الهلال بين آلام «الآسيوية»... ورحيل دياز... وقدوم «ميسي»

كأس الملك «آخر الآمال»... وملف «الرئاسة» على الأجندة الزرقاء

دياز مطالب بإخراج لاعبيه من كابوس سايتاما بأسرع وقت ممكن (تصوير: علي الظاهري)
دياز مطالب بإخراج لاعبيه من كابوس سايتاما بأسرع وقت ممكن (تصوير: علي الظاهري)
TT

الهلال بين آلام «الآسيوية»... ورحيل دياز... وقدوم «ميسي»

دياز مطالب بإخراج لاعبيه من كابوس سايتاما بأسرع وقت ممكن (تصوير: علي الظاهري)
دياز مطالب بإخراج لاعبيه من كابوس سايتاما بأسرع وقت ممكن (تصوير: علي الظاهري)

منذ سنوات لم يعتد الهلال الخروج خالي الوفاض من أي من مواسمه، فما بين إنجاز محلي وآخر خارجي، عاش المدرج الأزرق لحظات حالمة وأوقاتاً احتفالية يحسده عليها الكثيرون من أنصار الأندية الأخرى، لكنه يعيش هذا الموسم صدمة قد توقظه من أحلام الزعامة «غير المشروطة»، وتجبره على إعادة حساباته على جميع الأصعدة إن كان فنياً أو عناصرياً أو حتى إدارياً.

ومؤخراً أضاع الهلال فرصة مثالية بالتتويج بلقب دوري أبطال آسيا بعدما وضع كل ثقله لمعانقة المجد القاري قبل أن يخسر على يد فريق أوراوا الياباني.

وقبلها تخلى عن المنافسة على لقب دوري روشن السعودي للمحترفين مبكراً بعد تعثرات وسعت الفارق مع منافسيه، قبل أن يقرر دياز لعب أكثر من مباراة بقائمة من لاعبي الاحتياط ليتسع الفارق كثيراً بينه وبين المتصدر.

كانت بطولة دوري أبطال آسيا في متناول اليد لفريق الهلال، خصوصاً مع التفوق الفني لصالحه أمام منافسه فريق أوراوا الياباني، إلا أن القراءة الفنية الخاطئة من المدرب دياز قادت الفريق للخروج بنتيجة غير جيدة في مواجهة الذهاب 1 - 1 صاحبها طرد سالم الدوسري، وإصابة سلمان الفرج.

وفشل دياز في فك عقدته القارية بعدما كرر إخفاقه أمام الفريق نفسه وفي نهائي البطولة نفسها 2017 ليخسر الهلال لقباً آسيوياً خامساً بأهداف لم يبذل معها فريق أوراوا الياباني مجهوداً كبيراً.

ويقف الهلال أمام فرصة أخيرة لإنقاذ موسمه عندما يلاقي الوحدة مساء الجمعة المقبل على كأس الملك «أغلى البطولات المحلية».

ملف «الرئاسة» على الأجندة الزرقاء

شارفت المدة الزمنية الرسمية لفهد بن نافل رئيس نادي الهلال على النهاية بعد أربع سنوات صنع فيها الكثير من المجد، وكتب اسمه في صفحة متوجة بالذهب والبطولات.

وستكون أولى مراحل الهلال التي سيعمل عليها صيفاً ملف الرئاسة إما باستمرار فهد بن نافل وأعضاء مجلس إدارته على دفة الرئاسة، وهو الأمر الأقرب خصوصاً بعد النجاحات اللافتة التي حققها الفريق خلال عهده، وإما باكتفاءه بالفترة الماضية وحضور اسم آخر لكرسي الرئاسة.

ونجح ابن نافل الذي صعد لكرسي رئاسة الهلال في يونيو (حزيران) 2019 بتحقيق مُنجزات غير مسبوقة منها ثلاث بطولات دوري، وبطولة كأس الملك 2020، بالإضافة إلى لقبي دوري أبطال آسيا 2019 و2021 وكأس السوبر السعودي وكأس سوبر لوسيل، بالإضافة إلى مشاركة الفريق في بطولة كأس العالم للأندية مرتين تحت ولايته وتحقيق وصافة العالم في المشاركة الأخيرة.

دياز يحزم حقائب الرحيل

سيكون الأرجنتيني رامون دياز أول المغادرين مع نهاية الموسم الحالي، ولن يكمل عمله كمدرب لفريق الهلال، خصوصاً أن الفريق عانى معه في تقلبات فنية هذا الموسم، وكان قريباً من مغادرة منصبه أكثر من مرة.

