البنك المركزي الروسي يخفض سعر الفائدة إلى 17 %https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF/5185445-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A-%D9%8A%D8%AE%D9%81%D8%B6-%D8%B3%D8%B9%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A6%D8%AF%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-17
رجل يخرج من مقر البنك المركزي الروسي في العاصمة موسكو (رويترز)
موسكو:«الشرق الأوسط»
TT
موسكو:«الشرق الأوسط»
TT
البنك المركزي الروسي يخفض سعر الفائدة إلى 17 %
رجل يخرج من مقر البنك المركزي الروسي في العاصمة موسكو (رويترز)
خفض البنك المركزي الروسي، يوم الجمعة، سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 100 نقطة أساس ليصل إلى 17 في المائة، وهو أقل مما توقعه المحللون، مُشيراً إلى أن التضخم لا يزال أعلى من المستهدف وأن التوقعات التضخمية لا تزال مرتفعة.
وقال البنك المركزي، في بيان: «لم تتغير توقعات التضخم بشكل كبير في الأشهر الأخيرة. وبشكل عام، لا تزال مرتفعة. وقد يعوق هذا حدوث تباطؤ مُستدام في التضخم».
وتوقع محللون استطلعت «رويترز» آراءهم في 8 سبتمبر (أيلول) الحالي خفضاً بمقدار 200 نقطة أساس، على الرغم من أن انخفاض الروبل بنسبة 5 في المائة هذا الأسبوع أثار شكوكاً حول ما إذا كان البنك المركزي سيُخفّض سعر الفائدة إلى هذا الحد.
وقال البنك المركزي: «لا تزال مخاطر التضخم المعززة تتفوق على مخاطر انكماش التضخم على المدى المتوسط»، مضيفاً أن هذه المخاطر مرتبطة «بانحراف تصاعدي طويل الأمد للاقتصاد عن مسار نمو متوازن وتوقعات تضخم مرتفعة، بالإضافة إلى تدهور في شروط التجارة الخارجية».
ويشهد الاقتصاد الروسي تباطؤاً حاداً؛ حيث من المتوقع أن ينخفض النمو من 4.3 في المائة في عام 2024 إلى 1.2 في المائة هذا العام. ويحذر بعض الاقتصاديين وقادة الأعمال من الركود.
وأظهرت أحدث البيانات انكماشاً شهرياً بنسبة 0.4 في المائة في أغسطس (آب)، وهو الشهر الذي عادة ما يؤدي فيه انخفاض أسعار الفواكه والخضراوات الجديدة إلى انخفاض الأسعار. وعلى أساس سنوي، تباطأ التضخم إلى 8.14 في المائة في أغسطس، مقارنة بـ8.79 في المائة في يوليو (تموز) .
جدل حول ركود الاقتصاد
وفي أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، رفع البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي إلى 21 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من 20 عاماً، وذلك في إطار جهود مكافحة التضخم، الذي نتج عن ارتفاع الإنفاق العسكري المرتبط بالصراع في أوكرانيا. وأدت هذه الخطوة إلى رفع أسعار الفائدة على الإقراض في الاقتصاد إلى مستوى مُعقّد يتجاوز 25 في المائة، ما أدى إلى عجز العديد من الشركات عن الاستثمار، وتضررت القطاعات الهشّة مثل البناء والفحم والمعادن أكثر من غيرها. وصرح جيرمان غريف، الرئيس التنفيذي لبنك «سبيربنك»، أكبر بنك في البلاد، وهو من الشخصيات العامة القليلة المؤثرة في روسيا التي تُعبّر عن آراء تتعارض مع الموقف الرسمي، الأسبوع الماضي، بأن الاقتصاد في حالة «ركود فني».
ووفقاً للبيانات الإحصائية، نما الاقتصاد الروسي بنسبة 1.1 في المائة في الربع الثاني على أساس سنوي. وأظهر رسم بياني نشره البنك المركزي الأسبوع الماضي انكماش الناتج المحلي الإجمالي في الربعين الأول والثاني على أساس ربع سنوي. ونفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، ركود الاقتصاد، مشيراً إلى استمرار نمو الإقراض. وأعرب عن دعمه للبنك المركزي، الذي تعرّض لانتقادات شديدة بسبب سياسته النقدية المُتشددة.
