الهند تسعى لزيادة وارداتها من الطاقة الأميركية تحت ضغط واشنطن لوقف النفط الروسي

ترمب يصافح رئيس الوزراء الهندي في المكتب البيضاوي في فبراير الماضي (رويترز)
ترمب يصافح رئيس الوزراء الهندي في المكتب البيضاوي في فبراير الماضي (رويترز)
TT

الهند تسعى لزيادة وارداتها من الطاقة الأميركية تحت ضغط واشنطن لوقف النفط الروسي

ترمب يصافح رئيس الوزراء الهندي في المكتب البيضاوي في فبراير الماضي (رويترز)
ترمب يصافح رئيس الوزراء الهندي في المكتب البيضاوي في فبراير الماضي (رويترز)

أعلنت الهند أنها تتطلع إلى زيادة مشترياتها من النفط الخام والغاز الطبيعي الأميركي في إطار سعيها لتنويع مصادر الطاقة، ومواجهة الانتقادات المتزايدة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن استمرار وارداتها من النفط الروسي المُخفَّض.

وكان ترمب قد صرّح يوم الأربعاء بأن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قد أكد له شخصياً أن بلاده ستتوقف عن شراء النفط الروسي، في خطوة قد تزيد الضغط على موسكو للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال ترمب: «لن يكون هناك نفط. هو لا يشتري النفط»، مضيفاً أن التغيير لن يتم على الفور، ولكنه سيحدث «في غضون فترة زمنية قصيرة»، وفق «أسوشييتد برس».

وتعد الهند ثاني أكبر مشترٍ للنفط الروسي بعد الصين. وقد استشهد ترمب بمشتريات نيودلهي من موسكو عندما أعلن عن فرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المائة على الواردات من الهند في أغسطس (آب) الماضي.

نيودلهي تؤكد أولوية استقرار أسعار الطاقة

وفي بيان صدر يوم الخميس، لم تتناول وزارة الخارجية الهندية تصريحات ترمب بشكل مباشر. وأكدت الوزارة أن الأولوية المستمرة للحكومة هي حماية مصالح المستهلكين الهنود في ظل بيئة طاقة متقلبة.

وقال راندير جايسوال، المتحدث باسم الوزارة: «ضمان أسعار طاقة مستقرة وإمدادات مؤمنة كانا الهدفين التوأمين لسياستنا في مجال الطاقة. ويشمل ذلك توسيع قاعدة مصادر الطاقة لدينا وتنويعها حسب الاقتضاء لتلبية ظروف السوق». وأضاف أن إدارة ترمب أبدت اهتماماً بتعميق التعاون في مجال الطاقة والمحادثات جارية بهذا الشأن.

استعداد لـ«مضاعفة» مشتريات الطاقة الأميركية

من شأن توسيع تعاملات الهند في مجال الطاقة مع الولايات المتحدة أن يساعد نيودلهي في تخفيف اضطرابات الإمدادات، ويتوافق مع مساعي واشنطن للحد من الاعتماد العالمي على النفط الروسي.

وأكد راجيش أغاروال، سكرتير التجارة الهندي، يوم الأربعاء، أن الهند مستعدة لزيادة مشترياتها من النفط والغاز الطبيعي الأميركي إذا كانت الأسعار تنافسية.

وأوضح أغاروال للصحافيين أن الهند تشتري حالياً ما قيمته نحو 12 إلى 13 مليار دولار من النفط والغاز من الولايات المتحدة سنوياً، وأن هناك مجالاً لمضاعفة هذا الرقم تقريباً دون التسبب في اضطرابات للمصافي الهندية.

وكشف المسؤول الهندي عن زيارة يقوم بها فريق من المسؤولين الحكوميين الهنود إلى الولايات المتحدة لمناقشة اتفاقية تجارة ثنائية تشمل التعاون في مجال الطاقة. وقال أغاروال: «في المناقشات الجارية، أشرنا بشكل إيجابي للغاية إلى أن الهند كدولة ترغب في تنويع محفظة وارداتها من الطاقة. هذه هي أفضل استراتيجية لمشترٍ كبير مثل الهند».

مفاوضات متوقفة ودبلوماسية «مودي – ترمب»

وكان مودي وترمب قد حددا في فبراير (شباط) الماضي هدفاً لإبرام الشريحة الأولى من اتفاقية تجارية بحلول الخريف. لكن المحادثات علقت بعد 5 جولات رسمية من المفاوضات إثر تعبير ترمب عن استيائه من استمرار مشتريات الهند للنفط الروسي، التي قال إنها تساعد في تمويل حرب موسكو ضد أوكرانيا.

