الهند تستهدف نمواً سنوياً 8 % خلال العقد المقبل لمواجهة التحديات

السندات تهبط بعد الإصلاحات الضريبية وسط قيود جديدة على مشتقات الأسهم

العلم الهندي على نصب ضخم في فيكتوريا ميموريال بكولكاتا للاحتفال باليوم الوطني (رويترز)
العلم الهندي على نصب ضخم في فيكتوريا ميموريال بكولكاتا للاحتفال باليوم الوطني (رويترز)
TT

الهند تستهدف نمواً سنوياً 8 % خلال العقد المقبل لمواجهة التحديات

العلم الهندي على نصب ضخم في فيكتوريا ميموريال بكولكاتا للاحتفال باليوم الوطني (رويترز)
العلم الهندي على نصب ضخم في فيكتوريا ميموريال بكولكاتا للاحتفال باليوم الوطني (رويترز)

أكدت وزارة المالية الهندية أمام لجنة من المشرعين أن اقتصاد الهند بحاجة إلى تحقيق نمو سنوي يبلغ نحو 8 في المائة خلال العقد المقبل، في ظل تصاعد حالة عدم اليقين الجيوسياسي، مع توقع الحكومة أن يُسهم كل من الطلب المحلي والاستثمارات في دعم عجلة النمو.

وتشير تقديرات الحكومة إلى أن نمو الاقتصاد الهندي سيتراوح بين 6.3 في المائة و6.8 في المائة للسنة المالية المنتهية في 31 مارس (آذار)، وهو ما يتماشى بشكل عام مع معدل النمو البالغ 6.5 في المائة المسجل في العام الماضي، لكنه أقل بكثير من معدل 9.2 في المائة المسجل في 2023-2024، وفق «رويترز».

حاويات شحن مكدسة في ميناء جواهر لال نهرو في مومباي (رويترز)

التحول إلى اقتصاد متقدم بحلول 2047

وتتوافق تصريحات الوزارة مع هدف الحكومة الطموح بتحويل الهند إلى اقتصاد متقدم بحلول عام 2047، وهو هدف يشير خبراء اقتصاديون إلى أنه يتطلّب نمواً سنوياً يتراوح بين 8 في المائة و9 في المائة. وذكرت وزارة المالية في ردها على لجنة برلمانية في يونيو (حزيران)، وفق تقرير صدر يوم الثلاثاء، أنه «من الناحية المثالية، يحتاج الاقتصاد الهندي إلى نمو حقيقي بنحو 8 في المائة سنوياً على الأقل لمدة عقد كامل». ولتحقيق هذا الهدف، يتعيّن على الهند رفع معدل الاستثمار إلى نحو 35 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنةً بنحو 31 في المائة حالياً.

وفي ظل أجواء تجارية غير مستقرة، بما في ذلك فرض الولايات المتحدة تعريفة جمركية بنسبة 50 في المائة على السلع الهندية، تسعى نيودلهي إلى تحفيز الطلب المحلي من خلال تخفيضات ضريبية مخطط لها للمستهلكين، بعد تخفيضات ضريبية شخصية تم تنفيذها في فبراير (شباط)، في حين خفّض البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس خلال هذا العام. وقد يؤدي فرض التعريفة الجمركية بنسبة 50 في المائة إلى خفض النمو بما يصل إلى 40 نقطة أساس في العام المالي 2025-2026.

وانهارت محادثات التجارة بين الهند والولايات المتحدة، في وقت سابق من هذا الشهر، بعد رفض نيودلهي منح واشنطن حق الوصول إلى أسواقها الزراعية ومنتجات الألبان الكبيرة. وفي الوقت نفسه، أعلنت وزارة المالية الهندية أن الأولوية تُعطى لتعزيز صادرات السلع كثيفة العمالة، بما في ذلك المنسوجات والملابس والسلع الجلدية.

التضخم والسياسة النقدية

وفي سياق متصل، صرّح كبير الاقتصاديين في وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» للتصنيف الائتماني لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، فيشروت رانا، بأن التضخم في الهند من المتوقع أن يظل محتوى نسبياً، نظراً إلى التفاؤل الحالي بالتوقعات الاقتصادية، مشيراً إلى وجود مجال محتمل لمزيد من تخفيف السياسة النقدية.