وكان البنك المركزي قد صرّح سابقاً بأن السياسة المالية الحكيمة عامل مهم في إبقاء نمو الأسعار تحت السيطرة. مع ذلك، يبدو أن روسيا، في ظل انخفاض عائدات الطاقة، على وشك تجاوز العجز المخطط له والبالغ 1.7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام. وأعلن البنك المركزي أن التطبيع المالي «لم يتحقق بعد، بالنظر إلى عجز الموازنة المتراكم منذ بداية هذا العام». وأضاف أن معايير الموازنة الجديدة، المقرر تقديمها إلى البرلمان هذا الشهر، قد تُجبره على تعديل السياسة النقدية.
ضغوط أميركية
وفي إطار الضغوط الغربية المستمرة، قال وزير الطاقة الأميركي كريس رايت، يوم الجمعة، إن الاتحاد الأوروبي يمكنه الاستغناء تدريجياً عن النفط والغاز الروسيين بشكل أسرع، مضيفاً أن ذلك سيكون مفيداً في إنهاء الحرب في أوكرانيا. وأضاف رايت، في كلمة خلال فعالية في بروكسل نظمها «مركز دراسات السياسة الأوروبية» للأبحاث، أنه إذا لم يقم الاتحاد الأوروبي بإصلاح قوانينه المتعلقة بالميثان، فإنه سيحول دون تلقي واردات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة.
انخفضت القروض الجديدة من البنوك الصينية بشكل حاد في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، مخالفةً توقعات السوق، وسط استمرار ضعف الطلب على الائتمان
الاتحاد الأوروبي يفتح تحقيقاً مع «غوغل» حول سياسات البريد العشوائيhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF/5208411-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D9%8A%D9%81%D8%AA%D8%AD-%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D9%8B-%D9%85%D8%B9-%D8%BA%D9%88%D8%BA%D9%84-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D9%88%D8%A7%D8%A6%D9%8A
الاتحاد الأوروبي يفتح تحقيقاً مع «غوغل» حول سياسات البريد العشوائي
شعار شركة «غوغل» خارج مكاتبها في لندن (رويترز)
خضعت شركة «غوغل»، التابعة لشركة «ألفابت»، الخميس، لتحقيق من الاتحاد الأوروبي لمكافحة الاحتكار بشأن سياساتها المتعلقة بالبريد العشوائي، عقب شكاوى من ناشرين يرون أن هذه السياسات أضرت بإيراداتهم؛ ما يعرّض عملاق التكنولوجيا الأميركي لخطر غرامة كبيرة محتملة.
وبدأت «غوغل» في مارس (آذار) من العام الماضي حملة صارمة ضد الشركات التي تحاول التلاعب بخوارزمية البحث لرفع ترتيب مواقع أخرى. وتستهدف سياسة إساءة استخدام سمعة الموقع الإلكتروني نشر صفحات تابعة لجهات خارجية على موقع ما لاستغلال إشارات ترتيب الموقع المضيف، فيما يُعرف عادةً بتحسين محركات البحث الطفيلي، وفق «رويترز».
وأشارت المفوضية الأوروبية إلى أن رصدها أظهر أن «غوغل» تقلل ترتيب مواقع وسائل الإعلام والناشرين الآخرين في نتائج البحث عند احتواء هذه المواقع على محتوى من شركاء تجاريين؛ ما يؤثر على طريقة شائعة ومشروعة يستخدمها الناشرون لتحقيق الدخل من مواقعهم الإلكترونية ومحتواهم.
وقالت تيريزا ريبيرا، رئيسة مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي: «نشعر بالقلق من أن سياسات (غوغل) لا تسمح بمعاملة ناشري الأخبار بطريقة عادلة ومعقولة وغير تمييزية في نتائج البحث. سنحقق لضمان عدم خسارة ناشري الأخبار إيرادات مهمة في وقت عصيب للقطاع، ولضمان امتثال (غوغل) لقانون الأسواق الرقمية».
