الشلل السياسي في فرنسا يثير قلق وكالات التصنيف الائتماني

بعد استقالة لوكورنو القياسية

المارة يتجولون على إسبلاناد دي إينفاليد مع إطلالة على جسر ألكسندر الثالث والغراند باليه في باريس (أ.ف.ب)
المارة يتجولون على إسبلاناد دي إينفاليد مع إطلالة على جسر ألكسندر الثالث والغراند باليه في باريس (أ.ف.ب)
TT

الشلل السياسي في فرنسا يثير قلق وكالات التصنيف الائتماني

المارة يتجولون على إسبلاناد دي إينفاليد مع إطلالة على جسر ألكسندر الثالث والغراند باليه في باريس (أ.ف.ب)
المارة يتجولون على إسبلاناد دي إينفاليد مع إطلالة على جسر ألكسندر الثالث والغراند باليه في باريس (أ.ف.ب)

أصدرت وكالات التصنيف الائتماني جولة جديدة من التحذيرات بشأن التصنيف الائتماني السيادي لفرنسا يوم الاثنين، في ضوء استقالة رئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو، بعد أقل من شهر على توليه المنصب، مما يعكس حجم الشلل السياسي الذي تعانيه البلاد.

واستقال لوكورنو وحكومته بعد 14 ساعة فقط من الإعلان عن تشكيلتهم الوزارية، وذلك بعد 27 يوماً فقط من تعيينه خامسَ رئيس وزراء للرئيس إيمانويل ماكرون خلال 21 شهراً، وفق «رويترز».

ويُعد لوكورنو بذلك أقصر رئيس وزراء مدةً في تاريخ فرنسا الحديث، في وقت يواجه فيه ثالث أكبر اقتصاد في أوروبا عجزاً مالياً يقارب ضعف الحد الأقصى المسموح به في الاتحاد الأوروبي البالغ 3 في المائة، فيما يقترب الدين العام من نسبة 115 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.

وأكدت وكالة «فيتش»، التي كانت أول وكالة رئيسية تضيف فرنسا إلى فئة التصنيف الائتماني «إيه» الشهر الماضي، أن الخلفية السياسية غير المستقرة تُبرز «المجال المحدود لاتخاذ إجراءات ضبط مالية جوهرية» في الوقت الراهن. وأضافت الوكالة أن «عدم تطبيق إجراءات ضبط المالية العامة، أو استمرار ارتفاع تكاليف التمويل التي تُبقي الدين العام على مسار تصاعدي على المدى المتوسط، قد يزيد من الضغط السلبي على التصنيف».

وأشارت وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال»، التي صنَّفت فرنسا عند «إيه إيه -» مع نظرة سلبية، إلى تحليل نشرته الشهر الماضي، أظهر أن الإنفاق الحكومي الفرنسي، الذي بلغ 57 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، هو الأعلى بين الدول المصنفة عالمياً من الوكالة. وأضاف التحليل في سياق الحفاظ على عجز قدره 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي: «يتمثل التحدي الأكثر إلحاحاً في إقناع أعضاء البرلمان الفرنسي المجزَّأ بقبول موازنة تمكّن البلاد من الوفاء بالتزاماتها بموجب معاهدة الاتحاد الأوروبي».

من جانبها، أشارت شركة «دي بي آر إس»، وهي وكالة تصنيف أصغر حجماً، والتي خفّضت تصنيف فرنسا الشهر الماضي، إلى استمرار وجود عناصر إيجابية مثل اقتصاد غنيّ ومتعدد القطاعات، ومؤسسات عامة مستقرة، ومخاطر محدودة نسبياً على الاستقرار المالي.

في الوقت نفسه، ركزت وكالة «سكوب» للتصنيفات الائتمانية، التي صنفت فرنسا عند «إيه إيه -» بنظرة سلبية، على الصعوبات السياسية المستمرة. وقال توماس جيليه، كبير محللي الشؤون الفرنسية في الوكالة: «يواجه الرئيس ماكرون الآن خيارات محدودة؛ إما تعيين رئيس وزراء جديد لمحاولة إعادة التفاوض على الائتلاف، وإما الدعوة إلى جولة جديدة من الانتخابات التشريعية المبكرة». وأضاف جيليه: «الاضطرابات السياسية الحالية تزيد من خطر تأخير إقرار موازنة 2026، وتحدّ بشكل كبير من احتمالات اتخاذ تدابير فعّالة لضبط أوضاع المالية العامة».


