رغم هيمنة اللاعبين الأجانب على تشكيلات الأندية السعودية المنافسة في دوري المحترفين لكرة القدم، فإن ذلك لم يمنع اللاعبين السعوديين الشبان من إظهار كفاءتهم وإثبات جدارتهم باللعب مع أنديتهم في الجولات الـ30 التي خاضتها الفرق في الموسم المنتهي قبل أيام.
وشهد الموسم الكروي 2023 من دوري المحترفين السعودي تألق عدد كبير من اللاعبين الشباب والمواهب الصاعدة في كرة القدم السعودية، ليشاركوا مع أنديتهم في المباريات الكبيرة واللقاءات الحاسمة، ويضعوا بصمتهم سريعاً رغم صغر سنهم وقلة خبرتهم، ما يؤكد وجودهم بشكل أكبر خلال الموسم القادم في القوائم الرسمية للأندية والاختيارات الفنية للمدربين.
وتنتظر أغلب اللاعبين الشباب الصاعدة نجومهم سوق انتقالات صيفية ساخنة، وسط حرص الأندية السعودية على ضمهم لتعزيز صفوفها وتقوية خطوطها قبل بدء الموسم الجديد.
ومن بين أبرز مكاسب الدوري السعودي للمحترفين خلال الموسم المنتهي، يظهر اسم إسلام هوساوي، قلب دفاع فريق الوحدة، الذي شارك في 24 مباراة خلال الموسم، بمعدل 22 مباراة في دوري المحترفين ومباراتين في كأس الملك.
وقدم هوساوي مستويات مميزة مع الوحدة، خاصة في نهائي الكأس أمام الهلال، ليشارك بجرأة ويضع بصمته سريعاً رغم فارق السن أمام منافسيه، ويتألق بوضوح في مركز الظهير الأيسر دفاعاً وهجوماً.
ولم يكن هوساوي اللاعب الشاب الوحيد المتألق خلال الموسم، بل برز أيضاً نواف الصعدي، لاعب فريق أبها، الذي ترك بصمته في جميع مراكز الأطراف مع فريقه، ليشارك في 21 مباراة هذا الموسم بين الدوري والكأس، وينجح في تسجيل 5 أهداف مع صناعة هدفين، ليساهم في 7 أهداف مع فريقه، ويكون أحد العناصر التي ساهمت بوضوح في بقاء أبها بين الكبار، خاصة بعد تألقه في مباراة الباطن وتسجيله هدفين، بالإضافة إلى صناعته هدفا ضد الاتفاق، ليساهم في حصول أبها على 6 نقاط حاسمة في الجولات الأخيرة.
وتألق بقوة أيضاً عبد العزيز نور لاعب فريق الوحدة، الذي شارك في 14 مباراة في بطولة الدوري في مركزي الجناحين الأيمن والأيسر، ليكون أحد مكاسب فريقه الفنية على مدار الموسم، وينجح في تسجيل هدف واحد بشباك الطائي، مع لعبه دور البديل الناجح والورقة الرابحة عندما يشارك في الشوط الثاني خلال مباريات فريقه الحاسمة.
ورغم عدم فوز الهلال ببطولة دوري المحترفين هذا الموسم، فإن الفريق ترك انطباعاً إيجابياً فيما يخص اللاعبين الشبان في صفوفه، خاصة مصعب الجوير لاعب الوسط الذي حصل على ثقة المدرب رامون دياز، وشارك بقوة في عديد من المباريات، ليلعب 14 مباراة في مختلف المسابقات مع تسجيله هدفين وصناعته هدفا، علما أنه كان حاضرا في الموسم الماضي ولكن بحضور قليل جدا، ما يجعله أحد الأسماء التي قد تشارك أساسية في الموسم الجديد مع الفريق الهلالي وسط كوكبة النجوم المحليين والمحترفين.
وظهر بقوة أيضاً اسم اللاعب الشاب محمد القحطاني الذي سجل 3 أهداف في 6 مباريات بدوري المحترفين، بمعدل هدف واحد كل 70 دقيقة، ليسجل في شباك كل من التعاون، وأبها، والرائد، ويشارك بقوة في مركز الجناح الأيمن خلال المباريات التي حصل خلالها على دقائق، ما يجعله من المواهب الصاعدة التي ستترك بصمة واضحة في الموسم القادم مع الفريق العاصمي.