من جانبها، وصفت «غوغل» تحقيق الاتحاد الأوروبي بأنه «مضلّل»، مشيرةً إلى أن خطوة الاتحاد تهدد بتدهور جودة نتائج البحث. وكتب باندو ناياك، كبير العلماء في محرك البحث «غوغل»، في منشور على مدونته: «التحقيق المعلن اليوم في جهودنا لمكافحة البريد العشوائي مضلل، ويهدد بإلحاق الضرر بملايين المستخدمين الأوروبيين. التحقيق لا أساس له من الصحة، فقد رفضت محكمة ألمانية دعوى مماثلة، وحكمت بأن سياستنا لمكافحة البريد العشوائي صحيحة ومعقولة ومطبقة بشكل متسق». وأضاف أن السياسة تساعد على تكافؤ الفرص ومنع المواقع من استخدام أساليب خادعة للتفوق على المنافسين المحتملين.
وتقدمت شركة الإعلام الألمانية «أكت ميراكي» بشكوى إلى المفوضية في أبريل (نيسان)، مشيرة إلى أن سياسة «غوغل» لمكافحة البريد العشوائي تُعاقب المواقع الإلكترونية. كما أبدى مجلس الناشرين الأوروبيين، والرابطة الأوروبية لناشري الصحف، والرابطة الأوروبية لإعلام المجلات شكاوى مماثلة.
ويأتي تحقيق الاتحاد الأوروبي بموجب قانون الأسواق الرقمية (DMA)، الذي يسعى إلى كبح نفوذ شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث يمكن أن تصل الغرامات إلى 10 في المائة من المبيعات السنوية العالمية للشركات المخالفة.
سوق الأسهم السعودية تختتم الأسبوع بتراجع 0.7 في المائةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF/5208409-%D8%B3%D9%88%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AE%D8%AA%D8%AA%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D9%88%D8%B9-%D8%A8%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D8%B9-07-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A6%D8%A9
مستثمر يتابع شاشة الأسهم في السوق المالية السعودية بالرياض (أ.ف.ب)
الرياض:«الشرق الأوسط»
TT
الرياض:«الشرق الأوسط»
TT
سوق الأسهم السعودية تختتم الأسبوع بتراجع 0.7 في المائة
مستثمر يتابع شاشة الأسهم في السوق المالية السعودية بالرياض (أ.ف.ب)
تراجع مؤشر سوق الأسهم السعودية في جلسة تداولات يوم الخميس بنسبة 0.7 في المائة، وبمقدار 77.22 نقطة، إلى مستوى 11177.66 نقطة، وبسيولة بلغت قيمتها 3.8 مليار ريال (مليار دولار).
وانخفض سهم «أرامكو» الأثقل وزناً في المؤشر بنسبة 0.39 في المائة، إلى 25.86 ريال.
كما تراجع سهما «معادن» و«سابك» بنسبة 2.54 و1.56 في المائة، إلى 59.5 و56.9 ريال على التوالي.
وفي القطاع المصرفي، انخفض سهما «الراجحي» و«الأهلي» بنسبة 0.59 و1.44 في المائة، إلى 101 و38.3 ريال على التوالي.
في المقابل، ارتفع سهما «أديس» و«البحري» بنسبة 1.16 و 2.49 في المائة، إلى 17.5 و32.1 ريال على التوالي.
وكالة الطاقة الدولية تتراجع… ورؤية السعودية تنتصر لواقع النفطhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF/5208404-%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D8%B9%E2%80%A6-%D9%88%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%B1-%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B7
وكالة الطاقة الدولية تتراجع… ورؤية السعودية تنتصر لواقع النفط
وزر الطاقة السعودي مشاركاً في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار»... (الشرق الأوسط)
بعد أربع سنوات من الجدل، أعلنت وكالة الطاقة الدولية تراجعاً محورياً عن توقعاتها المتشددة بشأن ذروة النفط، لتؤكد بذلك صحة التحذيرات المتكررة التي أطلقها وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، الذي سبق أن وصف سيناريو الوكالة حول الحياد الكربوني بـ«سيناريو لالا لاند».
