«وول ستريت» تستقر قبيل صدور نتائج أرباح «إنفيديا»

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

«وول ستريت» تستقر قبيل صدور نتائج أرباح «إنفيديا»

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)

استقرت مؤشرات الأسهم الأميركية، الأربعاء، بعد أن سجلت مكاسب قوية أعادتها إلى مستوياتها التاريخية، وسط ترقب الأسواق لتقرير أرباح شركة «إنفيديا» الرائدة.

وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.2 في المائة في التعاملات المبكرة، ليظل أقل بنحو 3.5 في المائة من مستواه القياسي، بعد أن تعافى من تراجعات حادة بلغت قرابة 20 في المائة الشهر الماضي، مدفوعاً بتفاؤل المستثمرين بانحسار تداعيات الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس دونالد ترمب، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

وفي السياق ذاته، صعد مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 60 نقطة، أو ما يعادل 0.1 في المائة، في حين ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.2 في المائة عند الساعة 9:35 صباحاً بالتوقيت الشرقي.

وتتجه الأنظار إلى ما بعد إغلاق جلسة الأربعاء، حيث من المرتقب أن تعلن شركة «إنفيديا» عن نتائجها المالية الفصلية. ويُنظر إلى هذه النتائج على أنها اختبار مهم للأسواق، لا سيما في ظل التوقعات المرتفعة المحيطة بالشركة والتي تعكس حماس المستثمرين تجاه الذكاء الاصطناعي. في المقابل، تزداد المخاوف من أن يكون السهم مبالغاً في تقييمه، خاصة بعد التذبذبات الكبيرة التي شهدها هذا العام.

وعلى صعيد نتائج الشركات، سجلت شركات تجزئة عدة أداءً فاق التوقعات خلال الربع الأخير. فقد قفز سهم «أبركرومبي آند فيتش» بنسبة 27.4 في المائة بعدما تجاوزت أرباحها وإيراداتها تقديرات المحللين، وعزت الرئيسة التنفيذية فران هورويتز هذا الأداء إلى النمو القوي عالمياً، وخصوصاً عبر علامة «هولستر» التي عوَّضت ضعف أداء علامة «أبركرومبي».

كما ارتفع سهم «ديكس سبورتنغ غودز» بنسبة 2.7 في المائة بعد إعلان نتائج إيجابية تجاوزت التوقعات، إلى جانب تمسك الشركة بتوقعاتها المالية للعام بأكمله.

في المقابل، تراجع سهم «أوكتا» بنسبة 12 في المائة رغم إعلان الشركة عن نتائج أفضل من المتوقع. ورغم وصف المحللين للأداء بأنه قوي، فإن صعود السهم بنسبة تقارب 60 في المائة منذ بداية العام ربما رفع سقف توقعات المستثمرين.

أما سهم «ميسي»، فتراجع بنسبة 0.6 في المائة بعد تحول مكاسبه الأولية إلى خسائر، عقب الإعلان عن تراجع طفيف في الإيرادات والأرباح دون مستوى التوقعات. وأبقت الشركة على توقعاتها للإيرادات السنوية، لكنها خفضت تقديرات الأرباح جزئياً بسبب تأثير الرسوم الجمركية واعتدال إنفاق المستهلكين.

وتراجعت أسهم شركة «جيم ستوب» بنسبة 3 في المائة بعد إعلانها شراء 4710 وحدة من البتكوين، تبلغ قيمتها أكثر من 510 ملايين دولار وفقاً للأسعار الحالية، في خطوة تهدف إلى تخزين جزء من السيولة النقدية في الأصول الرقمية.

وفي وقت لاحق، الأربعاء، يُنتظر صدور محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأخير، والذي أبقى خلاله على سعر الفائدة المرجعي دون تغيير للمرة الثالثة على التوالي. وأشار مسؤولو الاحتياطي إلى تنامي المخاطر الاقتصادية، لا سيما من حيث ارتفاع معدلات البطالة والتضخم، وهو ما يُعزى جزئياً إلى استمرار الرسوم الجمركية الشاملة.

وعلى الصعيد العالمي، شهدت معظم مؤشرات الأسهم في أوروبا وآسيا تراجعاً طفيفاً، باستثناء كوريا الجنوبية التي صعد فيها مؤشر كوسبي بنسبة 1.3 في المائة بدعم من مكاسب أسهم «سامسونغ للإلكترونيات» وشركات التكنولوجيا الأخرى.

أما في سوق السندات، فقد ارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.46 في المائة، مقارنة بـ4.43 في المائة في نهاية جلسة الثلاثاء.


مقالات ذات صلة

«وول ستريت» تواصل الصعود بدعم أرباح قوية... وتوقعات بخفض الفائدة

الاقتصاد من داخل بورصة نيويورك (رويترز)

«وول ستريت» تواصل الصعود بدعم أرباح قوية... وتوقعات بخفض الفائدة

تقترب مؤشرات «وول ستريت»، يوم الجمعة، من إنهاء أسبوع ثالث من المكاسب ضمن الأسابيع الأربعة الماضية، مدعومةً بنتائج أرباح فصلية فاقت التوقعات من عدد من الشركات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد محافظ «الاحتياطي الفيدرالي» كريس والر خلال مؤتمر في نيويورك خلال نوفمبر 2024 (رويترز)

والر: مستعد لرئاسة «الفيدرالي» إذا طلب ترمب ذلك

قال محافظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، كريس والر، إنه سيوافق على تولي منصب رئيس المجلس إذا طلب الرئيس دونالد ترمب منه ذلك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد دونالد ترمب يُشير إلى الصحافيين لدى وصوله إلى البيت الأبيض 13 يوليو 2025 (د.ب.أ)

ترمب ينتقد باول بشدة: «أحد أسوأ تعييناتي»

اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الجمعة، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بـ«خنق سوق الإسكان» بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد صراف آلي لـ«البتكوين» في محطة وقود بباسادينا - كاليفورنيا (أ.ف.ب)

زحف المؤسسات الكبرى نحو «البتكوين» يشعل موجة صعود تاريخية

أعاد الارتفاع القياسي في سعر «البتكوين» هذا الأسبوع تسليط الضوء على دور المستثمرين المؤسسيين في دفع الأسعار إلى الأعلى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
الاقتصاد مبنى البنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

تصاعد التضخم وضغوط ترمب يعقّدان قرار الفائدة المرتقب

لا تزال قضية خفض سعر الفائدة في الولايات المتحدة غير محسومة مع اقتراب مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي من اجتماع السياسة النقدية المقرر أواخر هذا الشهر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«نحن بمفردنا»... أفريقيا تبحث عن حلول لمواجهة تبعات الرسوم الجمركية

وامكيلي ميني الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (حسابه عبر منصة إكس)
وامكيلي ميني الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (حسابه عبر منصة إكس)
TT

«نحن بمفردنا»... أفريقيا تبحث عن حلول لمواجهة تبعات الرسوم الجمركية

وامكيلي ميني الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (حسابه عبر منصة إكس)
وامكيلي ميني الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (حسابه عبر منصة إكس)

يضغط قادة أفارقة لتسريع تنفيذ اتفاق على مستوى القارة لتعزيز التجارة، مع تزايد المخاوف بشأن تبعات الرسوم الجمركية الأميركية، بما في ذلك فرض رسوم بنسب تصل إلى 50 في المائة، مثل تلك المفروضة على ليسوتو، مما يهدد بالقضاء على قطاعات بأكملها ويؤثر سلباً على النمو الاقتصادي.

وصدقت 49 دولة وأطلقت رسمياً التجارة في 2021 بموجب اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية لتوحيد شعوب دول القارة البالغ عددهم نحو 1.4 مليار نسمة في سوق موحدة.

لكن تحقق الاتفاقية على أرض الواقع اتسم بالبطء، ولا تستخدم هذا الإطار للتبادل التجاري سوى أقل من نصف الدول الأعضاء، وفقاً لوكالة «رويترز».

وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية يمكن أن تزيد من صادرات أفريقيا بين دولها بنسبة 81 في المائة.

ووفقاً لبيانات البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيم بنك)، زادت التجارة البينية الأفريقية بنسبة 12.4 في المائة العام الماضي لتصل إلى 208 مليارات دولار، ويشير مؤيدون لتلك الفكرة إلى تلك الزيادة باعتبارها من المؤشرات المبكرة على النجاح.

وقال وامكيلي ميني، الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، لوكالة «رويترز»: «علينا تسريع وتيرة تأسيس أنظمة سلسلة القيمة الخاصة بنا. ما نشهده حالياً من تسليح للسياسة التجارية وسياسة الاستثمار والنزعة القومية، أمر غير مسبوق وله تأثير سلبي بالغ على النظام التجاري متعدد الأطراف».

وأضاف: «الدرس المستفاد هو... نحن بمفردنا كقارة».

ووضعت عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) العلاقات التجارية في محور اهتمام صناع السياسات في أنحاء العالم؛ إذ يمكن لدوامة سياسات الرسوم الجمركية العقابية التي لا تنتهي أن تقلب سياسات عولمة قائمة منذ عقود رأساً على عقب، وتعيد تشكيل مسارات تدفق الأموال والسلع.

ويعقد مسؤولون ماليون من دول مجموعة العشرين اجتماعاً في دربان هذا الأسبوع، تحت رئاسة جنوب أفريقيا، وتتصدر ملفات التجارة جدول الأعمال.

ورغم الحاجة الملحة لتعزيز التجارة داخل قارة أفريقيا، فإن تسريع وتيرة تحقيق هذا الهدف تقابلها العديد من التحديات.

ويبلغ إجمالي الناتج المحلي الإجمالي لكل دول الاتحاد الأفريقي مجتمعة نحو ثلاثة تريليونات دولار، وهو ما لا يزيد كثيراً عن حجم الاقتصاد الفرنسي منفرداً. وفرنسا من الأعضاء في مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى.

وقال ميني إن 24 دولة تتبادل التجارة في الوقت الحالي رسمياً في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، بما في ذلك جنوب أفريقيا ونيجيريا.

وقالت رحيمة باركر، من «أكسفورد إيكونوميكس»، إن تنفيذ الاتفاق تفاوت من دولة لأخرى؛ لأن عوامل مثل ضعف الحوكمة تقوض فاعلية الإجراءات، كما تضيف التجارة غير الرسمية تعقيدات للأمر.

وتابعت قائلة: «هذه العوائق واضحة بشكل خاص في الاقتصادات الأصغر جنوبي الصحراء الكبرى، وهي أكثر هشاشة في مواجهة الصدمات الخارجية، وغالباً ما تفتقر إلى القدرات الإدارية والمالية».

وأشار ميني إلى أن أكبر عقبة تواجه التجارة بين دول أفريقيا هي الافتقار للبنية التحتية المناسبة.

وتشمل العقبات والعوائق الأخرى التأخيرات على الحدود والإجراءات الورقية الروتينية المعقدة التي تتطلبها التجارة البينية.

كما أن مسألة عملة التداول أيضاً تشكل معضلة؛ إذ تنفذ نحو ثلثي المدفوعات في أكثر من 40 عملة أفريقية من خلال تحويلات دولارية. ودعا «أفريكسيم بنك» إلى التحول بعيداً عن الدولار بسبب تقلبات العملة وارتفاع الرسوم.