مؤشرات «وول ستريت» تهبط لأدنى مستوياتها منذ أسبوع

تراجع عوائد الخزانة الأميركية مع مخاوف من تصحيح وشيك في السوق

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

مؤشرات «وول ستريت» تهبط لأدنى مستوياتها منذ أسبوع

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)

تراجعت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» يوم الثلاثاء إلى أدنى مستوياتها في أكثر من أسبوع، عقب تحذيرات من عمليات بيع محتملة من بعض البنوك الأميركية الكبرى، في حين لم تثر توقعات المبيعات المتفائلة لشركة «بالانتير»، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، إعجاب المستثمرين.

وحذّر الرئيسان التنفيذيان لـ«مورغان ستانلي» و«غولدمان ساكس» من أن أسواق الأسهم قد تواجه انخفاضاً يتراوح بين 10 و15 في المائة، مما يعكس المخاوف المتزايدة بشأن التقييمات المرتفعة للغاية، وفق «رويترز».

وانخفضت أسهم شركة «بالانتير تكنولوجيز» بنسبة 8.7 في المائة، على الرغم من توقعات الشركة بإيرادات للربع الرابع تفوق تقديرات المحللين، بعد أن قفز السهم نحو 400 في المائة خلال العام الماضي. كما تراجعت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث انخفضت أسهم «إنفيديا» بنسبة 2.1 في المائة، و«ألفابت» بنسبة 1.6 في المائة، و«مايكروسوفت» بنسبة 1 في المائة. وكان قطاع تكنولوجيا المعلومات العامل الأبرز في تراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، بانخفاضه بنسبة 1.5 في المائة.

في الساعة 9:45 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، سجل مؤشر داو جونز الصناعي انخفاضاً بمقدار 301.32 نقطة أو 0.64 في المائة ليصل إلى 47035.36 نقطة، وخسر «مؤشر ستاندرد آند بورز 500» 62.20 نقطة أو 0.90 في المائة ليصل إلى 6790.53 نقطة، بينما تراجع مؤشر ناسداك المركب 291.37 نقطة أو 1.22 في المائة ليصل إلى 23543.35 نقطة.

وارتفع مؤشر تقلب بورصة شيكاغو، المعروف باسم «مؤشر الخوف»، إلى مستويات قريبة من أعلى مستوياته في أسبوعين، مع تزايد الحذر لدى المستثمرين.

وقد شهدت الأسهم الأميركية مكاسب قوية خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول)، مع وصول بعض المؤشرات إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، مدعومة بتقارير أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى واستثماراتها في الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، أعادت المخاوف بشأن دورة الإنفاق التكنولوجي السريعة والمضاربة على أسهم الذكاء الاصطناعي بعض الحذر إلى السوق. وقال كيث بوكانان، كبير مديري المحافظ الاستثمارية في «غلوبالت للاستثمارات»: «شهدت السوق ارتفاعاً ملحوظاً، كما هو مبرر من منظور الأرباح، ولكن في مرحلة ما بدا وكأنه نوع من التمركز لتراجع محتمل في ظل تجنب المخاطر حتى مع أدنى خيبة أمل».

تأثير الإغلاق الحكومي والفجوة في البيانات

مع وصول الإغلاق الحكومي الأميركي إلى أطول فترة في التاريخ، اكتسبت البيانات الاقتصادية أهمية متجددة لكل من المستثمرين و«الاحتياطي الفيدرالي»، مع تركيز الأنظار على أرقام التوظيف الوطنية الصادرة عن «إيه دي بي» يوم الأربعاء. كما تترقب الأسواق المزيد من الإشارات من مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» بشأن كيفية التعامل مع الفجوة الحالية في البيانات الاقتصادية.

وفي سوق السندات، انخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية يوم الثلاثاء في ظل عزوف المستثمرين عن المخاطرة، مع تصاعد المخاوف بشأن تقييمات مبالغ فيها للأسهم وسندات الشركات، والتي قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تصحيح السوق.

وقال جاي مينوزي، كبير مسؤولي الاستثمار ومدير المحافظ الأول في شركة «إيسترلي أورانج»: «إذا حدث استسلام كبير في سوق الأسهم، فأين ستذهب هذه الصناديق؟ من الواضح أنها قد تتجه إلى سندات الخزانة، على الأقل في البداية. تشعر سوق الأسهم يوماً بالنشوة الشديدة، وفي اليوم التالي بالخوف الشديد، وهذا وحده ربما يُشير إلى أنها أصبحت غير مستقرة بعض الشيء، على الأقل من حيث التوقعات».