فالوكالة أقرت في تقريرها الأخير بأن الطلب العالمي على النفط والغاز يمكن أن يواصل النمو حتى عام 2050، وأن العالم يسير بخطى أبطأ بكثير نحو تحول الطاقة. هذا التقرير شكّل تحوّلاً جديداً في نبرة وكالة الطاقة الدولية التي كانت قد قالت في سبتمبر (أيلول) الماضي، إن ثمة حاجة إلى استثمارات بمليارات الدولارات في مشاريع جديدة للنفط والغاز، وذلك بعد أن تعرّضت سابقاً لانتقادات حادّة عندما اعتبرت أن مثل هذه الاستثمارات تتعارض مع أهداف المناخ، مما دفع مشرّعين جمهوريين إلى مهاجمة الوكالة والمطالبة بوقف تمويلها.
منذ عام 2021، اتخذ الأمير عبد العزيز بن سلمان موقفاً ثابتاً ومتحدياً لتقرير وكالة الطاقة الدولية المطالب بوقف الاستثمارات الجديدة في النفط والغاز. ووصف الوزير هذا السيناريو حينها بأنه «استكمال لسيناريو فيلم لالا لاند» لكونه بعيداً تماماً عن الواقع ولا يستند إلى بيانات حقيقية، محذراً من أن الترويج لهذا «المسار غير الواقعي» سيؤدي حتماً إلى انزلاق العالم إلى أزمة طاقة. وقال للصحافيين في الأول من يونيو (حزيران) 2021 بعد اجتماع وزراء «أوبك بلس»: «أُعبّر عن رأيي بأن هذا جزء ثانٍ لفيلم (لا لا لاند). لماذا عليّ أن آخذه على محمل الجد؟».
ظل وزير الطاقة السعودي متمسكاً برأيه، مؤكداً في عديد من المناسبات أن «الهيدروكربونات موجودة لتبقى»، وأن المملكة ماضية في زيادة طاقتها الإنتاجية، معتبراً أن التحالف الموثوق والفعال، وهو «أوبك بلس»، هو الضامن الرئيسي لاستقرار الأسواق، وليست التكهنات.
وزير الطاقة السعودي خلال اجتماع سابق لـ«أوبك» في فيينا (رويترز)
مبادرات استراتيجية
لم يقتصر موقف الأمير عبد العزيز بن سلمان على وصف سيناريو الحياد الكربوني لوكالة الطاقة الدولية بـ«لالا لاند» فحسب، بل عزَّز رؤيته الواقعية لأسواق الطاقة بمجموعة من المواقف والمبادرات الاستراتيجية التي أكدت ضرورة استمرارية النفط والغاز. فقد أكد مراراً وتكراراً أن دعوات وكالة الطاقة الدولية إلى وقف الاستثمارات الجديدة في النفط والغاز مبنية على التفكير الحالم، مشدداً على أن تطبيق هذه المطالب كان سيؤدي حتماً إلى زعزعة استقرار الأسواق العالمية على نحو خطير وإلى تهديد أمن الطاقة، مشيراً إلى أن مثل هذه السياسات تتجاهل الواقع العملي لنمو الطلب على النفط.
كما انتقد وزير الطاقة السعودي بحدة توجه وكالة الطاقة الدولية، متهماً إياها بالتحول من كونها محللاً حيادياً للطاقة يعتمد على البيانات والحقائق إلى «داعية سياسي» يروِّج لأجندة معينة. وأكد أن هذا التحول هو السبب وراء فشل توقعات الوكالة المتكررة بشأن «ذروة الطلب»، ودعاها إلى العودة إلى الأساسيات التحليلية الموثوقة.
ورغم الضغوط المتنامية للحد من الوقود الأحفوري، وتوقعات الوكالة بوصول الطلب إلى الذروة، أصر عبد العزيز بن سلمان على المضيّ قدماً في خطط السعودية لزيادة طاقتها الإنتاجية من النفط الخام. وقد عبّر عن هذه الاستراتيجية بمقولته الشهيرة إن «الهيدروكربونات موجودة لتبقى» في عام 2023، مشدداً على أن المملكة تهدف إلى أن تكون مورداً عالمياً للطاقة بأقل التكاليف وبجميع أشكالها، بما في ذلك الهيدروجين والطاقات المتجددة، دون التخلي عن مواردها النفطية.
