شهدت أسواق المال العالمية تطورات مثيرة يوم الخميس، حيث أكدت مصادر وصول تقييم شركة «أوبن إيه آي»، المطورة للنموذج اللغوي الشهير «تشات جي بي تي»، إلى حاجز 500 مليار دولار بعد عملية بيع أسهم ضخمة. بالتزامن مع هذا التقييم الصاروخي، أعلنت الشركة عن شراكة استراتيجية مع عملاقي الرقائق الكوريين الجنوبيين «سامسونغ إلكترونيكس» و«إس كيه هاينكس» (SK Hynix)، وهو ما أدى إلى قفزة تاريخية في أسهم الشركتين ومؤشر الأسهم الكوري الجنوبي «كوسبي».
وأفادت مصادر مطلعة لوكالة «رويترز» يوم الخميس بأن شركة «أوبن إيه آي» وصلت إلى تقييم مذهل بلغ 500 مليار دولار. جاء هذا التقييم في أعقاب صفقة داخلية قام بموجبها موظفون وحاليون وسابقون في الشركة ببيع ما يقرب من 6.6 مليار دولار من حصصهم. ويؤكد هذا التقييم الضخم على المكانة المهيمنة التي وصلت إليها الشركة في طليعة ثورة الذكاء الاصطناعي.
صفقة «ستارغيت» تُشعل أسهم الرقائق الكورية
في تطور منفصل، لكنه مرتبط بديناميكيات نمو «أوبن إيه آي»، أعلنت الشركة عن شراكة استراتيجية مع كل من «سامسونغ إلكترونيكس» و«إس كيه هاينكس» لدعم مشروعها الطموح لإنشاء مراكز بيانات ضخمة للذكاء الاصطناعي يُعرف باسم «ستارغيت».
هذه الشراكة، التي تهدف إلى تأمين أشباه الموصلات والعمل على بناء مركزين للبيانات في كوريا الجنوبية، أدت إلى رد فعل فوري وقوي في سوق الأسهم في سيول. إذ قفز سهم «سامسونغ إلكترونيكس» بنسبة 4.7 في المائة، مسجلاً أعلى مستوى له في أكثر من أربع سنوات. كما سجل سهم «إس كيه هاينكس» ارتفاعاً مذهلاً بنسبة 12 في المائة، ليبلغ أعلى مستوى له على الإطلاق.
وقد أضاف هذا التضخم في قيمة الشركتين 37 مليار دولار إلى قيمتهما السوقية المشتركة، كما دفع مؤشر «كوسبي» القياسي للارتفاع بأكثر من 3 في المائة ليلامس مستوى قياسياً جديداً غير مسبوق.
توقعات إيجابية وتأثير على التجارة
يرى المحللون أن الشراكة مع «أوبن إيه آي» ستبدد المخاوف بشأن تراجع محتمل في أسعار رقائق الذاكرة ذات النطاق الترددي العالي (HBM) العام المقبل، متوقعين زيادة هائلة في الطلب نتيجة مشروع «ستارغيت».
كما أشار محللون إلى أن الصفقة قد تحمل في طياتها أبعاداً سياسية واقتصادية أوسع، خاصة وأن مشروع «ستارغيت» يعتبر مبادرة يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقيمة 500 مليار دولار، مما قد يكون له تأثير إيجابي على مفاوضات التجارة الجارية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
وتؤكد هذه التطورات مجدداً أن الطفرة العالمية في قطاع الذكاء الاصطناعي هي المحرك الرئيسي للطلب القوي على أشباه الموصلات، وهو ما ساعد بالفعل على ارتفاع صادرات كوريا الجنوبية في سبتمبر (أيلول) بأسرع وتيرة لها منذ 14 شهراً، متجاوزة بذلك توقعات السوق.