زبائن يشترون الفواكه والخضراوات في سوق مسائية بالهواء الطلق في أحمد آباد (رويترز)

السندات تهبط بعد إصلاحات ضريبية

وعلى صعيد الأسواق المالية، واصلت سندات الحكومة الهندية انخفاضها، يوم الثلاثاء، بعد أن أثارت خطة الإصلاح الضريبي الحكومية المخططة مخاوف مالية وأدت إلى تقلبات حادة في السوق، مما دفع عائد السندات لأجل عشر سنوات إلى أعلى مستوى له في أكثر من أربعة أشهر، ليبلغ 6.5192 في المائة بحلول الساعة 10:50 صباحاً بتوقيت الهند القياسي، مرتفعاً نقطتَي أساس عن الإغلاق السابق البالغ 6.4968 في المائة.

ويأتي ذلك بعد أن أطلق رئيس الوزراء ناريندرا مودي، يوم الجمعة، إصلاحات شاملة لضريبة السلع والخدمات، التي ستخفض أسعار الضروريات اليومية والإلكترونيات بدءاً من أكتوبر (تشرين الأول). وأكد مسؤولو الحكومة أن هدف العجز المالي لا يزال ضمن نطاق السيطرة، رغم تقليص مصادر الإيرادات، في حين يرى بعض الاستراتيجيين والاقتصاديين أن هناك مجالاً لاستيعاب الخسائر من خلال تحصيل رسوم إضافية وضرائب من الشركات وزيادة الإيرادات من برامج مختارة.

وفي الأسواق النقدية، ارتفعت أسعار مقايضة مؤشر ليلة واحدة في التعاملات المبكرة، في حين ارتفعت أسعار الفائدة على الودائع لأجل عام واحد إلى 5.56 في المائة، وعلى الودائع لأجل عامَيْن إلى 5.5350 في المائة، وعلى الودائع لأجل خمس سنوات إلى 5.77 في المائة، وسط مخاوف المستثمرين من تأثير الإصلاحات الضريبية على السيولة والديون الحكومية.

أشخاص يقفون خارج بورصة مومباي (رويترز)

إصلاحات سوق الأسهم

وحول سوق الأسهم، أفاد مصدران مطلعان بأن لجنة عليا تابعة لهيئة تنظيم السوق الهندية ستجتمع يوم الثلاثاء، للنظر في فرض قيود أكثر صرامة على مراكز مشتقات المؤشرات في الأسواق المحلية. وتدرس هيئة الأوراق المالية والبورصات الهندية (SEBI) قواعد مشتقات الأسهم بعد حظر مؤقت لشركة التداول الأميركية عالية التردد «جين ستريت»، بسبب استراتيجيات تداول عُدّت متلاعبة وأسفرت عن خسائر للمستثمرين الأفراد.

وأكدت المصادر أن اللجنة الاستشارية للسوق الثانوية التابعة للهيئة المكلفة بوضع سياسات سوق الأسهم، ستناقش توصيات بشأن حدود التداول اليومي لمشتقات المؤشرات، لتجنب تراكم الانكشافات الكبيرة من قِبل كبار المتداولين وشركات التداول. كما ستبحث الحد الأقصى للانكشاف المسموح به لعضو التداول الفردي وآلية مراقبة البورصات، على أن تُعرض توصياتها على مجلس إدارة الهيئة قبل اتخاذ القرار النهائي.

وفي فبراير، كانت الهيئة قد اقترحت حداً للتداول اليومي قدره 10 مليارات روبية هندية (114.89 مليون دولار) للمراكز في مشتقات المؤشرات، لكنها ألغت الخطة بعد اعتراضات من شركات السوق الكبرى، وطلبت بدلاً من ذلك من البورصات مراقبة مراكز التداول اليومي للشركات.

يُذكر أن سوق مشتقات الأسهم الهندية تمثل نحو 60 في المائة من أحجام التداول العالمية، رغم تكبد مستثمري التجزئة خسائر كبيرة. وأظهرت دراسة أعدتها الهيئة أن خسائر متداولي التجزئة بلغت 524 مليار روبية خلال الاثني عشر شهراً المنتهية في 31 مارس 2024، في حين حقق المتداولون الأفراد لصالح المؤسسات المالية أرباحاً إجمالية بلغت 330 مليار روبية، وحقق المستثمرون الأجانب 280 مليار روبية.