ويضاف إلى كل ذلك أن وزير الطاقة أكد مراراً المسؤولية الحقيقية لتحالف «أوبك بلس» كونه التنظيم الموثوق والفعال الذي يعمل لضمان استقرار الأسواق العالمية وتلبية الطلب الحقيقي للمستهلكين، وليس للتكهنات أو الأهداف الآيديولوجية. ورأى أن التحالف، بقراراته المدروسة، أصبح «ضامناً رئيسياً» لاستقرار أسعار الطاقة، مؤكداً أن القرارات يجب أن تستند إلى حقائق العرض والطلب لا إلى مسارات «غير واقعية».
الناصر يُحذر من نقص الاستثمارات
في سياق متصل بتأكيد الحاجة إلى الاستثمار، كانت تحذيرات الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية»، أمين الناصر، حاضرة بقوة. إذ حذّر من أزمة وشيكة في إمدادات النفط العالمية، ربطاً بينها وبين تراجع الاستثمارات في عمليات الاستكشاف والإنتاج على مدى السنوات العشر الماضية. وأكد أن حجم الإنفاق الحالي على الاستكشاف منخفض للغاية، في وقت يستمر فيه الطلب العالمي على النفط في النمو، محذراً من أن العالم يواجه أزمة إمدادات إذا لم يُستأنف الاستثمار بشكل جدي.
الرئيس التنفيذي لـ«أرامكو» خلال مشاركته في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» بالرياض (أ.ف.ب)
جاء رد منظمة «أوبك» مرحِّباً بتراجع وكالة الطاقة الدولية عن توقعاتها السابقة، وعدّته «مصالحة مع الواقع»، وتأكيداً للرؤية طويلة الأمد التي تتبناها «أوبك». وأكدت أن «هوس الذروة» قد أعاق التحليل السليم ووضع سياسات فعالة في الماضي.
كما أكدت أن هذا التراجع هو المرة الأولى منذ سنوات عديدة التي تعترف فيها الوكالة بأن النفط والغاز «يمكن أن يلعبا دوراً كبيراً في مسارات الطاقة المستقبلية المتطورة»، خصوصاً في سيناريو «السياسات الحالية» الذي أظهر نمو الطلب حتى عام 2050.
كان الأمين العام لمنظمة «أوبك»، هيثم الغيص، قد انتقد وكالة الطاقة الدولية مراراً، قائلاً إنها تروّج لـ«خطابٍ معادٍ للنفط».
الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص (أ.ف.ب)
موقف واشنطن
تعرضت الوكالة لضغوط من الولايات المتحدة على خلفية تحولها نحو التركيز على سياسات الطاقة النظيفة، في الوقت الذي يدعو فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب الشركات الأميركية لزيادة التوسع في إنتاج النفط والغاز. في ظل إدارة جو بايدن، توقعت الوكالة أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى ذروته هذا العقد، وقالت إنه لا حاجة إلى مزيد من الاستثمار، وهو ما أثار حفيظة واشنطن بشدة.
وقد وجّه وزير الطاقة الأميركي، كريس رايت، انتقادات حادة إلى توقعات الوكالة بـ«ذروة النفط» قبل عام 2030، واصفاً إياها بأنها «هراء مطلق». وبلغ التهديد ذروته عندما أعلن رايت في يوليو (تموز) الماضي أنه يتعين على الولايات المتحدة فعل أحد أمرين: «إما أن نصلح طريقة عمل وكالة الطاقة الدولية، وإما أن ننسحب»، مفضلاً خيار الإصلاح.
يحمل هذا التهديد وزناً كبيراً، حيث تعد الولايات المتحدة أكبر مساهم في ميزانية الوكالة (بنحو 18 في المائة)، وقد أيَّد هذا الموقف مشرّعون جمهوريون طالبوا بوقف تمويلها.
وزير الطاقة الأميركي خلال زيارته السعودية وإلى جانبه الأمير عبد العزيز بن سلمان (الشرق الأوسط)
كما وجّه رايت اتهاماً أخلاقياً للوكالة، مشيراً إلى أن توقعاتها بوقف الاستثمار في النفط والغاز تجعلها تتبنى موقفاً يجحف بحق المليارات من البشر في الدول النامية.
