قال كبير المبعوثين التجاريين الكوريين الجنوبيين، يوم الجمعة، إن بلاده تسعى بشكل عاجل لمعالجة المشكلات المرتبطة بالرسوم الجمركية الأميركية على السيارات، في محاولة لتفادي الأعباء الثقيلة للرسوم المرتفعة، مؤكّداً للولايات المتحدة أن «كوريا الجنوبية تختلف عن اليابان».
وتُعتبر كل من اليابان وكوريا الجنوبية من أبرز مصدّري السيارات، لكن بموجب الاتفاق التجاري مع طوكيو، تفرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 15 في المائة على واردات السيارات اليابانية، في حين تُطبّق رسوماً أعلى تصل إلى 25 في المائة على الواردات الكورية، وفق «رويترز».
وفي 30 يوليو (تموز)، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أن بلاده ستخفض الرسوم على السيارات الكورية إلى 15 في المائة مقابل استثمارات كورية بقيمة 350 مليار دولار داخل الولايات المتحدة. لكن هذا التغيير لم يُنفّذ بعد بسبب استمرار الخلافات بين البلدين حول تفاصيل الاستثمارات.
وقال المبعوث التجاري يو هان كو، عقب عودته من واشنطن هذا الأسبوع حيث التقى الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير: «شرحنا للجانب الأميركي الفوارق بين كوريا واليابان قدر المستطاع». وأضاف أن قبول جميع المطالب الأميركية وتكرار صيغة اتفاق طوكيو مع واشنطن أمر بالغ الصعوبة بالنسبة لسيول، بسبب قضايا حساسة مثل تأثير صندوق الاستثمار على سوق النقد الأجنبي المحلية.
من جانبه، قال مستشار الأمن القومي، وي سونغ لاك، للصحافيين يوم الجمعة: «الخلافات تعمّقت خلال مناقشة التفاصيل منذ لقاء ترمب والرئيس الكوري الجنوبي، لي جاي ميونغ، في أغسطس (آب)، وباتت محادثات الرسوم في وضع معقد». وأضاف: «لكن لا ينبغي أن نُضيّع كامل العلاقة لمجرد الحديث عن المال». وأوضح وي أن الرئيس لي سيزور نيويورك الأسبوع المقبل للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سيلتقي بشخصيات بارزة في «وول ستريت»، بينهم الرئيس التنفيذي لشركة «بلاك روك» لاري فينك، لبحث قضايا الذكاء الاصطناعي والطاقة ومكانة كوريا الجنوبية وجهة استثمارية، مشيراً إلى أن ملف الرسوم الجمركية سيُناقش في مسار منفصل.
بدوره، صرّح وزير الخارجية تشو هيون في إحاطة صحافية بأن الحكومة الكورية ستعمل على حل مشكلات التأشيرات التي تواجه العمال الكوريين في الولايات المتحدة قبل المضي قدماً في خطة الاستثمار البالغة 350 مليار دولار.
ويأتي ذلك بعد اعتقال مئات العمال الكوريين مؤخراً خلال مداهمة نفذتها سلطات الهجرة الأميركية لمصنع بطاريات تابع لشركة «هيونداي موتور» في ولاية جورجيا، ما دفع سيول للمطالبة باستحداث فئة جديدة من التأشيرات للعمال المهرة الكوريين.