وتسلم دياز مهمة تدريب الهلال في فبراير (شباط) 2022 بعد إقالة البرتغالي ليوناردو جارديم بعد الفراغ من بطولة كأس العالم للأندية التي أقيمت في أبوظبي، وفضلت إدارة الهلال إعادة دياز لمعرفته بالفريق، وقدرته على التعامل مع المرحلة الحساسة في الموسم الماضي، حيث انتزع الفريق لقب الدوري تحت قيادته.

وخاض دياز تجربة أولى مع فريق الهلال في 2016، واستمرت حتى 2018، ومعه توج الفريق بلقب الدوري السعودي، بالإضافة إلى بطولة كأس الملك، وحل وصيفاً لبطولة دوري أبطال آسيا 2017 بعد خسارته أمام أوراوا الياباني.

وكانت رغبة الإدارة الزرقاء أن يكون دياز مدرباً مؤقتاً لنهاية الموسم الماضي فقط، إلا أن النجاحات التي حققها الفريق تحت قيادته رغم خسارته لقب كأس الملك أسهمت ببقائه، خصوصاً مع تقارب الموسمين، وعدم وجود فترة زمنية كافية لحضور اسم فني جديد.

المحترفين الأجانب بين الاستمرار والغربلة

وبعد موسم عانى فيه الهلال كثيراً على صعيد اللاعبين بعد قرار منعه من التسجيل لفترتين على أعقاب قضية محمد كنو وتوقيعه عقدين في فترة واحدة «الهلال والنصر»، وإكمال فريق الهلال موسمه بسبعة محترفين أجانب فقط بعد رحيل البرازيلي ماثيوس بيريرا بالإعارة إلى فريق الوحدة الإماراتي الفترة الشتوية. يشهد نهاية الموسم الحالي، نهاية علاقة الهلال بثلاثة لاعبين هم النيجيري إيغالو، والأرجنتيني لوسيانو فييتو، بالإضافة إلى الكوري الجنوبي جيانغ هيون سو، ولن يكون الثنائي إيغالو وفييتو حاضرين في الفريق الموسم المقبل، أما جيانغ فلا تزال الصورة ضبابية حيال رحيله أو بقائه فترة أخرى.

أما ثنائي منتصف الميدان، اللاعب البيروفي أندري كاريلو والكولومبي غوستافو كويلار فسينتهي عقداهما في نهاية الموسم المقبل، ويتوقع أن يواصل كاريلو حضوره، إلا أن الأنباء تشير إلى إمكانية انتقال كويلار إلى البرازيل بعد العروض التي وصلت إليه.

وستكون الحال مشابهة للمالي موسى ماريغا لاعب فريق بورتو البرتغالي سابقاً، والذي انضم إلى الهلال في 2021 بعقد لمدة ثلاثة مواسم، حيث تبقى في عقد اللاعب الموسم المقبل إلا أن استمراريته ستكون خاضعة لتقييم فني، خصوصاً مع ارتفاع رتم اللاعبين الأجانب.

ويرتبط الهلال بعقود أطول مع الثنائي البرازيلي ماثيوس بيريرا الذي يقضي فترة إعارة حالياً مع الوحدة الإماراتي بعد مستويات لم تكن مرضية للطموحات أسهمت برحيله عن الفريق حيث تبقى للاعب ثلاثة مواسم من عقده، أما مواطنه ميشايل ديلغادو فبات يشكل عنصراً أساسياً في الفريق، ويمتد عقده موسمين إضافيين، إلا أن استمراره أو رحيله لم يتضح بعد.

ميسي... صفقة مدوية تنتظر الإعلان الرسمي

يترقب الهلاليون نهاية الشهر الحالي لمعرفة نتيجة المفاوضات مع اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي.

وفتح الهلال باب المفاوضات مع النجم المتوج ببطولة كأس العالم في قطر، منذ عدة أشهر حيث تنتهي علاقته بنادي باريس سان جيرمان الفرنسي الشهر الحالي، إلا أن ميسي ما زال يترقب جديد إمكانية عودته لفريق برشلونة الإسباني.

ونشرت «الشرق الأوسط» في الشهر الماضي، أن ليونيل ميسي تلقى عرضاً رسمياً من فريق الهلال لضمه إلى صفوفه، إلا أن اللاعب يُفضل الاستمرار في أوروبا، ولكنه ما زال يمنح الهلال فرصة في حال تعثر انضمامه لبرشلونة أو أي من الأندية المنافسة في الدوريات الأوروبية.

وبدأ مشروع استقطاب النجوم العالميين للأندية السعودية بدعم حكومي كبير منذ انضمام النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لفريق النصر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حيث أوضح الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة بعد حضور رونالدو: «سندعم بقية أنديتنا لصفقات نوعية مع نجوم عالميين قريباً».