وأوضح كبير مستشاري وزير الطاقة السعودي سابقاً، الدكتور محمد الصبان، لـ«الشرق الأوسط»، أن تراجع وكالة الطاقة الدولية عن تقاريرها السابقة، وللمرة الأولى، جاء بعد تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقطع حصة واشنطن المالية في الوكالة والانسحاب منها، بعد أن ادّعت أن ذروة الطلب على النفط ستكون في عام 2030، وهو ما أربك الأسواق وأدى إلى انخفاض الاستثمارات في استكشاف مزيد من النفط، والتنبؤ بأزمة عرض عالمي من النفط.
وقال الصبان إن وكالة الطاقة تراجعت وذكرت أن الطلب العالمي على النفط سيستمر لما يقل عن 25 عاماً قادمة، مشيراً إلى أن «المملكة كانت أول من نبّه إلى خطورة مقولة الوكالة على أمن الطاقة، وقاطعت السعودية و(أوبك بلس) الاعتماد على أرقام الوكالة ضمن المصادر المعتمد عليها».
كانت «أوبك» قد أعلنت في عام 2022 التوقف عن استخدام بيانات وكالة الطاقة الدولية لتقييم التزام الدول الأعضاء بحصص الإنتاج. وأبدلت بها شركتي الاستشارات «وود ماكنزي» و«ريستاد إنرجي» كمصادر ثانوية لتقييم مستويات إنتاج النفط الخام للدول الأعضاء.
وأضاف الصبان: «هذا مختصر النقاش حول لعبة الوكالة السياسية ومحاولة تمريرها، بل طالبت (أرامكو) السعودية، وشركات نفط دولية بالتوقف عن استكشاف وإنتاج مزيد من النفط».
وذكر أن الرياض كانت أول من طالبت بعدم الوثوق بالأرقام الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية، كونها تعي الطبيعة السياسية في تقاريرها، وقال إن وزير الطاقة، الأمير عبد العزيز بن سلمان، كان حريصاً في كل مرة على إيصال رسائل مضمونها «أن الوكالة غير موثوقة ولا يمكن الاعتماد عليها، والمملكة طالبت الدول الأعضاء بعدم الاعتماد على هذه التقارير».
تقرير الوكالة
في تقديراتها السنوية لآفاق الطاقة العالمية التي نُشرت يوم الأربعاء، توقعت وكالة الطاقة الدولية في ظل سيناريو السياسات الحالية أن يصل الطلب على النفط إلى 113 مليون برميل يومياً بحلول منتصف القرن بزيادة نحو 13 في المائة عن استهلاك عام 2024. وتوقعت أن يرتفع الطلب العالمي على الطاقة بمقدار 90 إكساغول بحلول عام 2035، بزيادة 15 في المائة عن المستويات الحالية.
وأشار التقرير إلى ارتفاع قرارات الاستثمار النهائية في مشاريع الغاز الطبيعي المسال الجديدة خلال عام 2025. وستبدأ عمليات لنحو 300 مليار متر مكعب من الطاقة التصديرية السنوية الجديدة للغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2030 بما يمثل زيادة بواقع 50 في المائة في الإمدادات المتاحة.
شعار وكالة الطاقة الدولية في باريس (رويترز)
وفي ظل سيناريو السياسات الحالية، ستنمو السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال من نحو 560 مليار متر مكعب في عام 2024 إلى 880 مليار متر مكعب في عام 2035 وإلى 1020 مليار متر مكعب في عام 2050، مدفوعة بارتفاع الطلب في قطاع الطاقة الذي يغذيه نمو مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي.
وذكر التقرير أنه من المتوقع أن يصل الاستثمار العالمي في مراكز البيانات إلى 580 مليار دولار في عام 2025، وأشار إلى أنه إذا تحقق ذلك فإنه سيتجاوز مبلغ 540 مليار دولار الذي يتم إنفاقه سنوياً على إمدادات النفط على مستوى العالم.
في الختام، يمثل تغيير وكالة الطاقة نهاية لحقبة «هوس الذروة» وبداية لنهج تحليلي جديد يأمل قطاع الطاقة أن يكون أكثر استناداً إلى حقائق السوق واحتياجات التنمية العالمية.