مقالات ذات صلة

تراجع العقود الآجلة للأسهم الأميركية في آخر يوم من 2025

الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك (رويترز)

تراجع العقود الآجلة للأسهم الأميركية في آخر يوم من 2025

شهدت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية تراجعاً طفيفاً، في آخِر يوم تداول من عام 2025، لكنها تتجه لاختتام عام متقلب اتسم بالغموض بسبب تعريفات ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

سوق السندات الأميركية تدخل 2026 وسط ترقب وحذر بعد عام قياسي

بعد عامٍ استثنائي لسوق السندات الأميركية، هو الأفضل منذ عام 2020، يقف المستثمرون اليوم على أعتاب عام 2026 وسط حالة من الترقب والحذر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد مؤشر أسعار الأسهم الألماني «داكس» يظهر برسم بياني في بورصة فرانكفورت (رويترز)

الأسهم الأوروبية تتجه نحو أفضل أداء سنوي منذ 2021

لم تشهد الأسهم الأوروبية تغيراً يُذكر في آخر يوم تداول من عام 2025؛ حيث استقرت قرب مستويات قياسية مرتفعة، ومن المتوقع أن تختتم عاماً قوياً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تُظهر الشاشات مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار الأميركي مقابل الوون داخل قاعة التداول ببنك هانا في سيول (أ.ب)

أسواق آسيا تتحرك بشكل متباين وسط عطلات نهاية العام

شهدت أسواق الأسهم الآسيوية تداولات متباينة، يوم الأربعاء، في وقتٍ أغلقت فيه عدة بورصات رئيسية أبوابها بمناسبة عطلة نهاية العام ورأس السنة الجديدة.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
الاقتصاد رسم بياني لمؤشر أسهم «داكس» الألماني في بورصة الأوراق المالية في فرنكفورت (رويترز)

استقرار الأسهم الأوروبية قرب مستوياتها القياسية قبيل نهاية العام

استقرت الأسهم الأوروبية، يوم الثلاثاء، بعد أن سجل المؤشر القياسي مستويات قياسية في الجلسة السابقة، وسط حذر المستثمرين في الأسبوع الأخير من عام 2025.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«إكسبو 2030 الرياض» ترسّي العقد الرئيسي للبنية التحتية على «نسما وشركاهم»

رسم تخيلي لمخطط «إكسبو 2030 الرياض» (الشرق الأوسط)
رسم تخيلي لمخطط «إكسبو 2030 الرياض» (الشرق الأوسط)
TT

«إكسبو 2030 الرياض» ترسّي العقد الرئيسي للبنية التحتية على «نسما وشركاهم»

رسم تخيلي لمخطط «إكسبو 2030 الرياض» (الشرق الأوسط)
رسم تخيلي لمخطط «إكسبو 2030 الرياض» (الشرق الأوسط)

أعلنت شركة «إكسبو 2030 الرياض» ترسية العقد الرئيسي لأعمال البنية التحتية والمرافق الأساسية في موقع المشروع على مجموعة «نسما وشركاهم»، في خطوة تستهدف تسريع وتيرة التنفيذ والانتقال بالمشروع من مرحلة التخطيط والأعمال التمهيدية إلى مرحلة التنفيذ واسع النطاق على أرض الموقع.

وقالت الشركة إن حزمة الأعمال الجديدة تمثل محطة محورية في مسار تطوير «إكسبو 2030 الرياض»، بوصفه إحدى أكثر الوجهات طموحاً ضمن روزنامة المعارض الدولية، مشيرة إلى أن أعمال البنية التحتية والمرافق الرئيسة تُعدّ الأساس الذي ستُبنى عليه المراحل اللاحقة من الإنشاءات والتطوير، بما يضمن جاهزية الموقع لدعم المتطلبات التشغيلية للمعرض.

نطاق العقد

ويشمل نطاق العقد إنشاء الطرق داخل موقع «إكسبو»، وتنفيذ وتركيب شبكات المرافق والخدمات الأساسية التي ستشكل الهيكل الرئيس للبنية التحتية للمشروع، بما يصل إلى 50 كيلومتراً من شبكات المياه والصرف الصحي والأنظمة الكهربائية، إلى جانب شبكة محطات شحن السيارات الكهربائية وشبكات الاتصالات. وتُعدّ هذه الأعمال ركيزة ضرورية لتمكين المراحل التالية من تطوير المخطط العام، والبدء في تشييد أول الأعمال الإنشائية التي سترسم ملامح التجارب المخصصة لزوار «إكسبو 2030 الرياض».

