قطاع التصنيع الهندي يسجل أقوى زخم في 5 سنوات

المستثمرون الأجانب يضخون أكبر تدفقات في السندات منذ بداية العام المالي

عامل يقطع صفيحة معدنية داخل مصنع لتصنيع الخزانات الصناعية في ضواحي مدينة أحمد آباد (رويترز)
عامل يقطع صفيحة معدنية داخل مصنع لتصنيع الخزانات الصناعية في ضواحي مدينة أحمد آباد (رويترز)
TT

قطاع التصنيع الهندي يسجل أقوى زخم في 5 سنوات

عامل يقطع صفيحة معدنية داخل مصنع لتصنيع الخزانات الصناعية في ضواحي مدينة أحمد آباد (رويترز)
عامل يقطع صفيحة معدنية داخل مصنع لتصنيع الخزانات الصناعية في ضواحي مدينة أحمد آباد (رويترز)

اكتسب قطاع التصنيع في الهند زخماً قوياً خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول)، مدعوماً بزيادة الطلب المحلي التي عوضت تباطؤ نمو الصادرات، وفقاً لمسح للأعمال صدر يوم الاثنين، رغم تراجع ثقة الشركات قليلاً عن أعلى مستوياتها في 7 أشهر.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي لبنك «إتش إس بي سي» الهند الذي تُجريه شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال»، إلى 59.2 نقطة في أكتوبر، مقارنة بـ57.7 نقطة في سبتمبر (أيلول)، متجاوزاً التقدير الأولي البالغ 58.4 نقطة. ويُعد المستوى 50 الفاصل بين النمو والانكماش على أساس شهري، وفق «رويترز».

وأظهر المسح تسارع نمو الإنتاج ليُطابق أقوى وتيرة مشتركة له في 5 سنوات –وهو المستوى ذاته الذي سُجل في أغسطس (آب)– مدفوعاً بقوة الطلب المحلي، وتحسين الكفاءة التشغيلية، وجذب عملاء جدد، والاستثمار في التقنيات الحديثة.

ورغم هذا الأداء القوي، تباطأ نمو المبيعات الخارجية؛ إذ ارتفعت طلبات التصدير الجديدة بأبطأ وتيرة لها في 10 أشهر، وإن ظلت الزيادة قوية نسبياً.

أما على صعيد الأسعار، فتراجع تضخم تكاليف المدخلات إلى أدنى مستوى له في 8 أشهر، بينما بقي تضخم أسعار الإنتاج عند أعلى مستوياته منذ نحو 12 عاماً للشهر الثاني على التوالي. وأفادت الشركات بأنها مررت إلى العملاء تكاليف الشحن والعمالة المرتفعة، مستفيدة من متانة الطلب للحفاظ على مستويات أسعار مرتفعة.

وقال برانجول بهانداري، كبير الاقتصاديين في بنك «إتش إس بي سي»، إن «الطلب النهائي القوي ساهم في تعزيز التوسع في الإنتاج والطلبات الجديدة وخلق الوظائف. وفي الوقت ذاته، تراجعت أسعار مستلزمات الإنتاج في أكتوبر، بينما ارتفع متوسط أسعار البيع، مع تمرير بعض الشركات أعباء التكلفة الإضافية إلى المستهلكين».

وسجل التوظيف ارتفاعاً للشهر العشرين على التوالي؛ إذ واصلت الشركات التوظيف لمواكبة زيادة حجم الأعمال، ولكن وتيرة خلق الوظائف ظلَّت معتدلة مماثلة لشهر سبتمبر. كما انخفض مؤشر الإنتاج المستقبلي الذي يقيس ثقة الشركات، من أعلى مستوى له في 7 أشهر، ولكنه بقي قوياً.

وأضاف بهانداري: «تظل المعنويات المستقبلية إيجابية، مدعومة بآمال على إصلاح ضريبة السلع والخدمات (GST) واستمرار قوة الطلب المحلي».

السندات الهندية تجذب استثمارات قياسية

في موازاة ذلك، أظهرت بيانات صدرت يوم الاثنين أن المستثمرين الأجانب زادوا استثماراتهم في السندات الحكومية الهندية في أكتوبر، بأكبر وتيرة منذ بداية السنة المالية الحالية.

وحسب بيانات شركة «كليرينغ كورب»؛ بلغ صافي استثمارات الأجانب في السندات الحكومية ضمن فئة «المسار الميسر بالكامل» 134 مليار روبية (1.5 مليار دولار) في أكتوبر، وهو أعلى تدفق شهري منذ مارس (آذار) الماضي.

