«وول ستريت» تترقب نتائج المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

«وول ستريت» تترقب نتائج المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)

واصلت الأسهم الأميركية حالة الحذر يوم الثلاثاء، مع استمرار الترقب لما ستسفر عنه المحادثات التجارية الجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وسجل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.1 في المائة في التعاملات الصباحية، تزامناً مع دخول المفاوضات بين واشنطن وبكين يومها الثاني. كما صعد مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 25 نقطة، أو ما يعادل 0.1 في المائة، بحلول الساعة 9:32 صباحاً بالتوقيت الشرقي، وحقق مؤشر «ناسداك» المركب مكاسب مماثلة بنسبة 0.1 في المائة، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

وكانت الأسواق قد شهدت تعافياً ملحوظاً منذ الهبوط الحاد بنسبة 20 في المائة قبل شهرين، عندما فاجأ الرئيس دونالد ترمب الأسواق بفرض رسوم جمركية صارمة وشاملة. ويُعزى جزء كبير من هذا الانتعاش إلى الآمال بانخفاض تلك الرسوم مع اقتراب التوصل إلى اتفاقات تجارية مع دول مختلفة، وقد بات مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» على بُعد 2.2 في المائة فقط من أعلى مستوياته التاريخية المُسجلة في فبراير (شباط).

ومع ذلك، لا يزال المستثمرون بانتظار اتضاح الرؤية بشأن ما إذا كانت هذه الآمال مبررة. وقال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك صباح الثلاثاء، لدى وصوله إلى لندن، إن المحادثات مع الصين «تسير على ما يرام»، متوقعاً استمرارها طوال اليوم. ومن الجدير بالذكر أن الجانبين قررا تعليق العديد من الرسوم الجمركية مؤقتاً، في خطوة تُظهر رغبة في التهدئة.

ورغم هذا التعليق، لا تزال حالة عدم اليقين تُلقي بظلالها على الشركات وتؤثر في قدرتها على تحقيق الأرباح. فقد أعلنت شركة «ديزاينر براندز»، المالكة لمتاجر أحذية «دي إس دبليو»، عن سحب توقعاتها المالية لعام 2025، مُرجعةً ذلك إلى «الضبابية الناجمة أساساً عن السياسات التجارية العالمية».

وسجلت الشركة، التي تمتلك أيضاً علامات «كيدز»، و«جيسيكا سيمبسون» وغيرهما، خسائر فاقت توقعات المحللين في بداية العام، إلى جانب تراجع في الإيرادات. وأشار الرئيس التنفيذي دوغ هاو إلى استمرار «عدم الاستقرار والضغوط التي تطول إنفاق المستهلكين التقديري»، ما دفع سهم الشركة إلى التراجع بنسبة 18.2 في المائة.

في المقابل، ظهرت بعض المؤشرات الإيجابية. فقد كشف استطلاع صدر يوم الثلاثاء عن تحسن طفيف في معنويات الشركات الصغيرة خلال مايو (أيار). وقال بيل دانكلبيرغ، كبير الاقتصاديين في الاتحاد الوطني للأعمال المستقلة، إن «الاقتصاد سيظل متعثراً إلى أن تُزال مصادر الضبابية الرئيسية»، لكنه أشار إلى أن «أصحاب الأعمال أبدوا تفاؤلاً أكبر بشأن ظروف التشغيل ونمو المبيعات».

أما في وول ستريت، فقد تراجع سهم «جيه. إم. سمكر» بنسبة 6.2 في المائة، رغم تفوق نتائجها الفصلية على توقعات المحللين، وذلك بسبب انخفاض الإيرادات وعدم تحقيق التوقعات للعام المقبل.

وساهمت شركة «تسلا» في تقليص الخسائر، إذ ارتفع سهمها بنسبة 1.8 في المائة، مواصلاً تعافيه بعد تراجعه الأسبوع الماضي على خلفية توتر علاقة إيلون ماسك بالرئيس ترمب.

كما قفزت أسهم شركة «تايوان لتصنيع أشباه الموصلات» (تس إس إم سي) بنسبة 2.2 في المائة بعد إعلانها عن نمو في الإيرادات بنسبة تقارب 40 في المائة خلال مايو مقارنة بالعام الماضي.

وشهدت أسهم سلسلة متاجر «كيسي» قفزة قوية بنسبة 10.8 في المائة، بعد إعلان الشركة، ومقرها أنكيني بولاية آيوا، عن أرباح فاقت التوقعات، مدفوعة بقوة مبيعات السندويشات الساخنة ومنتجات أخرى.

وفي الأسواق العالمية، جاءت تحركات الأسهم متباينة، وسط تقلبات محدودة في مؤشرات أوروبا وآسيا.

أما في سوق السندات، فانخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.44 في المائة، مقارنة بـ 4.49 في المائة في نهاية تعاملات الاثنين.


