«أرامكو السعودية» تشغّل أول نظام عالمي متطور لتخزين الطاقة المتجددة في أعمال الغاز

مشروع معمل غاز «الفاضلي» على بعد 30 كيلومتراً غرب «مدينة الجبيل الصناعية» شرق السعودية (أرامكو)
مشروع معمل غاز «الفاضلي» على بعد 30 كيلومتراً غرب «مدينة الجبيل الصناعية» شرق السعودية (أرامكو)
TT

«أرامكو السعودية» تشغّل أول نظام عالمي متطور لتخزين الطاقة المتجددة في أعمال الغاز

مشروع معمل غاز «الفاضلي» على بعد 30 كيلومتراً غرب «مدينة الجبيل الصناعية» شرق السعودية (أرامكو)
مشروع معمل غاز «الفاضلي» على بعد 30 كيلومتراً غرب «مدينة الجبيل الصناعية» شرق السعودية (أرامكو)

حققت شركة «أرامكو السعودية» إنجازاً يُعدّ الأول على مستوى العالم بنجاحها في تشغيل نظام تخزين الطاقة المتجددة على نطاق ميغاواط في أنشطة إنتاج الغاز. ويُعد هذا أول استخدام عالمي لبطارية تدفق الحديد والفاناديوم بوصفها مصدراً احتياطياً للطاقة الشمسية لأعمال آبار الغاز.

ويوجد «نظام بطارية التدفق»، الذي تبلغ قدرته ميغاواط/ ساعة، في مدينة وعد الشمال، غرب المملكة العربية السعودية، ويستند إلى تقنية «أرامكو السعودية» الحاصلة على براءة اختراع.

وقد طُوّر بالتعاون مع شركة «رونغكي باور (آر كي بي)»، وهي شركة رائدة عالمياً في مجال «بطاريات التدفق».

وقالت الشركة في بيان الخميس: «يمكن للبطارية دعم ما يصل إلى 5 آبار على مدار عمرها الافتراضي المقدر بـ25 عاماً، وتوفر بديلاً قوياً لحلول الطاقة الشمسية الحالية، كما تلبّي احتياجات الطاقة المتغيّرة بكفاءة وفاعلية من حيث التكلفة.

وصُممت خصيصاً لتحمّل المناخ الحار في المملكة، كما تحقق البطارية الأداء الأمثل في ظل الظروف الجوية القاسية؛ مما يميّزها عن بطاريات تدفق الفاناديوم الأخرى المتوفرة في السوق».

وتعليقاً على ذلك، قال النائب الأعلى للرئيس للتنسيق والإشراف التقني في «أرامكو»، علي المشاري، إن «(نظام بطاريات التدفق) الرائد، الذي قاد جهود تطويره باحثو (أرامكو)، نقلة نوعية في قطاع النفط والغاز».

وتزوّد «أرامكو السعودية» حالياً عدداً كبيراً من آبار الغاز النائية بألواح شمسية متصلة بـ«أنظمة بطاريات الرصاص الحمضية»، إلا إن هذه التقنية الجديدة الرائدة في «بطاريات التدفق» تُقدم حلاً مرناً لتلبية المتطلبات المتنوعة لتخزين الطاقة المتجددة؛ مما يجعلها خياراً مفضلاً لكثير من التطبيقات الصناعية. وهي «مثال على كيفية تطوير واستخدام (أرامكو) تقنيات متقدمة بهدف تعزيز كفاءة الطاقة، وتقليل الانبعاثات في جميع أعمالها».

وتخزن «بطاريات التدفق» الطاقة في محاليل كهربائية سائلة منفصلة عن خلايا البطارية، وتُحوّل المحاليل الكهربائية التي تُضخ في الخلية الطاقةَ الكيميائية إلى كهرباء. بالإضافة إلى توفيرها استقلالية الطاقة.

ويُمكن تفريغ وإعادة شحن «بطاريات التدفق» بشكل متكرر بأقل قدر من فقدان طاقتها الاستيعابية. كما أنها تُقلل من مخاطر الحريق مُقارنةً بأنواع البطاريات الأخرى، وتصميمها المعياري يجعل صيانتها أسهل وأقل تكلفة.

وتتماشى «بطارية التدفق» الجديدة، التي شغّلتها «أرامكو السعودية»، مع «تركيز الشركة على الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، في إطار طموحها لتحقيق الحياد الصفري لغازات الاحتباس الحراري في النطاقين (1) و(2) في أصولها التي تملكها وتديرها بالكامل، بحلول عام 2050».

وتوفر هذه البطارية «استخداماً مُحسّناً للمحاليل الكهربائية السائلة، واستهلاكاً أقل للفاناديوم، مقارنةً بغيرها من الأنظمة المتاحة، كما أنها تتميّز بنطاق واسع من درجات حرارة التشغيل يتراوح بين -8 درجات مئوية و60 درجة مئوية دون الحاجة إلى أنظمة إدارة حرارية.

وأيضاً تُمهّد الطريق لمزيد من التكامل التقني في مواقع النفط والغاز المعزولة وغير المأهولة؛ مما يوفر حلّاً فعالاً للطاقة يمكنه التكيّف مع الاحتياجات المتقلبة دون تحمّل تكاليف إضافية».