مقالات ذات صلة

تحرك أوروبي لتسريع فرض رسوم جمركية على الطرود الصينية منخفضة القيمة

الاقتصاد موظفة في مركز للطرود بمدينة ليل الفرنسية (أ.ف.ب)

تحرك أوروبي لتسريع فرض رسوم جمركية على الطرود الصينية منخفضة القيمة

قال مفوض التجارة الأوروبي، ماروس سيفكوفيتش، إن «بروكسل» ترغب في تسريع فرض الرسوم الجمركية على الطرود الصينية منخفضة القيمة.

الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يتراجع بعد اتفاق ترمب لإنهاء إغلاق الحكومة

تراجع الدولار، الخميس، بعد توقيع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، اتفاقاً لإنهاء إغلاق الحكومة، في حين سجل الين الياباني أدنى مستوى قياسي مقابل اليورو.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد زوار لجناح «وي بنك» في معرض الصين الدولي لخدمات التجارة بالعاصمة بكين (رويترز)

«عدم اليقين» يقود إلى انخفاض حاد في قروض البنوك الصينية الجديدة

انخفضت القروض الجديدة من البنوك الصينية بشكل حاد في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، مخالفةً توقعات السوق، وسط استمرار ضعف الطلب على الائتمان

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد شعار شركة «بايدو» الصينية (رويترز)

«بايدو» الصينية تكشف عن منتجات ذكاء اصطناعي فائقة

كشفت «بايدو» الصينية يوم الخميس عن نوعين جديدين من أشباه الموصلات للذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد سيدة تمر أمام متجر للإلكترونيات في مدينة شنغهاي الصينية (إ.ب.أ)

«الطاقة الجديدة» تدعم البورصة الصينية قبل بيانات مهمة

ارتفعت الأسهم الصينية قليلاً، يوم الخميس، مدفوعةً بمكاسب أسهم قطاع الطاقة الجديدة، بينما يترقب المستثمرون بيانات اقتصادية رئيسية يوم الجمعة.


السعودية تشارك في قمة الشركات الناشئة لـ«مجموعة الـ20»

الأمير فهد بن منصور بن ناصر رئيس الوفد السعودي يتحدث خلال كلمة أمام القمة (واس)
الأمير فهد بن منصور بن ناصر رئيس الوفد السعودي يتحدث خلال كلمة أمام القمة (واس)
TT

السعودية تشارك في قمة الشركات الناشئة لـ«مجموعة الـ20»

الأمير فهد بن منصور بن ناصر رئيس الوفد السعودي يتحدث خلال كلمة أمام القمة (واس)
الأمير فهد بن منصور بن ناصر رئيس الوفد السعودي يتحدث خلال كلمة أمام القمة (واس)

تشارك السعودية في قمة الشركات الناشئة لمجموعة العشرين (Startup20)، التي بدأت أعمالها الخميس، بمدينة جوهانسبرغ الجنوب أفريقية، وتستمر حتى الجمعة، برعاية شركة «نيوم»، وبحضور عدد من الجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية المعنية بريادة الأعمال والابتكار.

ويرأس الوفد السعودي الأمير فهد بن منصور بن ناصر بن عبد العزيز، رئيس الشركات الناشئة لمجموعة العشرين، ويضم عدة جهات حكومية، وممثلين من القطاعين الخاص وغير الربحي ورواد الأعمال والمستثمرين؛ لاستعراض التجارب السعودية الرائدة في تطوير منظومة ريادة الأعمال، ومناقشة فرص التعاون مع الشركاء الدوليين؛ لتوسيع نطاق استثمارات الشركات الناشئة عالمياً.

وتأتي مشاركة السعودية في القمة امتداداً لدورها الريادي ضمن مجموعة العشرين، وجهودها المستمرة في تمكين رواد الأعمال ودعم الشركات الناشئة، وتعزيز حضورها في المحافل الدولية المهتمة بالابتكار والتنمية المستدامة، التي تجمع قادة الاقتصاد وصُنّاع القرار والرواد حول العالم.

