على اللقب انتهت، وأن يونايتد سيفوز بلقب الدوري لا محالة، مضيفاً: «أمتلك لاعبين كثيرين مصابين لذلك أبارك لليونايتد تحقيق الدوري»، إلا أن المعجزة تحققت وحقق السيتي لقب الدوري بسيناريو خيالي، وذلك في الثواني الأخيرة من آخر مباريات الموسم، عندما أحرز الهداف الأرجنتيني سيرجيو أغويرو هدف الفوز القاتل في مرمى فريق كوينز بارك رينجرز، ليتساوى السيتي مع اليونايتد في رصيد النقاط، ويحصد «السيتيزنز» اللقب بفارق الأهداف فقط عن فريق السير أليكس فيرغسون.
ويتذكر ميكا ريتشارد مدافع مانشستر سيتي السابق دور روبرتو مانشيني في قيادة السيتي لحصد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في هذا الموسم التاريخي؛ إذ أشار في تصريح سابق إلى أن مانشيني «أشعل حرباً في غرفة خلع الملابس» بعد التأخر عن اليونايتد بثماني نقاط، مؤكداً أنه كان يقصد الحصول على ردة فعل قوية، وقد كان.
وإبان توليه تدريب منتخب إيطاليا، وبعد البداية القوية لـ«الاتزوري» في بطولة كأس الأمم الأوروبية، يورو 2020، التي أقيمت في صيف 2021، تحديداً بعد الفوز الكبير على تركيا بثلاثة أهداف نظيفة في مستهل مباريات دور المجموعات، صرح مانشيني لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا): «لا أعتقد أن المنتخب الإيطالي مُرشح للتتويج باللقب»، مضيفاً: «هناك منتخبات كثيرة، مثل بطلة العالم وقتها (فرنسا) وبطلة أوروبا (البرتغال)، أقوى منا في الوقت الحالي. وكذلك هناك المنتخبات التي تلعب على مستوى عالٍ طوال السنوات الخمس الماضية، ولديها لاعبون ذوو خبرة أكثر منا. لقد بدأنا هذا المشروع منذ ثلاث سنوات فقط، وقد وصلنا للتو إلى هذا المستوى»، ولكن ماذا حدث بعدها؟ قدمت إيطاليا نسخة استثنائية في البطولة، وحققت الفوز بعد تركيا على كل من سويسرا وويلز والنمسا وبلجيكا، قبل أن تتجاوز منتخبي إسبانيا وإنجلترا في الدورين نصف النهائي والنهائي بركلات الترجيح، وتتوج باللقب الثاني في تاريخ إيطاليا.
الآن مانشيني ربما يكرر نفس لعبته العقلية مع منتخب السعودية، والتي غالباً يعقبها رفع الضغوطات عن لاعبيه والتتويج باللقب.
على الجانب الآخر، هناك تصريحات مشابهة لمانشيني وانتهت بنتائج سلبية، مثل تصريحه وقت تدريبه لمانشستر سيتي، وقبل مباراته ضد أياكس أمستردام في دوري الأبطال، بأن تشكيلة فريقه غير مستعدة للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، وقال: «لا أعتقد أننا جاهزون للفوز بدوري أبطال أوروبا، إذا قلنا إننا مستعدون للفوز باللقب فسنكون غير صادقين».
وحدث ما كان يخشى منه مانشيني وودع السيتي وقتها المنافسات من دور المجموعات باحتلاله المركز الأخير بالمجموعة دون أن ينجح في التأهل للأدوار الإقصائية أو حتى في التأهل لمسابقة الدوري الأوروبي.