مقالات ذات صلة

«أرامكو» تُنهي إصدار سندات دولية بـ5 مليارات دولار

الاقتصاد شعار شركة «أرامكو السعودية» (رويترز)

«أرامكو» تُنهي إصدار سندات دولية بـ5 مليارات دولار

أعلنت شركة «أرامكو السعودية» الانتهاء من إصدار سندات دولية متوسطة الأجل بقيمة 5 مليارات دولار وبإجمالي 25 ألف سند.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
الاقتصاد شعار «أرامكو» (رويترز)

«أرامكو السعودية» تعتزم إصدار سندات دولية متوسطة الأجل بالدولار

أعلنت «أرامكو السعودية»، الثلاثاء، البدء في طرح السندات بموجب برنامجها للسندات الدولية متوسطة الأجل، وستشكل السندات التزامات مقوّمة بالدولار الأميركي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شعار «أرامكو» على منشأة نفطية لها في خريص بالسعودية (رويترز)

عقد استراتيجي بين «أرامكو» و«نسما كنت» لإطلاق مبادرة «رواد الهندسة الوطنية»

وقّعت شركة «نسما كنت للطاقة» عقداً استراتيجياً مع «أرامكو السعودية» لقيادة إطلاق المرحلة الأولى من مبادرة «رواد الهندسة والتوريد والإنشاءات الوطنية».

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مستثمران يراقبان أسعار الأسهم على شاشة تداول السعودية (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 26 مليار دولار أرباحاً في الربع الأول

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 97.76 مليار ريال سعودي (26.06 مليار دولار) خلال الربع الأول من عام 2025.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد إحدى منصات «أديس» (الشركة)

«أديس القابضة» تجدّد عقد منصة بحرية مع «أرامكو» بـ429 مليون دولار

وقّعت شركة «أديس القابضة» عقد تجديد مع شركة «أرامكو السعودية» لإحدى منصاتها البحرية، بقيمة متراكمة تبلغ 1.61 مليار ريال (429 مليون دولار)، وذلك لمدة عشر سنوات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

أسعار النفط تقفز أكثر من 12 % بعد قصف إسرائيلي لإيران

منظر عام لـ«مصفاة عبادان النفطية» في جنوب غربي إيران (أرشيفية - رويترز)
منظر عام لـ«مصفاة عبادان النفطية» في جنوب غربي إيران (أرشيفية - رويترز)
TT

أسعار النفط تقفز أكثر من 12 % بعد قصف إسرائيلي لإيران

منظر عام لـ«مصفاة عبادان النفطية» في جنوب غربي إيران (أرشيفية - رويترز)
منظر عام لـ«مصفاة عبادان النفطية» في جنوب غربي إيران (أرشيفية - رويترز)

ارتفعت أسعار النفط أكثر من 12 في المائة، يوم الجمعة، بعد أن قالت إسرائيل إنها نفَّذت ضربات على مواقع إيرانية؛ مما أثار مخاوف من اندلاع حرب في الشرق الأوسط الغني بالنفط.

وارتفع خام برنت متجاوزاً 78 دولاراً للبرميل، مُسجِّلاً أكبر مكاسب يومية منذ مارس (آذار) 2022، عندما شنَّت روسيا حربها على أوكرانيا. كما صعد سعر خام غرب تكساس الوسيط، بنسبة 12.6 في المائة ليصل إلى 76.61 دولار للبرميل.

وأعلنت إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح الجمعة أنها شنَّت هجوماً على إيران، وذكرت وسائل إعلام إيرانية أنه سُمع دوي انفجارات في طهران مع تصاعد التوترات بشأن الجهود الأميركية لكسب موافقة إيران على وقف إنتاج المواد اللازمة لصنع قنبلة ذرية.

وقال عدد من تجار النفط في سنغافورة إنه من السابق لأوانه الجزم بما إذا كانت الضربة ستؤثر على شحنات النفط من الشرق الأوسط، إذ سيعتمد ذلك على رد إيران، وما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل. وقال أحد التجار: «من السابق لأوانه الجزم بذلك، لكنني أعتقد أن السوق قلقة بشأن إغلاق مضيق هرمز».

وقال سول كافونيك، كبير محللي الطاقة في «MST Marquee»، إن الصراع سيحتاج إلى تصعيد يصل إلى حد رد إيراني على البنية التحتية النفطية في المنطقة، قبل أن تتأثر إمدادات النفط بشكل ملموس.

وأضاف أن إيران قد تعيق ما يصل إلى 20 مليون برميل يومياً من إمدادات النفط، من خلال هجمات على البنية التحتية، أو تقييد المرور عبر مضيق هرمز، في سيناريو متطرف.

وقال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إن إسرائيل ستتلقى «عقاباً قاسياً» عقب هجوم يوم الجمعة، الذي زعم أنه أسفر عن مقتل عدد من القادة العسكريين.

ووصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، يوم الخميس، الضربات الإسرائيلية على إيران بأنها «عمل أحادي الجانب»، مؤكداً أن واشنطن لم تكن متورطةً، وحثَّ طهران على عدم استهداف المصالح أو الأفراد الأميركيين في المنطقة.

وقالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في «فيليب نوفا»: «أعلنت إيران حالة طوارئ وتستعد للرد، مما يزيد من خطر حدوث اضطرابات، بل وانتشار العدوى في دول مجاورة أخرى منتِجة للنفط أيضاً».

وعلى الرغم من إحجام ترمب عن المشارَكة، فإن التدخل الأميركي قد يثير مزيداً من المخاوف.

وفي أسواق أخرى، انخفضت الأسهم في بداية التعاملات الآسيوية، مدفوعةً بانخفاض حاد في العقود الآجلة الأميركية، بينما هرع المستثمرون إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب والفرنك السويسري.