مرحلة محورية

وأكد المهندس طلال المرّي، الرئيس التنفيذي لشركة «إكسبو 2030 الرياض»، أن ترسية العقد تمثل «مرحلة محورية» لتسريع الأعمال في الموقع، موضحاً أن بدء تنفيذ البنية التحتية الشاملة يهيئ الأسس اللازمة لضمان تنفيذ آمن ومتكامل وعالي الجودة وفق أفضل الممارسات العالمية عبر جميع مراحل التطوير، إلى جانب بناء «إرث مستدام» يمتد أثره إلى ما بعد 2030.

وأضاف المرّي أن ترسية العقد تمت قبل الموعد المحدد في الجدول الزمني المخطط له، ضمن نهج مرحلي يستهدف دفع التنفيذ، لافتاً إلى أن عام 2026 وبدايات 2027 سيشهدان تقدماً في أعمال إنشاءات البنية التحتية والمباني والمساحات العامة بالموقع.

تأسيس لقاعدة مراحل التطوير

من جهته، قال المهندس سامر عبد الصمد، الرئيس التنفيذي لمجموعة «نسما وشركاهم»، إن المجموعة تفخر بثقة «إكسبو 2030 الرياض» بإسناد الحزمة الرئيسة من أعمال البنية التحتية إليها، مؤكداً أن المشروع «لا يقاس بحجمه فحسب، بل بما يتطلبه من دقة وتكامل ومسؤولية» في التنفيذ وفق أعلى المعايير، وأن المجموعة ستعمل على تطوير بنية تحتية عالية الجودة تدعم رؤية «إكسبو 2030 الرياض» وتؤسس لقاعدة متينة لمراحل التطوير اللاحقة.

وأكدت شركة «إكسبو 2030 الرياض» في الوقت ذاته التزامها تضمين أعلى معايير الجودة والابتكار، إلى جانب تطبيق أفضل ممارسات الاستدامة ورعاية العاملين وضمان صحتهم وسلامتهم في مختلف مراحل التطوير، ضمن نهج البناء المسؤول، وتوفير بيئة عمل آمنة وشاملة للفرق المشاركة كافة في تنفيذ المشروع.


تراجع العقود الآجلة للأسهم الأميركية في آخر يوم من 2025

متداول يعمل في بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

تراجع العقود الآجلة للأسهم الأميركية في آخر يوم من 2025

متداول يعمل في بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (رويترز)

شهدت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية تراجعاً طفيفاً، في آخِر يوم تداول من عام 2025، لكنها تتجه لاختتام عام متقلب اتسم بالغموض بسبب تعريفات الرئيس دونالد ترمب، واندفاع المستثمرين نحو أسهم الذكاء الاصطناعي، ما أدى إلى مكاسب قياسية.

ومن المتوقع أن يختتم مؤشرا «ستاندرد آند بورز 500» و«داو جونز» شهرهما الثامن على التوالي على ارتفاع، مدعومين بالإقبال الكبير على أسهم شركات الذكاء الاصطناعي، ما دفع المؤشرات الثلاثة إلى مستويات قياسية خلال العام، وفق «رويترز».

ومع ذلك، ظل الأداء السنوي دون المستوى الذي شهدته الأسواق في العامين الماضيين، إذ أثّرت تعريفات «يوم التحرير»، التي فرضها ترمب في أبريل (نيسان) الماضي على الأسواق العالمية، وخلقت حالة من الغموض بشأن مستقبل السياسة النقدية في أكبر اقتصاد عالمي.

وقد نوّع المستثمرون محافظهم الاستثمارية بعيداً عن الأسهم الأميركية، في وقت سابق من العام، لكن التفاؤل المفرط بشأن الذكاء الاصطناعي دفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» لتجاوز مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي، خلال العام.

ومن المتوقع أن تتفوق أسهم شركات خدمات الاتصالات المُدرجة في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، عام 2026، مدعومة بارتفاع سهم «ألفابت» بأكثر من 65 في المائة، وهو أفضل أداء سنوي منذ عام 2009، وتقترب الشركة من بلوغ قيمة سوقية قدرها 4 تريليونات دولار، وسط عوامل مُحفزة تشمل صفقات الذكاء الاصطناعي، واستحواذ «بيركشاير هاثاواي» على حصة بقيمة 4.9 مليار دولار، ونجاح الشركة في قضية مكافحة الاحتكار التي رفضت تفكيك «غوغل».

