أحيا الإيطالي روبرتو مانشيني، مدرب المنتخب السعودي، المؤتمرات الصحافية للمنتخبات المشاركة في بطولة كأس أمم آسيا 2023 بعد أن سادها الصمت والهدوء وقليلٌ من الحضور الإعلامي، باستثناء مؤتمر هاجيمي مورياسو، مدرب منتخب اليابان، الذي كان قبلها مفعماً بالحيوية الإعلامية، لكن الأمر مختلف في حضور مدرب المنتخب السعودي.
أخذ مانشيني طريقه إلى حيث مقعده في منصة المؤتمرات الصحافية، وبعد جلوسه نظر إلى القاعة وحضورها، ثم تقدم بمقعده خطوة إلى الأمام للاقتراب أكثر من المايك المخصص أمامه.
لم يكن المدرب الإيطالي الذي عُرف بأناقته الدائمة كثير الحديث أو يسترسل في ذكر التفاصيل، على الأقل خلال مؤتمراته الصحافية التي حضرها منذ توليه المهمة الفنية للأخضر السعودي في أغسطس (آب) الماضي.
مُنحت الفرصة للمدرب بالحديث قبل فتح المجال لاستقبال الأسئلة، ارتفعت الأيادي واحدة تلو الأخرى للحصول على فرصة طرح السؤال، وبدأت أعين المنسق الإعلامي للمؤتمر تراقب المشهد وتحدد من سيسأل أولاً.
«أستغرب أن لاعباً شاباً يرفض الانضمام للمنتخب ... هذا الأمر غريب جداً»️ الإيطالي روبرتو مانشيني مدرب المنتخب السعودي. #AsianCup2023 #كأس_آسيا2023 pic.twitter.com/fgFLmyLsfL
— الشرق الأوسط - رياضة (@aawsat_spt) January 15, 2024
كانت المقدمة هادئة كهدوء مانشيني ذاته، فهو مدرب لا تظهر انفعالاته بحدة، تحدث بكلمات لم تأخذ الحيز الأكبر من الاهتمام؛ فاللحظة المنتظرة تتقادم خطواتها، مضى السؤال الأول بهدوء وسلام على المدرب، أو على الأقل هكذا اعتقد الحاضرون، كان سؤالاً يتعلق بطموحات السعوديين حول العودة باللقب الرابع.
طُلب من المصورين مغادرة قاعة المؤتمرات الصحافية، وصمتت شترات عدساتهم التي ملأت أسماع الحاضرين منذ دخول المدرب القاعة.
حانت اللحظة المرتقبة وجاء السؤال الذي طال انتظاره منذ أيام عدة، لماذا قررت استبعاد نواف العقيدي وقبله سلمان الفرج وسلطان الغنام.
أجاب المدرب بهدوء بعد أن أزال سماعة الإذن الخاصة بالترجمة بأن اللاعبين هم السبب في ذلك، فهم من أرادوا عدم الانضمام إلى المنتخب، وليس أنا، ثم واصل الحديث عن سلمان الفرج وكيف رفض اللعب في الودية الأولى، مشيراً باستغراب: ليس هو من يقرر من يلعب أو ماذا يفعل.
| وصول مانشيني مدرب المنتخب السعودي برفقة صالح الشهري لقاعة المؤتمرات الصحافية. #كأس_آسيا2023 pic.twitter.com/dtKaYvRiCP
— الشرق الأوسط - رياضة (@aawsat_spt) January 15, 2024
مضى مانشيني في حديث لم يعهده الجميع، صراحة صادمة، ليست فيما ذكره ولكن في جرأة الطرح لمدرب يتبوأ منصب المدير الفني للأخضر السعودي.
تحدث الإيطالي ذو الـ59 عاماً عن نواف العقيدي وطلبه مغادرة المعسكر، وأشار إلى عدم رغبة سلطان الغنام في الانضمام، وعن عدم سعادة خالد الغنام ومحمد مران للبقاء في المعسكر.
سُئل مانشيني عن موقف اتحاد كرة القدم ورئيسه بالتحديد ياسر المسحل، وقال: يعلم عن ذلك، أبلغته بما حدث، ثم يضيف: أعتقد أن لدينا أمراً أهم لنفكر فيه ونتحدث عنه، في إشارة إلى مواجهة عُمان.
ودّع مانشيني القاعة بعد 30 دقيقة كانت مليئة بالإثارة والخروج عما هو مألوف في المؤتمرات الصحافية الخاصة على الأقل لمدربي المنتخب السعودي.