صناديق الثروة السيادية الخليجية تهيمن عالمياً للعام الرابع على التوالي

العاصمة السعودية (رويترز)
العاصمة السعودية (رويترز)
TT

صناديق الثروة السيادية الخليجية تهيمن عالمياً للعام الرابع على التوالي

العاصمة السعودية (رويترز)
العاصمة السعودية (رويترز)

تستعد صناديق الثروة السيادية في منطقة الشرق الأوسط لتجاوز نظرائها العالميين في الإنفاق، للعام الرابع على التوالي، مستحوذة على 40 في المائة من إجمالي التدفقات الاستثمارية العالمية، وذلك على الرغم من انخفاض أسعار النفط، وزيادة تركيز المملكة العربية السعودية على الاستثمارات المحلية.

وفقاً لتقديرات شركة «غلوبال إس دبليو إف» (Global SWF)، وهي مؤسسة استشارية متخصصة في المستثمرين السياديين، أنفق المستثمرون المملوكون للدولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 56.3 مليار دولار، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، وهو مستوى مماثل للفترة نفسها من عام 2024، وفقاً لصحيفة «فاينانشال تايمز».

يأتي هذا التقرير بعد أيام من توقيع كونسورتيوم مدعوم من صندوق الاستثمارات العامة السعودي على صفقة بقيمة 55 مليار دولار للاستحواذ على شركة صناعة ألعاب الفيديو «إلكترونيك آرتس» (Electronic Arts) وتحويلها إلى شركة خاصة، مما يسلط الضوء على القوة المالية المستمرة للمملكة والكيانات الاستثمارية الحكومية الأخرى بالمنطقة.

قوة مالية تتحدى توقعات السوق

يأتي الإنفاق المستمر من صناديق الثروة السيادية الخليجية، التي تتصدر الاستثمارات الخارجية منذ عام 2022، حتى مع انخفاض أسعار خام برنت إلى متوسط 69.93 دولار للبرميل هذا العام، مقارنة بـ81.82 دولار في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، وهو ما كان قد أثار تكهنات بأن هذا التراجع قد يحد من الإنفاق الحكومي.

وأكد دييغو لوبيز، المدير العام ومؤسس «غلوبال إس دبليو إف»، أن هذه النتائج تُظهر أن انخفاض أسعار النفط لا يؤثر على الدول بالتساوي، وأن غالبية دول الخليج تتمتع بوضع مالي سليم.

وقال لوبيز: «لا تزال أربع من دول مجلس التعاون الخليجي الست تحقق فائضاً... الأموال لا تزال تتدفق إلى صناديق الثروة السيادية، وعليهم استثمارها... وهذا أحد الأسباب التي تجعلهم يواصلون التوسع بقوة في الأسواق».

اللاعبون الرئيسيون في المنطقة

رغم إعلان صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي تبلغ أصوله 925 مليار دولار، نيته التركيز على الاستثمارات المحلية، حيث يُنشر خُمس استثماراته فقط في الخارج، لكن تأثيره يظل كبيراً، وفقاً للتقرير.

وأوضح لوبيز أنه حتى مع تخصيص 80 في المائة من محفظة الصندوق محلياً، فإن ذلك لا يزال يترك نحو 200 مليار دولار ليجري نشرها في دول أخرى، مما يعني أن الصندوق «لا يزال مستثمراً نشطاً للغاية في الخارج».

وتصدرت شركة «مبادلة للاستثمار»، المملوكة لحكومة أبوظبي، قائمة الجهات الأكثر إنفاقاً في الأشهر التسعة حتى نهاية سبتمبر (أيلول)، باستثمارات بلغت 17.4 مليار دولار، وفقاً لتقديرات «غلوبال إس دبليو إف».

وجاءت هيئة أبوظبي للاستثمار (ADIA) في المرتبة الثانية بـ9.6 مليار دولار، بينما أنفق صندوق الثروة السيادية القطري 7.6 مليار دولار.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد العُماني يحافظ على تضخم آمن... ويسجل نمواً يفوق التوقعات

الاقتصاد العاصمة العمانية مسقط (الشرق الأوسط)

الاقتصاد العُماني يحافظ على تضخم آمن... ويسجل نمواً يفوق التوقعات

أكدت وزارة الاقتصاد العُمانية أن معدل التضخم في سلطنة عُمان يظل مستقراً عند مستوى معتدل، وهو منخفض بشكل ملموس مقارنة بمعدل النمو الاقتصادي الفعلي.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
الخليج ناقش الاجتماع الوزاري تعزيز مسيرة التعاون الأمني المشترك (واس)

وزراء داخلية الخليج يناقشون تعزيز التعاون الأمني

ناقش وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعهم الـ42 بالكويت، الأربعاء، الموضوعات التي من شأنها الإسهام في تعزيز مسيرة التعاون الأمني المشترك.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
خاص جانب من منطقة الخليج التجاري في العاصمة البحرينية المنامة (الشرق الأوسط)

خاص البحرين تعزز استراتيجيتها السياحية وسط قفزة بـ35 % في الاستثمارات لعام 2025

أكدت فاطمة الصيرفي، وزيرة السياحة في البحرين، أن المملكة تواصل ترسيخ مكانتها بوصفها وجهة سياحية بحرية وثقافية بالمنطقة، مدفوعة باستراتيجية القطاع (2022 - 2026).

