انكماش الاقتصاد الكوري الجنوبي 0.2 % في الربع الأول

مارة يتسوقون في أحد الشوارع التجارية بالعاصمة الكورية سيول (رويترز)
مارة يتسوقون في أحد الشوارع التجارية بالعاصمة الكورية سيول (رويترز)
TT

انكماش الاقتصاد الكوري الجنوبي 0.2 % في الربع الأول

مارة يتسوقون في أحد الشوارع التجارية بالعاصمة الكورية سيول (رويترز)
مارة يتسوقون في أحد الشوارع التجارية بالعاصمة الكورية سيول (رويترز)

أظهرت بيانات صادرة عن البنك المركزي في كوريا الجنوبية انكماش اقتصاد البلاد بنسبة 0.2 في المائة بالربع الأول من العام الحالي، دون تغيير عن التقديرات السابقة.

وأشارت البيانات، وفقاً لوكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية، إلى أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للبلاد انكمش بنسبة 0.2 في المائة بالربع الأول من العام مقارنة مع الربع الأخير من العام الماضي، وهو ما يمثل أول نمو سلبي في 9 أشهر.

وذكرت أن الاقتصاد الكوري حقق نمواً بنسبة 1.3 في المائة بالربع الأول من عام 2024، لكنه انكمش في الربع الثاني من العام نفسه بنسبة 0.2 في المائة، قبل أن ينمو بنسبة ضئيلة بلغت 0.1 في المائة في الربعين الثالث والرابع.

وفي الأسبوع الماضي، خفض بنك كوريا المركزي بشكل حاد توقعاته للنمو الاقتصادي الكوري لهذا العام إلى 0.8 في المائة.

إلى ذلك، عقد رئيس كوريا الجنوبية الجديد، لي جيه ميونج، اجتماعاً لمجلس الوزراء، الخميس، ركز فيه على مجموعة من الإجراءات الطارئة لمعالجة ركود النمو الاقتصادي ومساعدة الأسر في تحرك سريع للبدء في تنفيذ أحد أهم تعهداته خلال حملته الانتخابية.

وتولى لي منصبه، الأربعاء، بعد ساعات فحسب من فوزه في انتخابات مبكرة استفاد فيها من موجة غضب بسبب أحكام عرفية فرضها الرئيس السابق، يون سوك يول، لفترة وجيزة. وأدت محاولة فرض تلك الأحكام إلى الإطاحة بيون وتعرض البلاد لموجات من الصدمة أثرت على رابع أكبر اقتصاد في آسيا.

وقال لي في تصريحات مقتضبة لمجلس الوزراء، نقلتها وسائل إعلام، إنه ليس هناك وقت لإضاعته ويجب البدء في العمل على الفور لأن الناس في بلاده يعانون.

ورشح لي حتى الآن حليفاً سياسياً من المقربين له في رئاسة الوزراء، ويسابق الزمن لتشكيل مجلس الوزراء ليحل محل حكومة تصريف أعمال وتعيين طاقم مكتبه للحفاظ على استمرارية الإدارة.

وقال متحدث باسم لي، الخميس، إن الرئيس الجديد أمر أغلب المسؤولين بالعودة لأعمالهم.

وجعل لي من التعافي الاقتصادي أحد أهم أولوياته وتعهد بإطلاق العنان على الفور لإنفاق 30 تريليون وون (22 مليار دولار) على الأقل لتعزيز النمو، الذي توقع البنك المركزي في مايو (أيار) أن يكون 0.8 في المائة، أي تقريباً نصف تقديراته السابقة هذا العام التي كانت 1.5 في المائة في فبراير (شباط).

والأربعاء، قال كيم مين سيوك، وهو المرشح لشغل منصب رئيس الوزراء لكن ذلك لا يزال يحتاج إلى موافقة البرلمان، إن الأزمة التي تواجهها البلاد أشد من الأزمة المالية الآسيوية في 1997 إذ تزيدها عوامل خارجية غير مواتية تعقيداً.

