تشهد الجماهير الرياضية على ملعب الجوهرة المشعة بجدة اليوم، تتويج بطل كأس العالم للأندية 2023، وذلك عندما يلتقي العملاق الأوروبي مانشستر سيتي، مع بطل أميركا الجنوبية فلومينينسي البرازيلي.
ويبحث مانشستر سيتي عن باكورة ألقابه، إذ يدخل موقعة النهائي متسلحاً بانتصاره الكبير على أوراوا ريد دايموندز الياباني بطل آسيا 3 - 0 في نصف النهائي، وباحثاً عن لقبه الأول في مشاركته الأولى على الإطلاق في مونديال الأندية ليتوّج عاماً تاريخياً أحرز فيه 4 ألقاب، هي الدوري، والكأس، ودوري أبطال أوروبا، والكأس السوبر الأوروبية.
وحضر سيتي إلى السعودية على وقع تردي نتائجه في الدوري، حيث حقّق فوزاً واحداً في مبارياته الست الأخيرة، مقابل 4 تعادلات وخسارة، ليتأخر في المركز الرابع مع 34 نقطة بفارق 5 نقاط عن آرسنال المتصدر بعد 17 مرحلة.
وغاب عن تشكيلة سيتي في آخر 4 مباريات، مهاجمه النرويجي الفتاك إرلينغ هالاند؛ بسبب إصابة في قدمه، وقد أكدّ بيب غوارديولا مدرب الفريق، غياب نجمه الهدّاف عن موقعة النهائي.
ورغم وجوده ضمن بعثة الفريق في جدّة، فإن صانع الألعاب البلجيكي كيفن دي بروين لم يلعب مع «سيتيزنس» منذ أغسطس (آب) الماضي، وسيستمر غيابه الجمعة.
ويعوّل سيتي على الإسباني رودري، الذي وصفه غوارديولا بـ«لاعب الارتكاز الرائع» و«الأفضل في أوروبا»، والبرتغالي برناردو سيلفا، وبطل العالم مع الأرجنتين المهاجم خوليان ألفاريس.
ويدرك غوارديولا أنّ الظفر باللقب المونديالي قد يعيد لفريقه الزخم المطلوب في المرحلة المقبلة التي تعد الأهم على المستويَين المحلي والقاري، بعدما بلغ سيتي أيضاً الأدوار الإقصائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا، حيث أوقعته قرعة ثُمن النهائي في مواجهة سهلة نسبياً أمام كوبنهاغن الدنماركي.
ويطمح غوارديولا لأن يصبح أول مدرب يحرز لقب المسابقة 4 مرات، بعد أن قاد برشلونة إلى التتويج عامي 2009 و2011 وبايرن ميونيخ في 2013، علماً بأنه يتشارك راهناً الرقم القياسي مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي (64 عاماً) مدرب ريال مدريد الإسباني (2007 مع ميلان الإيطالي و2014 و2022 مع ريال).
ويدرك سيتي صعوبة مهمته أمام فريق لا يُستهان به، وقد أحرز لقب كأس ليبرتادوريس قبل 7 أسابيع، ويضمّ لاعبين أصحاب خبرة كبيرة تحت إشراف المدرب فيرناندو دينيز الذي يتولى مؤقتاً أيضاً تدريب المنتخب البرازيلي، والذي يُشبه البعض أسلوبه بذلك الذي يعتمده غوارديولا في سيتي.
وبعد فوزه بالمسابقة القارية للمرة الأولى في تاريخه، تأتي مشاركة فلومينينسي للمرة الأولى في مونديال الأندية، وهو يطمح لتكرار إنجاز مواطنه كورنثيانز الذي يعد آخر فريق غير أوروبي يحرز اللقب عام 2012 بعد فوزه في النهائي على تشيلسي الإنجليزي 1 - 0.
ويضمّ فلومينينسي بعض الوجوه المألوفة في القارة الأوروبية على غرار فيليبي ميلو (40 عاماً)، الذي أصبح أكبر اللاعبين الميدانيين سناً في تاريخ المسابقة، إضافة إلى قائد ريال مدريد السابق مارسيلو (35 عاماً)، الذي لعب دوراً كبيراً في قيادة فريقه للفوز في نصف النهائي على الأهلي المصري بطل أفريقيا 2 - 0.
وعانى فلومينينسي للخروج فائزاً أمام الأهلي الذي سدد 18 مرة، قبل أن يسجّل الكولومبي جون أرياس والبديل الشاب جون كيندي (21 عاماً) هدفَي الفوز في الدقيقتين 71 من ركلة جزاء و90، توالياً.
وهيمنت فرق القارة القديمة على المسابقة العالمية للأندية، حيث لم تخسر في آخر 21 مباراة، وتحديداً منذ عام 2012.
ويعد ريال مدريد أكثر الفرق تتويجاً باللقب، الذي أحرزه 5 مرات (2014 و2016 و2017 و2018 و2022) يليه برشلونة 3 مرات، وكورنثيانز، وبايرن ميونيخ بالتساوي مرتين.
وفي حين يبدو سيتي مرشحاً فوق العادة للظفر باللقب، أثنى مارسيلو على الفريق الإنجليزي، قائلاً: «إنهم في الوقت الحالي أحد أفضل الفرق في العالم. لديهم عديد من اللاعبين المميزين، ومدرب رائع. ليس هذا العام فقط، بل منذ سنوات عدة، إذ قدموا أداءً رائعاً في الدوري ومسابقة دوري أبطال أوروبا».
وتابع: «سيكونون دائماً الأوفر حظاً (للفوز باللقب). الفريق الذي فاز بدوري أبطال أوروبا سيكون دائماً هو المرشح الأوفر حظاً».
وتسبق المباراة النهائية، مواجهة بين الأهلي وأوراوا ريد دايموندز على المركز الثالث، وتُقام على ملعب مدينة الأمير عبد الله الفيصل الرياضية. ويخوض الأهلي المباراة وهو يحمل في تاريخ مشاركاته في البطولة 3 ميداليات برونزية بتحقيقه المركز الثالث، وذلك في أعوام 2006 و2020 و2021، في حين حقق المركز الرابع عامي 2012 و2022. في المقابل استطاع الفريق الياباني تحقيق الميدالية البرونزية مرة واحدة في تاريخه، وذلك في عام 2007، في حين يطمح مساء غد في تكرار المنجز للمرة الثانية في تاريخه.