مساعد الزياني (المنامة)
عالم الاعمال «آركابيتا» تعلن عن استثمار أكثر من مليار دولار في عقارات صناعية ولوجيستية دولية

«آركابيتا» تعلن عن استثمار أكثر من مليار دولار في عقارات صناعية ولوجيستية دولية

أعلنت اليوم «آركابيتا غروب هولدنغز ليمتد» (آركابيتا) أنها تخطط لاستثمار أكثر من مليار دولار في الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة.

«الشرق الأوسط» (المنامة)
الاقتصاد صورة ظلية للمندوبين أمام شاشة أثناء حضورهم الجلسة الافتتاحية لمعرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أ.ب)

قادة الطاقة في «أديبك»: الطلب على النفط لم يبلغ ذروته بعد

أجمع مسؤولون وقيادات بارزة في قطاع الطاقة العالمي، خلال مشاركتهم في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك)، على أن أسواق النفط العالمية تسير في مسار إيجابي.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

تراجع جماعي في أسواق الخليج وسط ضغوط من الأسهم القيادية

مستثمران يتابعان تحركات الأسهم في السوق السعودية (أ.ف.ب)
مستثمران يتابعان تحركات الأسهم في السوق السعودية (أ.ف.ب)
TT

تراجع جماعي في أسواق الخليج وسط ضغوط من الأسهم القيادية

مستثمران يتابعان تحركات الأسهم في السوق السعودية (أ.ف.ب)
مستثمران يتابعان تحركات الأسهم في السوق السعودية (أ.ف.ب)

شهدت أسواق المال الخليجية، اليوم، تراجعاً جماعياً في جلسة متقلبة، حيث ضغطت الانخفاضات على الأسهم القيادية خصوصاً في قطاعات البنوك والطاقة والتصنيع.

أنهى مؤشر السوق الرئيسية «تاسي» جلسة اليوم الأحد على تراجع بنسبة 1.1 في المائة ليغلق عند 11,053 نقطة، مسجلاً أدنى إغلاق منذ سبتمبر (أيلول) 2025، مع تداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 2.6 مليار ريال، وهي الأدنى منذ أكثر من شهرين.

قاد سهم «أرامكو السعودية» تراجع السوق اليوم بأكثر من 1 في المائة عند 25.58 ريال، كما تراجعت أسهم «مصرف الراجحي»، و«الأهلي السعودي».

وأغلق سهم «بترو رابغ» عند 8.59 ريال منخفضاً 4 في المائة، فيما تصدر سهما «الإعادة السعودية» و«الماجد للعود» التراجعات بنسبة 6 في المائة.

وفي الكويت، أغلق مؤشر السوق الأول على انخفاض 0.6 في المائة، مسجلاً أكبر تراجع منذ 24 سبتمبر، مع ضغوط على معظم الأسهم القيادية.

كما تراجع مؤشر بورصة قطر بنسبة 1 في المائة، بقيادة سهم «صناعات قطر» الذي سجل انخفاضاً بنسبة 2.3 في المائة.

أما في مسقط، أغلق المؤشر على انخفاض 1.12 في المائة، مع ضغط على معظم القطاعات القيادية، فيما شهد سوق البحرين تراجعاً محدوداً بنسبة 0.22 في المائة، مع أداء متفاوت بين القطاعات المختلفة.

شهدت أسواق الخليج اليوم ضغوطاً بيعية على الأسهم القيادية في قطاعات البنوك والطاقة والتصنيع، وسط تراجع السيولة في بعض الأسواق الرئيسة مثل السعودية والكويت، ما أدى إلى تسجيل الخسائر الأكبر منذ بداية الشهر الحالي.


تدشين مجمع «أجيليتي» اللوجستي في جدة باستثمار 163 مليون دولار

صورة جوية من مدينة جدة (واس)
صورة جوية من مدينة جدة (واس)
TT

تدشين مجمع «أجيليتي» اللوجستي في جدة باستثمار 163 مليون دولار

صورة جوية من مدينة جدة (واس)
صورة جوية من مدينة جدة (واس)

افتتح وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي المهندس صالح الجاسر مجمع «أجيليتي»، في مدينة جدة (غرب السعودية)، اللوجستي الجديد، باستثمار من القطاع الخاص يبلغ 611 مليون ريال (163 مليون دولار). ويضم المجمع التابع لشركة «أجيليتي للمجمّعات اللوجستية» 6 مستودعات كبرى من الفئة (أ)، جرى تصميمها وفق معايير تقنية وفنية متقدمة للعمل اللوجستي الحديث، لتلبية احتياجات قطاعات التجزئة والسلع الاستهلاكية والتكنولوجيا والسيارات والطاقة والتجارة الإلكترونية.