مقالات ذات صلة

كولر قبل مواجهة استاد أبيدجان: درسنا المنافس جيداً

رياضة عربية السويسري مارسيل كولر مدرب الأهلي المصري (إ.ب.أ)

كولر قبل مواجهة استاد أبيدجان: درسنا المنافس جيداً

قال السويسري مارسيل كولر، مدرب الأهلي المصري، إن فريقه يطمح بقوة للتتويج مجدداً بلقب دوري أبطال أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية الكرواتي كرونسلاف يورتشيتش مدرب بيراميدز (نادي بيراميدز)

يورتشيتش: بيراميدز يعيش أفضل حالاته الفنية

قال الكرواتي كرونسلاف يورتشيتش مدرب بيراميدز الاثنين إن فريقه يعيش أفضل حالاته الفنية قبل مواجهة ساغرادا الأنجولي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية الإنجليزي هاري كين هداف بايرن ميونيخ الألماني (أ.ف.ب)

كين: يجب على بايرن الفوز بمباريات دوري الأبطال الأربع

عدّ الإنجليزي هاري كين، هداف بايرن ميونيخ الألماني، أنه يتعين على فريقه الفوز بمبارياته الأربع الأخيرة في دور المجموعات.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ (ألمانيا))
رياضة عالمية كيفن دي بروين ينتهي عقده مع سيتي الصيف المقبل (رويترز)

دي بروين: أجلت محادثات عقدي الجديد مع سيتي

قال كيفن دي بروين إنه وضع محادثات مستقبله مع مانشستر سيتي جانباً بينما يركز على تعافيه من الإصابة.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية بيب غوارديولا تلقى الهزيمة الخامسة توالياً في كل المسابقات (أ.ف.ب)

خسائر مانشستر سيتي... هل هي نهاية حقبة؟

فاز مانشستر سيتي بمباريات أقل من سان مارينو في الشهر الماضي.

The Athletic (مانشستر (إنجلترا))

رئيس الخليج لـ «الشرق الأوسط» : أطحنا الهلال بخطة الرجل «الشجاع»

لاعبو الخليج يحييون جماهيرهم عقب الفوز التاريخي (تصوير: عيسى الدبيسي)
لاعبو الخليج يحييون جماهيرهم عقب الفوز التاريخي (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

رئيس الخليج لـ «الشرق الأوسط» : أطحنا الهلال بخطة الرجل «الشجاع»

لاعبو الخليج يحييون جماهيرهم عقب الفوز التاريخي (تصوير: عيسى الدبيسي)
لاعبو الخليج يحييون جماهيرهم عقب الفوز التاريخي (تصوير: عيسى الدبيسي)

قال المهندس علاء الهمل، رئيس نادي الخليج، إن فوز فريقه التاريخي على الهلال في الدوري السعودي للمحترفين، لن يدفعهم إلى رفع سقف التوقعات بشكل عاطفي، بل يجعلهم أكثر واقعية كون الهدف هو أن يبقى الفريق في مراكز الدفء، بعيداً عن خطر الهبوط.

وأشار الهمل، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، بالقول: «نعم فزنا على فريق كبير ومسيطر بسلسلة تاريخية من عدم التعرض للخسارة، لكننا في نادي الخليج واقعيون جداً، ونتجنب العواطف، ونعرف أن الدوري طويل وصعب ويمر بتقلبات.

وأضاف أن هناك تفاوتاً في الإمكانات بين الفرق التي تبحث عن المنافسة، والتي تسعى إلى أن تكون في مراكز جيدة، ونحن نعرف إمكاناتنا؛ ولذا نشد على لاعبي فريقنا ومدربنا وإدارة كرة القدم، ونحيي جماهيرنا على كل ما قُدِّم في دوري هذا الموسم، وتحقيق الفريق نتائج إيجابية، والتقدم خطوات مهمة في جدول الترتيب، وتجاوز مصاعب كثيرة مرّ بها الفريق قبل بداية الموسم؛ من أهمها رحيل المدرب السابق، البرتغالي بيدرو إيمانويل».

علاء الهمل رئيس نادي الخليج (الخليج)

وزاد بالقول: «صحيح أننا لم نكن سعداء برحيل بيدرو الذي عمل شيئاً كبيراً، ووضع بصمةً للفريق، لكننا وُفِّقنا في التعاقد مع مدرب خبير وكفء هو اليوناني دونيس، الذي كان شجاعاً في مواقف صعبة؛ من بينها في حالة التأخر في النتيجة أمام الهلال؛ حيث أصرَّ على عودة الفريق للنتيجة، وكان التعادل مقبولاً، لكننا وُفِّقنا في الفوز، وهذا يحسب للمدرب وإدارة الفريق واللاعبين والعمل الذي تم».