مقالات ذات صلة

تراجع مبيعات التجزئة الأميركية بشكل ملحوظ في مايو

الاقتصاد متسوقون داخل مركز «كينغ أوف بروسيا» التجاري في بنسلفانيا (رويترز)

تراجع مبيعات التجزئة الأميركية بشكل ملحوظ في مايو

تراجعت مبيعات التجزئة الأميركية بشكل ملحوظ في مايو، مع إحجام المستهلكين عن الإنفاق بعد موجة شراء سابقة هدفت إلى تفادي الرسوم الجمركية الجديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تحليل إخباري شاشات تعرض المؤتمر الصحافي لرئيس «الاحتياطي الفيدرالي» في بورصة نيويورك خلال مارس الماضي (رويترز)

تحليل إخباري محللون لـ«الشرق الأوسط»: تثبيت الفائدة الأميركية محسوم... و«التيسير» رهن تراجع التضخم

تتجه الأنظار لاجتماع «مجلس الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي هذا الأسبوع، وسط إجماع على أن «البنك المركزي» سيُبقي أسعار الفائدة دون تغيير للمرة السابعة على التوالي.

مساعد الزياني (الرياض)
الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

الصراع الإسرائيلي-الإيراني يضغط على العقود الآجلة الأميركية قبيل قرار «الفيدرالي»

تراجعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية يوم الثلاثاء، في ظل تصاعد القتال بين إسرائيل وإيران لليوم الخامس على التوالي، ما أثار حالة من الحذر في الأسواق.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول خلال مؤتمر صحافي في واشنطن 7 مايو 2025 (رويترز)

«الفيدرالي» يترقب... والرسوم تضع باول في مأزق تضخمي

رغم أن الاقتصاد الأميركي لا يزال في وضع جيد عموماً، فإن ذلك لا يُجنّب رئيس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، حالة من القلق والترقّب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد دونالد ترمب خلال حفل النزهة السنوي لأعضاء الكونغرس في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض (إ.ب.أ)

تعديلات جمهورية على مشروع «ترمب الضريبي» تثير جدلاً في الكونغرس

قد تُعقّد الصيغ المختلفة لمشروع القانون في مجلسي الشيوخ والنواب، حيث يسيطر الجمهوريون بفوارق طفيفة، جهود قادة الحزب لإقرار التشريع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تراجع مبيعات التجزئة الأميركية بشكل ملحوظ في مايو

متسوقون داخل مركز «كينغ أوف بروسيا» التجاري في بنسلفانيا (رويترز)
متسوقون داخل مركز «كينغ أوف بروسيا» التجاري في بنسلفانيا (رويترز)
TT

تراجع مبيعات التجزئة الأميركية بشكل ملحوظ في مايو

متسوقون داخل مركز «كينغ أوف بروسيا» التجاري في بنسلفانيا (رويترز)
متسوقون داخل مركز «كينغ أوف بروسيا» التجاري في بنسلفانيا (رويترز)

تراجعت مبيعات التجزئة الأميركية بشكل ملحوظ في مايو (أيار)، مع إحجام المستهلكين عن الإنفاق بعد موجة شراء سابقة هدفت إلى تفادي الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس دونالد ترمب.

وأعلنت وزارة التجارة الأميركية، الثلاثاء، أن مبيعات متاجر التجزئة والمطاعم انخفضت بنسبة 0.9 في المائة خلال مايو، بعد تراجع طفيف بنسبة 0.1 في المائة في أبريل (نيسان). ويعزى هذا التراجع إلى انخفاض حاد في مبيعات السيارات، بعد أن أسرع الأميركيون بشراء السيارات في مارس (آذار)؛ لتجنب رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة فرضها ترمب على السيارات المستوردة وقطع غيارها. وعند استثناء السيارات، تراجع الإنفاق بنسبة 0.3 في المائة.

ويأتي هذا الانخفاض في ظل تراجع ثقة المستهلك الأميركي هذا العام، رغم تباطؤ معدلات التضخم واستمرار انخفاض معدلات البطالة، وهي عوامل قد تدعم تعافي الإنفاق خلال الأشهر المقبلة، مع بقاء أساسيات الاقتصاد قوية نسبياً.

وسجّلت مبيعات متاجر الأدوات المنزلية والحدائق انخفاضاً بنسبة 2.7 في المائة، بينما تراجعت مبيعات متاجر الإلكترونيات والأجهزة المنزلية بنسبة 0.6 في المائة، ومتاجر البقالة بنسبة 0.7 في المائة.

في المقابل، شهدت بعض القطاعات تحسناً ملحوظاً، حيث ارتفعت مبيعات متاجر التجزئة الإلكترونية بنسبة 0.9 في المائة، ومتاجر الملابس بنسبة 0.8 في المائة، ومبيعات الأثاث بنسبة 1.2 في المائة.