وأكد الجاسر أن استمرار تدفق الاستثمارات المحلية والعالمية إلى قطاع الخدمات اللوجستية وسلاسل الإمداد يعكس جاذبية القطاع اللوجستي السعودي، مشيراً إلى أن السوق شهدت في السنوات الأخيرة استثمارات واسعة من كبريات الشركات العالمية، مدفوعة بالإصلاحات الهيكلية وتطور العمليات التشغيلية وتحسن الأداء، إلى جانب القفزة المحققة في مشاريع البنى التحتية بدعم القيادة.

وأضاف الجاسر أن الشراكة الاستراتيجية مع القطاع الخاص تمثل ركيزة أساسية في مسيرة تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجستية، مؤكداً أن المشاريع الجديدة تجسّد التزاماً مشتركاً نحو بناء بنية تحتية لوجستية حديثة قادرة على تمكين سلاسل الإمداد، واستيعاب مراكز البيانات، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ودعم نمو الأعمال والاستثمارات. كما شدد على دور هذه الاستثمارات في خلق فرص وظيفية مباشرة وغير مباشرة، وتعزيز التنافسية طويلة الأمد، وترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي وفق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية و«رؤية 2030».

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة «أجيليتي جلوبال» طارق سلطان إن افتتاح المجمع الجديد في جدة يأتي ضمن التزام الشركة طويل الأجل بدعم منظومة الخدمات اللوجستية في المملكة، مشيراً إلى أن المجمعات اللوجستية من الفئة «أ» - والمتصلة بالممرات التجارية الوطنية بما في ذلك ميناء جدة الإسلامي ومشاريع النقل المصاحبة – تعزز من كفاءة سلاسل الإمداد العالمية وتدعم بنية تحتية أكثر مرونة واستدامة. ووصف سلطان المجمع بأنه نموذج متقدم يوفر سرعة وموثوقية وحلولاً مستدامة للشركات العاملة في أحد أكثر المراكز التجارية نشاطاً في المنطقة.

ويقام مجمع «أجيليتي – جدة» على مساحة تتجاوز 576 ألف متر مربع، وبمساحة بناء تتجاوز 338 ألف متر مربع، في منطقة المحجر على بعد 11 كيلومتراً من ميناء جدة الإسلامي و15 كيلومتراً من وسط المدينة، ما يمنحه موقعاً استراتيجياً يخدم الطلب المتنامي على الخدمات اللوجستية في الممر التجاري الغربي للمملكة. ويضم المخطط العام ستة مستودعات من الفئة «أ» مطابقة للمعايير الدولية ومعايير الدفاع المدني والبلدية والهيئة العامة للغذاء والدواء، وتوفر مساحات تخزين جافة أو بدرجات حرارة محكومة ضمن بيئة آمنة تعمل على مدار الساعة.


أوكرانيا تؤمن واردات الغاز من اليونان لتغطية احتياجاتها

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقط صورة سيلفي أمام مدخل مدينة خيرسون خلال زيارته للمدينة (رويترز)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقط صورة سيلفي أمام مدخل مدينة خيرسون خلال زيارته للمدينة (رويترز)
TT

أوكرانيا تؤمن واردات الغاز من اليونان لتغطية احتياجاتها

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقط صورة سيلفي أمام مدخل مدينة خيرسون خلال زيارته للمدينة (رويترز)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقط صورة سيلفي أمام مدخل مدينة خيرسون خلال زيارته للمدينة (رويترز)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الأحد، إن أوكرانيا ستحصل على واردات من الغاز الطبيعي من اليونان للمساعدة في تغطية احتياجاتها الشتوية، متعهداً بتأمين ما يقرب من ملياري يورو لتعويض الأضرار التي لحقت بالإنتاج المحلي بسبب الهجمات الروسية.

وجاء في بيان لزيلينسكي على تطبيق «تلغرام»: «لقد أعددنا اليوم بالفعل اتفاقية مع اليونان بشأن الغاز لأوكرانيا، والتي ستكون طريق إمداد آخر للغاز لضمان أكبر قدر ممكن من الواردات اللازمة لفصل الشتاء».

وأضاف: «لدينا بالفعل اتفاقيات سارية لتمويل واردات الغاز، وسنقوم بتغطية ما يقرب من ملياري يورو (2.3 مليار دولار) اللازمة لواردات الغاز لتعويض الخسائر في الإنتاج الأوكراني الناجمة عن الضربات الروسية».

يأتي بيان زيلينسكي قبيل زيارته المتوقعة لليونان يوم الأحد، والتي سيسافر منها لاحقاً إلى فرنسا وإسبانيا.

وكثفت روسيا ضرباتها على منشآت توليد الطاقة، وشبكات نقل الكهرباء، ومرافق إنتاج الغاز في العام الرابع من حربها على أوكرانيا.

وذكر زيلينسكي أن كييف خصصت أموالاً لواردات الغاز من شركاء وبنوك أوروبية تحت ضمانات المفوضية الأوروبية، وكذلك من البنوك الأوكرانية، بينما تعمل أيضاً مع الشركاء الأميركيين لضمان التمويل الكامل. وأضاف أن أوكرانيا توسع خيارات إمداداتها الشتوية عبر الشركاء البولنديين، حيث تتعاون مع أذربيجان وتأمل في تأمين عقود طويلة الأجل.