ويتوقع المحللون أن يمتد نطاق النمو ليشمل مختلف القطاعات في عام 2026، مدعوماً جزئياً بقانون «النمو الشامل» الذي أقرّته الحكومة الأميركية لتسريع نمو أرباح الشركات.

وفي تمام الساعة 5:31 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، سجلت العقود الآجلة انخفاضات على النحو التالي: «داو جونز» 68 نقطة (-0.14 في المائة)، «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 17.25 نقطة (-0.25 في المائة)، «ناسداك 100» بمقدار 89.25 نقطة (-0.35 في المائة).

وأغلقت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» على انخفاض، يوم الثلاثاء، مسجلة الجلسة الثالثة على التوالي في المنطقة الحمراء، في وقت يترقب فيه المستثمرون ما يُعرف بـ«ارتفاع سانتا كلوز»، وهي ظاهرة موسمية عادةً ما يشهد فيها مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» مكاسب في الأيام الخمسة الأخيرة من التداول في العام واليومين الأولين من يناير (كانون الثاني)، وفق تقويم «ستوك تريدر».

وسيحدد مسار أسعار الفائدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي توجهات الأسواق العالمية مع بداية عام 2026، بعد البيانات الاقتصادية المعتدلة لهذا الشهر، وتوقعات تعيين رئيس جديد للمجلس ذي توجهات نقدية متساهلة، ما دفع المستثمرين لتوقع مزيد من التخفيضات، رغم دعوات صُناع السياسات إلى توخي الحذر.

وارتفع سهم «نايكي» بنسبة 1.9 في المائة خلال تداولات ما قبل افتتاح السوق، بعد أن اشترى إليوت هيل أسهماً بقيمة مليون دولار تقريباً، في حين قفز سهم «فاندا» للأدوية بنسبة 18.7 في المائة، بعد موافقة «إدارة الغذاء والدواء» على دوائها للوقاية من القيء الناتج عن الحركة.

ومن المتوقع أن يشهد التداول ضعفاً، خلال الأسبوع المختصر بسبب العطلة، مع إغلاق الأسواق يوم الخميس.


وسط مؤشرات تُحذّر المستثمرين… هل يواصل الدولار ضعفه في 2026؟

أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
TT

وسط مؤشرات تُحذّر المستثمرين… هل يواصل الدولار ضعفه في 2026؟

أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

رغم الارتفاع الطفيف الذي سجّله الدولار الأميركي في تداولات الأربعاء فإن العملة الخضراء لا تزال حبيسة مسارٍ نزولي يضعها على أعتاب أكبر خسارة سنوية منذ عام 2017. وقد تضافرت عدة عوامل لرسم هذا المشهد القاتم خلال عام 2025؛ تصدّرتها دورة التيسير النقدي العنيفة، وتصاعد الهواجس المتعلقة بالاستدامة المالية، فضلاً عن حالة عدم اليقين التي فرضتها تقلبات السياسة التجارية الأميركية.

ويتوقع أن تستمر هذه العوامل في عام 2026، ما يُشير إلى أن أداء الدولار الضعيف قد يمتد، في حين تستفيد بعض العملات الأخرى، بما في ذلك اليورو والجنيه الإسترليني، من مكاسب قوية هذا العام، وفق «رويترز».

وزادت الضغوط على الدولار من استمرار المخاوف بشأن استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي، في ظل إدارة ترمب، الذي أعلن عن نيته الكشف عن مرشحه لرئاسة المجلس في يناير (كانون الثاني)، خلفاً لجيروم باول، الذي تنتهي ولايته في مايو (أيار)، وقد تعرض لانتقادات متكررة من الرئيس.

أداء العملات مقابل الدولار

في نهاية العام، انخفض اليورو بنسبة 0.1 في المائة إلى 1.1736 دولار، في حين بلغ سعر صرف الجنيه الإسترليني 1.3434 دولار، متجهين لتحقيق أكبر مكاسب سنوية لهما منذ 8 سنوات مقابل الدولار الأميركي.

