بعدما استكشف متنافسو رالي داكار العجائب التي تذخر بها العلا في النسخة الأولى من الرالي في السعودية عام 2020، ستتاح لهم الفرصة هذه المرة للانغماس أكثر في أجواء المواقع الأثرية التي تعود إلى أكثر من ألف عام. وامتداداً لنهج مخيم الانطلاق، الذي حقق نجاحاً هائلاً بين المتنافسين في نسخته الساحلية، يقام مخيم الانطلاق هذا العام في الصحراء، بالقرب من المعابد المهيبة التي بناها الأنباط.
وبعد نسخة متطلبة كشفت عن قدرة المتنافسين على الصمود، ستوائم تحديات رالي داكار السعودية 2024 توقعات المتنافسين. ويغطي مسار هذا العام نحو 5000 كيلومتر من المراحل الخاصة الخاضعة للتوقيت، وسيواصل استكشاف الأراضي السعودية، حيث يبرز بنحو 60 في المائة من الأقسام الجديدة كلياً. وسيتم إنشاء 9 معسكرات للإقامة المؤقتة (البيفواك) على مساحة كبيرة تمتد من الغرب إلى الشرق، تتقاطع مع المسار في كلا الاتجاهين حتى نقطة النهاية في ينبع، على شواطئ البحر الأحمر.
كما تم تنسيق مرحلة جديدة، يتم التنافس فيها على مدار يومين مع قيود مرحلة الماراثون، على الرغم من أنه يُسمح للمتسابقين بمساعدة بعضهم خلال المساء. لكن هذه المرة، لن يكون هناك خيار للمقصف أو رفقاء التصليح، حيث سيتم توزيع السائقين والأطقم على 8 معسكرات إقامة مؤقتة مختلفة. وعندما تحل الساعة 4 مساءً، سيُطلب من جميع المركبات التوقف عند معسكر الإقامة المؤقت التالي الذي يصادفونه، مع عدم وجود اتصال وبالتالي عدم معرفتهم لأداء منافسيهم. وسيعسكر المتسابقون وينطلقون مرة أخرى في الساعة 7 صباحاً في اليوم التالي لإكمال الجزء المتبقي من المسار، وسيتم الاحتساب بعد نحو 600 كيلومتر من المرحلة الخاصة.
وستشكل الصحراء الشاسعة في منطقة الربع الخالي مسرحاً للمرة الجديدة كلياً (48 ساعة)، بتنسيق خاص يتجاوز الحد الزمني المفروض على التسلسل الأول. وهي تضاريس مناسبة بشكل خاص لدورتين منفصلتين؛ إحداهما للدراجات النارية والكوادز والأخرى للسيارات والشاحنات. لذلك، لن تستفيد فرق الاتحاد الدولي للسيارات الكبرى من آثار الدراجات على المسار وسيتعين عليها الملاحة اعتماداً على موهبتهم. وسيتم بشكل استثنائي استخدام نظام «المكافآت» الممنوح لمفتتحي مرحلة الدراجات النارية الذي تم تقديمه في النسخة الماضية.
من جانبه، أكد الأمير خالد بن سلطان الفيصل رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية وشركة رياضة المحركات السعودية، أن رالي داكار السعودية أصبح بمثابة حدث سنوي تفخر بتنظيمه المملكة، لما يمثله من قيمة ومكانة عظيمة في عالم رياضة المحركات، مشيراً إلى أن احتضان هذا الحدث العالمي الكبير الذي يترقبه الجميع، سيسهم في تحقيق دعم إضافي لمسيرة التطور الاقتصادي والسياحي والرياضي الذي تعيشه المملكة، ويعكس حضورها القوي على المشهد الرياضي، كنموذج رائد في المنطقة والعالم، ووجهة لنجوم الرياضة، وموطن لرياضة المحركات في العالم.
وقال: «نسعى لمواصلة مسيرة رالي داكار الناجحة في السعودية وتأكيد جدارة المملكة لتكون الموطن الأمثل للرالي الأقوى والأضخم في العالم، وأتطلع للترحيب بضيوف المملكة من جميع أنحاء العالم، للاستمتاع بالأجواء التنافسية الاستثنائية على أرض المملكة، التي ننقل من خلالها للعالم، ما تتميز به بلادنا من طبيعة رائعة وتضاريس متنوعة ومختلفة، تحكي جمال المملكة».