السعودية تُعزِّز حضورها في المحافل الدولية المهتمة بالابتكار والتنمية المستدامة (واس)

وتهدف المشاركة إلى إبراز المبادرات السعودية التي تُسهم في بناء اقتصاد مزدهر قائم على الإبداع والتقنية، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية 2030» في دعم الابتكار، وتنويع مصادر الاقتصاد.

من جانبه، أكّد الأمير فهد بن منصور، في كلمة له، أهمية مواصلة العمل على دعم الابتكار وريادة الأعمال، وأنها ركيزة رئيسية لتحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، مشيراً إلى أن ما حققته بلاده من نجاحات في هذا المجال يعكس نضج المنظومة الريادية السعودية وقدرتها على المنافسة عالمياً.

وشهدت القمة إطلاق الجناح السعودي الذي يسلّط الضوء على النجاحات والفرص الاستثمارية في قطاع ريادة الأعمال بالمملكة، ويستعرض المشاريع الوطنية والشركات الناشئة والمستثمرين بمجالات التقنية، والطاقة، والاقتصاد الإبداعي.

الجناح السعودي يسلّط الضوء على النجاحات والفرص الاستثمارية في قطاع ريادة الأعمال (واس)

ونظّم الوفد عدداً من ورش العمل التفاعلية التي ركّزت على نقل التجارب السعودية في تمكين الشركات الناشئة، وبحث سبل التعاون مع نظرائهم من الدول المشاركة لبناء منظومات أعمال مستدامة ومؤثرة عالمياً.

وتناقش القمة بمشاركة واسعة من قادة المنظومات الريادية وممثلي الدول الأعضاء؛ مستقبل ريادة الأعمال، وبحث آليات دعم الشركات الناشئة في مواجهة التحديات العالمية، وتعزيز فرص النمو والتأثير الإيجابي.


«صندوق النقد» يرسل بعثة إلى دمشق لمناقشة الإصلاحات الاقتصادية والمساعدة الفنية

الرئيس السوري أحمد الشرع خلال زيارته مقر صندوق النقد الأسبوع الماضي (إكس)
الرئيس السوري أحمد الشرع خلال زيارته مقر صندوق النقد الأسبوع الماضي (إكس)
TT

«صندوق النقد» يرسل بعثة إلى دمشق لمناقشة الإصلاحات الاقتصادية والمساعدة الفنية

الرئيس السوري أحمد الشرع خلال زيارته مقر صندوق النقد الأسبوع الماضي (إكس)
الرئيس السوري أحمد الشرع خلال زيارته مقر صندوق النقد الأسبوع الماضي (إكس)

أعلنت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي، جولي كوزاك، يوم الخميس، أن الصندوق أرسل بعثةً من موظفيه إلى دمشق هذا الأسبوع للقاء السلطات السورية ومناقشة أولويات الإصلاح الاقتصادي واحتياجات المساعدة الفنية.

وقالت إن الخطوة التالية ستكون إجراء المزيد من المناقشات حول كيفية تمهيد الطريق لمراجعة «المادة الرابعة» لاقتصاد البلاد، التي ستكون الأولى منذ عام 2009.

وقالت للصحافيين إن المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا، التقت الرئيس السوري أحمد الشرع، الأسبوع الماضي، لإجراء مناقشات ركزت على التحديات الاقتصادية التي تواجهها سوريا، وكيف يمكن لصندوق النقد الدولي مواصلة دعم البلاد من خلال تقديم المشورة السياسية في إطار إعادة بناء مصرفها المركزي ومؤسساتها الاقتصادية الأخرى.


«وول ستريت» تتراجع مع ترقب المستثمرين لمؤشرات اقتصادية جديدة

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

«وول ستريت» تتراجع مع ترقب المستثمرين لمؤشرات اقتصادية جديدة

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)

تراجعت سوق الأسهم الأميركية يوم الخميس، في ظل ترقب «وول ستريت» لأي مؤشرات جديدة حول صحة الاقتصاد قد تكون إيجابية أو سلبية.

وانخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.6 في المائة في التعاملات المبكرة، مبتعداً قليلاً عن أعلى مستوى تاريخي سجله أواخر الشهر الماضي.

