جاء إعلان اتحاد الكرة السعودي، المتضمن إرسال خطاب الترشح رسمياً لاستضافة بطولة كأس العالم 2034، إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، متسلحاً بإرث رياضي عريق واهتمام كبير يحظى به القطاع الرياضي في البلاد؛ إذ بات يتقدم بخطوات متسارعة ونوعية بفضل «رؤية 2030».
وحصل إعلان السعودية نيّة الترشح على تأييد أكثر من 70 اتحاداً من مختلف القارات، في غضون 72 ساعة عبر بيانات رسمية.
واتّفقت بيانات الاتحادات الرياضية على أن لدى السعودية «كل مقوّمات النجاح لاستضافة المونديال»، بالإضافة إلى الاتحاد الآسيوي الذي استجاب سريعاً لإعلان السعودية. وأكّد دعمه قبل النظر في ملفات ترشيح محتملة من دول القارة الآسيوية.
وتمتلك السعودية مقومات وقدرات كفيلة بتوفير تجربة رائعة وغير مسبوقة للحدث الكروي العالمي، قياساً بالإعجاب الكبير من رياضيين وجماهير بالتنظيم والمرافق والفعاليات المصاحبة لأحداث وفعاليات استضافتها البلاد في وقت سابق.
وبدأت السعودية منذ 2017 بنظرة مختلفة نحو الرياضة، حيث أصبح التعامل معها على أنها صناعة واستثمار وباتت حاضرة بقوة في المشهد بفضل الدعم الكبير الذي يجده القطاع من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي.
وحوّل الأمير محمد بن سلمان أحلام السعوديين إلى واقع؛ إذ استضافت البلاد العديد من الأحداث التي تحضر للمرة الأولى، وأصبح العصر الحالي عصراً ذهبياً زاخراً بالدعم اللامحدود الذي يشهده القطاع الرياضي.
وباتت السعودية لاعباً رئيسياً في المشهد الرياضي في العالم أجمع؛ إذ كرّست مكانتها بوصفها إحدى أبرز الوجهات الرياضية عالمياً باستضافات ناجحة تجاوزت أكثر من 50 حدثاً رياضياً دولياً منذ عام 2018م في مختلف الرياضات في كرة القدم ورياضة المحركات والغولف والرياضات الإلكترونية والتنس والفروسية وغيرها من الألعاب الرياضية العالمية.
وتعتزم المملكة، في ترشحها لاستضافة «بطولة كأس العالم 2034»، تنظيم نسخة استثنائية من البطولة تعكس حرص المملكة على الاستثمار في تطوير كرة القدم، وتقدم في الوقت نفسه، تجارب كُروية تحمل الشغف للاعبين والمسؤولين والجماهير.
ويُعرف السعوديون بشغفهم بكرة القدم واهتمامهم بمتابعة الأحداث الرياضية بمختلف أسمائها، بينما يحضر الجماهير بكثافة في مدرجات الملاعب، ويتصدرون المشهد على وسائل التواصل الاجتماعي حتى باتت الأندية العالمية تواكب الأحداث الصاعدة باللغة العربية للحصول على تفاعل الجماهير السعودية.
وشهدت كرة القدم في السعودية تطوراً كبيراً؛ حيث ازداد عدد اللاعبين بنسبة 50 في المائة واللاعبات بنسبة 86 في المائة منذ عام 2021، والمدربين والمدربات من 750 مدرباً في عام 2018 إلى أكثر من 5500 مدرب ومدربة حتى هذا العام، إلى جانب افتتاح أكثر من 18 مركزاً تدريبياً إقليمياً في مختلف مناطق البلاد للشباب والشابات.
ويعد «دوري روشن السعودي للمحترفين» أحد أقوى الدوريات الآسيوية والمُنافسة عالمياً بوجود كبار النجوم العالميين من أكثر من 45 دولة، ما جعله محط أنظار العالم.
وتواصل السعودية حراكها وتطويرها البنية التحتية لاستضافة كأس آسيا 2027 بعد فوزها بتنظيم البطولة، بالإضافة إلى استضافة دورة الألعاب الآسيوية 2034، وكذلك دورة الألعاب الشتوية في نيوم 2029 وهي الخطوة الأولى والنوعية على صعيد المنطقة.
وتتأهب السعودية حالياً لاحتضان منافسات كأس العالم للأندية في ديسمبر (كانون الأول) المقبل بجدة، في حدث يحضر للمرة الأولى عبر التاريخ، ونهائيات كأس آسيا 2027، بالإضافة لعدد من البطولات العالمية الكبرى في مختلف الألعاب.
وخلال العام الحالي، نشطت السعودية باستضافة العديد من الأحداث التي تهتم بالرياضات المختلفة، مثل بطولة العالم للفنون القتالية المُترقب انطلاقها الفترة المقبلة، بالإضافة إلى بطولة العالم لألعاب القوى، وكأس الملك سلمان للأندية العربية التي أقيمت مطلع الموسم الحالي، وكذلك السوبر الأفريقي الذي أقيم في مدينة الطائف.