وحصد سعد آل موسى لاعب فريق الاتفاق جائزة أفضل لاعب شاب في شهر مارس (آذار) وفقاً لاختيارات رابطة المحترفين، والذي لعب 20 مباراة في بطولتي الدوري والكأس مع الاتفاق، وقدم مستويات مميزة في مركز قلب الدفاع الصريح رغم صغر سنه، ليتوقع المتابعون حصوله على دقائق أكبر خلال الموسم القادم، وإمكانية استدعائه أيضاً إلى المنتخب الأول في قادم المواعيد القارية والدولية.
بينما قدم فيصل الغامدي لاعب وسط فريق الاتفاق أوراق اعتماده الرسمية خلال الموسم الكروي، بعد مشاركته في 23 مباراة ببطولة دوري المحترفين، وصناعته هدفا واحدا، بالإضافة إلى مجهوده الوافر في استخلاص الكرات ومنع الفرص المضادة على مرمى فريقه، وقيامه بدور حائط الصد الأول أمام الدفاع وحارس المرمى خلال مباريات الاتفاق.
وأبرز بطل دوري المحترفين فريق الاتحاد لاعبه الصاعد سويلم المنهالي في مركز قلب الدفاع، والذي شارك في 3 مباريات بين الدوري والكأس، ليخطف الأضواء سريعاً ويحصل على ثقة جماهير فريقه، جنباً لجنب مع زميله مروان الصحفي الذي شارك في 7 مباريات بالدوري تحت قيادة مدربه البرتغالي نونو سانتو، ليقدم مستويات جيدة في مركز الجناح الأيمن كلما شارك بديلا من خارج الخطوط.
ووضع محمد مران لاعب النصر الشباب اسمه سريعاً بين قائمة المسجلين في صفوف فريقه ببطولة الدوري، حيث نجح في تسجيل 4 أهداف وصناعة هدف في 17 مباراة شارك فيها ببطولتي الدوري والكأس، ليهز الشباك أمام كل من الباطن، والرائد، والفتح دورياً، ويؤكد وجوده كأحد المهاجمين الشبان الذين بمقدورهم الحصول على الفرصة بشكل أكبر خلال الموسم القادم، سواء مع فريقه النصر أو المنتخب السعودي الأول.
ورغم أنه يبلغ من العمر 21 عاماً فقط، فإن حسين الصبياني لاعب الشباب أثبت أنه من طينة الكبار هذا الموسم، ليشارك في 11 مباراة بالدوري ويصنع هدفا واحدا، ويحصل على ثقة الجهاز الفني وإدارة ناديه، مع مشاركته في خط الدفاع بمركز الظهير الأيسر، وحصوله على عدد دقائق مثالي قياساً بصغر سنه ونقص تجربته السابقة. ومع تقديم فريق التعاون موسما مثاليا تحت قيادة مدربه البرازيلي شاموسكا، فإن الفريق أيضاً استطاع كسب عناصر شابة مثل لاعبه عبد الملك العييري، الذي شارك في 7 مباريات هذا الموسم، ليصنع هدفاً، ويكون أحد الأسماء التي تساهم في نقل الهجمة سريعاً على الأطراف خلال لقاءات التعاون التي احتاج فيها إلى التحولات الخاطفة أمام منافسيه، بالإضافة إلى تسجيل عبد الله رديف لاعب الهلال المعار إلى التعاون هدفين في 15 مباراة دورياً خلال الموسم.
يذكر أن سالم النجدي لاعب الفتح أيضاً كان أحد العناصر الواعدة في تشكيلة فريقه هذا الموسم، بمشاركته في 19 مباراة بمركز الظهير الأيسر وصناعته هدفا واحدا، ليكون أحد العناصر التي يلجأ لها المدرب دونيس عند الحاجة من خلال دخوله كبديل، أو لعبه أساسياً في بعض المباريات، وسط توقعات بحصوله على دور أكبر في الموسم المقبل.