كما تراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 94 نقطة، أو 0.2 في المائة، عن رقمه القياسي الذي سجله في اليوم السابق، فيما انخفض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 1.1 في المائة حتى الساعة 9:37 صباحاً بالتوقيت الشرقي، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

وأعادت الحكومة الأميركية فتح أبوابها بعد إغلاق استمر ستة أسابيع، وهو الأطول في تاريخها. وخلال فترة الإغلاق، ارتفعت أسواق الأسهم بشكل عام، كما هو معتاد تاريخياً، لكن «وول ستريت» تستعد لتقلبات محتملة مع عودة الحكومة لإصدار تحديثات مهمة حول سوق العمل وعوامل أخرى تعكس قوة الاقتصاد.

ويُخشى أن تُقنع هذه البيانات الاحتياطي الفيدرالي بوقف تخفيضاته لأسعار الفائدة، ما قد يدعم الاقتصاد لكنه قد يزيد الضغوط التضخمية.

ويُذكر أن «وول ستريت» سجلت أرقاماً قياسية جزئياً بسبب التوقعات بمزيد من تخفيضات الفائدة، لذا فإن أي تراجع محتمل قد يؤثر سلباً على السوق.

وأوضح دوغ بيث، استراتيجي الأسهم العالمية في معهد «ويلز فارغو للاستثمار»: «سيل البيانات الوشيك قد يُحفز المزيد من التقلبات في الأسابيع المقبلة».

وقد قلّص المتداولون بالفعل رهاناتهم على خفض الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة الرئيسي في اجتماعه المقبل في ديسمبر (كانون الأول)، حيث شهدت الاحتمالات انخفاضها إلى نحو 54 في المائة مقارنة بنحو 70 في المائة قبل أسبوع، وفقاً لبيانات مجموعة «فيدووتش».

وأدى ذلك إلى ارتفاع العائدات في سوق السندات، ما قد يؤثر سلباً على أسعار الأسهم والاستثمارات الأخرى، حيث ارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.10 في المائة مقارنة بـ4.08 في المائة أواخر يوم الأربعاء.

وفي «وول ستريت»، ساهمت شركة «والت ديزني» في قيادة السوق نحو الانخفاض بعد تراجع أسهمها بنسبة 8.4 في المائة. فقد أعلنت الشركة عن أرباح فصلية فاقت توقعات المحللين، إلا أن إيراداتها جاءت أقل من المتوقع، مما عوض جزئياً ارتفاع أسهم شركة «سيسكو» بنسبة 4.6 في المائة بعد أن سجلت أرباحاً وإيرادات تجاوزت توقعات المحللين.

وعالمياً، تباين أداء الأسهم الأوروبية بعد مكاسب متواضعة في آسيا. فقد ارتفع مؤشر «نيكي 225» الياباني بنسبة 0.4 في المائة، رغم خسارة شركة التكنولوجيا العملاقة «سوفت بنك غروب» 3.4 في المائة أخرى، إذ تواجه الشركة تبعات بيع جميع أسهمها في «إنفيديا» لتصنيع الرقائق.

وتزايدت المخاوف عالمياً بشأن قدرة «إنفيديا» وشركات أخرى متعلقة بالذكاء الاصطناعي على تعزيز مكاسبها المذهلة، فقد كان أداؤها المتميز أحد أهم أسباب وصول السوق الأميركية إلى أرقام قياسية رغم تباطؤ سوق العمل وارتفاع التضخم.

ومع ذلك، ارتفعت أسعار هذه الأسهم بشكل كبير، ما دفع بعض المحللين لمقارنتها بفقاعة الدوت كوم عام 2000، التي أدت لاحقاً إلى انخفاض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى نحو النصف بعد انفجارها.

وانخفضت أسهم «إنفيديا» بنسبة 2.9 في المائة أخرى يوم الخميس، لتظل صاحبة التأثير الأكبر في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500».

كما تراجعت أسهم شركات رائدة أخرى في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث انخفضت «بالانتير تكنولوجيز» بنسبة 2.9 في المائة و«سوبر مايكرو كومبيوتر» بنسبة 2.6 في المائة.