وسجلت عوائد السندات القياسية لأجل 10 سنوات آخر مرة 4.091 في المائة، بانخفاض نحو نقطتي أساس عن اليوم السابق، بينما بلغت عوائد السندات لأجل عامين 3.579 في المائة، بانخفاض نحو ثلاث نقاط أساس. كما انخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 30 عاماً إلى 4.679 في المائة من 4.694 في المائة يوم الاثنين.


مقالات ذات صلة

وول ستريت تتسم بالهدوء والترقب قبيل قرار الاحتياطي الفيدرالي

الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

وول ستريت تتسم بالهدوء والترقب قبيل قرار الاحتياطي الفيدرالي

تذبذبت مؤشرات الأسهم الرئيسية في وول ستريت بين مكاسب وخسائر طفيفة، يوم الخميس، حيث قام المستثمرون بتحليل مجموعة من البيانات لتحديد توقعاتهم بشأن الفائدة.

«الشرق الأوسط» (نيويوك)
الاقتصاد الرئيس دونالد ترمب محاطاً بعدد من كبار تنفيذيي صناعة السيارات الأميركية في المكتب البيضاوي يوم 3 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)

ترمب ينقلب على معايير «الكفاءة الخضراء»

في خطوة تُعدّ انقلاباً مباشراً على إرث إدارة جو بايدن، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عن خطة شاملة لخفض معايير الكفاءة في استهلاك الوقود للسيارات والشاحنات.

إيلي يوسف (واشنطن)
الاقتصاد من داخل معرض وظيفي للموظفين الفيدراليين المفصولين حديثاً في كانساس سيتي مارس 2025 (رويترز)

انخفاض طلبات إعانة البطالة الأميركية إلى أدنى مستوى منذ 3 سنوات

انخفض عدد المتقدمين الجدد للحصول على إعانات البطالة بالولايات المتحدة الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من ثلاث سنوات في إشارة إلى صمود سوق العمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة «نوظف الآن» معلّقة على نافذة صالون حلاقة بمدينة ميدفورد الكبرى في ولاية ماساتشوستس (رويترز)

تراجع حاد في تسريحات العمال الأميركيين رغم استمرار تباطؤ التوظيف

تراجعت عمليات تسريح العمالة المعلنة من جانب أصحاب العمل الأميركيين بشكل حاد خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، غير أن نيات التوظيف واصلت التباطؤ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد سكوت بيسنت يتحدث خلال قمة «نيويورك تايمز ديلبوك 2025» في مركز جاز لينكولن (أ ف ب)

بيسنت متفائل بموافقة المحكمة العليا على رسوم ترمب الجمركية

أعرب وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، يوم الأربعاء، عن تفاؤله بأن المحكمة العليا ستؤيِّد قانونية الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
TT

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، تعليق بعض العقوبات التي فرضتها على شركة النفط الروسية العملاقة «لوك أويل»، للسماح لمحطات الوقود في خارج روسيا بمواصلة العمل.

وأكدت وزارة الخزانة الأميركية أن التعامل مع هذه المحطات مجاز به «لتفادي معاقبة» زبائنها ومورّديها، وبشرط ألا يتم تحويل العائدات إلى روسيا. يسري هذا الإعفاء حتى 29 أبريل (نيسان) 2026، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وكانت الولايات المتحدة أضافت في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، أكبر شركتين لإنتاج النفط في روسيا، «لوك أويل» و«روسنفت»، إلى اللائحة السوداء للكيانات الخاضعة للعقوبات، وهو سجل تتابعه العديد من الدول والشركات.

وتواجه الشركات التي تتعامل مع كيانات روسية، خطر التعرض لعقوبات ثانوية، وهو ما قد يمنعها من التعامل مع البنوك والتجار وشركات النقل والتأمين الأميركية التي تشكل العمود الفقري لسوق السلع الأساسية.

ويأتي إعلان وزارة الخزانة بعد يومين من اجتماع في موسكو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، في إطار مساعٍ تجريها واشنطن للتوصل إلى تسوية للحرب في أوكرانيا.


وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
TT

وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)

كشف وزير المالية اللبناني، ياسين جابر، عن تفاصيل جديدة تتعلق بطلبات «صندوق النقد الدولي»، مؤكداً أن «الصندوق» طلب من لبنان تحقيق فائض في الموازنة العامة إلى جانب فرض مزيد من الضرائب.

وشدد جابر، وفق ما جاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية عقب اجتماع مجلس الوزراء، على أن وزارة المالية «لا نية لديها» لتلبية هذه المطالب؛ «تحديداً في هذا التوقيت»، عادّاً أن «الظرف صعب» وأنه لا يتحمل زيادة الأعباء على المواطنين.

وعلى صعيد آخر، قدّم وزير المالية لمحة إيجابية عن الوضع المالي العام في لبنان، وقال إن «الوضع المالي مستقر، وليس هناك عجز، وبدأنا تحقيق الفائض بالليرة اللبنانية».


إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
TT

إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)

انخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز بنسبة 6 في المائة في أول يومين من شهر ديسمبر (كانون الأول)، وفقاً لما ذكره مصدر في قطاع النفط والغاز يوم الخميس، وذلك عقب هجوم أوكراني بطائرة مسيّرة على منشأة تحميل تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين في البحر الأسود.

وكان خط أنابيب بحر قزوين، الذي ينقل أكثر من 80 في المائة من صادرات كازاخستان النفطية، ويتعامل مع أكثر من 1 في المائة من الإمدادات العالمية، قد علق عملياته يوم السبت بعد تعرض مرساة في المحطة الواقعة بالقرب من ميناء نوفوروسيسك الروسي لأضرار.

واستأنف لاحقاً عمليات الإمداد باستخدام مرساة واحدة (SPM) بدلاً من المرساتين اللتين يستخدمهما عادةً. وتعمل وحدة ثالثة، قيد الصيانة حالياً والتي بدأت قبل الإضرابات، كوحدة احتياطية. وانخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز في أول يومين من ديسمبر إلى 1.9 مليون برميل يومياً، مقارنةً بمتوسط ​​الإنتاج في نوفمبر (تشرين الثاني)، وفقاً للمصدر وحسابات «رويترز».

ويُظهر انخفاض إنتاج النفط تأثير هجوم طائرة من دون طيار تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين على كازاخستان؛ العضو في «أوبك بلس»، والتي صدّرت نحو 68.6 مليون طن من النفط العام الماضي، وتحتل المرتبة الثانية عشرة بين أكبر منتجي النفط في العالم.

وينقل خط أنابيب بحر قزوين، الذي يبلغ طوله 1500 كيلومتر (930 ميلاً)، النفط الخام من حقول تنجيز وكاراتشاغاناك وكاشاغان في كازاخستان إلى محطة يوزنايا أوزيرييفكا في نوفوروسيسك. والموردون الرئيسيون هم حقول في كازاخستان، كما تحصل على النفط الخام من منتجين روس.

وصرح نائب وزير الطاقة الكازاخستاني، يرلان أكبروف، يوم الخميس، بأن إحدى مراسي شركة النفط والغاز الكازاخستانية (CPC) في محطة البحر الأسود تعمل بكامل طاقتها، ولا توجد أي قيود على نقل النفط.

وأفادت خمسة مصادر في قطاع الطاقة لـ«رويترز» يوم الأربعاء بأن كازاخستان ستُحوّل المزيد من النفط الخام عبر خط أنابيب «باكو-تبليسي-جيهان» في ديسمبر (كانون الأول) بسبب انخفاض طاقة خط أنابيب بحر قزوين.

كما يُصدر المنتجون الكازاخستانيون النفط الخام إلى مينائي نوفوروسيسك وأوست-لوغا الروسيين تحت علامة «كيبكو» التجارية، وإلى ألمانيا عبر خط أنابيب دروجبا، لكن هذه المسارات تُقدّم هوامش ربح أقل، وتعتمد على طاقة شركة «ترانسنفت» الروسية لتشغيل خطوط الأنابيب.

خيارات إعادة توجيه النفط من كازاخستان، وهي دولة غير ساحلية، محدودة نظراً لضغط شبكة خطوط الأنابيب الروسية بعد هجمات متكررة بطائرات من دون طيار على مصافيها ومنشآت التصدير.

وقدّر مصدر آخر في قطاع الطاقة فقدان طاقة تحميل خط أنابيب بحر قزوين عند استخدام خط أنابيب واحد فقط بـ900 ألف طن أسبوعياً.