وشدَّد الهمل على أن المباراة دورية، وتم حصد نقاطها، وهذا عامل مهم ويعزز الثقة في أن الفريق قادر على تقديم الأفضل دون التفكير في رفع سقف الطموح كثيراً؛ لأن لدى الخليج إمكانات محدودة ويعمل على أساسها.

وعن الرد على بعض الأصوات التي عدّت أن الإدارة جاملت اللاعب عبد الله آل سالم من جديد في كشوف الفريق بعقد منذ عامين، بعد رحيله عن الاتفاق، وما قدمه الموسم الماضي، قال الهمل: «عبد الله لاعب مميز، وهو من أبناء النادي الذين نعرف إمكاناتهم. لقد مرّ بتجارب كثيرة مع أندية منافسة وغيرها، واكتسب الخبرات، ولم ينل فرصته في اللعب أساسياً بعد عودته للخليج في الموسم الأول، ولكن حينما نال الفرصة أبدع وتفجّرت إمكاناته وبات حالياً هدّاف اللاعبين السعوديين في الدوري، وهذا شيء يسعدنا، بعيداً عن الحديث عن أننا كسبنا الرهان بعودة اللاعب إلى الخليج أو الحديث عن مجاملته أو غير ذلك، همُّنا هو النادي ومصلحته».

وبيَّن الهمل أن «الخليج خاض مواجهة الهلال بـ6 لاعبين أجانب؛ حيث غاب اللاعبان، المصري محمد شريف، واليوناني ديمتروس، وهما دوليان وعنصران مهمان، لكن اللاعبين جميعاً أبدعوا، ومن بينهم مَن كانت له لمسات مهمة، وهو اليوناني كوستاس صانع الألعاب الذي مثَّل وجوده دعماً كبيراً لصناعة اللعب بالفريق مما يجعله يستحق مزيداً من تسليط الضوء عليه بوصفه إحدى الصفقات المهمة بالخليج».

وعن خسارة فريق كرة اليد نهائي البطولة الآسيوية كونه حامل اللقب بالتزامن مع الفوز على الهلال في دوري المحترفين، قال الهمل: «بكل تأكيد كان طموحنا كبيراً بأن نحافظ على اللقب القاري وهذا الفريق عملنا عليه كثيراً، وسعينا لتقديم كل الدعم له، وهو يضم لاعبين على مستوى عالٍ، وجهازاً فنياً وإدارياً مميزاً، وخلفه جمهور وفي وعاشق، لكن هذه حال الرياضة، كنا قريبين من الفوز ولم نُنصَف من الجانب التحكيمي بشهادة خبراء في اللعبة، وهذا بكل تأكيد ما أحزننا؛ لأن (الآسيوية) لم تكن البطولة الوحيدة التي نخسرها بسبب أخطاء تحكيمية، بل إننا خسرنا في الأشهر الأخيرة بطولة السوبر، ودورة الألعاب السعودية، رغم أننا في السوبر استُدعِينا للتتويج وفُتحت لنا أبوابُ المنصة، لكن في النهاية كان للتحكيم قرار آخر».

وأشار الهمل إلى أن «كرة اليد في نادي الخليج ليست حديثة عهد، بل إنها تحقق منجزات منذ أكثر من 40 عاماً، وإن غابت لقرابة العقدين عن حصد الدوري، لكن الفريق عاد بقوة وحقق منجزات كبيرة، منها عالمية وقارية، وسيطرة محلية، قبل أن يتضرر في الـ3 بطولات الأخيرة سواء المحلية أو القارية من أخطاء تحكيمية فادحة».

وعن رابطة مشجعي الخليج التي يكون لها حضور لافت في مباريات اليد مقارنة بفريق القدم، قال الهمل: «لعبة كرة اليد بكل تأكيد لها إرث كبير، ولها عشق خاص من قبل الجماهير، ولكن لا يمكن تغافل أن الجماهير تحضر مباريات القدم، وأعتقد بأنه مع صمود الفريق الكروي سنوات في دوري المحترفين سيشار لجماهير الخليج التي تساند فريق كرة القدم بالبنان لجانب مهم، وهو أن الرابطة خلاقة وتتطور وتصنع أهازيج وطرق تشجيع حديثة وخاصة بها، عدا كون جميع مَن يعملون فيها ويدعمونها من محبي النادي، ويقدمون كل ما يستطيعون من أجله».