سجلت الأسهم الآسيوية تراجعاً يوم الجمعة، متأثرة بانخفاض نظيراتها الأميركية، رغم إعلان ترمب وشي تمديد الهدنة في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
فقد تراجعت الأسواق الصينية وسط استمرار المخاوف من توترات واشنطن وبكين، إذ انخفض مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 1.1 في المائة ليصل إلى 26001.60 نقطة، وتراجع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.8 في المائة إلى 3954.79 نقطة، وفق «رويترز».
وأظهرت بيانات رسمية انكماش نشاط المصانع في الصين خلال أكتوبر للشهر السابع على التوالي، وبأسرع وتيرة في ستة أشهر، حيث هبط مؤشر مديري المشتريات التصنيعي إلى 49.0 نقطة من 49.8 في سبتمبر (أيلول).
في المقابل، برز أداء مؤشر «نيكي 225» الياباني الذي ارتفع بنسبة 2.1 في المائة إلى مستوى قياسي بلغ 52411.34 نقطة، مدعوماً بتقرير أظهر ارتفاع الإنتاج الصناعي بنسبة 2.2 في المائة على أساس شهري في سبتمبر، متجاوزاً التوقعات ومتراجعاً من انخفاض سابق بلغ 1.5 في المائة.
أما مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية فارتفع بنسبة 0.5 في المائة إلى 4107.50 نقطة، بينما فقد مؤشر «ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200» الأسترالي مكاسبه السابقة ليغلق متراجعاً بأقل من 0.1 في المائة عند 8881.90 نقطة. وانخفض كل من «تايكس» التايواني بنسبة 0.2 في المائة و«سينسيكس» الهندي بنسبة 0.3 في المائة إلى جانب تراجع المؤشرات في سنغافورة وجاكرتا ومانيلا.
في وول ستريت، تراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 1 في المائة إلى 6822.34 نقطة، مواصلاً ابتعاده عن أعلى مستوى له المسجل يوم الثلاثاء، في حين انخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.2 في المائة إلى 47522.12 نقطة، وتراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.6 في المائة ليغلق عند 23581.14 نقطة.
ووصف ترمب اجتماعه مع شي بأنه «12 من 10»، مشيراً إلى نيته خفض الرسوم الجمركية، إلا أن الأسواق كانت قد استوعبت مسبقاً التوقعات بتقدم في المفاوضات التجارية، ما حدّ من تأثير الإعلان.
وتعرضت أسهم التكنولوجيا الكبرى لضغوط بعد موجة من التفاؤل المفرط. فقد هبط سهم «ميتا بلاتفورمز» بنسبة 11.3 في المائة، ليقود خسائر مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، وسط قلق المستثمرين من حجم الإنفاق المخطط لعام 2026 على مشاريع الذكاء الاصطناعي. وقال ستيفن إينيس من شركة «إس بي آي» لإدارة الأصول: «هناك لحظات في تاريخ السوق يتوقف فيها رأس المال عن التصرف كمالٍ ويبدأ بالتصرف كهوس - عندما يصبح الإنفاق هو الاستراتيجية لا النتيجة، وهذا ما نعيشه الآن مع الذكاء الاصطناعي».
كما تراجع سهم «مايكروسوفت» بنسبة 2.9 في المائة رغم إعلانها نتائج فصلية قوية، إذ أبدى المستثمرون قلقاً من زيادة النفقات المتوقعة لعام 2026، ومن احتمال تباطؤ نمو قطاع «أزور» مقارنة بتوقعات السوق.
في المقابل، ارتفع سهم «ألفابت»، الشركة الأم لـ«غوغل»، بنسبة 2.5 في المائة بعد أن تجاوزت أرباحها وإيراداتها التقديرات بسهولة. وتشكل شركات «ألفابت» و«ميتا» و«مايكروسوفت» مجتمعة نحو 14.5 في المائة من القيمة السوقية لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، ما يجعل تحركاتها مؤثرة بقوة في اتجاهات السوق.