وقال ألوك شارما، رئيس قسم الخزانة في البنك الصناعي والتجاري الصيني (ICBC)، إن «احتمال خفض أسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول)، إلى جانب إمكانية شروع البنك المركزي في تنفيذ عمليات شراء سندات في السوق المفتوحة، بدءاً من ديسمبر أو يناير (كانون الثاني)، سيُسهم في ضخ السيولة وتعزيز فعالية انتقال خفض أسعار الفائدة».

وتُعد معظم السندات ضمن فئة «المسار الميسر بالكامل» جزءاً من 3 مؤشرات عالمية رئيسية للسندات، هي: «جي بي مورغان»، و«بلومبرغ»، و«فوتسي راسل». وقد دفع الإقبال المتزايد من المستثمرين الأجانب على هذه السندات إلى ارتفاع ملكيتهم منها إلى 6.9 في المائة، أي ضعف مستواها قبل أقل من عامين. كما كان أكتوبر رابع شهر على التوالي من صافي التدفقات الإيجابية إلى السندات الهندية، بعد موجة بيع حادة في الربع الأول من العام المالي.

وساهم اتساع الفارق بين عوائد السندات الهندية وسندات الخزانة الأميركية في تعزيز جاذبية أدوات الدين الهندية. وأوضح شارما أن «اتساع الفارق في العوائد حفَّز اهتماماً متجدداً بالسندات الهندية التي ما زالت توفر عائدات جذابة».

ومع توقعات خفض أسعار الفائدة، وتيسير السيولة على المدى القريب، زاد المستثمرون الأجانب مؤخراً من حيازاتهم لسندات 2027 بعائد 7.38 في المائة، و2028 بعائد 7.06 في المائة، وهما أقصر السندات المؤهلة للمؤشر من حيث الأجل. وتشكل هاتان المجموعتان من السندات أكبر حيازات للأجانب من حيث النسبة المئوية، وتقعان ضمن الخمس الأوائل من حيث القيمة الإجمالية.

وتتوقع مؤسستا «كابيتال إيكونوميكس» و«إم يو إف جي» أن يُقدم بنك الاحتياطي الهندي على خفض أسعار الفائدة في اجتماعي ديسمبر وفبراير (شباط) المقبلين.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)

إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

انخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز بنسبة 6 في المائة في أول يومين من شهر ديسمبر، وفقاً لما ذكره مصدر في قطاع النفط والغاز يوم الخميس.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد قادة دول الخليج وممثلوهم المشاركون في «القمة الخليجية 46» التي انعقدت في العاصمة البحرينية الأربعاء (بنا)

البنك الدولي يرفع توقعاته لاقتصادات الخليج ويؤكد صمودها في مواجهة التحديات

رفع البنك الدولي توقعاته لنمو دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2026 إلى 4.5 في المائة، من توقعاته السابقة في أكتوبر (تشرين الثاني).

«الشرق الأوسط» (واشنطن - الرياض)
الاقتصاد د. عبد القادر حصرية حاكم «مصرف سوريا المركزي» ورائد هرجلي وليلى سرحان وماريو مكاري من شركة «فيزا» (الشرق الأوسط)

شراكة استراتيجية بين «مصرف سوريا المركزي» و«فيزا» لتحديث منظومة المدفوعات

أعلن «مصرف سوريا المركزي» وشركة «فيزا» العالمية عن اتفاق على خريطة طريق استراتيجية لبناء منظومة متكاملة للمدفوعات الرقمية في سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الاقتصاد ركاب بانتظار القطار في محطة بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

توافق حذر بين الحكومة وبنك اليابان على رفع الفائدة

أكدت ثلاثة مصادر حكومية مطلعة لـ«رويترز» أن رفع بنك اليابان لسعر الفائدة بات «مرجّحاً بشدة» في اجتماع ديسمبر (كانون الأول)

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
TT

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، تعليق بعض العقوبات التي فرضتها على شركة النفط الروسية العملاقة «لوك أويل»، للسماح لمحطات الوقود في خارج روسيا بمواصلة العمل.

وأكدت وزارة الخزانة الأميركية أن التعامل مع هذه المحطات مجاز به «لتفادي معاقبة» زبائنها ومورّديها، وبشرط ألا يتم تحويل العائدات إلى روسيا. يسري هذا الإعفاء حتى 29 أبريل (نيسان) 2026، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وكانت الولايات المتحدة أضافت في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، أكبر شركتين لإنتاج النفط في روسيا، «لوك أويل» و«روسنفت»، إلى اللائحة السوداء للكيانات الخاضعة للعقوبات، وهو سجل تتابعه العديد من الدول والشركات.

وتواجه الشركات التي تتعامل مع كيانات روسية، خطر التعرض لعقوبات ثانوية، وهو ما قد يمنعها من التعامل مع البنوك والتجار وشركات النقل والتأمين الأميركية التي تشكل العمود الفقري لسوق السلع الأساسية.