في الأسابيع الأخيرة، انخرط مودي بشكل إيجابي مع منشورات ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يشير إلى أن نيودلهي حريصة على توسيع التعاون مع الولايات المتحدة. وفي المقابل، وصف ترمب مودي بأنه «صديقه» وتمنى له الخير في عيد ميلاده الشهر الماضي.

ويأتي هذا التحرك الهندي بينما يعبر ترمب عن إحباطه من عدم قدرته على فرض إنهاء للحرب في أوكرانيا المستمرة منذ ما يقرب من 4 سنوات؛ حيث يصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نحو متزايد بأنه العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى حل. ومن المقرر أن يلتقي ترمب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الجمعة.


مقالات ذات صلة

إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

الاقتصاد حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)

إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

انخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز بنسبة 6 في المائة في أول يومين من شهر ديسمبر، وفقاً لما ذكره مصدر في قطاع النفط والغاز يوم الخميس.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد شعار شركة «بتروبراس» البرازيلية على مقرها في ريو دي جانيرو (رويترز)

تحالف «بتروبراس - شل» يفوز بمنطقتين بحريتين في البرازيل

استحوذ تحالف يضم شركتَي «بتروبراس» و«شل» على منطقتين بحريَّتين في حقلَي توبي وأتابو خلال مزاد نفطي نظَّمته شركة «بي بي إس إيه» الحكومية في البرازيل.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
تحليل إخباري ولدان يجلسان على خط الأنابيب العراقي - التركي في قضاء زاخو بمحافظة دهوك بإقليم كردستان العراق (روترز)

تحليل إخباري صراع خطوط الأنابيب... ازدياد النفوذ الأميركي في العراق وتراجع الهيمنة الإيرانية

شهدت الأشهر القليلة الماضية تصعيداً خفياً وفعالاً للضغط الدبلوماسي الأميركي على الحكومة العراقية، نتج عنه إعادة فتح خط أنابيب كركوك-جيهان.

«الشرق الأوسط» (بغداد، واشنطن)
الاقتصاد شعار محطة وقود تابعة لـ«شيفرون» في أوستن بتكساس (رويترز)

19 مليار دولار لـ2026... «شيفرون» توجه استثماراتها نحو الإنتاج في أميركا وغويانا

أعلنت شركة «شيفرون»، ثاني أكبر منتج للنفط في الولايات المتحدة، أن نفقاتها الرأسمالية لعام 2026 ستتراوح بين 18 ملياراً و19 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
الاقتصاد مضخات نفط تعمل في حقل مزارع بالقرب من كالغاري (رويترز)

النفط يرتفع بعد هجمات أوكرانية على البنية التحتية النفطية الروسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، بعد أن أشارت الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية النفطية الروسية إلى قيود محتملة على الإمدادات.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
TT

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، تعليق بعض العقوبات التي فرضتها على شركة النفط الروسية العملاقة «لوك أويل»، للسماح لمحطات الوقود في خارج روسيا بمواصلة العمل.

وأكدت وزارة الخزانة الأميركية أن التعامل مع هذه المحطات مجاز به «لتفادي معاقبة» زبائنها ومورّديها، وبشرط ألا يتم تحويل العائدات إلى روسيا. يسري هذا الإعفاء حتى 29 أبريل (نيسان) 2026، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وكانت الولايات المتحدة أضافت في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، أكبر شركتين لإنتاج النفط في روسيا، «لوك أويل» و«روسنفت»، إلى اللائحة السوداء للكيانات الخاضعة للعقوبات، وهو سجل تتابعه العديد من الدول والشركات.

وتواجه الشركات التي تتعامل مع كيانات روسية، خطر التعرض لعقوبات ثانوية، وهو ما قد يمنعها من التعامل مع البنوك والتجار وشركات النقل والتأمين الأميركية التي تشكل العمود الفقري لسوق السلع الأساسية.

ويأتي إعلان وزارة الخزانة بعد يومين من اجتماع في موسكو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، في إطار مساعٍ تجريها واشنطن للتوصل إلى تسوية للحرب في أوكرانيا.


وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
TT

وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)

كشف وزير المالية اللبناني، ياسين جابر، عن تفاصيل جديدة تتعلق بطلبات «صندوق النقد الدولي»، مؤكداً أن «الصندوق» طلب من لبنان تحقيق فائض في الموازنة العامة إلى جانب فرض مزيد من الضرائب.

وشدد جابر، وفق ما جاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية عقب اجتماع مجلس الوزراء، على أن وزارة المالية «لا نية لديها» لتلبية هذه المطالب؛ «تحديداً في هذا التوقيت»، عادّاً أن «الظرف صعب» وأنه لا يتحمل زيادة الأعباء على المواطنين.

وعلى صعيد آخر، قدّم وزير المالية لمحة إيجابية عن الوضع المالي العام في لبنان، وقال إن «الوضع المالي مستقر، وليس هناك عجز، وبدأنا تحقيق الفائض بالليرة اللبنانية».


إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
TT

إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)

انخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز بنسبة 6 في المائة في أول يومين من شهر ديسمبر (كانون الأول)، وفقاً لما ذكره مصدر في قطاع النفط والغاز يوم الخميس، وذلك عقب هجوم أوكراني بطائرة مسيّرة على منشأة تحميل تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين في البحر الأسود.

وكان خط أنابيب بحر قزوين، الذي ينقل أكثر من 80 في المائة من صادرات كازاخستان النفطية، ويتعامل مع أكثر من 1 في المائة من الإمدادات العالمية، قد علق عملياته يوم السبت بعد تعرض مرساة في المحطة الواقعة بالقرب من ميناء نوفوروسيسك الروسي لأضرار.

واستأنف لاحقاً عمليات الإمداد باستخدام مرساة واحدة (SPM) بدلاً من المرساتين اللتين يستخدمهما عادةً. وتعمل وحدة ثالثة، قيد الصيانة حالياً والتي بدأت قبل الإضرابات، كوحدة احتياطية. وانخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز في أول يومين من ديسمبر إلى 1.9 مليون برميل يومياً، مقارنةً بمتوسط ​​الإنتاج في نوفمبر (تشرين الثاني)، وفقاً للمصدر وحسابات «رويترز».

ويُظهر انخفاض إنتاج النفط تأثير هجوم طائرة من دون طيار تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين على كازاخستان؛ العضو في «أوبك بلس»، والتي صدّرت نحو 68.6 مليون طن من النفط العام الماضي، وتحتل المرتبة الثانية عشرة بين أكبر منتجي النفط في العالم.

وينقل خط أنابيب بحر قزوين، الذي يبلغ طوله 1500 كيلومتر (930 ميلاً)، النفط الخام من حقول تنجيز وكاراتشاغاناك وكاشاغان في كازاخستان إلى محطة يوزنايا أوزيرييفكا في نوفوروسيسك. والموردون الرئيسيون هم حقول في كازاخستان، كما تحصل على النفط الخام من منتجين روس.

وصرح نائب وزير الطاقة الكازاخستاني، يرلان أكبروف، يوم الخميس، بأن إحدى مراسي شركة النفط والغاز الكازاخستانية (CPC) في محطة البحر الأسود تعمل بكامل طاقتها، ولا توجد أي قيود على نقل النفط.

وأفادت خمسة مصادر في قطاع الطاقة لـ«رويترز» يوم الأربعاء بأن كازاخستان ستُحوّل المزيد من النفط الخام عبر خط أنابيب «باكو-تبليسي-جيهان» في ديسمبر (كانون الأول) بسبب انخفاض طاقة خط أنابيب بحر قزوين.

كما يُصدر المنتجون الكازاخستانيون النفط الخام إلى مينائي نوفوروسيسك وأوست-لوغا الروسيين تحت علامة «كيبكو» التجارية، وإلى ألمانيا عبر خط أنابيب دروجبا، لكن هذه المسارات تُقدّم هوامش ربح أقل، وتعتمد على طاقة شركة «ترانسنفت» الروسية لتشغيل خطوط الأنابيب.

خيارات إعادة توجيه النفط من كازاخستان، وهي دولة غير ساحلية، محدودة نظراً لضغط شبكة خطوط الأنابيب الروسية بعد هجمات متكررة بطائرات من دون طيار على مصافيها ومنشآت التصدير.

وقدّر مصدر آخر في قطاع الطاقة فقدان طاقة تحميل خط أنابيب بحر قزوين عند استخدام خط أنابيب واحد فقط بـ900 ألف طن أسبوعياً.