وبلغ مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء الدولار مقابل 6 عملات رئيسية أخرى، 98.35، معززاً المكاسب التي حققها يوم الثلاثاء. وانخفض المؤشر بنسبة 9.4 في المائة خلال عام 2025، في حين ارتفع اليورو بنسبة 13.4 في المائة والجنيه الإسترليني بنسبة 7.5 في المائة.

وشهدت عملات أوروبية أخرى مكاسب كبيرة هذا العام؛ حيث ارتفع الفرنك السويسري بنسبة 14 في المائة والكرونة السويدية بنسبة 20 في المائة.

توقعات انخفاض الدولار في 2026

قال براشانت نيوناها، كبير استراتيجيي أسعار الفائدة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة «تي دي سيكيوريتيز»، إن توقعات انخفاض الدولار في 2026 تحظى بتأييد واسع، مع استمرار تفاؤل مراكز البيع على المكشوف مقابل اليورو والدولار الأسترالي.

وشهد الدولار ارتفاعاً طفيفاً في الجلسة السابقة، بعد أن أظهرت محاضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول) وجود انقسامات واضحة بين صناع السياسة النقدية أثناء خفضهم أسعار الفائدة في وقت سابق من الشهر. وأشار خبراء بنك «باركليز» إلى أن بعض صناع السياسة اقترحوا الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير «لفترة من الوقت»، وهو ما قد يحد من خفض الفائدة مستقبلاً إذا لم تتدهور أوضاع سوق العمل أكثر.

ويتوقع المتداولون خفضين لأسعار الفائدة في 2026، رغم أن البنك المركزي نفسه يتوقع خفضاً واحداً فقط خلال العام المقبل.

أداء العملات الآسيوية

وأسهم ضعف الدولار خلال 2025 في دفع العملات الرئيسية وأسواق العملات الناشئة لتحقيق مكاسب قوية. فقد تجاوز اليوان الصيني مستوى 7 يوانات للدولار لأول مرة منذ عامين ونصف العام، متجاوزاً توجيهات البنك المركزي التي هدفت لتخفيف حدة الأزمة. وارتفعت العملة بنسبة 4.4 في المائة خلال العام، مسجلة أكبر مكاسبها منذ 2020.

الين الياباني: الاستثناء

وظل الين الياباني من العملات القليلة التي لم تستفد من ضعف الدولار خلال 2025؛ حيث بقي مستقراً نسبياً حتى مع رفع بنك اليابان أسعار الفائدة مرتين، في يناير (كانون الثاني) وأوائل ديسمبر. وانخفض الين يوم الأربعاء بشكل طفيف إلى 156.61 ين للدولار، بالقرب من مستويات أثارت مخاوف التدخل وتصريحات حادة من المسؤولين في طوكيو.

وأُصيب المستثمرون بخيبة أمل نتيجة بطء وتيرة التشديد النقدي وحذرها؛ حيث انقلبت مراكز الشراء الكبيرة للين التي كانت سائدة في أبريل (نيسان) بحلول نهاية العام.

وتوقع محللو استراتيجيات بنك «إم يو إف جي» أن تتهيأ الظروف لانخفاض الدولار مقابل الين في 2026، مؤكدين أن انخفاض عوائد السندات الأميركية يزيد احتمالات عودة الين لمكانته بوصفه ملاذاً آمناً.

العملات المرتبطة بالمخاطر

وبلغ سعر صرف الدولار الأسترالي، الحساس للمخاطر، 0.66965 دولار أميركي، متجهاً لتحقيق ارتفاع يزيد على 8 في المائة خلال العام، وهو أفضل أداء سنوي له منذ 2020. وانخفض الدولار النيوزيلندي إلى 0.57875 دولار أميركي، لكنه مهيأ لتحقيق مكاسب بنسبة 3.4 في المائة خلال العام، منهياً سلسلة خسائر استمرت 4 سنوات.

العملات الرقمية

في سوق العملات الرقمية، من المتوقع أن تختتم «البيتكوين» العام بانخفاض قدره 5.5 في المائة، وهو أول انخفاض سنوي لها منذ 2022، بعد أن بلغ سعرها الأخير 88583 دولاراً أميركياً، بانخفاض نحو 30 في المائة عن أعلى مستوى قياسي لها عند 126223 دولاراً أميركياً المسجل في أكتوبر (تشرين الأول).