ويأتي إعلان وزارة الخزانة بعد يومين من اجتماع في موسكو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، في إطار مساعٍ تجريها واشنطن للتوصل إلى تسوية للحرب في أوكرانيا.


وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
TT

وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)

كشف وزير المالية اللبناني، ياسين جابر، عن تفاصيل جديدة تتعلق بطلبات «صندوق النقد الدولي»، مؤكداً أن «الصندوق» طلب من لبنان تحقيق فائض في الموازنة العامة إلى جانب فرض مزيد من الضرائب.

وشدد جابر، وفق ما جاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية عقب اجتماع مجلس الوزراء، على أن وزارة المالية «لا نية لديها» لتلبية هذه المطالب؛ «تحديداً في هذا التوقيت»، عادّاً أن «الظرف صعب» وأنه لا يتحمل زيادة الأعباء على المواطنين.

وعلى صعيد آخر، قدّم وزير المالية لمحة إيجابية عن الوضع المالي العام في لبنان، وقال إن «الوضع المالي مستقر، وليس هناك عجز، وبدأنا تحقيق الفائض بالليرة اللبنانية».


إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
TT

إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)

انخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز بنسبة 6 في المائة في أول يومين من شهر ديسمبر (كانون الأول)، وفقاً لما ذكره مصدر في قطاع النفط والغاز يوم الخميس، وذلك عقب هجوم أوكراني بطائرة مسيّرة على منشأة تحميل تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين في البحر الأسود.

وكان خط أنابيب بحر قزوين، الذي ينقل أكثر من 80 في المائة من صادرات كازاخستان النفطية، ويتعامل مع أكثر من 1 في المائة من الإمدادات العالمية، قد علق عملياته يوم السبت بعد تعرض مرساة في المحطة الواقعة بالقرب من ميناء نوفوروسيسك الروسي لأضرار.

واستأنف لاحقاً عمليات الإمداد باستخدام مرساة واحدة (SPM) بدلاً من المرساتين اللتين يستخدمهما عادةً. وتعمل وحدة ثالثة، قيد الصيانة حالياً والتي بدأت قبل الإضرابات، كوحدة احتياطية. وانخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز في أول يومين من ديسمبر إلى 1.9 مليون برميل يومياً، مقارنةً بمتوسط ​​الإنتاج في نوفمبر (تشرين الثاني)، وفقاً للمصدر وحسابات «رويترز».

ويُظهر انخفاض إنتاج النفط تأثير هجوم طائرة من دون طيار تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين على كازاخستان؛ العضو في «أوبك بلس»، والتي صدّرت نحو 68.6 مليون طن من النفط العام الماضي، وتحتل المرتبة الثانية عشرة بين أكبر منتجي النفط في العالم.

وينقل خط أنابيب بحر قزوين، الذي يبلغ طوله 1500 كيلومتر (930 ميلاً)، النفط الخام من حقول تنجيز وكاراتشاغاناك وكاشاغان في كازاخستان إلى محطة يوزنايا أوزيرييفكا في نوفوروسيسك. والموردون الرئيسيون هم حقول في كازاخستان، كما تحصل على النفط الخام من منتجين روس.

وصرح نائب وزير الطاقة الكازاخستاني، يرلان أكبروف، يوم الخميس، بأن إحدى مراسي شركة النفط والغاز الكازاخستانية (CPC) في محطة البحر الأسود تعمل بكامل طاقتها، ولا توجد أي قيود على نقل النفط.

وأفادت خمسة مصادر في قطاع الطاقة لـ«رويترز» يوم الأربعاء بأن كازاخستان ستُحوّل المزيد من النفط الخام عبر خط أنابيب «باكو-تبليسي-جيهان» في ديسمبر (كانون الأول) بسبب انخفاض طاقة خط أنابيب بحر قزوين.

كما يُصدر المنتجون الكازاخستانيون النفط الخام إلى مينائي نوفوروسيسك وأوست-لوغا الروسيين تحت علامة «كيبكو» التجارية، وإلى ألمانيا عبر خط أنابيب دروجبا، لكن هذه المسارات تُقدّم هوامش ربح أقل، وتعتمد على طاقة شركة «ترانسنفت» الروسية لتشغيل خطوط الأنابيب.

خيارات إعادة توجيه النفط من كازاخستان، وهي دولة غير ساحلية، محدودة نظراً لضغط شبكة خطوط الأنابيب الروسية بعد هجمات متكررة بطائرات من دون طيار على مصافيها ومنشآت التصدير.

وقدّر مصدر آخر في قطاع الطاقة فقدان طاقة تحميل خط أنابيب بحر قزوين عند استخدام خط أنابيب واحد فقط بـ900 ألف طن أسبوعياً.