ولم تحرز الحكومة السابقة تقدماً يذكر في محاولة تخفيف الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضتها الولايات المتحدة وستؤثر على بعض الصناعات الرئيسية المعتمدة على التصدير في البلاد، مثل السيارات والإلكترونيات والصلب.


مقالات ذات صلة

بيسنت يلمح لمرونة في مهلة التعريفات مع الصين

الاقتصاد مشاة في أحد شوارع مدينة شنغهاي الصينية (أ.ف.ب)

بيسنت يلمح لمرونة في مهلة التعريفات مع الصين

أوضح وزير الخزانة الأميركي أن المحادثات بين الولايات المتحدة والصين تمضي في «مسار جيد جداً»، مؤكّداً أن الموعد النهائي لهدنة التعريفات «قابل للتأجيل».

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد متسوقون في متجر بقالة عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم على السلع الكندية في تورونتو (رويترز)

ارتفاع طفيف في التضخم الكندي قبيل قرار الفائدة المرتقب

ارتفع معدل التضخم السنوي في كندا بشكل طفيف في يونيو (حزيران) ليصل إلى 1.9 في المائة، مُطابقًا توقعات المحللين، بدعم من زيادة أسعار السيارات والملابس والأحذية.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا )
الاقتصاد منظر عام يُظهر مدينة فاس القديمة في المغرب (رويترز)

المغرب يتوقع تباطأ النمو الاقتصادي إلى 4 % العام المقبل

قالت المندوبية السامية للتخطيط في المغرب، الثلاثاء، إن من المرجح أن يتباطأ النمو الاقتصادي للبلاد إلى 4 بالمائة العام المقبل من 4.4 في المائة متوقعة هذا العام.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الاقتصاد عامل بجانب آلة لتسوية صفائح الفولاذ بمصنع «تاتا ستيل» في فيلسن-نورد بهولندا (رويترز)

تعافي الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو خلال مايو يتجاوز التوقعات

أظهرت بيانات صادرة عن مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات)، اليوم الثلاثاء، أن الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو شهد تعافياً ملحوظاً في مايو (أيار) الماضي.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد راشيل ريفز تتحدث مع الرئيس التنفيذي لمجموعة «لويدز» المصرفية تشارلي نون في ليدز (أ.ف.ب)

بريطانيا تطلق مبادرة لتحفيز الاستثمار في الأسهم وتقليل القيود التنظيمية

أعلنت وزيرة المالية البريطانية، راشيل ريفز، الثلاثاء، عن مبادرة تهدف إلى تشجيع مزيد من المدخرين على الاستثمار في أسهم الشركات، وتقليل القيود التنظيمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تعاون بين «مطارات جدة» و«شانغي» لتعزيز النقل في السعودية

جانب من توقيع الاتفاقية - شركة مطارات جدة (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع الاتفاقية - شركة مطارات جدة (الشرق الأوسط)
TT

تعاون بين «مطارات جدة» و«شانغي» لتعزيز النقل في السعودية

جانب من توقيع الاتفاقية - شركة مطارات جدة (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع الاتفاقية - شركة مطارات جدة (الشرق الأوسط)

ضمن مساعي السعودية للتحول لمركز محوري في صناعة الطيران العالمية، وقّعت شركة مطارات جدة مذكرة تفاهم استراتيجية مع مجموعة مطارات شانغي السنغافورية، أحد أبرز مشغلي المطارات في العالم، وذلك بهدف تعزيز التعاون في مجالات التشغيل والابتكار وتطوير تجربة المسافرين.

جاء توقيع الاتفاقية خلال زيارة رسمية شهدت حضور رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبد العزيز الدعيلج، ووقعها عن الجانب السعودي المهندس مازن جوهر، الرئيس التنفيذي لشركة مطارات جدة، وعن الجانب السنغافوري يام كوم وينغ، الرئيس التنفيذي لمجموعة شانغي.

وتشمل المذكرة عدة محاور استراتيجية، من أبرزها توسيع شبكة الربط الجوي، وتبني أحدث تقنيات الأتمتة، ورفع معايير السلامة والأمن، إلى جانب تحسين كفاءة العمليات التشغيلية.

وتأتي هذه الشراكة في إطار التوجه السعودي نحو تعزيز التنافسية الدولية لمطار الملك عبد العزيز الدولي، بوصفه أحد أبرز المشاريع الوطنية المرتبطة بالاستراتيجية الوطنية للطيران ضمن «رؤية المملكة 2030».

مراكز اقتصادية ولوجيستية

وتسعى السعودية - أكبر اقتصاد عربي - من خلال هذه الخطوات إلى إعادة تعريف مطاراتها ليس فقط كبوابات سفر، بل كمراكز اقتصادية ولوجيستية متكاملة تدعم السياحة والتجارة والعبور الدولي.

وبحسب المعلومات الصادرة اليوم، لا تقتصر أبعاد الشراكة مع «شانغي» على الجوانب الفنية والتشغيلية، بل تعكس تحوّلاً في فلسفة إدارة المطارات السعودية نحو نموذج عالمي يستثمر في شبكات المعرفة والتحالفات الدولية.

وتُعدّ هذه الخطوة جزءاً من مسار استراتيجي لتصدير الخبرة السعودية في إدارة الحشود، وتعظيم الاستفادة من البنى التحتية القائمة، وتقديم تجربة مسافر ترتقي إلى أعلى المعايير الدولية.

وأكد المهندس مازن جوهر أن مذكرة التفاهم ستفتح آفاقاً واسعة للتعاون المستقبلي في مجالات تبادل الخبرات، والتطوير التقني، واستكشاف برامج مشتركة تعزز مرونة وكفاءة منظومة النقل الجوي في المملكة.

كما أشار إلى أن التعاون مع مطارات شانغي يدعم تطلعات مطار الملك عبد العزيز في التحول إلى مركز إقليمي ومحور رئيسي للربط بين الشرق والغرب.

100 مليون مسافر

ويُعدّ مطار الملك عبد العزيز الدولي أحد أعمدة مستهدفات النقل الجوي في المملكة؛ إذ تستهدف شركة مطارات جدة خدمة أكثر من 100 مليون مسافر سنوياً بحلول عام 2030، ورفع نسبة الإيرادات غير الجوية إلى 45 في المائة، إلى جانب مناولة 2.5 مليون طن من الشحن الجوي، وتحقيق ترانزيت يتراوح بين 12 و15 مليون مسافر، وربط المطار بأكثر من 150 وجهة عالمية.

وتُظهر الأرقام المحققة في النصف الأول من عام 2025 تصاعداً في الأداء التشغيلي، حيث بلغ عدد المسافرين نحو 25.5 مليون مسافر، بنمو نسبته 6.8 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، كما سجّل المطار أكثر من 150 ألف رحلة، بنمو قدره 6.3 في المائة، وتمت مناولة 29.4 مليون حقيبة، بنسبة نمو بلغت 11.9 في المائة.

وشهد المطار في 5 أبريل (نيسان) الماضي أعلى يوم تشغيلي له منذ تأسيسه؛ إذ بلغ عدد المسافرين في ذلك اليوم وحده 178 ألف مسافر، ما يعكس قدرة تشغيلية عالية وكفاءة في إدارة ذروة المواسم، وهو ما يعزز ثقة الشركاء الدوليين بقدرة المطار على النمو كمحور لوجيستي عالمي.

تحولات كبرى

وتأتي هذه الخطوة امتداداً لتحولات كبرى تشهدها صناعة الطيران في السعودية، ضمن رؤية تسعى إلى جعل قطاع الطيران رافعة رئيسية للتنمية، من خلال منظومة متكاملة من الشراكات الدولية، وتحسين البنية التحتية، وتقديم تجربة مسافر استثنائية تضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة في هذا القطاع الحيوي.